بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
طفيل الملاريا واستقلال الخلق
------
طفيل الملاريا من دورة حياته نجد انه ليس له مجال للانتقال من بعوضة الى اخرى سوى من خلال جسم الانسان , وليس له مجال للانتقال من انسان الى اخر سوى من خلال جسد البعوضة , فهو لا ينتقل عن طريق الجينات او يخضع فى انتقاله لقوانين الوراثة الخاصة بالعوائل , وبالتالى الكائن لا يوجد امامه اى مجال لمواصلة و استئناف مراحل تطوره (ان فرضنا ان هناك مراحل للتطور) عبر اجيال البعوضة المتعاقبة او اجيال الانسان المتتالية الا اذا كان هناك حلقة وصل بين هذه الاجيال او تلك , مما يوجب ان يكون هناك عائلين يعمل احدهما كهمزة وصل او قنطرة اتصال وتواصل بين اجيال العائل الاخر ... تلك الاجيال التى من المفروض ان تتناوب اجيال الطفيليات داخلها جيل بعد جيل على اكمال مراحل تطورها التى بدأت اول مراحلها من العائل الاول (العائل الثانى قد يكون الانسان اذا بدأ الطفيل تطفله من البعوضة او البعوضة اذا بدأ الطفيل تطفله من الانسان ومن طرق الانتقال للطفيل بين العوائل نجد ان العائل الثانى لا محالة هو الانسان وذلك يعنى ان الطفيل بدأ تطفله من البعوضة ) , ولنبدأ القصة من اولها , اذا اخترق كائنا ما جسم بعوضة الأنوفلس ثم ارتدى عباءة التطفل ليصبح الطفيل المسبب لمرض الملاريا , ثم اتيحت له جميع الفرص والظروف المناسبة للاستمرار , والتكاثر داخل جسم البعوضة لينتج عدة اجيال من الطفيل , فان الطفيل واجياله الناتجة عن التكاثر داخل جسد البعوضة , مهما تعددت سوف تهلك وتموت بمجرد موت البعوضة , لينتهى كل شىء كان لم يكن , لما ؟ , لاننا قلنا الطفيل لا يمكن ان ينتقل الى جيل اخر من البعوض الا من خلال العائل الثانى (الانسان) , ولكى يكون الكائن قادرا على اضافة هذا العائل لدورة حياته, فيعمل منه قنطرة للانتقال والاتصال والتواصل بين الاجيال المتتابعة للبعوضة , ومن ثم مواصلة , واستئناف مراحل تطوره , يحتاج لان يطور من ذاته واجهزته والياته , ومقومات حياته , واساليبة فى التناسل والتكاثر , وقدراته على التكيف والتعايش , الى الدرجة التى تجعله يتوافق ويتعايش مع عائلين لا عائل واحد , تلك الرحلة التطورية التى سوف تبدأ من العائل الاول سوف تحتاج عدة ملايين من السنين بينما المدى الزمنى المتاح للطفيل ليتم هذه الرحلة هو عمر البعوضة فقط (العائل الاول) .. و الذى لا يتعدى اكثر من عدة ايام , وتلك الايام القلائل هل تكفى لاحداث طفرة او تغير لصفة ؟ , فما البال اذا كان الامر يحتاج الى تغيرات كاملة فى الاعضاء والاجهزة و اليات التكيف واساليب التكاثر وتناول الغذاء , ليتوافق الكائن من النواحى الجنسية والمعيشية مع الخريطة التشريحية للعائل الثانى مع حفاظه على توافقه مع الخريطة التشريحية للعائل الاول , وعليه يجب ان يكون الطفيل مخلوق من البداية مرة واحدة بكل ما هو عليه الان من تراكب ومفردات و تعقيد وسيناريو تطفلى مسرحه الانسان والبعوضة , ولا يمكن ان يتم ذلك الا عن طريق الخلق وفى اطار من الرعاية الفائقة والالهام الصارخ .
'tdg hglghvdh ,hsjrghg hgogr
المفضلات