من هو زكريا بطرس, وماذا يريد؟
بقلم محمد جلال القصاص
ـ قس نصراني يتأرجح بين الأرثوذكسية والبروتستنتية، تنظر له الكنيسة المصرية على أنه أرثوذكسي مبتدع [1]، اشتكى منه الأقدوم والمعاصرون.. كرولوس السادس عشر ـ البابا السابق للأقباط ـ، وشنودة ونائبة بيشوي، وحاولوا جميعا تأديبه بالعزل مرات ثم الطرد للمهجر، ولم يتأدب، إذْ ما زال يتكلم ببدعته الكنسية، وأبناءه مثله يثيرون القلاقل في استراليا ضد الكنيسة القبطية إلى اليوم.!
فهي نفسيةٌ ولُوعٌة بالمغامرة والخروج على المألوف [2]، وهذا يفسر فرحه الشديد حين يعلم أن كلامه يثير جدلا بين الناس[3] وقد يؤدي إلى فتنه أو اشتعال المظاهرات، بل يطلب ذلك صراحة، يطلب أن تثور الجماهير على أقواله وأطروحاته كما فعلت مع بنديكت السادس[4].!
يتكلم هذا القس المتمرد في أمور تتعلق أساسا بشخص الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ خصوصا والدين الإسلامي عموما، ومواضيعه ـ كما يُعرِّفها هو ـ هي طرحُ تساؤلاتٍ حول العقيدة الإسلامية وطلب إجابات عليها [5].
وهو لا ينفك يزعم أنه يتساءل بعقلانية وعلمية مجردة ولا يجد من يجيبُ بمحاضرةٍ أو بالمجيء لمناظرةٍ أو كتابةِ كُتيب ـ فقط كتيب ـ بل لا يجد هو وغيره من المعترضين على شرائع الإسلام وشعائره إجابة إلا عن طريق المظاهرات والعنف[6] .ويشتد في كبريائه ويقول إنهم تظاهروا ضد غيره ـ يعني بندكت السادس عشر بابا الكاثوليك[7] ـ وسكتوا عنه فلم يردوا بحجة أو مظاهرة ، ويتساءل لم ؟ ويجيب نفسه قائلا : لأنه لا حجة يدافع بها المسلمون على ما يلقيه هو من شبهات أو كما يسميها حقائق مخفية فقط يستخرجها من كتب المسلمين ، وأن شيوخ المسلمين اكتفوا بالانزواء كي لا يشتهر أمره بين المسلمين ، وينادي على المسلمين أن يجيبوه وأن يخرجوا دفاعا عن دينهم [8].!! .
والسؤال :أحقا لا يجد من يجيبه؟
أحقا سكت علماء المسلمين عن زكريا بطرس وغيره ولم تعد في أيديهم حيلة سوى الانزواء ومحاولة كتمان أمره كي لا يهتدي الناس لطريقه ؟!
أحقا ليس عندنا سوى الإرهاب والهمجية في الرد على المخالف ؟!
الحقيقة أن هذا الإدعاء قلب للحقائق ، فهناك ردود على زكريا بطرس منشورة على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)، وقد أرسل له أكثر من واحد من شيوخ المسلمين وعلى رأسهم الشيخ وسام عبد الله[9] والدكتور منقذ السقار[10] وهو أستاذ في علم مقارنة الأديان بجامعة أم القرى بمكة المكرمة، ولهما حضور قوي جدا على البالتوك حيث يوجد زكريا بطرس بصفة شبه دائمة ، وتهرب وما استجاب ، تهرب بدعوى أن المناظرة في النصرانية حرام وردد قول بولس ـ رسول النصرانية ـ ( أما المباحثات الغبية فاجتنبها لأنها تولد الخصومات )[11] وسمى المناظرات مباحثات غبية .!
والعجيب أن قول بولس هذا يرفعهُ بطرس حين يكون المناظر قويا ، أما حين يكون المناظر حديث عهد بالعلم الشرعي فإنه يسارع لمناظرته .!!
وكذا أرسل له غير واحد يطلب منه ذات الطلب ، وهو لا يجيب ، ثم يكرر دائما على شاشة الفضائيات : أين المسلمون يناظرونني ؟!!
فهو كمن أشهر سيفه في غرفة نومه وراح ينادي : أين الرجال .. مالي لا أرى رجلا ؟!
يتعجبُ والعجب من حاله ، يتعجب ربما ليغري العامة والبسطاء ممن يصدقون كلَّ من تكلم .
سكوت الشيوخ الكبار عن زكريا بطرس سببه الرئيس ـ فيما يبدوا لي ـ الاستخفاف بأمره ، وأنه لن يجد من يسمعه . فكلامه من جنس كلام من لا عقل له ، وكلامٌ لم يتكلم به أحد من قبل مع كثرة المعادين للإسلام في كل زمان ومكان . وربما تحفظ بعضهم كي لا تكون فتنة إذا ثار عليه .
وأرى السكوت من تدبير الله عز وجل ومن مكر الله بهذا الكذَّاب اللئيم ، من جنس قول الله تعالى {فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ}[ القلم : 44] ، ومن مكر الله بالنصارى إذ أن الله يملي لهم ويمد لهم حتى يُظهروا أحقادهم فيُكثرون ، ثم لا يُتركون حين يؤخذون . وأراه رحمةً من الله بهذه الأمة ، فزكريا بطرس أحدث هزّة عنيفة لهذه الأمة جعلها تلتف حول نبيها ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلو ردّ الشيوخ لانفض (موَّال) زكريا بطرس من حينه ولكن يحتاج الأمر بعض الشيء حتى تستفيق الأمة وهو ما يحدث الآن .
والمقصود أن هناك من يرد على زكريا بطرس ، وهناك من يطلب المناظرة من زكريا بطرس وهو لا يجيب ، فالأمر ليس كما يدعي هو .. خذلانٌ وسكوتٌ .
وها نحن نبدأ بحول الله وقوته ردا عليه . وليس ردا فقط وإنما كشف لهذه الحالة الغريبة من أكثر من زاوية ، والله أسأل أن يبارك لي في كلماتي هذه ، وأن ينفع بها من كتب ومن نشر ومن قرأ.
[1] وبدعته يقال لها عندهم ( الخلاص في لحظة ) وقد ألف شنودة الثالث كتابا للرد عليه يسمى (بدعة الخلاص في لحظة) واتهمه الأنبا بيشوى بأنه بروتستنتي خمسيني مُندس في الكنيسة الأرثوذكسية . أنظر ـ إن شئت ـ فضيحة زكريا بطرس / وسام عبد الله منشور بموقع ابن مريم
[2] تكلم بهذا شنودة الثالث في محاضرة ،والأنبا بيشوى . انظر فضيحة زكريا بطرس / وسام عبد الله .
[3] تكرر في برنامج أسئلة عن الإيمان أن يبدأ المُضيف الحلقة بقراءة رسالة من كاتب مجهول تسب زكريا بطرس وتتوعده .
[4] انظر حديثة في مقدمة الحلقة الرابعة من برنامج في الصميم وهو يتكلم عن مظاهرات اسكندرية على مسرحية (كنت أعمى) تجد وكأن يستجدي الناس ليهبوا ويتظاهروا على كلامه .
[5] من تعليقات على تصريحات البابا بنديكت السادس الدقيقة الخامسة . وكرر ذلك في الحلقة الثانية من برنامج سؤال جريئ د/35 ، والحلقة 103 من أسئلة عن الإيمان د/7 ، والحلقة 36 من برنامج أسئلة عن الإيمان د/ 6 وهذا يتكرر كثيرا في برامجه .
[6] محاضرة بنديكت السادس عشر د /12 ، وكررهذا الكلام في اللقاء الرابع من ( في الصميم ) د /4 وما بعدها ، وفي بداية الحلقة الرابعة عشر من الصميم أيضا ، وفي بداية الحلقة 37 من ( أسئلة عن الإيمان ) د/3 وفي الدقيقة /8 من الحلقة 117 من أسئلة عن الإيمان ذكر أيضا أنه لا يجد من يجيبه . وكرر هذا الكلام بمعناه في الحلقة 103 من أسئلة عن الإيمان د/10
[7] وذلك حين تكلم بأن الإسلام دين عنف وإرهاب في محاضرته الشهيرة .
[8] تعليقات على محاضرة بنديكيت د / 48، وكرر ذات الكلام في الدقيقة 39 من المحاضرة.
[9] من مشاهير البالتوك ، وهو القائم على غرفةMuslim christian Dialog الحوار الإسلامي المسيحي
[10] للشيخ صفحة خاصة في موقع طريق الإسلام islamway.net . وهو من أشهر المناظرين للنصارى على البالتوك. ويمكن الوصول لطلبه المناظرة من زكريا بطرس وتهرب زكريا منه من خلال البحث في الـ ( youtube) بعنوان ( الهروب الكبير لزكريا بطرس)
[11] من رسالة بولس إلى تيطس[ 3:9] ورسالة بولس إلى تيموثاوس [2:23]lk i, .;vdh f'vs< ,lh`h dvd]?
المفضلات