منظومة ثنى



ثنى – عطف – عِوَج - قَلَبَ– طوى – لوى



ثنى : ثنيت الثوب بمعنى جعلته نصفين وجعلت النصف فوق النصف الآخر. يُقال ثتيّة الوادي هي الطريق التي تُشكل رقم سبعة. (ألا أنهم ليثنون صدورهم ليستخفوا منه)هود آية 5، بمعنى انحنوا انحناء كاملاً كأنهم نصفين متساوين الرأس على القدم تماماً من شدة الهروب من الشيء، وقد يكون الثني معنوياً فيدلّ على شدة الإغلاق والإحكام لأن الصدر مكان الهداية، وهم فوق الإنثناء يضعون ثيابهم على وجوههم بحيث لا تُرى ملامحهم (يستغشون ثيابهم) لأنه ما من إنسان يسمع كلام الله تعالى إلا وظهر أثر ذلك في وجهه وملامحه. وقوله تعالى (ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم) الحجر آية 87 ، ويقصد بها الفاتحة لأن نصفها للعبد ونصفها لله تعالى فهي مثنيّة، تحمد الله وتمجّد الله وتثني عليه وتدعوه بالهداية فيجيب الله تعالى على كل منها كما ورد في الحديث القدسي. والثني باعتبار العدد او باعتبار التكرير الموجود أو باعتبارهما معاً (ثاني اثنين إذ هما في الغار)التوبة آية 40 ، وقال (مثنى وثلاث ورباع)النساء آية 3 ، وقوله (اثنتا عشرة عيناً)البقرة آية 60.


عطف: عندما يستقيم الطريق إذا رجع رجوعاً كاملاً حادّاً يُسمى رجع، وإذا انحرف انحرافاً يُسمى عطف، وإذا رجع رجوعاً جزئياً يُسمى عوج.


عوج: انحناء ملتصق. عَوَج تقال للأشياء مثل الطريق والقلم وغيره، أما عِوَج فتقال للفكر والنظريات (قرآناً عربياً غير ذي عِوج) الزمر آية 28 ، بمعنى لا يمكن لأي شيء فيه أن ينحني، وقوله تعالى (يصدون عن سبيل الله ويبغونها عِوجاً وهم بالآخرة هم كافرون)هود آية 19 ، هم أصلاً مُلحدون كافرون، ولم تأتي الآية بـ (يجعلونها عوجا) وإنما جاءت (يبغونها عوجا) بمعنى يحاولون ويريدون أن يتهموا الإسلام اتهامات باطلة. (قل يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن تبغونها عوجا وأنتم شهداء وما الله بغافل عما تعملون)آل عمران آية 99 ، (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا) سورة الكهف، آية 1.


قلب: تغيير حال الشيء إلى عكسه (ونقلّب أفئدتهم وأبصارهم) الانعام آية 110 ، (لا يغرنّك تقلب الذين كفروا ) آل عمران آية 196، (يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب )النورآية 37، (فأصبح يقلب كفّيه)الكهف آية 42 ، (ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال ) سورة الكهف آية 18. والقلب والتقليب في الأشياء المادية هو وضع الشيء على عكس حاله أما في الأشياء الحسّية كالقلوب فالله تعالى يعلم المعادن ويعلم ما في القلوب والتقليب قد يكون من الباطل إلى الحق ومن الكفر إلى الإيمان.


لوى: من الليّ وهي فتل الحبل وتعني الإمالة ولوى لسانه بكذا كناية عن الكذب وتخرّص الحديث كما في قوله تعالى (يلوون ألسنتهم بالكتاب) آل عمران آية 78و    (ليّاً بألسنتهم) النساء آية46 ، ويقال فلان لا يلوي على أحد بمعنى إذا أمعن في الهزيمة كما في قوله (إذ تصعدون ولا تلوون على أحد)آل عمران لىية 153.


طوى: طويت الشيء طيّاً كطيّ الدَرَج كما في قوله تعالى (يوم نطوي السماء كطيّ السجل للكتب) الانبياء آية 104 ، ومنه يقال طويت الفلاة ويعبّر بالطيّ عن مُضي العمر أو هلاكه (والسموات مطويات بيمينه)الزمر آية 67، وقوله تعالى (إنك بالوادي المقدّس طوى)طه آية 12 ، قال المفسرون هو إسم الوادي وقال آخرون أن موسى عليه السلام طوى عليه مسافة لو احتاج أن ينالها في الإجتهاد لبعُد عليه.