توفيت أختي قبل أن سجل في المنتدى هنا باسبوع تقريباً، و ظللت أبكيها طوال الأسبوع كله فقد ماتت فجأة دون سبب واضح أو علة بها، و كانت الصفعة الشديدة تلك، رغم أني كنت أفتقدها بشدة و لا أريد أن أصدق أنها ماتت فعلاً و لكني لم أكن أبكي لهذا فحسب و انما كنت أبكي عليها لأنها ماتت على عقيدة أصبحت أنكرها أنا، و تخيلت نفسي مكانها ! لا بل تخيلت نفسي في كنيسة القديسين و قد متت و أنا أعبد الانسان، و لكن كنت أتذكرها و هي تقول سأصلي لك سأصلي لك، فقررت أن أتمسك بعقيدتي الخاطئة من أجلها، و لهذا جئت هنا.

الحقيقة لم أكن جئت للمعرفة، أنا كنت أعرف جواب كل ما سألت عنه و ان كانت بعض الاجابات هنا قد ثبتت بعض الأشياء التي لم تكن ثابتة بالفعل في قناعتي، كان السبب الحقيقي بجانب المعرفة الضئيلة أنني أريد من يصفعني منك للجانب الآخر، أي أن ألقي منكم أي شئ ينفرني و أعود عن اقتناع لما أنا عليه، رغم أن هذا كان يتعارض مع ما اعتقده بان الدين لا يزداد قدراً و لا ينقص قدراً بحسب أتباعه، لان المنهج شئ و تطبيق الإنسان الكثير الخطأ شئ آخر، و لكن كنت أريد أي شئ، أي شئ لعله يكون بداية طريق العودة لما كنت عليه قبل عام خلا ! و حاولت أن أستفزكم بالبداية لما قلت أن المسلمين هم من أفسدوا مصر و أن يجب عليهم العودة للبادية من حيث جاءوا و التوقف عن احتلال أرضنا و غيره من هذا الهراء الذي لا يتوقف، و كذلك عنوان موضوعي الأول المستفز الذي عدله المشرف الفاضل لا أعرف أيهم للصيغة أكثر لياقة و أدباً، و أخذت أتحاور معكم لعلنا نصل الى طريق مغلق و نتبادل السباب قليلاً ثم أرحل و لكن الحديث كان شيق و لم أكن أريد أن أبدأ طريق العودة و أنا أغلق عقلي و أرفض الفهم و أتكبر على العلم لما جاء، و كنت أثناء الحوار أقرأ القرآن و أسمعه حتى أحاول الحصول على شئ جديد، حتى ما اذا انتهيت من الحوار حتى خفت أن أتأخر و يأتي الموت فجأة كما جاء أختي فجأة بعد أن أصبح الندم شبحاً يطاردني و خاصة أني كنت أقرأ "ذَٰلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ ۖ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ مَآبًا ﴿٣٩﴾ إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا ﴿٤٠﴾" و أبكي و أرى نفسي و أنا أقول يا ليتني كنت تراباً يا ليتني كنت تراباً و أقرأ أيضاً آية أخرى كنت قد دونتها لأطرحها في النقاش "وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ﴿٢٧﴾ يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ﴿٢٨﴾ لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ﴿٢٩﴾" فلم يكن هناك بد من أن أقر و أقولها بكل صدق و اقتناع " أشهد أن لا إله إلا الله، و أن محمد رسول الله " و أتلو بكل صدق و اقتناع أيضاً "مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ۖ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ ۗ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ﴿٧٥﴾" ، يا الهي ما هذه الآيات التي لا تُقرأ الا بدمعة من العين تسيل.

هذه هي القصة باختصار، فالحمد لله نشكره على ما قدم لنا من نعم و بين لنا من طرق الخير و من الآيات و المعجزات، فالآن فقط أدركت معنى أن محمد صلى الله عليه و سلم كانت معجزته القرآن. و أن ألقى المسيح ابن مريم عبد الله و هو راض عني و يحبني.