• من جديد اثباتُ ان القراءة هي الحاكم على المكتوب !

    أمير عبدالله: طبعا هي بالنسبة لك خطبة جمعة .. ومتوقع ان شاء الله تعالى .. في كل مرة حنتناقش في نقطة ستقول انها خطبة جمعه ولن تواجه أدلتها الا لو كنت فعلا انسان دو معدن سليم .. ونسأل الله ان تكون كذلِك.

    أمير عبدالله: الآن تعالى الى نقطةٍ أنت لم تستوعبها .. فقد قُلت: "أن المصاحِف تُثبِت أن هناك قراءات غير قراءة عثمان" .. وهذا غيرُ صحيح .. لانك لو رجعت إلى علماء المسلمين وتاريخ نقل القرآن الكريم بلا عصبية لدين او معتقد وقرأت بحياد .. ستعلم يا طيب John Gendy أنهم تعمّدوا رسم المكتوب في المصاحِف العُثمانية رسْما مختلفا بما يتفق وكل قراءة، فاختُلِف أصلًا في بعض رسْمِه بين مُصحف وآخر مع أن كلهم من المصاحِف العُثمانية التي أرسلها عُثمان للامصار...
    لقد أمروا القراء .. بأن يُقرؤوا الناس من الصدور بما يتناسب مع القِراءة السائِدة في كُل مِصْر من هذه الأمصار.


    فرُوي أن عثمان رضي الله عنه أنه أمر زيد بن ثابت أن يقرئ بالمدني وبعث عبد الله بن السائب مع المكي والمغيرة بن شهاب مع الشامي وأبا عبد الرحمن السلمي مع الكوفي وعامر بن عبد القيس مع البصري.

    فانظر كم القراءات المختلفة رسمها لكل مصحفٍ لنفس النص ..
    وكلها بما أجازه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    ولكي أمعن في قتل الأغلوطة اللي عششت في بحثك ودماغك .. لو جئِت تقرأ كتاب أبي عمرو الداني وهو أعلم أهل زمانه بالقرآن والقراءات .. في مقدمة كتابه "نقط المصاحف" يقول : (هذا كتاب عِلْم نقط المصاحف وكيفيته على صيغ التلاوة ومذاهب القراءة)[1]...
    فماذا تعلم من مِن ذلِك يا أستاذ جون؟! ..
    نستنبِط أن النقط والكِتابة صيغت لِتتناسب مع القِراءة والتِّلاوة وليس العكس.


    تعالى بقى للقاضية .. والتي تُظهِر لك غلبة و تفوُّق الحِفْظ على المكتوب،

    حين طالب البعض من الصحابي الجليل أبي سعيد الخُدري أن يكتُب لهم ما سمِعه عن رسول الله لأنهم يشتكون من سوء الحِفظ، فقال لهم : « لا نكتبكم ولا نجعلها مصاحف، كان رسول الله ، صلى الله عليه يحدثنا فنحفظ ، فاحفظوا عنا كما كنا نحفظ عن نبيكم ».[1]


    هل رأيت؟..
    لا يُقرون بالمصاحف أصلا في حفظ القرآن الكريم مع اهتِمامهم بها وبزخرفتها!!

    ====
    [1] " تقييد العِلْم " للخطيب البغدادي


    الآن يا جون دعني أسألك طالما انت قارىء كويس ..

    لو كان الاصل في القرآن هو المكتوب و ليس المقروء:
    فلماذا أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى كل من يُسلِم قاااارِئًا حافِظًا يعلمهم القرآن الكريم .. لماذا لم يقل اكتبوه لهم وارسلوه ؟!!

    لو كان للمكتوب أهمية لاستغنى الرسول صلى الله عليه وسلم بالمكتوب بدلاً من أن يبعث بالقراء إلى من أسلم حديثاً ... فقد كان صلى الله عليْه وسلّم يبعث القُراء لتعليمهم التلاوة وكان بإمكانه أن يكتب لهم، واقتدى بسنته من بعده الخلفاء الراشدون فأرسلوا إلى أهل البلدان المفتوحة القراء يعلمونهم القرآن. وهذه سنة نبينا التي نفذها عثمان بحذافيرها وصحابة رسول الله من بعده وأرسل عثمان مع كل مصحف قارئاًيعلم الناس عليه.