النتائج 1 إلى 4 من 4
 

العرض المتطور

  1. #1
    سرايا الملتقى
    الصورة الرمزية الصارم الصقيل
    الصارم الصقيل غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 150
    تاريخ التسجيل : 5 - 3 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 2,661
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 21
    البلد : المغرب الأقصى
    الاهتمام : الخط العربي و المطالعة و الرد على النصارى .
    الوظيفة : أستاذ
    معدل تقييم المستوى : 19

    افتراضي فرية الأقباط النصارى حول قول رسول الله صلى الله عليه و سلم: أفلح و أبيه


    الرد على فرية قول النبي صلى الله عليه و سلم :و أبيه.





    الحمد لله رب العالمين.


    و العاقبة للمتقين .


    و لاعدوان إلا على الظالمين.


    و الصلاة و السلام على أشرف المخلوقين.


    و على آله و صحبه أجمعين.



    أما بعد:



    أورد بعض النصارى حديثا ورد فيه قول رسول الله صلى الله عليه و سلم : و أبيه .و زعم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مشرك . خاب وخسر


    قال الضال النصراني:





    تحياتي للجميع ..





    سؤال للمسلمين :




    هل يجوز القسم بالمخلوقات .. من دون الله ؟؟!!!



    وهل يجوز لنبي الاسلام الملقب " بسيد المرسلين " واشرفهم واعظمهم .. الخ ..


    لنقرأ هذا الحديث من صحيح مسلم :




    صحيح مسلم - كتاب الإيمان - باب بيان الصلوات أحد أركان الإسلام



    ‏ ‏حدثنا ‏ ‏قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف بن عبد الله الثقفي ‏ ‏عن ‏ ‏مالك بن أنس ‏ ‏فيما قرئ عليه عن ‏ ‏أبي سهيل ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏أنه سمع ‏ ‏طلحة بن عبيد الله ‏ ‏يقولا ‏ ‏جاء ‏ ‏رجل ‏ ‏إلى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏من أهل ‏ ‏نجد ‏ ‏ثائر الرأس نسمع دوي صوته ولا نفقه ما يقول حتى دنا من رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فإذا هو يسأل عن الإسلام فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏خمس صلوات في اليوم والليلة فقال هل علي غيرهن قال لا إلا أن تطوع وصيام شهر رمضان فقال هل علي غيره فقال لا إلا أن تطوع وذكر له رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏الزكاة فقال هل علي غيرها قال لا إلا أن تطوع قال فأدبر ‏ ‏الرجل ‏ ‏وهو يقول والله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أفلح إن صدق ‏‏حدثني ‏ ‏يحيى بن أيوب ‏ ‏وقتيبة بن سعيد ‏ ‏جميعا ‏ ‏عن ‏ ‏إسمعيل بن جعفر ‏ ‏عن ‏ ‏أبي سهيل ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏طلحة بن عبيد الله ‏ ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏بهذا الحديث نحو حديث ‏ ‏مالك ‏ ‏غير أنه قال فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أفلح وأبيه إن صدق ‏ ‏أو دخل الجنة وأبيه إن صدق ‏



    في هذا الرابط تجد الحديث :



    http://hadith.al-islam.com/display/display.asp?hnum=12&doc=1





    لاحظوا أن محمداً قال : " ... وأبيه " بالياء مما يدل على أنها للقسم !!



    فهل يجوز الحلف والقسم بغير الله ؟؟!!!!



    اوليس شرك الالفاظ .. شرك اصغر ؟؟!!!!







    نرد مزاعم النصراني الضال المضل من خلال البحث المكسور إلى ما يلي:



    مقدمة:




    ما فتئ النصارى ينقبون و ينقرون عن كل ما يمكن أن يريحوا به أنفسهم من جهة يطفئ لهيب عطشهم و تعطشهم إلى الإساءة إلى الإسلام و المسلمين و من جهة أخرى يهزون به ثقة المسلمين و يشككهم في دينهم.وهذه اعترافاتهم في الظلام تتسلل إلى النور كاشفة عن وجوهه القبيحة و نواياهم الخبيثة.


    إنهم لا يتورعون، في سبيل الإساءة إلى الإسلام و المسلمين ،من الإساءة إلى كتابهم و ربهم .و أقصد : أن أقصى ما يريدون تشنيعه علينا يوجد أضعاف ذلك في كتابهم الذي يقدسون مع فارق عظيم جدا و هو ثبوته اليقيني عندهم و انتفاؤه اليقيني عندنا.


    قال أحد مؤسسي الإرسالية الأمريكية العربية المنصر المشهور صموئيل زويمير فيمؤتمر القدس التنصيري عام 1935م:


    "… لكن مهمة التبشير التي ندبتكم لها الدول المسيحية في البلاد الإسلامية ليست في إدخال المسلمين في المسيحية فإن في هذا هداية لهم وتكريماً، وإنما مهمتكم هي أن تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقاً لا صلة له بالله وبالتالي لا صلة له بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها".


    "… إنكم أعددتم نَشْئاً لا يعرف الصلة بالله ولا يريد أن يعرفها، وأخرجتم المسلم من الإسلام ولم تدخلوه في المسيحية، وبالتالي فقد جاء النشء طبقاً لما أراده الاستعمار لا يهتم بعظائم الأمور ويحب الراحة والكسل، فإذا تعلم فللشهرة وإذا تبوأ أسمى المراكز ففي سبيل الشهرة يجود بكل شيء ..باركتكم النصرانية". نقلا من مجلة البيان العدد266 الخاص بالتنصير.


    هم عندما يشنعون علينا شرك نبي من الأنبياء و هم كاذبون مفترون إنما يريدون أن نزهد في ديننا و ندعه إما إلى دينهم كما يفعل المنصرون أو إلى غير دين كما أرد زويمر و غيره.


    و سنرى أن النصراني المسكين لم يحالفه الحظ و لم يوفق إلى ما يريم و يريد .و إني لأتعجب من تركهم شركا محققا بالقول و الفعل في أنبياء كتابهم الذي يقدسون و يفترون على رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي لم يسجد لصنم قط.فهل من العدل و الإنصاف أن نهاجمه و ننسى شرك


    الوثنيين الحقيقيين.نطرح هذا السؤال:



    .لماذا الهجمة الوثنية على رسول الله صلى الله عليه و سلم؟


    إن مقولة النــ.ـصارى ومعتقدهم من أشد المقولات فرية على الله و أشدها سبا له فإذا كان هذا قولهم في الخالق فماذا عساهم يقولون في المخلوق؟محمد عليه السلام موحد. و الجِرَاءُ الأجْرِئاءُ وثنيون : ماذا نتنظر من وثني غير الكراهية و البغض ؟ إنه لا ير تاح إلا للوثتيين أمثال :


    1-هارون:في سفر الخروج (35:32)" فضرب الرب الشعب لأنهم صنعوا العجل الذي صنعه هارون."الرب يضرب الأبرياء و يدع النحات البارع هارون الوثني قدوس الرب !!!كما في المزمور ( 16:106)الذي صور العجل بالإزميل و صنعه في الأخير عجلا مسبوكا يروق لعين كل و ثني و هذا.


    سليمان محطم الأرقام القياسية في النساء اللائي ارتبط بهن و حطم الرقم القياسي في الأصنام التي ذبح و قرَّب إليها و العجيب أن الأمر تم في آخر حياته و دون توبة تذكر فبنى المعابد للأصنام بشهادة كتاب النصارى الذي يقدسون!!! دعنا نلق نظرة.


    جاء في سفر الملوك الأول الإصحاح الحادي عشر من الجملة الأولى حتى الجملة الثالثة عشرة :


    و كان في زمان شيخوخة سليمان أن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى و لم يكن قلبه كاملا مع الرب إلهه كقلب داود أبيه . فذهب سليمان وراء عشتروت إلهة الصيدونيين و ملكوم رجس العمونيين .....


    ما النتيجة ؟


    لقد غضب الرب على هذا الوثني :" فغضب الرب على سليمان لأن قلبه مال عن الرب إله إسرائيل الذي تراءى له مرتين و أوصاه بهذا الأمر أن لا يتبع إلهة أخرى فلم يحفظ ما أوصى به الرب."الملوك الأول 11( 10:9)


    هل يُقارن هذا الوثني ــ بالله عليكم ــ مع من أثنى عليه ربه قائلا:


    وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (19) قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا (20)


    سورة الجن الآيتان 19 و20.


    لا و الله لا قياس مع وجود الفارق


    هل بان لكم الفرق ؟


    هل رأيتم الوثنيين الحقيقيين؟


    رسول الله صلى الله عليه و سلم مُكسِّر الأصنام و هارونُ ناحِتُها و سليمانُ مهندسُ بناءِ معابدها .و الله إني أفخر بحُبِّ رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي كسر الأصنام في القلوب و الواقع فأول ما دخل مكة طهر المسجد من الأصنام و الأرجاس .وإني أخجل من صنيع الوثنيين و المدافعين عن الوثننين . لكن لا عجب فالأرواح جنود مجندة تعارفت أرواح الوثنيين و تآلفت .


    قال رحمة الله بن خليل الرحمان في كتابه الماتع :إظهار الحق:


    "فانظروا إلى ديانة المسيحيين إنهم لأجل صيانة أصولهم الفاسدة كيف يتهمون الأنبياء، وينسبون القبائح إليهم."



    1 _ هل الحديث الذي اعتمده النصارى صحيح؟



    قال ابن حجر في كتابه الحافل :فتح الباري بشرح البخاري :


    قوله والله في رواية إسماعيل بن جعفر فقال والذي أكرمك وفيه جواز الحلف في الأمر المهم وقد تقدم قوله أفلح إن صدق وقع عند مسلم من رواية إسماعيل بن جعفر المذكورة أفلح وأبيه أن صدق أو دخل الجنة وأبيه إن صدق ولأبي داود مثله لكن بحذف أو فإن قيل ما الجامع بين هذا وبين النهى عن الحلف بالآباء أجيب بأن ذلك كان قبل النهي أو بأنها كلمة جارية على اللسان لا يقصد بها الحلف كما جرى على لسانهم عقري حلقي وما أشبه ذلك أو فيه إضمار اسم الرب كأنه قال ورب أبيه وقيل هو خاص ويحتاج إلى دليل و حكى السهيلي عن بعض مشايخه أنه قال هو تصحيف وإنما كان والله فقصرت اللامان واستنكر القرطبي هذا وقال إنه يجزم الثقة بالروايات الصحيحة وغفل القرافي فادعى أن الرواية بلفظ وأبيه لم تصح لأنها ليست في الموطأ وكأنه لم يرتض الجواب فعدل إلى رد الخبر وهو صحيح لا مرية فيه وأقوى الأجوبة الأولان.انتهى قول الحافظ بنصه و الله يرحمه و يجزل مثوبته.و هو ما أورده محمد بن عبد الباقي بن يوسف الزرقاني في شرحه على الموطإ .



    2 _ أقوال بعض العلماء في شرحه؟



    قال ابن العربي الحاتمي رحمه الله في تفسيره الوسوم: الجامع لأحكام القرآن:


    فإن قيل : فلم منع النبي صلى الله عليه وسلم من القسم بغير الله ؟ قلنا : لا تعلل العبادات .


    ولله أن يشرع ما شاء ، ويمنع ما شاء [ ويبيح ما شاء ] ، وينوع المباح والمباح له ، ويغاير بين المشتركين ، ويماثل بين المختلفين ، ولا اعتراض عليه فيما كلف من ذلك ، وحمل فإنه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون .


    فإن قيل .


    فلم قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح للأعرابي الذي قص عليه دعائم الإسلام وفرائض الإيمان ، فقال : والله لا أزيد على هذا ولا أنقص : أفلح وأبيه إن صدق .


    [ قلت : قد رأيته في نسخة مشرقية في الإسكندرية : أفلح والله إن صدق ، ويمكن ] أن يتصحف قوله : والله بقوله : وأبيه .


    جواب آخر بأن هذا منسوخ بقوله : { إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم } .


    جواب آخر إن النبي صلى الله عليه وسلم إنما نهى عنه عبادة ، فإذا جرى ذلك على الألسن عادة فلا يمنع ، فقد كانت العرب تقسم في ذلك بمن تكره ، فكيف بمن تعظم ؛ قال ابن ميادة : أظنت سفاها من سفاهة رأيها لأهجوها لما هجتني محارب فلا وأبيها إنني بعشيرتي ونفسي عن هذا المقام لراغب وقال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أحد فقهاء المدينة السبعة : لعمر أبي الواشين أيان نلتقي لما لا تلاقيها من الدهر أكثر يعدون يوما واحدا إن لقيتها وينسون أياما على النأي تهجر وقال آخر : لعمر أبي الواشين لا عمر غيرهم لقد كلفتني خطة لا أريدها وقال آخر : فلا وأبي أعدائها لا أزورها وإذا كان هذا شائعا كان من هذا الوجه سائغا . انتهى كلام ابن العربي بنصه .




    في إيقاظ الأفهام في شرح عمدة الأحكام لسليمان بن محمد اللهيميد:


    - إشكال : جاء في حديث طلحة بن عبيد الله في قصة الرجل الذي جاء إلى الرسول ( يسأله عن الإسلام ، فأخبره الرسول ( ، ثم قال الرجل : لا أزيد على هذا ولا أنقص ، فقال رسول الله ( : أفلح وأبيه إن صدق .


    فهنا قال النبي ( ( أفلح وأبيه ) وقد أجاب العلماء عن هذا بأجوبة :


    قيل : هي كلمة جرت عادة العرب أن تدخلها في كلامها غير قاصدة حقيقة الحلف .


    وقيل : أن هذا قبل النهي عن الحلف بغير الله ، ورجحه البيهقي والنووي .


    وهذان القولان أقوى الأجوبة .


    وقيل : إن ذلك خاص بالشارع دون غيره من أمته ، وهذا ضعيف لأن الخصائص لا تثبت بالاحتمال .


    وقيل : إن بعض الرواة صحف قوله ( وأبيه ) من قوله ( والله ) ، قال الحافظ : " وهذا محتمل ، ولكن مثل ذلك لا يثبت بالاحتمال " .


    وقال ابن عبد البر في التمهيد :


    والحلف بالمخلوقات كلها في حكم الحلف بالآباء لا يجوز شيء من ذلك فإن احتج محتج بحديث يروى عن إسماعيل بن جعفر عن أبي سهيل نافع بن مالك بن ابن أبي عامر عن أبيه عن طلحة بن عبيد الله في قصة الأعرابي النجدي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أفلح وأبيه إن صدق" قيل له هذه لفظة غير محفوظة في هذا الحديث من حديث من يحتج به وقد روى هذا الحديث مالك وغيره عن أبي سهيل لم يقولوا ذلك فيه وقد روي عن إسماعيل بن جعفر هذا الحديث وفيه أفلح والله إن صدق أو دخل الجنة والله إن صدق وهذا أولى من رواية من روى وأبيه لأنها لفظة منكرة تردها الآثار الصحاح وبالله التوفيق.


    و قال أيضا:


    وقال في آخره أفلح وأبيه إن صدق أو دخل الجنة وأبيه إن صدق وهذه لفظة إن صحت فهي منسوخة لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحلف بالآباء وبغير الله.


    قال المناوي في التيسير بشرح الجامع الصغير :


    لأن الحلف بشيء يقتضي تعظيمه والعظمة إنما هي لله وحده ولا يعارضه حديث أفلح وأبيه لأنها كلمة جرت على لسانهم للتأكيد لا للقسم.


    و قال السيوطي في الديباج شرح صحيح مسلم بن الحجاج:


    أفلح وأبيه قيل كيف حلف صلى الله عليه وسلم بأبيه مع النهي عنه بقوله إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم وأجيب بأوجه منها أن يكون هذا صدر قبل النهي ومنها أنه ليس حلفا وإنما هي كلمة جرت عادة العرب أن تدخلها في كلامها غير قاصدة بها حقيقة الحلف كقولهم تربت يداه وقاتله الله.


    و في العرف الشذي شرح سنن الترمذي للشيخ أنور شاه الكشميري :


    وقيل : إن الحديث في ما كان فيه تعظيم المقسم به ، وأما ما في الصحيحين ففيه صورة القسم لا حقيقة القسم بل فيه تأكيد وهذا أصوب ، ومنها ما في حديث الإفك لعمري إلخ ، وهكذا في خطبة الدر المختار ، وكذلك في خطبة المطول ، فقال حسن لپي[كذا] محشيه : إن هذا قسم صورة وتأكيد حقيقة وليس بقسم حقيقة ، وكلامه هذا صواب ، ومنها ما في أوائل البخاري في قصة أضياف أبي بكر الصديق : وقرة عيني إلخ ، فالجواب في الكل واحد أي صورة القسم والتأكيد لا حقيقة قسم.


    في النهاية في غريب الحديث و الأثر للمبارك بن محمد الجزري:


    - وفي حديث الأعرابي الذي جاء يسأل عن شرائع الإسلام فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم : [ أَفْلَحَ وَأبِيهِ إن صدق ] هذه كلمة جارية على أَلْسُن العرب تستعملها كثيرا في خطابها وتريد بها التأكيد . وقد نهى النبي صلى اللّه عليه وسلم أن يحلف الرجل بِأَبيه فَيحتمل أن يكون هذا القولُ قَبْلَ النهي . ويَحتمل أن يكون جرى منه على عادة الكلام الجاري عَلَى الألسن ولا يقصد به القسم كاليمين المَعْفُوّ عنها من قَبِيل اللّغْوِ أو أراد به توكيد الكلام لا اليمينَ فإن هذه اللفظةَ تجري في كلام العرب على ضَرْبين : للتعظيم وهو المراد بالقسم المنهيّ عنه وللتوكيد كقول الشاعر :


    لَعَمْرُ أبِي الوَاشِينَ لا عَمْرُ غَيْرِهم ... لقد كَلَّفَتنِي خُطَّةً لا أُرِيدُها


    فهذا توكيد لا قسم لأنه لا يَقْصد أن يحلف بأبي الواشين وهو في كلامهم كثير.


    قال الطحاوي :



    فكان في هذه الآثار الثابتة إباحة ما قد جاء النهي عنه في الأول فقال قائل من أهل الجهل بوجوه آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا تضاد شديد فكان جوابنا له في ذلك أن ذلك لا تضاد فيه ولكن فيه معنيان مختلفان كان أحدهما في وقت وكان الآخر في وقت آخر وكان الآخر منهما ناسخا للأول منهما وذلك غير منكر إذ كان كتاب الله تعالى فيه ما قد نسخ غيره مما فيه ثم طلبنا الناسخ منهما للآخر ما هو فوجدنا صالح بن شعيب بن أبان البصري


    حدثنا قال


    حدثنا مسدد عن يحيى بن سعيد عن المسعودي حدثني معبد بن خالد عن عبد الله بن يسار عن قتيلة بنت صيفي الجهنية قالت أتى حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد نعم القوم أنتم لولا أنكم تشركون فقال سبحان الله قال إنكم تقولون إذا حلفتم والكعبة قال فأمهل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ثم قال إنه قد قال لمن حلف فليحلف برب الكعبة فكان في هذا الحديث ذكر سبب النهي من رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحلف بغير الله تعالى وكان في ذلك ما قد دل على أن المتأخر من المعنيين المختلفين اللذين ذكرناهما في هذا الباب هو النهي عن الحلف بغير الله تعالى لا الإباحة له فبان بحمد الله بما ذكرنا خلاف ما توهم هذا الجاهل والله نسأله التوفيق.


    قال محمد بن عبد الباقي بن يوسف الزرقاني في شرحه على موطإ الإمام مالك:


    وأما قوله صلى الله عليه وسلم أفلح وأبيه إن صدق فقال ابن عبد البر إن هذه اللفظة منكرة غير محفوظة يردها الآثار الصحاح وقيل أنها مصحفة من قوله والله وهو محتمل ولكن مثل هذا لا يثبت بالاحتمال لا سيما وقد ثبت ذلك من لفظ الصديق في قصة السارق الذي سرق حلي ابنته فقال وأبيك لأنبئنك أو لأحدثنك


    وأحسن الأجوبة ما قاله البيهقي وارتضاه النووي وغيره إن هذا اللفظ كان يجري على ألسنتهم من غير أن يقصدوا به القسم والنهي إنما ورد في حق من قصد حقيقة الحلف أن في الكلام حذفا أي أفلح ورب أبيه قاله البيهقي أيضا انتهى .


    أما قول البيهقي بالنص فهو ما أخرجه في سننه الكبرى عن عبد الله بن أبى مليكة حدثنا عبد الله بن الزبير قال : سابقني عمر بن الخطاب رضي الله عنه فسبقته فقلت سبقتك والكعبة ثم سبقني فقال سبقتك ورب الكعبة فلما نزل أراد ضربي وقال : أتحلف بالكعبة.


    وأما الذي روينا في كتاب الصلاة عن طلحة بن عبيد الله في قصة الأعرابي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال :« أفلح وأبيه إن صدق ». فيحتمل أن يكون هذا القول منه قبل النهى ويحتمل أن يكون جرى ذلك منه على عادة الكلام الجارى على الألسن وهو لا يقصد به القسم كلغو اليمين المعفو عنه ويحتمل أن يكون النهى إنما وقع عنه إذا كان منه على وجه التوقير له والتعظيم لحقه دون ما كان بخلافه ولم يكن ذلك منه على وجه التعظيم بل كان على وجه التوكيد ويحتمل أنه كان -صلى الله عليه وسلم- أضمر فيه اسم الله تعالى كأنه قال لا ورب أبيه وغيره لا يضمر بل يذهب فيه مذهب التعظيم لأبيه.



    قال البغوي في شرح السنة:


    قيل : تلك كلمة جرت على


    لسانه على عادة الكلام الجاري على الألسن ، لا على قصد القسم ، وكانت


    العرب تستعملها كثيراً في خطابها تؤكد بها كلامها لا على وجه التعظيم ،


    والنهي إنما وقع عنه إذا كان ذلك على وجه التوقير ، والتعظيم له ،


    كالحالف بالله يقصد بذكر الله سبحانه وتعالى في يمينه التعظيم ، والتوقير .


    قال النووي في شرحه على مسلم :


    قوله صلى الله عليه و سلم ( أفلح وأبيه ان صدق ) هذا مما جرت عادتهم أن يسألوا عن الجواب عنه مع قوله صلى الله عليه و سلم من كان حالفا فليحلف بالله وقوله صلى الله عليه و سلم ان الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم وجوابه أن قوله صلى الله عليه و سلم أفلح وأبيه ليس هو حلفا إنما هو كلمة جرت عادة العرب أن تدخلها في كلامها غير قاصدة بها حقيقة الحلف والنهى إنما ورد فيمن قصد حقيقة الحلف لما فيه من إعظام المحلوف به ومضاهاته به الله سبحانه وتعالى فهذا هو الجواب المرضى وقيل يحتمل أن يكون هذا قبل النهى عن الحلف بغير الله تعالى والله أعلم وفي هذا الحديث أن الصلاة التي هي ركن من أركان الإسلام التي أطلقت في باقي الأحاديث هي الصلوات الخمس وأنها في كل يوم وليلة على كل مكلف بها وقولنا بها احتراز من الحائض والنفساء فإنها مكلفة بأحكام الشرع إلا الصلاة وما ألحق بها مما هو مقرر في كتب الفقه وفيه أن وجوب صلاة الليل منسوخ في حق الأمة وهذا مجمع عليه واختلف قول الشافعي رحمه الله في نسخه في حق رسول الله صلى الله عليه و سلم والأصح نسخه.


    قال عبد المحسن العباد في شرح سنن أبي داود:


    قوله: (أفلح وأبيه) هذا قسم، ولكن هذا مما كان في أول الأمر، وقد أجاب عنه العلماء بجوابين: أحدهما: أنه كان هذا في أول الأمر، وبعد ذلك نسخ، والثاني: أنه مما جرت عليه به ألسنتهم، ولكن الصحيح هو الأول، وهو أنهم كانوا يستعملونه ثم بعد ذلك نسخ.


    يتبع بحول الله و قوته..

    tvdm hgHrfh' hgkwhvn p,g r,g vs,g hggi wgn hggi ugdi , sgl: Htgp , Hfdi












  2. #2
    سرايا الملتقى
    الصورة الرمزية الصارم الصقيل
    الصارم الصقيل غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 150
    تاريخ التسجيل : 5 - 3 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 2,661
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 21
    البلد : المغرب الأقصى
    الاهتمام : الخط العربي و المطالعة و الرد على النصارى .
    الوظيفة : أستاذ
    معدل تقييم المستوى : 19

    افتراضي


    قال ابن حجر في الفتح:
    وأبيه من قوله والله وهو محتمل ولكن مثل ذلك لا يثبت بالاحتمال وقد ثبت مثل ذلك من لفظ أبي بكر الصديق في قصة السارق الذي سرق حلي ابنته فقال في حقه وأبيك ما ليلك بليل سارق أخرجه في الموطأ وغيره.
    و الذي يحيل عليه الحافظ رحمه الله قول الإمام مالك رحمه الله:
    حدثني يحيى عن مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه أن رجلا من أهل اليمن أقطع اليد والرجل قدم فنزل على أبي بكر الصديق
    فشكا إليه أن عامل اليمن قد ظلمه فكان يصل من الليل فيقول أبو بكر وأبيك ما ليلك بليل سارق ثم إنهم فقدوا عقدا لأسماء بنت عميس امرأة انتهى بالحرف من الموطإ .
    أعود لما قاله الحافظ في الفتح:
    قال السهيلي وقد ورد نحوه في حديث آخر مرفوع قال للذي سأل أي الصدقة أفضل فقال وأبيك لتنبأن أخرجه مسلم فإذا ثبت ذلك فيجاب بأجوبة الأول أن هذا اللفظ كان يجري على ألسنتهم من غير أن يقصدوا به القسم والنهي إنما ورد في حق من قصد حقيقة الحلف والى هذا جنح البيهقي وقال النووي انه الجواب المرضي الثاني انه كان يقع في كلامهم على وجهين أحدهما للتعظيم والآخر للتأكيد والنهي إنما وقع عن الأول فمن أمثلة ما وقع في كلامهم للتأكيد لا للتعظيم قول الشاعر لعمر أبي الواشين إني أحبها وقول الآخر فان تك ليلى استودعتني أمانة فلا وأبي أعدائها لا أذيعها فلا يظن إن قائل ذلك قصد تعظيم والد أعدائها كما لم يقصد الآخر تعظيم والد من وشى به فدل على أن القصد بذلك تأكيد الكلام لا التعظيم وقال البيضاوي هذا اللفظ من جملة ما يزاد في الكلام لمجرد التقرير والتأكيد ولا يراد به القسم كما تزاد صيغة النداء لمجرد الاختصاص دون القصد إلى النداء وقد تعقب الجواب بان ظاهر سياق حديث عمر يدل على انه كان يحلفه لان في بعض طرقه انه كان يقول لا وأبي لا وأبي فقيل له لا تحلفوا..
    قال المباركفوري في مشكاة المصابيح:
    وقيل : هي كلمة تدعم بها العرب كلامها ولا تقصد معناها تجري على لسانهم في المخاطبة من غير قصد لمدلولها كما قيل في قوله عليه الصلاة والسلام : تربت يداك ، عقري حلقي ، أفلح وأبيه ، وكما تقول العرب : لا أم له ، لا أب له ، قاتله الله ، ما أشجعه ، وأشباه ذلك...
    أخرج الإمام الترمذي رحمه الله في سننه عن عن الحسن بن عبيد الله عن سعد بن عبيد أن ابن عمر سمع رجلا يقول : لا والكعبة فقال ابن عمر لا يحلف بغير الله فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك
    قال ابو عيسى هذا حديث حسن وفسر هذا الحديث عند بعض أهل العلم أن قوله فقد كفر أو أشرك على التغليظ والحجة في ذلك حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه و سلم سمع عمر يقول و أبي أبي فقال ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم وحديث ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال من قال في حلفه واللات والعزى فليقل لا إله إلا الله
    قال أبو عيسى هذا مثل ما روي عن صلى الله عليه و سلم أنه قال إن الرياء شرك وقد فسر بعض أهل العلم هذه الآية من كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا الآية قال لا يرائي
    قال أبو عيسى هذا حديث حسن
    قال الشيخ الألباني : صحيح
    في المسند عن عبد الله بن يسار عن قتيلة بنت صيفي الجهينية قالت : أتى حبر من الأحبار رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا محمد نعم القوم أنتم لولا انكم تشركون قال سبحان الله وما ذاك قال تقولون إذا حلفتم والكعبة قالت فأمهل رسول الله صلى الله عليه و سلم شيئا ثم قال انه قد قال فمن حلف فليحلف برب الكعبة قال يا محمد نعم القوم أنتم لولا انكم تجعلون لله ندا قال سبحان الله وما ذاك قال تقولون ما شاء الله وشئت قال فأمهل رسول الله صلى الله عليه و سلم شيئا ثم قال انه قد قال فمن قال ما شاء الله فليفصل بينهما ثم شئت
    تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح
    في سنن الترمذي عن سعد بن عبيدة أن ابن عمر سمع رجلا يقول لا والكعبة فقال ابن عمر لا يحلف بغير الله فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك قال أبو عيسى هذا حديث حسن وفسر هذا الحديث عند بعض أهل العلم أن قوله فقد كفر أو أشرك على التغليظ والحجة في ذلك حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع عمر يقول وأبي وأبي فقال ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم وحديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من قال في حلفه واللات والعزى فليقل لا إله إلا الله قال أبو عيسى هذا مثل ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الرياء شرك وقد فسر بعض أهل العلم هذه الآية ( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ) الآية قال لا يرائي .
    قال الألباني رحمه الله:
    صحيح
    4_ ما معنى شرك الألفاظ؟
    4 _ ما هو القول الراجح؟
    أخرج الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
    إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نبي قبلي إِلاَّ كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ.
    و إن أول ما دل عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم الأمة معرفة الخالق سبحانه و تعالى و ترسيخ العقيدة النقية الصافية و أنذرها من الإشراك بالله و اتباع سنن الذين مضوا من قبلها من أهل الكتاب و المشركين و من لف لفهم. ألا يحِقُّ لنا الفخر بديننا و قد أرانا نبينا الخير كله و حذرنا من الشر كله ؟و لو رأى اليهود و المشركون من رسول الله شيئا لعابوه عليه و يظهر ذلك من خلال هذا الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام أحمد و غيره عن قتيلة بنت صيفي الجهنية قالت : أتى حبر من الأحبار رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا محمد نعْمَ القوم أنتم لولا أنكم تشركون قال سبحان الله وما ذاك قال تقولون إذا حلفتم والكعبة قالت فأمهل رسول الله صلى الله عليه و سلم شيئا ثم قال إنه قد قال فمن حلف فليحلف برب الكعبة قال يا محمد نعم القوم أنتم لولا أنكم تجعلون لله ندا قال سبحان الله وما ذاك قال تقولون ما شاء الله وشئت قال فأمهل رسول الله صلى الله عليه و سلم شيئا ثم قال انه قد قال فمن قال ما شاء الله فليفصل بينهما ثم شئت
    تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح
    فرسول الله صلى الله عليه وسلم تعجب من قول اليهودي رغم أنه نهى أصحابه عن ذلك .
    في سنن ابن ماجه رحمه الله عن ربعي بن حراش عن حذيفة بن اليمان
    : - أن رجلا من المسلمين رأى في النوم أنه لقي رجلا من أهل الكتاب فقال نعم القوم أنتم لولا أنكم تشركون . تقولون ما شاء الله وشاء محمد . وذكر ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال ( أما والله إن كنت لَأَعْرِفُهَا لكم . قولوا ما شاء الله ثم شاء محمد )
    حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب . حدثنا أبو عوانة عن عبد الملك عن ربعي بن حراش عن الطفيل بن سخبرة أخي عائشة لأنها عن النبي صلى الله عليه و سلم بنحوه
    في الزوائد رجال الإسناد ثقات على شرط البخاري .
    قال الشيخ الألباني : صحيح
    يتبع بعون الله و حسن توفيقه











  3. #3
    سرايا الملتقى
    الصورة الرمزية الصارم الصقيل
    الصارم الصقيل غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 150
    تاريخ التسجيل : 5 - 3 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 2,661
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 21
    البلد : المغرب الأقصى
    الاهتمام : الخط العربي و المطالعة و الرد على النصارى .
    الوظيفة : أستاذ
    معدل تقييم المستوى : 19

    افتراضي


    خلاصة القول :
    إن قول الرسول صلى الله عليه و سلم:" و أبيه" كلمة جرت عادة العرب أن تدخلها في كلامها غير قاصدة حقيقة الحلف.لأن الرسول صلى الله عليه و سلم معصوم من الوقوع في الشرك بنوعيه.خاصة إذا علمنا نهي رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الحلف و القسم بالآباء.
    روى الإمام البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال
    : قال النبي صلى الله عليه و سلم ( لا تحلفوا بآبائكم ومن كان حالفا فليحلف بالله )
    روى الإمام أحمد عن بن عباس قال: قال عمر رضي الله عنه : كنت في ركب أسير في غزاة مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فحلفت فقلت لا وأبي فهتف بي رجل من خلفي لا تحلفوا بآبائكم فالتفت فإذا هو رسول الله صلى الله عليه و سلم
    تعليق شعيب الأرنؤوط : صحيح لغيره .
    قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله في الفتح:
    أخرج الترمذي من وجه آخر عن بن عمر انه سمع رجلا يقول لا والكعبة فقال لا تحلف بغير الله فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك قال الترمذي حسن وصححه الحاكم والتعبير بقوله فقد كفر أو أشرك للمبالغة في الزجر والتغليظ في ذلك وقد تمسك به من قال بتحريم ذلك قوله من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت قال العلماء السر في النهي عن الحلف بغير الله أن الحلف بالشيء يقتضي تعظيمه والعظمة في الحقيقة إنما هي لله وحده.انتهى قول الترمذي رحمه الله.
    فلا يتصور عاقل أن يعظم النبي صلى الله عليه أب الأعرابي الذي جاءه سائلا عن شرائع الإسلام .و قد تجد هذا الأب مشركا.و النهي عام حتى إن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن القسم بالمسيح و هو أفضل هؤلاء بصفته نبيا مرسلا:
    فقدروى أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه عن عكرمة ، قال : قال عمر : حدثت قوما حديثا ، فقلت : لا وأبي ، فقال رجل من خلفي : لا تحلفوا بآبائكم ، قال : فالتفت ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : لو أن أحدكم حلف بالمسيح لهلك ، والمسيح خير من آبائكم. و أشار الحافظ في الفتح أنه حديث مرسل.
    فنهي النبي صلى الله عليه و سلم بالقسم بالمسيح و هو أفضل من أب النبي صلى الله عليه و سلم فطيف يقسم هو بمشرك؟
    إن المسيح أفضل و لاشك و لامرية من أب الرجل الذي قال رسول الله فيه : و أبيه.و محال أن يقسم رسول الله صلى الله عليه و سلم بأب رجل لم تجر عادة العرب عليها.
    قال الحافظ أبو عمر يوسف بن عبد البر في التمهيد:
    عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أدرك عمر بن الخطاب وهو يسير في ركب وهو يحلف بأبيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم فمن كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت".
    هكذا رواه مالك وغيره عن نافع عن ابن عمر عن النبي عليه السلام معنى واحد وكذلك رواه الزهري عن سالم عن ابن عمر وزاد قال عمر فوالله ما حلفت بها ذاكرا ولا آثرا.
    وفي هذا الحديث من الفقه أنه لا يجوز الحلف بغير الله عز وجل في شيء من الأشياء ولا على حال من الأحوال وهذا أمر مجتمع عليه وقد روى سعيد بن عبيدة عن ابن عمر فيه حديثا شديدا أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من حلف بغير الله فقد أشرك" ذكره أبو داود وغيره. اهـ قول ابن عبد البر رحمه الله بنصه.
    تذكير ببعض قوله:
    لا يجوز الحلف بغير الله عز وجل في شيء من الأشياء ولا على حال من الأحوال وهذا أمر مجتمع عليه.
    لا يجوز الحلف بغير الله عز وجل في شيء من الأشياء ولا على حال من الأحوال وهذا أمر مجتمع عليه.
    لا يجوز الحلف بغير الله عز وجل في شيء من الأشياء ولا على حال من الأحوال وهذا أمر مجتمع عليه.
    في سنن الترمذي عن الزهري عن سالم عن أبيه : سمع النبي صلى الله عليه و سلم عمر وهو يقول وأبي و أبي فقال إلا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم فقال عمر فو الله ما حلفت به بعد ذلك ذاكرا ولا آثرا
    قال وفي الباب عن ثابت بن الضحاك و ابن عباس و أبي هريرة و عبد الرحمن بن سمرة
    قال أبو عيسى حديث ابن عمر حديث حسن صحيح
    قال أبو عيسى قال أبو عبيد معنى قوله ولا آثرا أي لم آثره عن غيري يقول لم أذكره عن غيري
    قال الشيخ الألباني : صحيح
    قال النووي في شرحه على مسلم:
    قوله ( ما حلفت بها ذاكرا ولا آثرا ) معنى ذاكرا قائلا لها من قبل نفسي ولا آثرا بالمد أي حالفا عن غيري.
    فقول عمر في رواية : نهرني فيه ما فيه من الترهيب من ذلك الفعل.و لذلك تركه و لم يعد إليه أبدا .فهل ينهر رسول الله صلى الله عليه و سلم أصحابه عن عمل و يقع فيه؟ حاشاه صلى الله عليه و سلم.
    في صحيح البخاري عن عمر : فوالله ما حلفت بها منذ سمعت النبي صلى الله عليه و سلم ذاكرا ولا آثرا .و في صحيح مسلم: مثله غير أن في حديث عقيل ما حلفت بها منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عنها ولا تكلمت بها. ولم يقل ذاكرا ولا آثرا.
    أخرج مسلم في صحيحه عن عبد الله بن دينار أنه سمع ابن عمر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « من كان حالفا فلا يحلف إلا بالله ». وكانت قريش تحلف بآبائها فقال « لا تحلفوا بآبائكم ».
    فقسم قريش في جاهليتها هو القسم و الحلف بالآباء و جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم ليقضي على شر الجاهلية و ظلامها و ينشر خير الإسلام و نوره.فهل عاب عليه أحد مقالته؟ و هل نسبه أعداؤه إلى التناقض ؟ و هل رموه بالشرك و الكفر؟
    إن المسألة من البيان بمكان و إن رسول الله بريء من فرية النصارى. و مما يرد على الأغبياء الضُّلاَّل ما جاء في مصنف ابن أبي شيبة عن العلاء بن المسيب ، عن أبيه ، قال :
    قال كعب :
    إنكم تشركون ، قالوا : وكيف يا أبا إسحاق ؟ قال : يحلف الرجل لا وأبي ، لا وأبيك ، لا لعمري ، لا وحياتك ، لا وحرمة المسجد ، لا والإسلام ، وأشباهه من القول.
    فهل يعقل أن يكون أصحاب رسول الله و تلامذته أحرص على الإيمان و أشد الناس تنفيرا من الشرك منه صلى الله عليه و سلم؟ هذا ما لا يقول به عاقل مسلم. و سنقف جليا عند مقولي من خلال ما أورده الفخر الرازي رحمه الله في تفسيره.قال :
    قوله : {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ } من أقوى الدلائل على أنه معصوم في جميع الأوامر والنواهي وفي كل ما يبلغه عن الله ، لأنه لو أخطأ في شيء منها لم تكن طاعته طاعة الله وأيضا وجب أن يكون معصوما في جميع أفعاله ، لأنه تعالى أمر بمتابعته في قوله : {فَاتَّبَعُوهُ} (الأنعام : 153 ـ 155) والمتابعة عبارة عن الإتيان بمثل فعل الغير لأجل أنه فعل ذلك الغير ، فكان الآتي بمثل ذلك الفعل مطيعاً لله في قوله : {فَاتَّبَعُوهُ} فثبت أن الانقياد له في جميع أقواله وفي جميع أفعاله ، إلا ما خصه الدليل ، طاعة لله وانقياد لحكم الله.
    و من خلال ما قال الإمام فخر الدين رحمه الله نطرح السؤال التالي :
    . من اقتدى برسول الله في المسألة لما قال مقولته ؟
    إن نهي رسول الله صلى الله عليه و سلم للصحابة جعلهم يتركون ما ألفوه خوفا من السقوط في المحظور.و سيأتي بيان اتباع الصحابة لرسول الله في القسم.
    و سوف يضطرنا الأمر أن نقف عند مسألة مهمة و هي :
    4 _ عصمة الرسول صلى الله عليه و سلم:
    قال أبو المعالي الجويني في تلخيص أصول الفقه :
    فاعلم أن عصمة النبي صلى الله عليه وسلم واجبة فيما يليق بمعرفة الله تعالى ، فلا يجوز عليه ما يضاد المعرفة وفاقا ، وكذلك يجب عصمته في التبليغ ، فلا يجوز عليه تعمد الخلاف فيما يبلغه وفاقا.
    قال القاضي عياض رحمه الله في الشفا:
    واعلم أن الأمة مجمعة على عصمة النبي صلى الله عليه وسلم من الشيطان وكفايته منه لا في جسمه بأنواع الأذى ولا على خاطره بالوساوس.
    قال القرطبي في تفسيره إن الرسول صلى الله عليه و سلم معصوم من الخطأ في التبليغ والأحكام ، بدليل العقل الدال على صدقه فيما يبلغه عن الله تعالى.
    قال الدميري :
    وأما عصمته صلى الله عليه وسلم من الكبائر، فمجتمع عليها وكذلك سائر الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
    و قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
    والناس متفقون علي أن الأنبياء معصومون فيما يبلغون عن الله فلا يقرون في ذلك على خطأ باتفاق المسلمين.
    لقد أمر الله تعالى بطاعة رسوله الكريم صلى الله عليه و سلم مطلقا .و لو لم يكن معصوما لما أمر الله بطاعته إذ هو المقتدى به و ا لأسوة الحسنة لأمته فكيف يسوغ أن يأمرهم بشيء و يفعله هو؟
    سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عن عصمة الرسول فأجاب :
    عصمة الرسول عليه الصلاة والسلام من كل ما ينافي الرسالة, فهو معصوم من الكذب, ومعصوم من سوء الأخلاق, ومعصوم من الخيانة, ومعصوم من الشرك, وغير ذلك مما ينافي الرسالة.
    في الديباج على مسلم:
    هي كلمة جرت عادة العرب أن تدخلها في كلامها غير قاصدة بها حقيقة الحلف كقولهم تربت يداه وقاتله الله.
    أخرج النسائي في سننه عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من كان حالفا فلا يحلف إلا بالله وكانت قريش تحلف بآبائها فقال لا تحلفوا بآبائكم
    في المسند عن بن عباس قال قال عمر رضي الله عنه : كنت في ركب أسير في غزاة مع النبي صلى الله عليه و سلم فحلفت فقلت لا وأبي فنهرني رجل من خلفي وقال لا تحلفوا بآبائكم فالتفت فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه و سلم
    تعليق شعيب الأرنؤوط : صحيح لغيره وهذا إسناد ضعيف
    الر سول صلى الله عليه و سلم قال و أبيه و لم يقل و أبي .
    فلم يبق إشكال.
    فلما لم يقسم بأبيه ظهر أنه جرت على لسانه مجرى الكلام العادي الذي لا يراد به معناه الحقيقي.و إلا فالعرب إذا أرادت القسم أقسمت بآبائها .و الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم لم يقسم بأبيه.فلم يبق إلا أن نقول إنها من سنن العرب في كلامها.
    قال الإمام السهيلي رحمه الله:
    ومحال أن يقصد صلى الله عليه وسلم القسم بغير الله تبارك وتعالى ، لا سيما برجل مات على الكفر وإنما هو تعجب من قول الأعرابي والمتعجب منه هو مستعظم ولفظ القسم في أصل وضعه لما يعظم فاتسع في اللفظ حتى قيل على الوجه . وقال الشاعر
    فإن تك ليلى استودعتني أمانة ... فلا وأبي أعدائها لا أخونها
    بأبي أعدائها ، ولكنه ضرب من التعجب وقد ذهب أكثر شُراح الحديث إلى النسخ في قوله : أفلح وأبيه قالوا : نسخه قوله عليه السلام لا تحلفوا بآبائكم وهذا قول لا يصح ، لأنه لم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم - كان يحلف قبل النسخ بغير الله ويقسم بقوم كفار وما أبعد هذا من شيمته - صلى الله عليه وسلم - تالله ما فعل هذا قط ، ولا كان له بخلق . انتهى قول السهيلي و هو غاية في التحقيق و أعجبني ما أورد فالله يرحمه و يجزل مثوبته.
    سأذكر بأقوال العلماء في المسألة قيد المناقشة:
    قيل : هي كلمة جرت عادة العرب أن تدخلها في كلامها غير قاصدة حقيقة الحلف .
    القول الأول :
    أن هذا قبل النهي عن الحلف بغير الله.أورده ابن عبد البر في التمهيد ورجحه البيهقي والنووي و أورده الطحاوي. و أنكره السهيلي.قال ابن حجر في الفتح:
    وقال السبكي أكثر الشراح عليه حتى قال بن العربي وروى انه صلى الله عليه و سلم كان يحلف بأبيه حتى نهى عن ذلك.و رجعت إلى تفسير ابن العربي و لم أقف على قوله إن رسول الله كان يقسم بأبيه .
    القول الثاني :
    قول النبي صلى الله عليه و سلم و أبيه خاص بالشارع دون غيره من أمته .
    القول الثالث:
    ذهب بعض العلماء إلى أن بعض الرواة صحف قوله ( وأبيه ) من قوله ( والله ) ، قال الحافظ : " وهذا محتمل ، ولكن مثل ذلك لا يثبت بالاحتمال " .
    القول الرابع:
    أضمر فيه اسم الله تعالى كأنه قال لا ورب أبيه.قال ابن حجر: أو فيه إضمار اسم الرب كأنه قال ورب أبيه.
    القول الخامس: قول الرسول صلى الله عليه و سلم و أبيه كلمة جارية على أَلْسُن العرب تستعملها كثيرا في خطابها وتريد بها التأكيد.
    من خلال ما تقدم بينت أن الرسول صلى الله عليه و سلم لم يقسم و لم تكن تلك الكلمة يمينه .و سقت ما يبعد الكلمة عن الأقوال الأخرى .
    لم يبق القول إلا أن الرسول الأكرم صلى الله عليه و سلم قال كلمة لا تتعلق بالقسم كما قال ابن فارس في كتابه الماتع الصاحبي في فقه اللغة:
    فمن سنن العرب مخالفة ظاهرِ اللفظ معناه، كقولهم عند المدح: قاتله الله ما أشعره فهم يقولون هذا ولا يريدون وقوعه.
    إن الحلف بغير الله أمره خطير جدا حتى إن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: (لأن أحلف بالله كاذباً أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقاً) وذلك لأن الحلف بالله توحيد والكذب معصية، والحلف بغير الله شرك،فانظر كيف هاب ابن مسعود الحلف بغير الله و لو كان صادقا و استمرأ و جوز الحلف بالله و لو كان كاذبا. ومن المعلوم أن المعصية دون الشرك، والذنب الذي يوصف بأنه شرك أو كفر يكون أعظم من غيره وأشد.و لكي نقضي على حلم النصراني المسكين نجيب عن هذا السؤال الذي سيكون الضربة القاصمة القاضية.
    يتبع بحول الله و قوته..











  4. #4
    سرايا الملتقى
    الصورة الرمزية الصارم الصقيل
    الصارم الصقيل غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 150
    تاريخ التسجيل : 5 - 3 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 2,661
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 21
    البلد : المغرب الأقصى
    الاهتمام : الخط العربي و المطالعة و الرد على النصارى .
    الوظيفة : أستاذ
    معدل تقييم المستوى : 19

    افتراضي


    كيف كانت يمين رسول الله صلى الله عليه و سلم؟
    ما صيغتها؟
    أخرج الإمام البخاري رحمه الله عن سالم عن عبد الله قال
    : كثيرا مما كان النبي صلى الله عليه و سلم يحلف ( لا ومقلب القلوب ).
    و سنخزي عابد الصليب بهذا الحديث المخرج في صحيح البخاري عن ابن شهاب الزهري عن ابن المسيب أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول
    : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد ).
    لقد أقسم بالذي نفس محمد صلى الله عليه و سلم بيده.
    وفي سنن ابن ماجه عن رفاعة بن عرابة الجهني رضي الله عنه قال :
    كانت يمين رسول الله صلى الله عليه و سلم التي كان يحلف بها أشهد عند الله والذي نفسي بيده.
    و هذا حديث آخر مخرج في الصحيح يبين موقف تلميذين صحابيين من صحابة رسول الله صغيرين يحبانه حبا شديدا و يقسمان كما يقسم .و نتحدى النصراني الوثني أن يرينا نصا يقسم فيه صحابي بأبي غيره بعد ورود النص.قلت أخرج البخاري عن صالح بن إبراهيم ابن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جده قال
    : بينا أنا واقف في الصف يوم بدر فنظرت عن يميني وعن شمالي فإذا أنا بغلامين من الأنصار حديثة أسنانهما تمنيت أن أكون بين أضلع منهما فغمزني أحدهما فقال يا عم هل تعرف أبا جهل ؟ قلت نعم ما حاجتك إليه يا ابن أخي ؟ قال أخبرت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه و سلم والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا فتعجبت لذلك فغمزني الأخر فقال لي مثلها فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس قلت ألا إن هذا صاحبكما الذي سألتماني فابتدراه بسيفهما فضرباه حتى قتلاه ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبراه فقال ( أيكما قتله ) . قال كل واحد منهما أنا قتلته فقال ( هل مسحتما سيفيكما ) . قالا لا فنظر في السيفين فقال ( كلاكما قتله سلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح ) .
    و في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مات وأبو بكر بالسنح - قال إسماعيل يعني بالعالية - فقام عمر يقول والله ما مات رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت وقال عمر والله ما كان يقع في نفسي إلا ذاك وليبعثنه الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم . فجاء أبو بكر فكشف عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فقبله قال بأبي أنت وأمي طبت حيا ميتا والذي نفسي بيده لا يذيقنك الله الموتتين أبدا ثم خرج..الحديث.
    فهذا صاحب رسول الله و أحب الناس من أمته إلى قلبه يقسم بعد وفاة حبيبه صلى الله عليه و سلم كما كان يقسم المصطفى.
    و في البخاري قال :
    قال ابن عباس فوالذي نفسي بيده ما حال الحول ومن الثمانية والأربعين عين تطرف .
    و فيه أيضا قال أبو ذر بعد إسلامه:
    والذي نفسي بيده لأصرخن بها بين ظهرانيهم.
    و فيه قال عمربن الخطاب الذي نهاه رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يقسم بأبيه :
    أما والذي نفسي بيده لولا أن أترك آخر الناس ببانا ليس لهم شيء ما فتحت علي قرية إلا قسمتها كما قسم النبي صلى الله عليه و سلم خيبر ولكني أتركها خزانة لهم يقتسمونها. و الحديث صحيح رواه البخاري و في المستدرك عن أبي فراس قال عمر رضي الله عنه حالفا:
    و الذي نفس عمر بيده.
    و هذا سلمة بن صخر الذي أفطر في رمضان يقول لرسول الله صلى الله عليه و سلم:
    فوالذي نفسي بيده ما بين طنبي المدينة أحوج مني فضحك النبي صلى الله عليه و سلم حتى بدت أنيابه..الحديث في البخاري.
    قال أبو هريرة رضي الله عنه يخاطب المصلين في ولايته لمروان على المدينة:
    وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ إِنِّى لأَشْبَهُكُمْ صَلاَةً بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. و الحديث رواه البخاري .و في الحديث الذي رواه مسلم عَنْ أَبِى حَازِمٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ - وَقَالَ ابْنُ عَبَّادٍ وَالَّذِى نَفْسُ أَبِى هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ - مَا أَشْبَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَهْلَهُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ تِبَاعًا مِنْ خُبْزِ حِنْطَةٍ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا.
    و قال سعد بن عبادة رضي الله عنه لما شاورهم رسول الله صلى الله عليه و سلم و أراد معرفة رأيهم في حرب قريش لما خرجوا للعير:
    والذي نفسي بِيَدِهِ لَوْ أَمَرْتَنَا أَنْ نُخِيضَهَا الْبَحْرَ لأَخَضْنَاهَا وَلَوْ أَمَرْتَنَا أَنْ نَضْرِبَ أَكْبَادَهَا إِلَى بَرْكِ الْغِمَادِ لَفَعَلْنَا.
    و في المستدرك عن قطبة بن مالك قال ابن مسعود رضي الله عنه:
    و الذي نفس ابن مسعود بيده ليوشكن أن يكون أحب شيء على ظهر الأرض إلى أحدكم أن تكون له أحمرة تنتقل أهله إلى الشام
    هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه
    تعليق الذهبي قي التلخيص : صحيح
    وفي سنن النسائي عن الزهري عن سالم عن أبيه قال : كانت يمين رسول الله صلى الله عليه و سلم التي يحلف بها لا ومصرف القلوب
    قال الشيخ الألباني : حسن
    في مسند الإمام أحمد أن موسى بن عقبة حدثه سالم أنه سمع عبد الله بن عمر قال : كانت يمين رسول الله صلى الله عليه و سلم التي يحلف بها لا ومقلب القلوب
    تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين .
    في سنن ابن ماجه و الحديث صحيح :
    عن رفاعة بن عرابة الجهني قال كانت يمين رسول الله صلى الله عليه و سلم التي يحلف بها أشهد عند الله والذي نفسي بيده.
    إنها أحاديث كثيرة جدا تبين قسم رسول الله صلى الله عليه و سلم و يمينه هو و أصحابه رضي الله عنهم.و كلها أحاديث تبين اتباع الصحابة لرسول الله صلى الله عليه و سلم حذو القذة بالقذة..و كلها سهامٌ في نحور المتخرصين و صوارمٌ ذابحة لأعناق المشككين.
    و دعنا نقف عندنا موقف من المواقف الطيبة لرسول الله صلى الله عليه و سلم و هو غلام صغير كيف أنه لم يجب الراهب النصراني إلى ما طلب لأنه استحلفه باللات و العزى.
    في دلائل النبوة للبيهقي و سيرة ابن إسحاق و غيرها من كتب السيرة و التاريخ ،و أنقل من تاريخ الإسلام للحافظ الذهبي الجزء الأول الصفحة 59
    أن الراهب بحيرا قال مخاطبا رسول الله صلى الله عليه و سلم: يا غلام أسألك باللات والعزى إلا أخبرتني عما أسألك عنه فزعموا أنه قال: لا تسألني باللات والعزى فوالله ما أبغضت بغضهما شيئا قط. فقال له: فبالله إلا ما أخبرتني عما أسألك عنه فجعل يسأله عن أشياء من حاله فتوافق ما عنده من الصفة.
    نستفيد بعض ما يلي:
    1 _ الراهب علم أن يمين العرب التي يحلفون بها : و اللات و العزى.
    2 _ استحلف الراهب رسول الله صلى الله عليه و سلم باللات و العزى فلم يقبلها رسول الله و هو لم يوح إليه بعد و هو غلام.
    3 _لما استحلفه بالله قبل منه و أجابه إلى ما طلب.
    أليس الذي رفض سماع القسم باللات و العزى من نصراني ضيع تعاليم يسوع فلم يلتزم بما جاء فيها حري ألا يقسم بها هو بنفسه؟
    فمجرد سماعها اشمأزت نفسه منها فكيف بقولها؟
    أختم الرد بما يلي:
    إن الإسلام دين توحيد و الرسول صلى الله عليه و سلم قدوة المسلمين و قد رأيت ذلك في الأمثلة التي سقتها لصحابة يقسمون كما يقسم رسول الله صلى الله عليه و سلم.و إذا قلت ذلك فلأبين أن الشرك مقضي عليه في الإسلام قولا و فعلا.فلا نقسم إلا بالله و لا نقرب الذبائح إلا لله و لا نقدس القبور و لا الصور و لا القديسين و القديسات.
    لكن لا بأس أن نذكر بعض صور الوثنية في دين النصارى لعل القارئ يطلع على حجم الفضيحة .
    يقول وول ديورانت في قصة الحضارة :
    إن المسيحية لم تقضِ على الوثنية، بل تبنتها، ذلك أن العقل اليوناني المحتضر عاد إلى الحياة في صورة جديدة في لاهوت الكنيسة وطقوسها، وأصبحت اللغة اليونانية التي ظلت قروناً عدة صاحبة السلطان على السياسة أداة الآداب، والطقوس المسيحية، وانتقلت الطقوس اليونانية الخفية إلى طقوس القداس الخفية الرهيبة، وساعدت عدة مظاهر أخرى من الثقافة اليونانية على إحداث هذه النتيجة المتناقضة الأطراف. فجاءت من مصر آراء الثالوث المقدس، ويوم الحساب، وأبدية الثواب والعقاب، وخلود الإنسان في هذا أو ذاك، ومنها جاءت عبادة أم الطفل، والاتصال الصوفي بالله، ذلك الاتصال الذي أوجد الأفلاطونية الحديثة واللاأدرية، وطمس معالم العقيدة المسيحية. ومن مصر أيضاً استمدت الأديرة نشأتها والصورة التي نسجت على منوالها. ومن فريجيا جاءت عبادة الأم العظمى، ومن سوريا أخذت تمثيلية بعث اوتيس. ربما كانت تراقيا هي التي بعثت للمسيحية بطقوس ديونيشس، وموت الإله ونجاته. ومن بلاد الفرس جاءت عقيدة رجوع المسيح وحكمه الأرض ألف عام، وعصور الأرض، واللهب الأخير الذي سيحرقها، وثنائية الشيطان والله والظلمة والنور. فمن عهد الإنجيل الرابع يصبح المسيح نوراً "يضيء في الظلمة والظلمة لم تدركه". ولقد بلغ التشابه بين الطقوس المثراسية والقربان المقدس في القداس حداً جعل الآباء المسيحيين يتهمون إبليس بأنه هو الذي ابتدعه ليضل به ضعاف العقول.
    وقصارى القول إن المسيحية كانت آخر شيء عظيم ابتدعه العالم الوثني القديم.
    في سفر القضاة :
    11: 30 و نذر يفتاح نذرا للرب قائلا ان دفعت بني عمون ليدي
    11: 31 فالخارج الذي يخرج من ابواب بيتي للقائي عند رجوعي بالسلامة من عند بني عمون يكون للرب و اصعده محرقة
    11: 32 ثم عبر يفتاح الى بني عمون لمحاربتهم فدفعهم الرب ليده
    11: 33 فضربهم من عروعير الى مجيئك الى منيت عشرين مدينة و الى ابل الكروم ضربة عظيمة جدا فذل بني عمون امام بني اسرائيل
    11: 34 ثم اتى يفتاح الى المصفاة الى بيته و اذا بابنته خارجة للقائه بدفوف و رقص و هي وحيدة لم يكن له ابن و لا ابنة غيرها
    11: 35 و كان لما راها انه مزق ثيابه و قال اه يا بنتي قد احزنتني حزنا و صرت بين مكدري لاني قد فتحت فمي الى الرب و لا يمكنني الرجوع
    11: 36 فقالت له يا ابي هل فتحت فاك الى الرب فافعل بي كما خرج من فيك بما ان الرب قد انتقم لك من اعدائك بني عمون
    11: 37 ثم قالت لأبيها فليفعل لي هذا الأمر اتركني شهرين فاذهب و انزل على الجبال و ابكي عذراويتي أنا و صاحباتي
    11: 38 فقال اذهبي و أرسلها إلى شهرين فذهبت هي و صاحباتها و بكت عذراويتها على الجبال
    11: 39 و كان عند نهاية الشهرين أنها رجعت إلى أبيها ففعل بها نذره الذي نذر..
    فرب النصراني الآشوري يقبل القرابين البشرية و قبلها واقعا و فعلا من يفتاح الجلعادي بحسب ما هو منصوص في سفر القضاة و تقدم قريبا جدا.فهل يحق له أن ينبس ببنت شفة من يعبد إلها هذا حاله؟
    إني أرثي لحال هؤلاء الضالين الذي يسلُّون أنفسهم بعيب الإسلام و التشنيع على المسلمين. و دينهم ثوب مرقع بالعيوب و نحن أحق من يعيب عليهم و نكون من الصادقين .
    لقد سقت قول صاحب قصة الحضارة و هو ابن خرج من رحم الغرب يقول و بكل ثقة إن المسيحية ما هي إلا اختراع وثني و صنيعة الوثنيين إنها آخر شيء عظيم ابتدعه العالم الوثني القديم.
    و إني لما قلت إنه ابن الغرب النصراني قلته استنادا إلى تعجبه من عظمة الوثنية و هي لا شيء .و أحب أن أنقل رأي مسلم في النصرانية يبين ما هي : قال فخر الدين الرازي رحمه الله:
    وبالجملة فلا نرى مذهباً في الدنيا أشد ركاكة وبعداً عن العقل من مذهب النصارى.
    و صدق الرجل .



    كتبه عبد الله
    أبو أنس الصارم الصقيل
    بعد فجر يوم الأحد ثالث عشر ذي القعدة 1430
    و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
    و صلى الله و سلم على سيدنا محمد،
    و آله و صحبه أجمعين











 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. آخر فرية الأقباط : إبراهيم عليه السلام يعبد ربا من ذريته
    بواسطة الصارم الصقيل في المنتدى كشف تدليس مواقع النصارى
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 2010-10-10, 04:27 PM
  2. من ضربه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أثناء العلاج
    بواسطة مجد الغد في المنتدى السيرة النبوية الشريفة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2010-07-01, 10:16 PM
  3. هل مات كلب تحت سرير رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعرف ذلك ؟ ( شبهة ورد)
    بواسطة أبو حنيفة السلفي في المنتدى الرد على الإفتراءات حول السنة النبوية
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 2010-03-04, 07:36 PM
  4. فضائل الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
    بواسطة ronya في المنتدى السيرة النبوية الشريفة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 2009-11-29, 02:17 PM
  5. الرد على: رسول الله يتلفّظ بألفاظ خادشة- صلى الله عليه وسلم
    بواسطة السيف العضب في المنتدى الرد على الإفتراءات حول السنة النبوية
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 2009-11-27, 08:21 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML