زميلتي سجاحُ, تحيةً طيبةً, وبعدُ:

اعلمي أنَّ النسخ واقع في القرآن الكريم, بل صرَّح الله بذلك, فقال_ عز وجل _في كتابه المحكم:" مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ", (البقرة: 106). ويقول كذلك:" وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ", (النحل: 102). فالله قد نسخ بعض آيات القرآن الكريم, وقد اختلف في النسخ من حيث أقسامه, فقالوا: نسخ التلاوة والحكم, ونسخ التلاوة وبقاء الحكم, ونسخ الحكم وبقاء التلاوة.
والحقُّ أن القسمين الأولين باطلان, ولا دليل عليهما متواتر, فجميع الروايات التي ذكرت ذلك روايات آحاد, والقرآن لا يثبت إلا بالتواتر, أي: ليس ثمَّة آية ظنية الثبوت؛ فالآيات نوعان: قطعية الثبوت قطعية الدلالة, وقطعية الثبوت ظنية الدلالة, ولا توجد آية ظنية الثبوت قطعية الدلالة أو ظنية الثبوت ظنية الدلالة. فتأمَّلي.
إذن, حديثنا عن النسخ في القرآن سيقتصر على النوع الأخير, ألا وهو: نسخ الحكم مع بقاء التلاوة, وحديثنا عنه سيكون من حيث نوعه وفائدته.

هل لديك شيء قبل الولوج في بقية المحاورة؟