[justify]
قال الإمام الشوكاني في كتابه قطر الولي على حديث الولي :

«وليس لمنكر أن ينكر على أولياء الله ما يقع منهم من المكاشفات الصادقة الموافقة للواقع، فهذا باب قد فتحه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كما ثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «قد كان في الأمم قبلكم محدثون، فإن يكن في أمتي أحد منهم فعمر منهم »


كلام رائع ..

كلام جميل

من قال لك بأننا نُنكر كرامات الأولياء ؟

نحن نؤمن بها يا عزيزي .. وعلى ذلك أجمع كل أهل السنة والجماعة سلفاً وخلفاً .

الذي ننكره هو أن يكون من بين الصوفية الضالة أولياء لله ..

والإمام الشوكاني في الجمل المقتبسة لم يقل بأن الصوفيين أولياء لله .

بل لقد ألّف الإمام الشوكاني كتاباً سمّاه : " الصوارمِ الحدادِ القاطعةِ لعلائقِ مقالاتِ أربابِ الاتحادِ " ، نقل فيه أقوالَ علماءِ أهلِ السنةِ في الحُكمِ على ما تضمنتهُ الكتب الصوفية من الضلالِ والإضلال ، مثل الفصوص ، والفتوحات لابن عربي ، والبد لابن سبعين ، والإنسان الكامل لعبد الكريم الجيلي ، والتلمساني ، وشعر ابن الفارض المسمى بالقصيدةِ التائيةِ ، وغير ذلك .

نظم الشوكاني في كتابه هذا بعض الأبيات في ذم أهل الصوفية الضالين فقال عنهم :


فهمُ الذين تلاعبوا بين الورى ** بالدينِ وانتدبوا لقصد خرابه

وقد نهج الحلاجُ طرقَ ضلالهم ** وكذاك محيي الدين لا حيا به

وكذاك فارضهم بتائياتهِ ** فرض الضلال عليهم ودعا به

وكذا ابن سبعين المهين فقد عدا ** متطوراً في جهلهِ ولعابهِ

رام النبوءة لالعاً لعثورهِ ** روم الذبابِ مصيره كعقابهِ

وكذلك الجيلي أجال جوادهُ ** في ذلك الميدانِ ثم سعى به

إنسانهُ إنسان عين الكفر لا *** يرتاب فيه سابح بعبابه

والتلمساني قال قد حلت له **كلُّ الفروجِ فخذ بذا وكفى به

نهقوا بوحدتهم على رؤوس الملا ** ومن المقال أتوا بعينِ كذابه

إن صح ما نقل الأئمةُ عنهم ** فالكفر ضربة لازب لصحابه

لا كفر في الدنيا على كلِّ الورى** إن كان هذا القول دون نصابهِ

قد ألزمونا أن ندين بكفرهم **والكفر شرُّ الخلقِ من يرضى به

فدعِ التعسفَ في التأولِ لا تكن ** كفتى يغطي جيفةً بثيابهِ

قد صرحوا أن الذي يبغونهُ ** هو ظاهرُ الأمر الذي قلنا بهِ

هذي فتوحاتُ الشؤومِ شواهدٌ ** إن المراد له نصوص كتابهِ


أفبعد كل هذا الكلام يحق للصوفية الاستشهاد بكلام الإمام الشوكاني لتقرير باطلهم ؟


أفلا تعقلون ؟

لقد أصبحتم كما قال الله فيهم : "لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وانتم تعلمون" ؟

كما أن الخوارق يا عزيزي ليست دليلا على كون المرء وليا من اولياء الله .. بل قد يكون ولياً من اولياء الشيطان وله خوارق ..

يقول ابن تيمية رحمه الله في كتابه : "الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان" :
http://www.khayma.com/roqia/forkan.htm

يقول : "هذه الأمور الخارقة للعادة، وإن كان قد يكون صاحبها وليا لله، فقد يكون عدوا لله، فإن هذه الخوارق تكون لكثير من الكفار والمشركين وأهل الكتاب والمنافقين، وتكون لأهل البدع، وتكون من الشياطين، فلا يجوز أن يظن أن كل من كان له شيء من هذه الأمور أنه ولي لله، بل يعتبر أولياء الله بصفاتهم وأفعالهم وأحوالهم التي دل عليها الكتاب والسنة، ويعرفون بنور الايمان والقرآن وبحقائق الايمان الباطنة وشرائع الاسلام الظاهرة".

يارب تكون ارتحت يا عزيزي .

نحن الآن نتحاور حول الفكر الصوفي لنعطي فرصة للصوفيين أن يُثبتوا بأن من بينهم أولياء لله ، يُجري الله على أياديهم بعض الخوارق والكرامات ، ولسنا نتحاور لنُثبت بأن أولياء الله لهم خوارق وكرامات ، فنحن نعلم ذلك جيدا ..

يتبع ..
[/justify]