منظومة آتى

آتى –أعطى –وهب - أهدى .... الفرق بينهم



آتى والإيتاء :
عندما يكون الأمر خطيراً ولا يقدر الإنسان على الإتيان بمثله مثل إيتاء الكتب السماوية لا يقدر عليها إلا الله تعالى لذا وردت الآيات في القرآن الكريم بكلمة آتينا للكتب السماوية


(ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم) سورة الحجر آية 87،

( وآتينا داوود زبورا) من سورة الاسراء آية 55،


وكذلك إيتاء الملك (تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَـاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَـاءُ) من سورة آل عمران آية 62 ،


والرحمة (وآتاني رحمة من عنده) سورة هود آية 28،


والمال (وآتى المال على حبّه) من سورة البقرة آية 177 ، دليل على عظم حب المال بحيث يسمى اعطاؤه اتيان،


والإيتاء يحتاج إلى قوة هائلة كما في قصة سليمان (انا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك) و(أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك) من سورة النمل آية39 ، 40 ،


ولهذا أيضاً جاءت كلمة آتى مع الزكاة ( وآتوا الزكاة) لأنها تكون من خير الأموال والأفضل وفيه جهد أن يُزكي الإنسان بماله لحبّه الشديد للمال وعلى نسبة الإيتاء تكون الدرجات والجزاء من الله تعالى. والإيتاء يحتمل النزع من المؤتي فالله تعالى يؤتي الملك من يشاء وينزعه عمن يشاء.




أعطى والعطاء:
ناول والمناولة والتناول (حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) من سورة التوبة آية 29 ، فيه مناولة،

(إنا أعطيناك الكوثر) فهذا عطاء من الله تعالى لرسوله الكريم :salla: وهذا حصل في رحلة الإسراء والمعراج أن أعطى الله تعالى لنبيه الكوثر


وكذلك قوله تعالى (ولسوف يعطيك ربك فترضى) سورة الضحى لأن الله تعالى يوم القيامة يعطي الرسول:salla: الشفاعة حين يسجد تحت عرش الرحمن يدعو الله لأمته فيقول تعالى: إسأل تعطى واشفع تشفّع.


والعطاء لا يمكن نزعه لأنه أصبح ملك المعطى إليه كما في قوله تعالى (هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب) سورة ص آية 39 .




وهب والهبة:
يكون عن سؤال واحتياج فالهبة لا تكون إلا عند الإستحقاق والحاجة

فلما سأل موسى عليه السلام ربه (واجعل لي وزيراً من أهلي) سورة طه آية 29 ، جاء رد الله تعالى (ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا) سورة مريم آية 53 ،


وكذلك دعاء المؤمنين (ربنا هب لنا من أزواجنا) سورة الفرقان آية 74 ،

والردّ يأتي (يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور) سورة الشورى آية 49 ،


وكون الله وهّاب يهب الناس على قدر استحقاقهم وحاجتهم وفي الغالب لا ينتظر الواهب الردّ من الموهوب إليه.




إهدى والهدية:
دليل المحبة وليس هناك احتياج لها فالانسان لا يهب للملوك وانما تهدي للملوك. الرسول كان يقبل الهدية والهدية لا بد ان تُرد (وإني مرسلة لهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون) سورة النمل 35.



يتبع .....