صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 15
 
  1. #1
    عضو شرفي
    عماد المهدي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1885
    تاريخ التسجيل : 28 - 2 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 723
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي ملف كامل عن الاحداث فى ليبيا



    كامل الاحداث ليبيا


    (1)
    القذافي يترنح .. وطرابلس تستعد لاستقبال الثوار

    كامل الاحداث ليبيا

    أسامة نبيل
    بعد نجاح الثُّوار في تونس ومصر من إزاحة الرئيسين؛ زين العابدين بن علي، وحسني مبارك، دبَّت الثورات في بقية الدول العربية كالنار في الهشيم؛ بحثًا عن حرية غابَت لسنواتٍ وسنواتٍ وراء قضبان زرعتها أنظمة بلغت من العمر عتيًّا.
    فنظام العقيد معمر القذافي في ليبيا يدخل عامه الثانِي والأربعين، وهو الأقدم على الإطلاق بين الحكام العرب، إن لم يكن الأقدم بالعالم أجمع بعد تنحِّي فيدل كاسترو عن الحكم لأخيه في كوبا، ومع ذلك مازال يتشبَّثُ بالحكم كأنه يتولَّاه منذ أيام معدودة، ووصل به الأمر إلى حدِّ قصف المتظاهرين بالطائرات والصواريخ والمدافع، ليؤكِّد ما قاله نجله سيف الإسلام من أنَّ أباه ليس ابن علي أو مبارك، فهل بالفعل هو كذلك، أم أنَّه من حق الليبيين الوصول للحرية حتى لو كان الثمن القصف بأسلحة فتاكة وسط صمت العالم أجمع؟

    البداية والتحول

    بدأت المظاهرات بمُدُن بنغازي ودرنة والبيضاء وأجدابيا والقبة وطبرق والزنتان وطرابلس وتاجورا وشحات وسدراتة والرجبان وإيفرن وجادو والقبة، ثم نجح الثوار في فرض سيطرتهم على بنغازي ودرنة وطبرق، وكل المناطق الشرقية من ليبيا.
    وفاجأ القذافي العالَمَ أجمع بقصف المحتجين بالطائرات والمدافع الثقيلة والصواريخ، وزادَ على ذلك استخدامه لقوات مُرْتَزَقَة من إفريقيا لقتل الشعب، وهو الأسلوب الذي لم يكن بالحسبان يومًا ما أن يلجأ حاكم لتأجير مرتزقة لقتل شعبه.
    ومع تطوُّر الأحداث بشكل متلاحِقٍ قَوِيت شوكة الثوار، وانضم لهم قيادات دبلوماسية وعسكرية، بدأها انقلاب قائد المنطقة الشرقية العسكرية برتبة لواء على القذافي، ونجاح الكتيبة الأمنية في طبرق، التي انضمَّت للثوار بقيادة العميد فتح الله الشهيبي، من إسقاط طائرة كانت تحاول الهبوط بمطار طبرق، وعلى مَتْنِها ميليشيات مرتزقة من زائير.
    كما انتفضت قبيلة ورفلة أكبر قبائل المنطقة الغربية وانضمَّت للثوار مما يقلب الموازين لصالح الثورة، ويعجل بسقوط نظام القذافي لِمَا لهذه القبيلة من تأثير لكثرة عددها وتاريخها السابق في محاولة الثورة والانقلاب على نظام القذافي بمساعدة أبنائها الضباط الذين كانوا منتشرين في الجيش وقتها وتعرضوا للقتل والسجن والتضييق عليهم.
    كما قامت قبائل الطوارق في الجنوب بالانضمام للثورة ومهاجمة مقرَّات تابعة للنظام وكذلك اتَّسعت الاحتجاجات بمدن مختلفة بالمنطقة الغربية وحول العاصمة طرابلس.
    وكانت قبيلة الزنتان قد سَبَقَت بالانضمام للثورة، إضافة إلى حدوث انشقاقات واسعة بالكتائب الأمنية وانضمام كثير منها للثوار والتصدِّي للمرتزقة وبعض حرس القذافي الذين يشنون حربًا على الشعب مستخدمين الأسلحة العسكرية الخفيفة والثقيلة، مما تسبَّب في سقوط مئات القتلى وآلاف المصابين بحسب تقديرات المصادر المختلفة.
    ويرَى بعض الليبيين أنه يبقى الأمل في انضمام قبيلة المقارحة بالمنطقة الغربية المنتمي إليها رجل القذافي عبد السلام جلود، والتي ستُعجِّل بسقوط النظام، ومن المتوقع انضمامها للثوار في أي لحظة بعدما تأكُّد الجميع أن الثورة في طريقها للنجاح.
    وكشفت المصادر أنّ معظم المرتزقة الذين يستخدمهم القذافي ينتمون لدولة زائير ويتحدثون اللغة الفرنسية.

    غضب القذافي ونجله

    واجَه كل تلك النجاحات للثورة، غضب شديد من قِبل القذافي ونجله سيف الإسلام، حيث خرج الثاني في أول خطاب من أسرة القذافي مهددًا ومتوعدًا بقوله: "استعدوا لحرب أهلية وفقر وانسوا البترول والطعام والتعليم", مشيرًا إلى أنّ السلاح الثقيل والخفيف صار في أيدي من وصفهم بـ"البلطجيَّة".
    وعلى الفور خرج الآلاف في الشوارع يندّدون بالخطاب ورافعين "الأحذية" تعبيرًا عن هذا الرفض، مرددين الهتافات المنددة بالقذافي وأسرته ومطالبتهم بالرحيل عن ليبيا.
    وهو ما دفع القذافي نفسه إلى أن يخرج للنور لينفي هروبه إلى فنزويلا ثم قال في خطاب له: إنّني لو كنت رئيسًا لرمَيْت الاستقالة في وجوهكم، بل أنا قائد وزعيم ثورة شعبية، وتركنا السلطة للشعب بعد أن أنجزنا في ليبيا، موضحًا أنّه "أرفع من المناصب".
    وتوعَّد القذافي المتظاهرين المطالبين بإسقاطه بالحرب حتى النهاية، قائلاً: "سأقاتل حتى آخر قطرة من دمي"، مشيرًا إلى أنّه لم يستخدم القوة حتى الآن، ولكنه سيستخدمها إذا دعت الحاجة لذلك.
    وعلى غرار خطابات الرئيسين المخلوعين زين العابدين بن علي وحسني مبارك، اتهم القذافي قِلّة مندسة تسعى لتخريب ليبيا عن طريق تقديم حبوب "الهلوسة" والأموال لبعض المأجورين الذين لديهم أجندات خارجية.
    ولكن يبدو أنَّ كل هذه التصريحات الرعناء لم تُؤتِ أكلها؛ إذ أصرَّ المحتجون على الاستمرار حتى إسقاط النظام، فخرج سيف الإسلام مرة أخرى يتوعد ثانية، ثم خرج القذافي في خطابٍ جديدٍ ليكرر أن المحتجين يتعاطون حبوب "الهلوسة" ولكن هذه المرة يتهم أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة بأنه هو الذي أعطَى هذه الحبوب للمحتجين.
    وقال في كلمته إلى أهالي الزاوية (60 كلم إلى غرب طرابلس): "هؤلاء لا مطالبَ عندهم، مطلبهم ليس عندهم بل عند ابن لادن" مضيفًا: "من يعطي الحبوب لأولادكم هو المجرم والمسئول عن القتل أو حرب أهلية أو مصيبة"، وأضاف أن سلطته في ليبيا "مجرد سلطة أدبية ومرجعية".

    10 آلاف شهيد

    وبالاستخدام المفرط للقوة، تجاوز عدد الشهداء- بحسب عضو في المحكمة الجنائية الدولية- منذ بداية الثورة الليبية العشرة آلاف، وأكثر من 50 ألف جريح.
    ولم يستبعد عضو المحكمة الجنائية الدولية أن يلجأ القذافي إلى استخدام أسلحة كيماوية لضرب الشعب الليبي، داعيًا دول العالم للتدخل السريع لإنقاذ الشعب الليبي.
    فيما طالبت المنظمة العربية للإصلاح الجنائي، بإحالة القذافي ونجله سيف الإسلام ومعاونيهم من ضباط شرطة وجيش ومليشيات مسلحة تابعة للنظام الليبي إلى المحاكمة الجنائية الدولية، لاستخدامهم العنف المفرط والرصاص الحي والقصف بالطائرات ضد المدنيين العُزَّل، لافتة إلى أنّه تَمّ استخدام الأسلحة الثقيلة في الشوارع الليبية، علاوةً على التهديد باغتصاب النساء من جانب المرتزقة الأفارقة.

    أبناء القذافي والثروة

    مع تطور الأحداث، تصاعد الخلاف بين أبناء القذافي حول توزيع الثروة، وقالت صحيفة "فايننشيال تايمز"، نقلاً عن برقيات دبلوماسية أمريكية سريّة، حصل عليها موقع "ويكيليكس": إنّ القذافي أقام إمبراطورية مالية ضخمة، هي مصدر خلافات جدية بين أبنائه.
    وقدرت تقارير صحفية ثروات القذافي وأولاده بأنها تصل إلى 82 مليار دولار، في حين قدرتها جهات أخرى بأنها تقدر بنحو 130 مليار دولار.
    وتحت عنوان "مجموعة القذافي"؛ يؤكّد دبلوماسيون أمريكيون أنّ القذافي وأسرته يملكون مساهمات مهمة في قطاعات النفط والغاز والاتصالات والبنية التحتية للتنمية والفنادق والإعلام وتجارة التوزيع.
    وفي مذكرة مؤرخة في مايو 2006، يوضّح دبلوماسيون أمريكيون أنّ أبناء القذافي يحصلون على عوائد منتظمة من الشركة الوطنية للنفط، التي تبلغ قيمة صادراتها السنوية عشرات المليارات من الدولارات.
    وأوضحت المصادر ذاتها أنّ سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي، ينشط في صناعة النفط عبر فرع لمجموعته "وان ناين".
    واستثمر القذافي بنفسه في 2009 ما قيمته 21.9 مليون دولار في مجمع فندقي في مدينة لاكويلا الإيطالية التي شهدت زلزالاً مدمرًا في 2009.
    وأشارت برقية دبلوماسية أخرى مؤرّخة في مارس 2009 إلى "صراعات داخلية" بين أبناء القذافي يمكن "أن توفّر ما يكفي من الإثارة والصخب لإنجاز مسلسل مليودرامي ليبي".
    وأكّد الدبلوماسيون الأمريكيون أنّ التوتر زاد بين أفراد العائلة، خصوصًا مع التركيز على إظهار سيف الإسلام في مقدمة الساحة السياسية الليبية.

    دور العلماء

    الحقيقة أن العلماء كانوا مُشْعِلي حماس الثورات العربية وخاصةً في ليبيا، فها هو فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يفتِي بحل إهدار دم القذافي، وحثَّ الضباط والجنود الليبيين على تخليص الشعب الليبي من ظلم الطاغية معمر القذافي، سواء بالانقلاب على نظامه، أو حتى إنهاء أمره برَمْيِه برصاصة، تُخلص الناس من شرِّه.
    كما ندَّد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بـ"الأعمال الإجراميَّة" التي يتعرَّض لها المتظاهرون في ليبيا، الذين يواجهون بالأسلحة النارية الحية.
    وحذَّر الاتحاد في بيانٍ أصدره خصيصًا وتناول مُجْمَل الوضع في ليبيا، من الاستمرار في إراقة دماء المسلمين هناك، ودعا الاتحاد النظام الليبي "إلى أن يتقي الله تعالى في هذا الشعب الذي يحكمه منذ أكثر من أربعة عقود، ويترك لهم المجال لاختيار تقرير مصيرهم بأنفسهم، والقيام بالإصلاحات الجذرية".
    بينما أعرب فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة "المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم"، عن صَدْمته جراء أعمال القتل التي تُرْتَكب بحقّ المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام في ليبيا، مشيرًا إلى أنّ الحاكم الذي يقتل شعبه ليس جديرًا بهم.
    وأكّد الشيخ سلمان في بيانٍ له حول الأحداث الجارية في ليبيا أنّه من "حقّ هذه الجماهير أن تحتجَّ وأن تُبلِّغ صوتها، ومواجهة هذه المطالب والتحركات بالبلطجية، وإطلاق عصابات المرتزقة، وقطع المؤن والبنزين عن المدن لهو تعامل بأساليب عَفَا عنها الزمان، ومن شأنه "أن يصنع ثأرًا لدى الشعوب يَصعُب نسيانه".
    كما أيَّد فضيلة الشيخ علي الصلابي فتوى فضيلة الشيخ صادق الغريانِي، بضرورة خروج الليبيين لنصرة المتظاهرين أمام نظام القذافي، وقال: إنّ الخروج إلى المظاهرات فرض عين لمساندة الإخوة المكلومين في باقي أراضي البلاد، وأن البلاد تعانِي غزوًا أجنبيًّا من مرتزقة أفارقة يموَّنون من حكومة طرابلس إلى بنغازي عن طريق جسر جوي.
    وعاد وأكّد أن المعركة بين الشعب والعقيد معمر القذافي ستحسم قريبًا لصالح الشعب بعد انحياز الجيش للثوار، مشيرًا إلى أنّ قوات الجيش التي انضمت للثوار أقامت غرفة عمليات بالمنطقة الشرقية لترتيب هجوم على باب العزازية بطرابلس التي يتحصّن فيها القذافي، وذلك للتخلص الكامل من القذافي ولتصبح ليبيا بالكامل محررة.

    lgt ;hlg uk hghp]he tn gdfdh






  2. #2
    عضو شرفي
    عماد المهدي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1885
    تاريخ التسجيل : 28 - 2 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 723
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    ثورة ليبيا .. غريزة الاستبداد وآفاق المستقبل


    د. محمد مورو
    تحية واجبة لكل من الثورة التونسيَّة والثورة المصريَّة، حين تتحولان إلى ثورة عربية أو إسلامية شاملة، فإن تلحق الثورة الليبية بهما وهي قاب قوسين أو أدنى إلى النصر، يعني أن مستقبل العرب والمسلمين بات مشرقًا إن شاء الله، بل إن من دواعي التفاؤل الآن أن نقول أن ثلاث ثورات نجحت في ثلاث دول متجاورة، الأمر الذي يعني أن بالإمكان إقامة وحدة مصريَّة ليبية تونسيَّة، وكذلك سودانية على اعتبار أن مصر والسودان كيان واحد، آن الأوان لأن يلتئم بعد انفصال طويل وبلا مبررٍ أو داع، وهذا أمر يمكن أن يحقق نواة وحدة عربية وإسلامية شاملة على المستوى المتوسط إن لم يكن القريب.
    على كل حال فإن الأحلام والآمال قد زرعت في التربة، وعلينا تعهدها بالعناية حتى تثمر إن شاء الله، ولكن من الضروري الآن دعم الثورة الليبية بكل الوسائل والطرق، لأن بها يكتمل عقد الثورة في مكان واحد.
    وعلينا أن نرصد في هذا الصدد أن الثورة التي اندلعت في ليبيا سوف تنتصر إن شاء الله، لأن المستبدّ في ليبيا يكرر نفس الأخطاء التي كرَّرها المستبدون دائمًا، فهي في الحقيقة غريزة الاستبداد التي تقود المستبدين إلى الحماقة، ولعلَّ هذا من رحمة الله.
    فالمستبد والطاغية الليبي وابنه سيف الإسلام قد كرَّرا نفس المقولات الفارغة التي كان يكررها نظام الرئيس المصري السابق، فهناك مثلًا الحديث عن أجندة إيرانيَّة وأحيانًا أمريكيَّة في ثورة مصر، وكان هذا هراء، ولكنه كان هراء أقل من هراء القذافي وابنه، لأنهما تحدثا عن أجندة مصرية وتونسية، وأن المصريين والتوانسة هما من وزَّعوا حبوبًا مخدرة على شباب ليبيا ليقوموا بالثورة، وهو أمر مكذوب أيضًا، وإذا كان الشعب المصري يرفض التدخل الأمريكي والإيراني في شئونه فإن الشعب الليبي لا ينظر بحساسية إلى المصريين والتوانسة، فهم مثله عرب، ومسلمون، ومن هنا فإن غريزة الاستبداد الغبيَّة في النظام الليبي أكثر منها بكثير في النظام المصري السابق، وكذا فإن النظام الليبي استخدم نفس اللغة عن إنجازات حول التحرر من الاستعمار وتحقيق المنجزات، كما فعل الرئيس السابق حسني مبارك في الحديث عن الضربة الجوية في عام 1973 أو المنجزات السياسية والاقتصادية، وبغضّ النظر عن مدى صحة هذه المنجزات هنا وهناك، فإنه ليس من المبرِّر أن تقدم معروفًا لشعبك، ثم تستعبده أو تهين كرامته، وثورة ليبيا بالكامل هي ثورة كرامة مع أسباب آخرى ثانويَّة.
    على أنه من الحقيقة والإنصاف أن نقول أنه سواء كان تنحي الرئيس مبارك من السلطة بضغطٍ شديد من الجيش أو من تلقاء نفسه، فإن ذلك قد حقن دماء الكثيرين من المصريين شعبًا وجيشًا ونقول أن الرئيس مبارك أو الجيش المصري لهما أو لأحدهما الفضل في حقن دماء المصريين، أما النظام الليبي الذي هدَّد فيه الرئيس الليبي بتطهير كل بيت في ليبيا، أي قتل معظم أبناء الشعب الليبي، والذي هدَّد فيه ابن الرئيس بأن مئات الألوف سوف يموتون وليس الآلاف فقط، وأنه سوف تتحول ليبيا إلى قطع صغيرة، فإن معنى ذلك أننا أمام نظام مجرم بلا حدود، مستعد أن يدفع الجيش الليبي أو القبائل الموالية للنظام إلى خوض حرب أهلية من أجل بقائه على رأس السلطة، وإن شاء الله تعالى فإن الجيش الليبي لن يستمع إلى أوامر الرئيس الليبي المجرم، وكذلك فإن حكمة شيوخ القبائل الليبية ستحول دون تنفيذ مخطط القذافي، لأن قبيلة القذافي نفسه لن تحرق مستقبلها وتدخل في ثارات ودماء لعشرات السنين القادمة مع باقي القبائل الليبية، في مقابل الدفاع عن رجل فقد عقله وفقد ضميره.
    نسأل الله تعالى أن يعن الشعب الليبي على الإطاحة بالنظام الفاسد، وأن يكون سلوك الجيش الليبي والقبائل الليبية على مستوى ما هو معروف عن ليبيا من وعي وتمسُّك بالدين الإسلامي والعروبة ووحدة التراب الليبي.





  3. #3
    عضو شرفي
    عماد المهدي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1885
    تاريخ التسجيل : 28 - 2 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 723
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    القذافي.. عُتوّ الكبرياء وانكشاف الغطاء

    د. عصام أحمد البشير
    بالأمس حين صعد المجاهد عمر المختار شامِخًا فوق المشنقة سقَطَت نظارته على أرضها، فهتف شاهقًا: الله أكبر، فتَلقَّفها شعب ليبيا من فم المختار إلى فم الثوار، لتؤكّد بعد عقود عُلُو (الله أكبر).
    إنَّ المضغة التي تَخلّقت في رحم نساء ليبيا خلال عقود استهلّت صارخة مردِّدة تكبيرة عمر المختار ثانية.
    واليوم روّع العالم بحجم الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها النظام الليبي بحقّ شعب ليبيا الأبِيِّ، وما ألْحَق به من البطش والتنكيل وقتلٍ للشباب الواعِد بدم بارِدٍ وإزهاق للأرواح البريئة بقذائف الطائرات الحربية ومضادات الدروع والطائرات.
    وقد آنَ الأوان لهذا الشعب الكريم أن يخرج من تِيهِ الدكتاتورية المستبِدّة وقد أكمل سنوات التِّيه الأربعين، وآن للطاغية الظلوم أن يُعدَم وقد بلغ ظلمُه المدى وعدوانه الآفاق، إذ لم يعد من خيارٍ أمامَه سوى الخِزْي والعار، وخاصة بعد خطابه الأخير الذي أرْغَى فيه وأزبد وهدّد وتوعّد ووقف عاريًا إلا من الصلف والطغيان والغرور والغباء.
    إنّ العَمَى والوقر الذي ملأ قلب الطاغية وأذنه، جعَله لا يسمع صرخات الأحرار فأخذ يَهْذِي بوعيدٍ صلفٍ كأنه يملك سلطان الدنيا وجبروتها وهو أوْهَن من بيت العنكبوت، ولقد خرج بالأمس متحدثًا عاريًا من كل ورقةِ توتٍ تستر خذلانه واستبداده بملك انسَرَب من بين أصابع يديه، فحرّكها في زناد البنادق وراجمات الصواريخ ليقتل شعبًا ما تزال تكبيرة عمر المختار ترنّ في أذنيه.
    إنّ الفجر تنفَّس تمامًا واكتمالاً في أرض ليبيا، والشعب الذي انطلق لن ينكسر، والخِزْي قطعًا والانكسار يقينًا سيكون لهذا الطاغية الذي نَسِيَ الله فأنساه الله نفسه فويل له من خِزْيِ الدنيا وعذاب الآخرة.
    وإنَّ شباب ليبيا ليُسطِّرون دروسًا بليغة ينبغي التوقف عندها ومنها:
    · إنّ الشعوب لا تيأس من مطلب الحرية، وإن تَطاول عهد الدكتاتورية بها وقَوِيت قبضتها واشتدَّت وطأتها .
    لو عرف التاريخ أوسًا وخزرجًا ** فلله أوس قادِمُون وخزرج
    · إنّ الاحتماء بالقوات الأمنية والوحدات العسكرية، والولاء للحكومات الغربية ليست هي السبيل الأمثل لحماية الأنظمة وتأمين الحكومات، بل بسط الحريات وقيام العدل وقمع الظلم وهو أضمن السبل وأصدق الطرق لنظام سياسي مستقرّ ودولةٍ آمنةٍ مطمئنة .
    · وإنّ دم الشهداء يظلّ لهبًا يُنير للشعوب الطريق، فلا تَهُن في مدافعة ظالِمٍ ولا تضعف عن مطالبةٍ بحقٍّ.
    واستجابةً لواجب الساعة:
    · نبعث تحيةَ إجلالٍ وتقدير للشعب الليبي الصامِد في ثورته المباركة، ونرسل تعازينا لأهلنا في ليبيا الحرّة في أولئك الشهداء الأبرار، شهداء الحرية والكرامة، ودعاءنا للجَرْحَى والمصابين في معركة العِزَّة التي تشهدها الآن مُدُن ليبيا وقُرَاها ونُجُوعها:
    لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى * * حتى يُرَاق على جوانبه الدمُ
    ومِن العداوة ما يَنالُك نفعــهُ * * ومن الصداقةِ ما يضرّ و يؤلِمُ
    · ونثمِّن دور الإعلام الحرّ في تعرية الظلم والظالمين، وكشف الحقائق ونُصْرة المستضعفين.
    · نناشد أبناء ليبيا الأبرار أن يلتزموا بوحدة الصفّ وأن تتلاحم القبائل والعائلات الليبية مع أبناء وطنهم المطالبين بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، والحياة الكريمة ورفع قيود القهر وكسر أغلال الظلم، وكافة صور الاستبداد والطغيان.
    · ونناشد الشرفاء من أبناء القوات المسلحة الليبية أن يُوجِّهوا بنادقهم للمرتزقة والمأجورين حمايةً لهذا الشعب الأعزل؛ فإنّ التاريخ لن ينسَى لهم أن تخاذلوا عن هذا الواجب أو اختاروا الوقوف في صفّ الجلَّاد.
    · ونناشد رجالات السلك الدبلوماسي والقوات النظامية أن يسلكوا مَسْلك إخوانهم الشرفاء الذين قدّموا استقالات عاجلة وشجاعة من وظائفهم بعدما ولَغ النظام في دماء الشعب الليبي؛ ليُعجِّلوا بنهاية هذا النظام وإلا ستَجْرِفُهم رياح الثورة والتغيير مع الطاغية ونظامه.
    · نناشد الدول والمنظمات العربية والإسلامية أن تقوم بواجب النصرة لهذا الشعب العربِيِّ المسلم من إيصال للمعونات ومحاصرة هذا النظام دبلوماسيًا وسياسيًا وإعلاميًا بدلاً عن الصمت والوجوم على مَرْأَى ومسمعٍ من شعب أعزل يُسْحَل في الطرقات ويبطش به في السكك والشوارع، وندعو الدول العربية والإسلامية إلى إسقاط شرعية النظام الليبي في المحافل الدولية بعد أن أسقطها الشعب بالداخل وأن تفتح دول الجوار الحدود ليصل الجرحى والمرضى إلى سبل العلاج والدواء، وأن تعمل على حظر مرور المرتزقة بأراضيها جوًا وبرًا وبحرًا.
    · وندعو المنظمات الحقوقية العربية والإسلامية والدولية إلى كشف جرائم الحرب والإبادة، التي ارتكبها النظام في ليبيا بحق الشعب الليبي الأبي الحرّ، وأن تعمل على تقديم القذافي وأعوانه وأجناده إلى القصاص؛ جزاءً وفاقاً.
    · ونهيب بإخواننا العلماء والدعاة والسادة المفكرين إلى مواصلة تبصير الأمة بقضاياها وواجب الأفراد والجماعات والمنظمات والكيانات تجاهها، وترشيد حركة الشعوب في سعيها لاسترداد كرامتها وعزتها وحريتها.
    · نهيب بجميع المسلمين إحياء سنة القنوت نصرة لإخوانهم في ليبيا، وردعا للطغيان، فإنّ دعاء السحر من سهام القدر.
    أتَهْزَأُ بالدعاء وتزدريه *** وتنسَى كل ما فعل الدعاء
    سِهام الليل لا تخطي ولكن *** لها أجل وللأجل انقضاء
    ثبّت الله القلوب على الحق، ونصر المستضعفين في أنحاء الأرض، وأخذ الظالمين أخذ عزيز مقتدر.

    · عصام البشير/ مساعد الأمين العام للعلاقات الخارجية بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين






  4. #4
    عضو شرفي
    عماد المهدي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1885
    تاريخ التسجيل : 28 - 2 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 723
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    ليبيا.. عندما يذبح الحاكم شعبه!



    طرابلس/ الإسلام اليوم
    على قدم وساق وفي تطورات متلاحقة يُمارس النظام الليبي جرائمه على نطاق واسع، ليس ضد إسرائيل التي يتشدق بمعاداته لها، أو لأمريكا والتي يعتبرها عدوة له، ولكن ضد شعبه الأعزل، إلا من حناجر واستغاثات.
    وأمام مسمع أصم ومرئى أعمى من العالم؛ يقود النظام الاستبدادي في ليبيا هجومه ضد مواطنيه، وكأنّه في حرب مع أعدائه، الأمر الذي يُعيد إلى الأذهان ما ارتكبه النازيون الجدد، وكأنّنا اليوم أصبحنا أمام شبيه لهتلر، إنْ لم يكن هو بالفعل.
    المشاهد القادمة من ليبيا على الرغم من ندرتها، لصعوبة تسريب جل ما يدور هناك، نتيجة لقطع الاتصالات بشكل كامل بينها وبين العالم، تؤكد أنّ ما يحدث في ليبيا الصامدة أقل ما يوصف بأنّه جريمة إبادة منظمة لشعب، يقوده ويشرف عليه نظام استبدادي، يتزعمه المجرم القذافي ونجله عدو الإسلام.
    ولكن في المقابل، فإنّه قياسًا على كل الثورات، التي اندلعت أخيرًا في تونس ومصر، وقبلهما دول العالم، فإنّ كل المؤشرات تُؤكد أنّ النظام الليبي يلفظ خبثه خلال الساعات الراهنة، على الرغم من جيوب المرتزقة التي تواجه وتبيد الشعب الليبي، وفق ما أعلنه صراحة عدو الإسلام بأنّ الشعب عليه أن يختار إما الفوضى أو القتال.
    وهنا يوضح أكثر طبيعة هذا القتال بأنّه سيكون حتَّى آخر رجل وامرأة، وحتى آخر قطعة سلاح. هذا التهديد يوجهه نجل هذا المستبد إلى شعبه، على الرغم مما قد يظنه البعض لأول وهلة بأنّه مُوجه إلى أمريكا التي سبق أنّ فرضت على نظام والده حظرًا جويًا واقتصاديًا، أو إلى إسرائيل والتي لا تقبل نظامه، على الرغم من الإشارات التي كان يرسلها لها من وقت لآخر بإقامة دولة إسرائيلية تجاور فلسطين، أسماها "اسراطين".
    هذا إذن هو القذافي ونجله وبهما يقيمان نظامهما الاستبدادي، فتحت دعاوى أن هناك مصريين وتونسيين يقودون حركات للتمرد بحق تعريفهم للثورة الشعبية، يذبح القذافي ونجله شعبه ومعه المصريون والتونسيون بسكين الوحدة العربية، التي كثيرًا ما دعا كاذبًا بها، إلى أن تنصل منها، وذهب إلى أفريقيا، لعله يجد في ضعفائها من يرفع شأنه، بعدما صار يزعم أنّه أمير المؤمنين وأنّه ملك ملوك أفريقيا. هذا الشعور بالاستبداد والطغيان والنقص أيضًا، وممارسة الجرائم على نطاق واسع؛ يكشف حقيقة هذه السفاح الذي يبيد شعبه بالنار والحديد، ولتتكشف معه أحاديثه الكاذبة عن الوحدة العربية، ومزاعمه الباطلة عن العروبة والديمقراطية.
    هذا الفرعون يذبح شعبه بدعوى العروبة، ويبيد أهله بزعم الوحدة، ويمارس استبدادًا بإدعاءات باطلة بأنّه يعمل لصالح شعبه، وهو في الحقيقة يقتلهم بدم بارد، تحت شعارات جوفاء بحماية البلاد، ومزاعم أخرى بالحفاظ على القومية العربية.
    إنّ ما يدور الآن على أرض ليبيا الطاهرة سوف يسجله أبنائها بأحرف من نور، حيث يقترب شعبها البطل من إزالة هذا الصنم المجنون، في ملحمة بطولية تعلق عليها صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية؛ بأنّ هذه الأحداث جعلت من القذافى يواجه التحدي الأخطر لحكمه المستمر منذ 42 عامًا، بإطلاق المرتزقة على المتظاهرين غير المسلحين.
    وتُشير الصحيفة إلى أنّ القذافى على عكس الحاكم في جارته الشرقية مصر، أراد أن يكون له رأيًا آخر في التعامل مع شعبه بإبادة المئات، وقد يكون الآلاف منهم في جريمة منظمة، سوف يسجل التاريخ طهارة من كانوا ضحاياها، وغزي كل من قام وشارك وسكت عنها.
    هذه الجرائم، وعلى الرغم من ضراوتها لا تزال تقابل في العالم العربي والعالم كله ببرود شديد، لا يقل عن البرود الذي يبيد به هذا المجنون شعبه، وهو الذي يتخيل أنّ إبادته لهم هو وحي من السماء ألهمه الله إليه، على نحو ما ينقل عنه معظم من جلس إليه بأنّ هذا السفيه يرفع رأسه إلى السماء يستلهم الوحي، ولا ينظر إلى من أمامه، بدعوى أنّه أكبر من أن ينظر إلى من أمامه.
    على هذا النحو يتعامل هذا المجرم مع شعبه على أنّه أقوى من شعبه، وأنه أكبر من أن يكون حاكمًا، لذلك نعت نفسه بالنعوت السابقة، حتى كان الانفجار من جانب الشعب، وهو الذي أذله على مدى 40 عامًا ونيف، ليسطر أحفاد عمر المختار أروع البطولات ليس في الذل والخنوع، ولكن في التضحية والاستبسال، فقد خرج المارد من القمقم، ولم يعد يهاب بطشًا، أو يخشى لجانًا ثورية أو شعبية، فلم تعد ترهبه رصاصات غادرة من طائرات المرتزقة، أو فوهات بنادق الأجانب العملاء الذين استأجرهم نجله عدو الإسلام؛ ليبيد الشعب برصاصات غادرة ماكرة.
    أمثال هؤلاء الثوريين في ليبيا تمكنوا من نهب البيوت وسلب الثروات وتخزينها في خزائنهم، أثناء توليهم مسئولية البلاد، بدعوى أنهم قائمين على حماية السلطة، والتي ينبغي أن تكون في يد الشعب.
    وباسم هذه السلطة يذبح عدو الإسلام الشعب الليبي بدم بارد، حيث يُوجه إليهم الطائرات المحملة بالصواريخ لتفتك بهم، اعتراضًا منه على جريمتهم بحد زعمه من أنهم قالوا في وجهه لا، ورفضوا الانصياع لمطالبه بأن يأتوا إليه صاغرين، يتحاور معهم، وكأنّه يقول لهم تحاور وأنتم أذلاء، وإلا فأنهار الماء أمامكم، وبراكين الغضب من خلفكم.
    إلا أنّ الليبيين الشرفاء، أحفاد عمر المختار ما زالوا يسطرون حتى اللحظة أروع الملاحم في التضحية والاستبسال والفداء، يواجهون الرصاص بقلوبهم، وهى البطولات التي يسجلها الشعب الليبي المسلم في الزاوية ومصراتة وزنتان وغيرهم.
    هذه الملايين التي انتفضت وحطمت صنم الكتاب الأخضر مُورس ضدها أشكال عدة من العذاب والظلم، وهى نفسها التي قامت بحراسة المصارف وتنظيم إدارة المدن والقرى؟! أليست هذه سلطة الشعب الحقيقية، وليس السلطة الزائفة التي تدعي النبوة، وأنّها ملكة ملوك الأرضيين؟!






  5. #5
    عضو شرفي
    عماد المهدي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1885
    تاريخ التسجيل : 28 - 2 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 723
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    الدور الغربي في المأساة الليبيَّة

    د. ياسر سعد
    لا يمكن اعتبار الدور الغربي بأنه متواطئ مع القذافي في جرائم الحرب التي يرتكبها بحق شعبه فحسب، بل هو مشارك وبفعالية فيما يتعرَّض له الليبيون من محن وابتلاءات، ولا يتوقف الأمر عند المواقف الهزليَّة والسلبيَّة والتي وقفتها كثير من الدول الغربية في جرائم الحرب التي يقترفها القذافي، بل ويتعداه إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير، المواقف الغربيَّة والتي كان أسوأها على الإطلاق في بداية الأحداث موقف رئيس الوزراء الإيطالي سلفيو برلسكوني، والذي قال بأنه لا يريد إزعاج القذافي بشأن حركة الاحتجاجات، أما المواقف الأخيرة والتي جاءت بعد تواتر الأنباء عن استخدام الأسلحة الثقيلة ضد المواطنين وحتى ما بعد خطاب القذافي، والذي أعلن فيه الحرب التدميريَّة على ليبيا وأهلها، فإنها في مجملها مواقف باهتة تدعو الحكومة الليبية للحوار ولا ندري مع من أو كيف وقد أعلن الشعب الثورة عليها، أو تعلن أنها تدرس القيام بخطوات مناسبة في أوقات مناسبة، وكأن الهدف منها إعطاء القذافي الوقت لعلَّه ينجح في سحق انتفاضة الغضب الشعبيَّة.
    النفاق الغربي وازدواجية معاييره أصبحت من المسلمات السياسيَّة، فالولايات المتحدة والتي فتكت وتفتك بالعراقيين والأفغان شنت هي وحلفاؤها حملات محمومة على السودان بذريعة قيام قواته بحملات إبادة وجرائم حرب في دارفور دون أن نرى في وسائل الإعلام صورة واحدة لتلك الجرائم، فيما الصور الساكنة والمتحركة تتوافد من ليبيا -كما حصل في غزة- توثّق الجرائم والمجازر لنشهد ردود فعل باردة وهادئة ولا تتناسب مع محرقة القذافي الإجراميَّة، ولعلَّ خطاب القذافي والذي تحدث فيه عن الدولة الإسلامية والنفط وتقسيم البلاد يتناغم مع الأطروحات الغربيَّة والتي تسوِّق للإرهاب في معرض التبرير للسياسات الاستعمارية الجديدة والحديث عن أسلمة أوروبا وعن هويتها.
    فبحسب علمي لم يخرج صوت من الفاتيكان، والذي كثيرًا ما حذَّر "البابا" فيه من الخطر الإسلامي، يندِّد بجرائم القذافي المروعة، كما أن الحديث عن تقسيم البلاد يتناغم مع التوجه الغربي والصهيوني لإعادة رسم المنطقة وتفتيتها كما يحصل في السودان والعراق، وكأن القذافي يقدم نفسه أداة طيِّعة في هذا المشروع.
    حديث القذافي عن الإرهاب المزعوم يعيدنا إلى أواخر عام 2008 حين كشفت وزارة الخارجية الأمريكيَّة النقاب عن قيام طرابلس الغرب بدفع 1.5 مليار دولار لصندوق ضحايا "الإرهاب"، وليوضح ديفيد وولش مساعد وزيرة الخارجيَّة أن دفع التعويضات "يزيلُ تلك العقبة الأخيرة أمام علاقة طبيعية بين الولايات المتحدة وليبيا"، فيما وصف بيان للخارجية الأمريكيَّة ليبيا بأنها شريك مهم في تنسيق الجهود المشتركة ضدّ "الإرهاب", قائلا إنها "تعد نموذجًا للدول التي ترغب في تجنب العزلة والاندماج في المجتمع الدولي".
    لقد كان التصرف الأمريكي في قضية لوكربي مشينًا ومهينًا لقيم العدالة وحقوق الإنسان، فالقبول الدولي للقذافي بعد اعترافه بتفجير الطائرة مقابل تعويضات مالية ضخمة من أموال الشعب المسحوق هو تصرُّف منافق ويعيد للواجهة مسألة تعريف الإرهاب خصوصًا مع اعتبار القذافي لاحقًا شريكًا في الحرب الأمريكية على "الإرهاب"، فتاريخ القذافي الإرهابي المفترض بحق الأمريكيين يمكن محوه والتجاوز عنه بدفع المليارات بغضّ النظر عما إذا استمرَّ الفعل الإرهابي يتوغل ويتغول بحق الشعب الليبي، وبمجرد ما وافق القذافي على تفكيك ترسانته العسكرية، أصبح الرجل قبلة لزيارات القادة الغربيين وأصبحت خصاله مادة مفضلة لغزلهم ومديحهم، فجاك سترو وزير خارجيَّة بريطانيا وصف القذافي بالقائد الليبي الشجاع، وسارع توني بلير رئيس وزراء بريطانيا حينها لزيارة طرابلس في ربيع 2004 ليلتقي بالدكتاتور الليبي واصفًا إياه بأنه أظهر "شجاعة شخصيَّة"، وقال بلير: إن محادثاته مع القذافي، كانت "إيجابية وبنَّاءة"، معلنًا أن "لدينا الآن تعاونًا قويًّا جدًّا في مجالات الدفاع ومكافحة الإرهاب"، ولينتهي المطاف بالسياسي الأوربي والبريطاني العام الماضي مستشارًا للقذافي، ولا أدري إن كان لبلير كمستشار أي دور في ما يجري الآن في ليبيا.
    أما الرئيس الفرنسي ###ولا ساركوزي وفي سياق دفاعه عن زيارة القذافي المثيرة للجدل لباريس، قد تجاوز حدود المنطق والأدب الدبلوماسي وحتى الإنساني بقوله لصحيفة "لونوفيل أوبزرفاتور": إن القذافي لا ينظر إليه كديكتاتور في العالم العربي، وأضاف ساركوزي للصحيفة أن "الرئيس الليبي هو أقدم حاكم عربي في المنطقة، وهذا أمر له حسابه في العالم العربي" ولست أدري بأي صفة أو صيغة يتكلم ساركوزي وبطريقة فظَّة باسم العالم العربي, ومن أخبره بأن في حسابات العالم العربي أقدميَّة للحاكم؟ وفي معرض تبريره لدعم نظام بن علي خلال زيارته لتونس 2008، قال ساركوزي: "إذا أقيم غدًا نظام حُـكم على غِـرار طالبان في إحدى دول شمال إفريقيا، فمَـن يصدِّق أن أوروبا أو فرنسا يُـمكن أن تشعرا بالأمان".
    إن نموذج القذافي يعتبر بالنسبة للمصالح الغربية الأمثل والأجدى، فمن مصلحة الغرب أن يتعامل مع دكتاتور يمكن القيام معه بصفقات وعقود ضخمة تسليحًا وتفكيكًا، وتدميرًا وتعميرًا دون مساءلة ولا محاسبة، والاستفادة من خبرات نظامه الشمولي الأمنية والقمعيَّة في مكافحة "الإرهاب" وحراسة أوروبا من الهجرة غير الشرعية والإبقاء على بلادنا متخلفة، لتبقى ما بقيت الدكتاتورية أسواقًا استهلاكيَّة جاذبة للمشاريع الخارجيَّة وطاردة للعقول والخبرات الوطنيَّة والتي يستقطبها الغرب مستفيدًا من طاقاتها وإبداعاتها.





  6. #6
    عضو شرفي
    عماد المهدي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1885
    تاريخ التسجيل : 28 - 2 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 723
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    المجتمع الليبي.. بين الأمس واليوم

    محمد إمام
    يعيش ما يقرب من ستة ملايين ونصف المليون ليبي في مساحة تتجاوز مليونًا وسبعمائة ألف كيلومتر مربع, أي أن عدد السكان ضئيل مقارنة بمساحة البلاد، وخلال عهد القذافي، المستمر منذ نحو 42 عامًا، خطت ليبيا خطوات اجتماعية واقتصادية، يرجع الفضل في كثير منها إلى عائدات النفط الضخمة.
    ربما عدد سكان ليبيا القليل كان سببًا في سهولة محو أمية المجتمع تمامًا، كما أن معدلات الأعمار فيه وصلت إلى سبعين سنة أو نحوها، وبلغ معدل دخل الفرد بحدود 12 ألف دولار سنويًّا، بحسب أرقام البنك الدولي، على الرغم من أنه لا يتناسب مع دخل البلاد من الثروة النفطية مقابل عدد سكان صغير نسبيًّا.
    يحق للنساء في ليبيا العمل وارتداء ما يشأن من ملابس، حسب أوضاعهنَّ الأسرية، إلا أنها (المرأة) بشكلٍ عام عانت كثيرًا من ويلات التجاهل.. حيث ظلَّت حبيسة السكون، وحاصرها النسيان؛ والسبب كان الحصار على ليبيا لسنوات طويلة فأصبحت بين نارين؛ نار الإهمال وعدم اهتمام المجتمع بها أو بقضاياها، ونار الحصار الذي منعها من الاتصال بالعالم الخارجي، وطرح قضاياها ومشاكلها والاستفادة من خبرات وتجارب الآخرين, إلا أنها تحصل على حقها كاملًا في الميراث دون انتقاص.
    بحكم الطبيعة الصحراوية في ليبيا, وطبيعة سكانها المنتمين إلى قبائل ترابطت لفترات طويلة, فقد ظل الانتماء القبلي عميقًا في المجتمع الليبي خلال العهد الملكي، وما زال واقعًا قويًّا في هذا المجتمع, إلا أنه عادةً ما يهون الانتماء القبلي ويضعف ويفقد أهميته مع تحسن التعليم والانتقال إلى المدينة، وما تفرزه من سلوكيات وعقليات مختلفة، وهو ما يعني إبعاد الناس عن تراثهم القبلي التقليدي، وبالتالي إضعاف نفوذ القبليَّة.
    وتقطن ليبيا قبائل أغلبها لها أصول عربية بنسبة تصل إلى 97%، حيث بدأ انتشار هذه القبائل مع دخول البلاد للدولة الإسلامية زمن خلافة عمر بن الخطاب في سنة 643 م (24هـ). وقبل الدخول العربي لليبيا كانت القبائل الليبية الأصيلة التي تقطن ليبيا خلال الفتح الإسلامي من البربر تتفرع من جذمين، وهذا قول النسابة والمؤرخين، حيث ينتهي النسابون بالبربر إلى واحد من أصلين: البرانس أو البتر، ولا يزال البربر يشكلون جزءًا من النسيج القبلي لليبيا، وإن كان بنسبة بسيطة جدًا في حدود 3% ويتوزعون بشكل خاص في جبل نفوسة.
    وكان الرئيس الليبي معمّر القذافي قد تعهَّدَ هو ومجموعته من الضباط الوحدويين الأحرار بالقضاء على ما يسمى "النزعة القبلية" فور وصوله إلى مقاليد الحكم في البلاد عام 1969, وبالفعل فإنه في الأعوام العشرة الأولى من حكمه؛ تضاءل دور القبيلة بشكل ملموس، وفي الوقت نفسه تمكن القذافي من الاعتماد على دعم معظم الشعب الليبي, فرصيده السياسي آنذاك كان كبيرًا، وبشكل عام كان يحظى بدعم الجيش.
    وبدأت شعبية القذافي بالاضمحلال مع تخلّيه عن رفاقه في مجموعة الضباط الأحرار وابتعاده عنهم، حيث لم يبق منهم في المشهد العام إلا عدد قليل، وشرع في الاعتماد أكثر فأكثر على القبيلة والصراعات القبلية من أجل تشديد قبضته على السلطة.
    وفي كلمته التي بثها التلفزيون الحكومي الليبي يوم الأحد 20 فبراير، لوح سيف الإسلام، ابن الرئيس الليبي معمر القذافي، بعواقب دخول بلاده في دوامة حرب أهلية في حال استمرار الاحتجاجات على نظام حكم أبيه، بالقول: إنَّ "القبائل ستتقاتل فيما بينها في الشوارع", وهو ما نفاه الشيخ الليبي علي الصلابي قائلاً: "إنَّ تصريحات نجل القذافي المخوفة من اندلاع حرب أهلية في ليبيا لا مجال لها من الصحة"، وكذا قوله: إن "الشرق انفصل وتحول إلى إمارات منفصلة"، حيث أن مناطق غرب البلاد انتفضت هي الأخرى لما رأت النظام يسفك الدماء في بنغازي، وهو ما دفع سكان مدن مصراتة والزنتان والزاوية والجبل الغربي وطرابلس إلى رفع شعار "بالروح، بالدم، نفديك يا بنغازي"، بما يؤكد الطابع الوحدوي للشعب الليبي.
    وما تظهره الأحداث المتتالية منذ بَدْء قوات القذافي ومؤيديه قتل المتظاهرين أن الوحدة الوطنية في ليبيا ليست في خطر، ولن تكون هناك حرب أهلية، وإنما الشعب جميعه ضد فرق المرتزقة الأفارقة, وهو ما عبر عنه موقف العلماء والشيوخ والنخب الذين شكلوا لجانًا شعبية في الميدان لقيادة المظاهرات السلمية والدفاع عن أعراض وأموال الليبيين وعن الممتلكات الخاصة.





  7. #7
    عضو شرفي
    عماد المهدي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1885
    تاريخ التسجيل : 28 - 2 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 723
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    حطّم غروركَ

    أشجان هندي
    يا أيُّها القذّافُ من بحرِ الدماءْ
    يا من تفرّدَ بالحماقةِ و الغباءْ:
    احقن دماءَ الأبرياءْ
    لستَ الإلهَ،
    و لستَ ربَّ الأنبياءْ!
    لا أنتَ مبعوثٌ
    ولا وحيٌ يجيءُ إليكَ
    من عرشِ السماءْ!
    لستَ التقيُّ
    و لا النقيُّ،
    كفى هُراءً و ادّعاءْ
    لستَ الوليُّ،
    و لا الوصيُّ،
    و لستَ من إن شاءَ كلّ الكونِ شاءْ!
    لن تُسكتَ الأصواتَ
    لن تغتالَ أقمارَ الفضاءْ!
    من أنت؟
    قُلْ من أنتَ؟
    "قاتلُ شعبه" أُسميكَ؟
    أم أُسميكَ مصّاصَ الدماءْ؟
    أُسميكَ سفاحَ النساءْ؟
    أُسميكَ جزّارَ الطفولةِ
    أم إمامَ الأدعياءْ؟
    من أنت؟
    قل من أنت؟
    زيفٌ أنت؟
    أم محضُ افتراءْ؟
    إنزع وجوهَكَ
    إنّ يومَ الكشفِ جاءْ
    إنزع وجوهَك
    إنّ يومَ الِشعبِ جاءْ
    اليومَ أمرٌ
    كان خمرٌ يومَ أجلستَ الرئاسةَ
    فوقَ عرشِ الكبرياءْ
    يا أيها المغرورُ،
    أو يا أيها المسعورُ،
    أو
    يا أيها الوهمُ الهباءْ:
    إنْ كنتَ في كلِ الأمورِ مُحَطّمًا
    حطّم غرورَكَ
    لا ضلوعَ الأبرياء.





  8. #8
    عضو شرفي
    عماد المهدي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1885
    تاريخ التسجيل : 28 - 2 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 723
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    وزير الداخلية الليبي يعلن استقالته وانضمامه للشعب

    الإسلام اليوم/ وكالات
    أعلن وزير الداخلية الليبي اللواء عبد الفتاح يونس استقالته، وانضمامه لثورة "17 فبراير" ضد نظام العقيد معمر القذافي الإجرامي.
    وطالب يونس الجيش مساء اليوم الثلاثاء بالوقوف مع مطالب الشعب الليبي بإسقاط النظام.
    وقالت قناة "الجزيرة": إن وزير الداخلية الليبي عبد الفتاح يونس العبيدي أعلن تأييده "لثورة 17 فبراير". وأذاعت القناة لقطات فيديو يظهر فيها وزير الداخلية الليبي جالسا إلى مكتبه يقرأ بيانا يدعو الجيش الليبي إلى الانضمام إلى الشعب والاستجابة إلى "مطالبه المشروعة".
    وكان القذافي قد أشار في خطابه في وقت سابق اليوم إلى أن الثوار الذين وصفهم بـ"الحيوانات والأرذال والبلطجية" قد قتلوا وزير الداخلية عبد الفتاح يونس، وما لبث أن خرج عليه يونس مكذباً ومعلناً انضمامه للثوار.





  9. #9
    عضو شرفي
    عماد المهدي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1885
    تاريخ التسجيل : 28 - 2 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 723
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    ثورة المختار.. بريشة الكاريكاتير







    الإسلام اليوم
    قبضة حديدية لسحق الحرية والديمقراطية
    السويد/ أولي جوهانسون
    مصاص الدماء القذافي
    السويد/ رايبر هانسون
    العقرب
    أريند فان دام
    اغتيال وطن
    أريند فان دام
    نيرون الليبي
    أريند فان دام
    الانتحاري
    أليسين/ مونتريال جازيت
    أوقات عاصفة
    النمسا/ بيتر بيسميستروفيتش
    حريق في خيمة العقيد
    هولندا/ جويب بيرترامز
    حتى آخر قطرة
    السويد/ أولي جوهانسون
    وبدأ العد التنازلي
    أريند فان دام
    التعلق بالفروع المتهالكة
    السويد/ أولي جوهانسون
    خيمة القذافي
    سلوفاكيا/ مارتن سوتوفيتش
    القتال حتى آخر رصاصة
    بوب إنجليهارت
    بحر من الاحتجاجات
    بات باجلي/ سولت ليك تريبيون
    حانت ساعة الحساب
    السويد/ ريبر هانسون
    سقوط الطغاة
    باتريك تشابات
    الشعب الليبي يتحرر
    دواين بوث





  10. #10
    عضو شرفي
    عماد المهدي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1885
    تاريخ التسجيل : 28 - 2 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 723
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    مشيداً برقي وترابط الشعب الليبي
    العودة: الليبيون ماضون في طريق الخلاص من الحكم الظالم


    الإسلام اليوم/ أيمن بريك

    أشاد فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة -المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم"-: برقي وترابط الشعب الليبي الذي شاهده أثناء زيارته ليبيا، مؤكداً أن الليبيين ماضون في طريق الخلاص من الحكم الظالم إلى غير رجعة، مشيراً إلى أنه مهما كانت الخسائر فإنه من المؤكد أن هذه الخسائر هي أقل سوءاً مما لو تمكّن هذا الحكم من استعادة أنفاسه لأنه في هذه الحالة سوف يبطش بهؤلاء الثوار والمحتجين على ظلمه وتعسفه تجاه شعبه.
    وقال الشيخ سلمان في برنامج "يوم جديد" على قناة المجد: إن الليبيين ابتلوا بهذا الحكم الظالم الذي أذلهم عبر أكثر من أربعين سنة، ولذلك فإن أكثر الليبيين يعيشون خارج البلاد، حيث تراهم في أوربا وأمريكا وحتى في البلاد العربية سواء في مصر أو الأردن أو سوريا أو في دول الخليج ، هرباً من القهر والظلم، ولكن الأمر الآن - إن شاء الله- قاب قوسين أو أدنى من النهاية .
    الاستنصار بالله
    وأوضح الدكتور العودة: أنه ليس أدل على القهر والظلم الذي يتعرض له الشعب الليبي مما تقوم به السلطات الليبية الآن من قصف الشعب الأعزل بالطائرات، ولذلك هناك دعوات لفرض حظر جوي على ليبيا، وفتح ممرات آمنة على دول الجوار من أجل إيصال المساعدات، لافتاً إلى أن هذا إن وُجد فسيكون خيراً لشعب ليبيا، مشيراً إلى أن هذا الظلم ليس وليد اليوم، فقد زرت ليبيا وبينما كنت أتجول في المنطقة الشرفية ومدن بنغازي والبيضاء ودرنة، التي استقلت حالياً عن الحكومة ، رأيت منطقة بها بقع سوداء ضخمة كأنها حرّة، فسألت رفاقي عنها فقالوا : هذه مناطق ضربتها الحكومة الليبية بالنابلم في فترة ماضية .
    وتابع فضيلته: أن هذا يشير إلى أن هذا النظام ليس لديه اعتبار للقيم الإنسانية، وما يفعله يمثل سقوطاً مريعاً للحكومة التي تسمي نفسها " الجماهيرية " التي من المفترض أنها تستمد سلطتها من الجماهير، وتعترف بأن شعبها هو مصدر سلطتها، ولم يجد هذا الشعب طريقاً عبر أربعين سنة إلا المطالبة بإسقاط هذا النظام أخيراً .
    وتعجب العودة من الموقف العالمي الذي يكتفي بدور المتفرج وأكثر ما يفعله هو إدانة العنف وهو يرى شعبا أعزل يحاول فك هذا القيد عنه ويطالب بحريته المشروعة، وليس أمام هذا الشعب إلا الاستنصار بالله - سبحانه وتعالى-.
    مناشدة للمسلمين
    وناشد الشيخ سلمان المسلمين بالدعاء لإخوانهم وقال: إنني أنادي المسلمين الذين يحبونهم ويتابعون الأوضاع في كل مكان أن يدعوا لإخوانهم في ليبيا، افزعوا إلى الله -سبحانه وتعالى- وضجوا إليه -سبحانه وتعالى- واعلموا أن الأمر بيده، واصدقوا الله -سبحانه وتعالى- في حملة من الدعاء الصادق في أوقات الإجابة وفي الصلوات والخلوات وفي الهزيع الأخير من الليل، ونادوا ربكم باسمه العظيم ووجهه الكريم وسلطانه القديم وكلماته التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر ، أن يحمي هذا الشعب المسلم وأن يدير الدائرة على الظالمين ، ويُعجّل بهلاكهم أو رحيلهم ، ويكفي المسلمين والناس شرهم ، مشيراً إلى أن هذا أقل الواجب علينا تجاه الشعب الليبي الصامد .
    واستطرد فضيلته: وإلى جانب الدعاء فمن يستطيع أن يوصل شيئاً إلى هذا الشعب فعليه أن يبادر ، مثلما يحدث الآن على الحدود بين ليبيا ومصر، حيث أثبت المصريون جدارتهم وأقاموا مستشفى ميدانياً، موضحا أن هناك حاجة إلى المزيد من هذه الأعمال التي من شأنها أن تغيث ملهوفاً أو تفرّج مكروباً أو تداوي مريضاً أو تجهّز ميتاً، فحتى هذه الأشياء أصبحت الآن بحاجة إلى دعم ومساندة .
    اليمن.. بلد الإيمان والحكمة
    وردا على سؤال من متصل يبكي فيه حال اليمن ويقول إنه يشعر باليأس لتردي الأوضاع هناك وأين هي من قول النبي ( الحكمة يمانية) :قال الشيخ سلمان: إن اليمن هو بلد الإيمان والحكمة كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- ، مشيراً إلى أن هذا لا يعني أن كل أهله حكماء ولا أنه في كل الأوقات حكماء، ولكن هذا إشارة لصفة موجودة، إضافة إلى كونها دعوة ، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: « الإِيمَانُ يَمَانٍ وَالْفِقْهُ يَمَانٍ وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ»، مما يفهم منه أنه ليس خبراً محضاً فقط ولكن به دعوة إلى أن يكونوا هم رمزاً للإيمان و الحكمة والصبر على البلاء، وحسن التصرف في المواقف الصعبة .
    وأضاف فضيلته : يجب ألا نقول إننا متشائمون ، وألا تأتي هذه الكلمة على لسان أحد منا أبداً حتى لو وُجد في قلبه هم أو غم أو شيء ، فعليه أن يقل : نسأل الله ، أو نرجو الله ، (وإذا غلبت الروم قل أنا متفائل ولا أفضل هذا ).
    وشدد العودة على ضرورة أن يحاول الإنسان ألا يبرمج نفسه على الكلام السلبي ، وذلك لأن الكلام الذي يقوله الإنسان يسمعه، فيتبرمج عقله اللاواعي معه، وهكذا ينظر للأحداث دائماً نظرة سلبية، بينما كل الأحداث لن تعدم فيها جانب إيجابي .
    الشارع اليمني
    وأكد الشيخ سلمان أنه على الشعب اليمني أن يتكاتف ويتعاون وأن تكون (كلمة الشارع) كما يسمى وكلمة الأحزاب واحدة و ليس من أجل الفوضى، وذلك لأن اليمن بلد قَبَلي و مليء بالسلاح ، خاصة أن من الناس من يقول: أنا أو الدمار ، ولذا يجب علينا أن نراهن على الانضباط، و الصبر وأن تكون الكلمة واحدة وليس أن تنتقل البلاد من وضع سيء ،لا قدّر الله، إلى وضع ربما يكون مثله أو أقل منه، ولكن نريد أن يكون هناك انتقال إلى وضع أفضل و ديمقراطية وحرية حقيقية وانتخابات نزيهة وتشاور ومحاربة للفساد المالي الذي دمّر البلاد .
    وأوضح د.العودة : أن هذا الفساد المالي في اليمن قائم على أساس أن كل من فتح فمه تضع فيه بعض المال، و نتيجة لذلك تذهب ثروات البلاد في أعطيات غير محسوبة وغير منتظمة من أجل كسب الولاء ويبقى البلد متخلفاً من دون بنية تحتية أو تنمية، موضحا أن هذه هي المصيبة العظمى في اليمن وفي بعض بلاد الإسلام .
    التفاؤل مطلوب
    وضرب الدكتور العودة ، مثالا لذلك ، قائلا: إنه عند بداية الثورة الشعبية في مصر كنت أرى بعض المصريين من الكبار وأسلم عليهم وأقول : مبروك ما شاء الله رفعتم رؤوسنا . فكانوا صامتين وكأن ووجوههم جامدة لا تتحرك أبداً ولا تبتسم! فقلت: لماذا ؟ قالوا : إن بلادنا مفتوحة على المجهول ، وكان الرئيس المصري السابق يحذّر الناس ويقول : إذا ذهبت فإن البديل هو الفوضى، أو الإخوان المسلمون، ولكن الحمد لله صارت الأمور إلى أحسن ما يكون ، وتبيّن أن الفوضى كانت من الذين كانوا ينتمون إلى الرئيس السابق ويدافعون عنه، فهم الذين ضربوا الناس بالحجارة وبالخيول وغيرها وآذوا .
    وأردف فضيلته : إننا نجد الآن نفس الأمر يحدث في ليبيا وأن المشهد نفسه يتكرر ، حيث نرى أن القيادة في ليبيا تقول إننا إذا ذهبنا سوف يكون البديل حرباً أهلية والناس سيقتل بعضهم بعضاً ! ، وأنا أقول: أبداً ، فالشعب الليبي شعب رائع جداً فكلهم مسلمون سنة كما أن كلهم مالكية، فقد زرتهم ووجدت كم هم راقون في تصرفاتهم ، وخلقهم ، و سلوكهم ، و ليسوا أشراراً ولا عدوانيين، وعندهم روح التعاون ، كما أنه على الرغم من أن القبيلة موجودة وحاضرة في المجتمع الليبي ، إلا أنه ليس هناك تعصب أو عنصرية يمكن أن تفضي إلى حروب فيما بينهم .
    خروج على ولي الأمر
    ورداً على سؤال حول أصوات تنادي بأن المظاهرات في ليبيا أو اليمن هي خروج على ولي الأمر حتى لا تحدث فوضى، قال الشيخ سلمان: إن هذه الأنظمة هي أنظمة بائسة وليس لها علاقة بالقيم الإسلامية ولا بقيم العقود الاجتماعية التي قامت عليها الدول اليوم ، مشيراً إلى أن جميع الأنظمة الجمهورية قائمة على أساس عقد اجتماعي سواء في مصر أو اليمن و بقية الدول -وربما الأمر في ليبيا مختلفا بعض الشيء- فالنظام قائم على أساس العقد، أي أن القانون والدستور الذي يحكم هذا البلد يعطي الشعب حرية اختيار الحاكم ، فالحاكم موظف عند شعبه، و الشعب هو صاحب الحل والعقد، و الانتخابات يجب أن تكون نزيهة، و في حالة ما إذا أخلّ بالانتخابات أو زورها أو تجاوزها فإن هذا معناه أن العقد قد تم فسخه .
    وأضاف فضيلته: إن هذه الأنظمة تسمح بعدد من الممارسات التعبيرية والاحتجاجية، و هذا يقر به رئيس الدولة نفسه ، كما تقر به الأنظمة ويقر به القاضي و الفقيه والعالم و المواطن والرجل والمرأة والداخل والخارج، فهو محل إجماع وإطباق على عقد بموجب هذه الأشياء، و هذا وضع جديد ينبغي للناس أن يدركوه وأن يفقهوه .
    وقال الدكتور العودة : إننا نعرف جميعاً أن النظام الليبي نظام معيب لأشياء كثيرة وله تاريخ أسود في مواقف عديدة وقضايا جوهرية تتعلق بالقرآن والشريعة والإسلام ، زد على ذلك أنه في الوضع الحاضر لم يعد هو ولي أمر، فماذا يحكم؟‍!، إذا كانت مناطق كثيرة قد استقلت عنه، و هو يضرب شعبه بالأسلحة وبالرصاص الحي! ، ففي طرابلس نفسها هناك حالة تمرد وغليان شديد ، فبأي صفة يكون هو ولي الأمر؟ ، لافتاً إلى أنه من الناحية الواقعية وعلى الميدان لم يعد له ولاية بهذه الصورة فضلاً عن أربعين سنة ماضية من التهجير والقتل .
    وأشار فضيلته: إلى أن ليبيا بلد غني من قبل الثورة ، فهي بلد نفطي، موضحاً أن خيرات هذا البلد ليست موجودة فيه وتلقى في أماكن كثيرة في العالم في دول إفريقية وغير إفريقية، مع أن مساعدة التي هي بحاجة إلى المساعدة أمر جيد، لكن ما يصنعه القذافي ليس مساعدات للشعوب ولكنها-أحياناً- من أجل كسب ولاءات أو تنظيم مجموعات مثل المرتزقة الذين يقتلون الشعب الليبي الآن ، والذين يتوقع المحللون أن يكونوا أشبه ما يكون بمليشيات تم تدريبها وإعدادها في بعض الدول الإفريقية للتدخل في مثل هذا الأحوال .
    الحاكم الذي يقتل شعبه
    وكان الشيخ سلمان قد أصدر بينانا قبل يومين أعرب فيه عن صدمته جراء أعمال القتل التي تُرْتَكب بحقّ المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام في ليبيا، مشيرًا إلى أنّ الحاكم الذي يقتل شعبه ليس جديرًا بهم، مؤكدا- في بيانٍ له حول الأحداث الجارية في ليبيا- أنّه من "حقّ هذه الجماهير أن تحتجَّ وأن تُبلِّغ صوتها، ومواجهة هذه المطالب والتحركات بالبلطجية، وإطلاق عصابات المرتزقة، وقطع المؤن والبنزين عن المدن لهو تعامل بأساليب عَفَا عنها الزمان، ومن شأنه "أن يصنع ثأرًا لدى الشعوب يَصعُب نسيانه ".
    ودعَا الدكتور العودة المسلمين كافة إلى التعامل بإيجابيةٍ واهتمامٍ مع قضية إخوانهم في ليبيا، والتفاعل مع أحداثها، من خلال الدعاء لهم بروحٍ صادقةٍ واثقة، أن يحفظهم الله ويسدِّد خطاهم ويكشف كربهم وينتصر لهم.





 

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. رؤيتي المتواضعة حول الاحداث المؤسفة
    بواسطة عبد_الله في المنتدى الحوار العام
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 2011-02-09, 08:08 PM
  2. مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 2011-01-30, 01:12 PM
  3. إنسان كامل وإله كامل .........لنرى
    بواسطة ذو الفقار في المنتدى التثليث و الألوهية
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 2010-09-25, 09:55 PM
  4. مطامع الهجرة تحرك نصارى نجع حمادي لتهويل الاحداث
    بواسطة elqurssan في المنتدى الركن النصراني العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 2010-01-11, 08:26 PM
  5. انتشار الطاعون شرق ليبيا قرب الحدود مع مصر
    بواسطة ساجدة لله في المنتدى قضايا الأسرة والمجتمع
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 2009-06-18, 12:07 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML