منظومة البقاء

بقاء– دوام- استمرار - خلود – مُكث- ثوى ... الفرق بينهم


بقاء: ثبات الشيء عند تخلّف الآخر أو ابتعاده. لا يكون البقاء صفة إلا إذا كان مقابله فناء أو إبتعاد أو طرد
(وجعلنا ذريته هم الباقين)آية 77 الصافات ، (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)آية 26 و27 الرحمن، لأن الله تعالى هو الباقي بنفسه. (وثمود فما أبقى)آية 51 النجم ، ما بقي منهم واحد حياً ولم ينجو منهم أحد.(والباقيات الصالحات) كل شيء سيذهب إلا نفائس الأعمال هي التي تبقى بعد أن يفنى كل عمل آخر. وهذه النفائس تغني عن الكثير ومن هذه النفس دمعة واحدة تخرج من العين عندما يذكر الإنسان ربّه خالياً،
ومن نفائس الأعمال: الذكر، حب الرسول :salla: ، الصلاة في الليل، قضاء الحوائج، البكاء من خشية الله، تربية اليتيم، وتسمّى نفائس الأعمال (بقيّة) كما في قوله تعالى (بقيّت الله خير لكم إن كنتم مؤمنين) من آية 86 هود ، فالبقية تنفع المؤمنين وبركة شيء قليل جداً تقوم مقام شيء كبير جداً والبركة تكون في الزمان والمكان. (وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ)من آية 248 البقرة .



دوام: حضور الشيء أو الشخص في موقع وظيفته أو عمله الدوري بغضّ النظر عن ما يفعله بين ذلك. كدوام الموظفين أو الطلاب. والمداوم حاضر والدوام ضده الإنقطاع (وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ )من آية المائدة 117 ، (إلا المصلّين الذين هم على صلاتهم دائمون)آية 22و23 المعارج ، خاصّة بأهل المساجد المداومين على الصلاة في المساجد، في وقت حلول الصلاة في المسجد بمعنى دوام جغرافي.
(أُكلها دائم وظلّها)آية 35 الرعد ، الدوام ليس تطوراً. الصلاة المفروضة دوام في الدنيا الأكل يتطور أما في الجنّة فالأكل دائم ثابت لا تطوّر فيه لأنه خلق الله خلقه بيده منذ أول يوم. أما النوافل فتطور وقد تختلف عدد ركعاتها فمنها صلاة الكسوف والتراويح والضحى والوتر والحاجة. ويقول الرسول :salla: في الحديث: أحبّ العمل إلى الله أدومه وإن قلّ.


إستمرار: مستمر في صلاته بمعنى ضد قطعها. (إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر)آية 19 القمر، أي اسستمرارية على وتيرة واحدة بدون انقطاع.


خلود: يمكث الشيء على حاله مدة طويلة بدون أن يفسد أو يتغيّر أو يتلف سواء كان الخلود مطلقاً أو نسبياً. ويقال خَلَد الدماغ لأنه آخر عضو يتلف في الإنسان فهو أطول الأعضاء خلوداً ومكوثا. والخلود في الجنّة بقاء الأشياء على حالها من غير اعتراض الفساد عليها ومنها قوله تعالى (يطوف عليهم ولدان مخلّدون)آية 17 الواقعة ، أي مبقون على حالتهم لا يعتريهم إستحالة، (أولئك أصحاب الجنّة هم فيها خالدون)من آية82 البقرة ،خلود نسبي، أما (سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً )من آية 57 النساء ، خلود أبدي. والخلود لأهل الجنّة مطلق ولا يخلد في النار مع قول لا إله إلا الله أحد.


وأضيف هذه المفردات التي لم يذكرها الدكتور أحمد في الحلقة وقد تدخل في منظومة البقاء وهي والله أعلم: مكث وثوى وحلّ أو أحلّ.


مكث: هو الثبات مع الإنتظار. (فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَقِينٍ )آية 22 النمل ، ، (ونادوا يامالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون )آية 77 الزخرف ، ، (إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى)آية 10 طه.


ثوى والثواء: هي الإقامة مع الإستقرار. (وَمَا كُنتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ )من آية 45 سورة القصص، (أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ )من آية 32 الزمر ، (فإن يصبروا فالنار مثوى لهم وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين)آية 24 فصلت ، (قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم)من آية 128 الانعام.