حرف الثاء

منظومة ثوب



ثوب –لباس – جلباب – كساء – خِمار – سربال – ريش – سابغ - مزّمّل


ثوب : هو الثوب الظاهر الذي يستر العورة والذي تقابل به الناس وقد استعملها القرآن الكريم بمعنياها المعنوي (مروءة، نيّات، خُلُق رفيع) والمادي (ما نلبسه). وهناك فرق بين العورة والسوءة، فالعورة هي كل شيء تستره عن الناس لجماله، والسوءة هو كل ما تستره عن الناس لقبحه. وجمعه أثواب وثياب والثياب توضع وضعاً برفق وسهولة. (وثيابك فطهّر) سورة المدثّر آية 4، بمعنى الأعمال الصالحة والأخلاق والتقوى والعلم والعمل، والسورة جاءت فيها قواعد التقوى في الخمس آيات الأولى. وفي الحديث: يُبعث الميّت بثوبه، أي بعمله.


لباس: هو كل شيء خفي سواء كان مادياً أو معنوياً يسمى لباس، وهو الخفي الذي يستر السوءة وليس العورة فالعورة قد تُستر بسياج عال حول البيت. واللباس يُنزع نزعاً لأنه يكشف السوءة ولا يُنزع إلا بالقوة وللضرورة فقط (ينزع عنهما لباسهما ليريهما سؤاتهما)الأعراف 27. واللباس يدل على الستر المادي والمعنوي.
أما الستر المعنوي ففي قوله تعالى: (هن لباس لكم وأنتم لباس لهنّ) البقرة 187، وهذا أمر بعدم إظهار سيئات الزوج أو الزوجة، وفي قوله: (فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون) سورة النحل آية112، تدل على أن القرية كانت منيعة لكن عندها إحساس خفيّ بالجوع والخوف وكلما ازدادت قوة الدول ازداد شعورها بالجوع والخوف كما هو هاجس الدول العظمى الآن من التلوث النووي والإشعاعات وغيرها على رغم قوتهم.
واللباس جاء هنا بمعنى نظرية وهذا يعود إلى سوء استعمال الوسائل وسوء استعمال القوة لأنه كلما توفر لدى الإنسان ما لم يتوفر عند غيره أرهقه ذلك وأخافه. (وأنزلنا عليكم لباساً يواري سؤاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير)الأعراف 26، والتقوى هي أن تجعل بينك وبين الله وقاية. (وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها)الفتح آية 26، وكلمة التقوى هي لا إله إلا الله، ولباس التقوى هو كل عبادة فيها جانب خفيّ ووقار (الشعور الخفيّ وتوقير العبادة) وهذا امتحان للتقوى (أولئك الذين امتحن قلوبهم بالتقوى)الحجرات آية 3. واللباس يواري السوءة الحسّية والمعنوية، ومن سوء العبادة أن تؤديها مفضوحة والأفضل أن تؤديها خالصة لله تعالى وقلبك مخلص لله بدون مراءاة، (أقم الصلاة لذكري) طه 15،عند ذكر الله يجب قول سبحانه وتعالى أو جلّ جلاله أو لا إله إلا هو.
(وتعزّروه وتوقّروه)التوبة 48 للرسول صلى الله عليه وسلم وهو غض الصوت عنده والصلاة عليه عند ذكر اسمه صلى الله عليه وسلم. (قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون)المؤمنون 1-2، وهذا هو وقار الصلاة.
وكل ما سبق هو من ضمن لباس التقوى وتأدية العبادة بوقار كامل.


جلباب: ثوب له أكمام ويُقفل من الأمام. (وقل للمؤمنات يدنين عليهن من جلابيبهن)التوبة 31.

كِساء: هو الثوب الذي يُلقى على الكتف إلقاءً. (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ) سورة المائدة آية 89، (وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا) سورة النساء آية 5، ومنها قوله تعالى (ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) سورة المؤمنون آية 14.


خِمار: غطاء الرأس. (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) سورة النور آية31 .

سربال: كل شيء غليظ يقيك من الحر أو البرد أو الضرب. (سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم) النحل 81، يلبس الحديد عادة للحرب.


ريش: هو ما يدل على الترف وهو حلال ما دام لا يؤدي بلابسه إلى الخيلاء والزهوّ. (وأنزلنا عليكم لباساً يواري سؤاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير)الاعراف 26.

سابغ: كل شيء واسع وتامّ ومريح ومنها اشتّق إسباغ الوضوء و(أسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة)لقمان 20.

مزّمّل: طريقة لبس الكساء إذا لفّ الإنسان نفسه بكسائه. (يا أيها المزّمّل) سورة المزمل آية 1