الرد على فرية قول النبي صلى الله عليه و سلم :و أبيه.





الحمد لله رب العالمين.


و العاقبة للمتقين .


و لاعدوان إلا على الظالمين.


و الصلاة و السلام على أشرف المخلوقين.


و على آله و صحبه أجمعين.



أما بعد:



أورد بعض النصارى حديثا ورد فيه قول رسول الله صلى الله عليه و سلم : و أبيه .و زعم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مشرك . خاب وخسر


قال الضال النصراني:





تحياتي للجميع ..





سؤال للمسلمين :




هل يجوز القسم بالمخلوقات .. من دون الله ؟؟!!!



وهل يجوز لنبي الاسلام الملقب " بسيد المرسلين " واشرفهم واعظمهم .. الخ ..


لنقرأ هذا الحديث من صحيح مسلم :




صحيح مسلم - كتاب الإيمان - باب بيان الصلوات أحد أركان الإسلام



‏ ‏حدثنا ‏ ‏قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف بن عبد الله الثقفي ‏ ‏عن ‏ ‏مالك بن أنس ‏ ‏فيما قرئ عليه عن ‏ ‏أبي سهيل ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏أنه سمع ‏ ‏طلحة بن عبيد الله ‏ ‏يقولا ‏ ‏جاء ‏ ‏رجل ‏ ‏إلى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏من أهل ‏ ‏نجد ‏ ‏ثائر الرأس نسمع دوي صوته ولا نفقه ما يقول حتى دنا من رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فإذا هو يسأل عن الإسلام فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏خمس صلوات في اليوم والليلة فقال هل علي غيرهن قال لا إلا أن تطوع وصيام شهر رمضان فقال هل علي غيره فقال لا إلا أن تطوع وذكر له رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏الزكاة فقال هل علي غيرها قال لا إلا أن تطوع قال فأدبر ‏ ‏الرجل ‏ ‏وهو يقول والله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أفلح إن صدق ‏‏حدثني ‏ ‏يحيى بن أيوب ‏ ‏وقتيبة بن سعيد ‏ ‏جميعا ‏ ‏عن ‏ ‏إسمعيل بن جعفر ‏ ‏عن ‏ ‏أبي سهيل ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏طلحة بن عبيد الله ‏ ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏بهذا الحديث نحو حديث ‏ ‏مالك ‏ ‏غير أنه قال فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أفلح وأبيه إن صدق ‏ ‏أو دخل الجنة وأبيه إن صدق ‏



في هذا الرابط تجد الحديث :



http://hadith.al-islam.com/display/display.asp?hnum=12&doc=1





لاحظوا أن محمداً قال : " ... وأبيه " بالياء مما يدل على أنها للقسم !!



فهل يجوز الحلف والقسم بغير الله ؟؟!!!!



اوليس شرك الالفاظ .. شرك اصغر ؟؟!!!!







نرد مزاعم النصراني الضال المضل من خلال البحث المكسور إلى ما يلي:



مقدمة:




ما فتئ النصارى ينقبون و ينقرون عن كل ما يمكن أن يريحوا به أنفسهم من جهة يطفئ لهيب عطشهم و تعطشهم إلى الإساءة إلى الإسلام و المسلمين و من جهة أخرى يهزون به ثقة المسلمين و يشككهم في دينهم.وهذه اعترافاتهم في الظلام تتسلل إلى النور كاشفة عن وجوهه القبيحة و نواياهم الخبيثة.


إنهم لا يتورعون، في سبيل الإساءة إلى الإسلام و المسلمين ،من الإساءة إلى كتابهم و ربهم .و أقصد : أن أقصى ما يريدون تشنيعه علينا يوجد أضعاف ذلك في كتابهم الذي يقدسون مع فارق عظيم جدا و هو ثبوته اليقيني عندهم و انتفاؤه اليقيني عندنا.


قال أحد مؤسسي الإرسالية الأمريكية العربية المنصر المشهور صموئيل زويمير فيمؤتمر القدس التنصيري عام 1935م:


"… لكن مهمة التبشير التي ندبتكم لها الدول المسيحية في البلاد الإسلامية ليست في إدخال المسلمين في المسيحية فإن في هذا هداية لهم وتكريماً، وإنما مهمتكم هي أن تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقاً لا صلة له بالله وبالتالي لا صلة له بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها".


"… إنكم أعددتم نَشْئاً لا يعرف الصلة بالله ولا يريد أن يعرفها، وأخرجتم المسلم من الإسلام ولم تدخلوه في المسيحية، وبالتالي فقد جاء النشء طبقاً لما أراده الاستعمار لا يهتم بعظائم الأمور ويحب الراحة والكسل، فإذا تعلم فللشهرة وإذا تبوأ أسمى المراكز ففي سبيل الشهرة يجود بكل شيء ..باركتكم النصرانية". نقلا من مجلة البيان العدد266 الخاص بالتنصير.


هم عندما يشنعون علينا شرك نبي من الأنبياء و هم كاذبون مفترون إنما يريدون أن نزهد في ديننا و ندعه إما إلى دينهم كما يفعل المنصرون أو إلى غير دين كما أرد زويمر و غيره.


و سنرى أن النصراني المسكين لم يحالفه الحظ و لم يوفق إلى ما يريم و يريد .و إني لأتعجب من تركهم شركا محققا بالقول و الفعل في أنبياء كتابهم الذي يقدسون و يفترون على رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي لم يسجد لصنم قط.فهل من العدل و الإنصاف أن نهاجمه و ننسى شرك


الوثنيين الحقيقيين.نطرح هذا السؤال:



.لماذا الهجمة الوثنية على رسول الله صلى الله عليه و سلم؟


إن مقولة النــ.ـصارى ومعتقدهم من أشد المقولات فرية على الله و أشدها سبا له فإذا كان هذا قولهم في الخالق فماذا عساهم يقولون في المخلوق؟محمد عليه السلام موحد. و الجِرَاءُ الأجْرِئاءُ وثنيون : ماذا نتنظر من وثني غير الكراهية و البغض ؟ إنه لا ير تاح إلا للوثتيين أمثال :


1-هارون:في سفر الخروج (35:32)" فضرب الرب الشعب لأنهم صنعوا العجل الذي صنعه هارون."الرب يضرب الأبرياء و يدع النحات البارع هارون الوثني قدوس الرب !!!كما في المزمور ( 16:106)الذي صور العجل بالإزميل و صنعه في الأخير عجلا مسبوكا يروق لعين كل و ثني و هذا.


سليمان محطم الأرقام القياسية في النساء اللائي ارتبط بهن و حطم الرقم القياسي في الأصنام التي ذبح و قرَّب إليها و العجيب أن الأمر تم في آخر حياته و دون توبة تذكر فبنى المعابد للأصنام بشهادة كتاب النصارى الذي يقدسون!!! دعنا نلق نظرة.


جاء في سفر الملوك الأول الإصحاح الحادي عشر من الجملة الأولى حتى الجملة الثالثة عشرة :


و كان في زمان شيخوخة سليمان أن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى و لم يكن قلبه كاملا مع الرب إلهه كقلب داود أبيه . فذهب سليمان وراء عشتروت إلهة الصيدونيين و ملكوم رجس العمونيين .....


ما النتيجة ؟


لقد غضب الرب على هذا الوثني :" فغضب الرب على سليمان لأن قلبه مال عن الرب إله إسرائيل الذي تراءى له مرتين و أوصاه بهذا الأمر أن لا يتبع إلهة أخرى فلم يحفظ ما أوصى به الرب."الملوك الأول 11( 10:9)


هل يُقارن هذا الوثني ــ بالله عليكم ــ مع من أثنى عليه ربه قائلا:


وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (19) قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا (20)


سورة الجن الآيتان 19 و20.


لا و الله لا قياس مع وجود الفارق


هل بان لكم الفرق ؟


هل رأيتم الوثنيين الحقيقيين؟


رسول الله صلى الله عليه و سلم مُكسِّر الأصنام و هارونُ ناحِتُها و سليمانُ مهندسُ بناءِ معابدها .و الله إني أفخر بحُبِّ رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي كسر الأصنام في القلوب و الواقع فأول ما دخل مكة طهر المسجد من الأصنام و الأرجاس .وإني أخجل من صنيع الوثنيين و المدافعين عن الوثننين . لكن لا عجب فالأرواح جنود مجندة تعارفت أرواح الوثنيين و تآلفت .


قال رحمة الله بن خليل الرحمان في كتابه الماتع :إظهار الحق:


"فانظروا إلى ديانة المسيحيين إنهم لأجل صيانة أصولهم الفاسدة كيف يتهمون الأنبياء، وينسبون القبائح إليهم."



1 _ هل الحديث الذي اعتمده النصارى صحيح؟



قال ابن حجر في كتابه الحافل :فتح الباري بشرح البخاري :


قوله والله في رواية إسماعيل بن جعفر فقال والذي أكرمك وفيه جواز الحلف في الأمر المهم وقد تقدم قوله أفلح إن صدق وقع عند مسلم من رواية إسماعيل بن جعفر المذكورة أفلح وأبيه أن صدق أو دخل الجنة وأبيه إن صدق ولأبي داود مثله لكن بحذف أو فإن قيل ما الجامع بين هذا وبين النهى عن الحلف بالآباء أجيب بأن ذلك كان قبل النهي أو بأنها كلمة جارية على اللسان لا يقصد بها الحلف كما جرى على لسانهم عقري حلقي وما أشبه ذلك أو فيه إضمار اسم الرب كأنه قال ورب أبيه وقيل هو خاص ويحتاج إلى دليل و حكى السهيلي عن بعض مشايخه أنه قال هو تصحيف وإنما كان والله فقصرت اللامان واستنكر القرطبي هذا وقال إنه يجزم الثقة بالروايات الصحيحة وغفل القرافي فادعى أن الرواية بلفظ وأبيه لم تصح لأنها ليست في الموطأ وكأنه لم يرتض الجواب فعدل إلى رد الخبر وهو صحيح لا مرية فيه وأقوى الأجوبة الأولان.انتهى قول الحافظ بنصه و الله يرحمه و يجزل مثوبته.و هو ما أورده محمد بن عبد الباقي بن يوسف الزرقاني في شرحه على الموطإ .



2 _ أقوال بعض العلماء في شرحه؟



قال ابن العربي الحاتمي رحمه الله في تفسيره الوسوم: الجامع لأحكام القرآن:


فإن قيل : فلم منع النبي صلى الله عليه وسلم من القسم بغير الله ؟ قلنا : لا تعلل العبادات .


ولله أن يشرع ما شاء ، ويمنع ما شاء [ ويبيح ما شاء ] ، وينوع المباح والمباح له ، ويغاير بين المشتركين ، ويماثل بين المختلفين ، ولا اعتراض عليه فيما كلف من ذلك ، وحمل فإنه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون .


فإن قيل .


فلم قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح للأعرابي الذي قص عليه دعائم الإسلام وفرائض الإيمان ، فقال : والله لا أزيد على هذا ولا أنقص : أفلح وأبيه إن صدق .


[ قلت : قد رأيته في نسخة مشرقية في الإسكندرية : أفلح والله إن صدق ، ويمكن ] أن يتصحف قوله : والله بقوله : وأبيه .


جواب آخر بأن هذا منسوخ بقوله : { إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم } .


جواب آخر إن النبي صلى الله عليه وسلم إنما نهى عنه عبادة ، فإذا جرى ذلك على الألسن عادة فلا يمنع ، فقد كانت العرب تقسم في ذلك بمن تكره ، فكيف بمن تعظم ؛ قال ابن ميادة : أظنت سفاها من سفاهة رأيها لأهجوها لما هجتني محارب فلا وأبيها إنني بعشيرتي ونفسي عن هذا المقام لراغب وقال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أحد فقهاء المدينة السبعة : لعمر أبي الواشين أيان نلتقي لما لا تلاقيها من الدهر أكثر يعدون يوما واحدا إن لقيتها وينسون أياما على النأي تهجر وقال آخر : لعمر أبي الواشين لا عمر غيرهم لقد كلفتني خطة لا أريدها وقال آخر : فلا وأبي أعدائها لا أزورها وإذا كان هذا شائعا كان من هذا الوجه سائغا . انتهى كلام ابن العربي بنصه .




في إيقاظ الأفهام في شرح عمدة الأحكام لسليمان بن محمد اللهيميد:


- إشكال : جاء في حديث طلحة بن عبيد الله في قصة الرجل الذي جاء إلى الرسول ( يسأله عن الإسلام ، فأخبره الرسول ( ، ثم قال الرجل : لا أزيد على هذا ولا أنقص ، فقال رسول الله ( : أفلح وأبيه إن صدق .


فهنا قال النبي ( ( أفلح وأبيه ) وقد أجاب العلماء عن هذا بأجوبة :


قيل : هي كلمة جرت عادة العرب أن تدخلها في كلامها غير قاصدة حقيقة الحلف .


وقيل : أن هذا قبل النهي عن الحلف بغير الله ، ورجحه البيهقي والنووي .


وهذان القولان أقوى الأجوبة .


وقيل : إن ذلك خاص بالشارع دون غيره من أمته ، وهذا ضعيف لأن الخصائص لا تثبت بالاحتمال .


وقيل : إن بعض الرواة صحف قوله ( وأبيه ) من قوله ( والله ) ، قال الحافظ : " وهذا محتمل ، ولكن مثل ذلك لا يثبت بالاحتمال " .


وقال ابن عبد البر في التمهيد :


والحلف بالمخلوقات كلها في حكم الحلف بالآباء لا يجوز شيء من ذلك فإن احتج محتج بحديث يروى عن إسماعيل بن جعفر عن أبي سهيل نافع بن مالك بن ابن أبي عامر عن أبيه عن طلحة بن عبيد الله في قصة الأعرابي النجدي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أفلح وأبيه إن صدق" قيل له هذه لفظة غير محفوظة في هذا الحديث من حديث من يحتج به وقد روى هذا الحديث مالك وغيره عن أبي سهيل لم يقولوا ذلك فيه وقد روي عن إسماعيل بن جعفر هذا الحديث وفيه أفلح والله إن صدق أو دخل الجنة والله إن صدق وهذا أولى من رواية من روى وأبيه لأنها لفظة منكرة تردها الآثار الصحاح وبالله التوفيق.


و قال أيضا:


وقال في آخره أفلح وأبيه إن صدق أو دخل الجنة وأبيه إن صدق وهذه لفظة إن صحت فهي منسوخة لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحلف بالآباء وبغير الله.


قال المناوي في التيسير بشرح الجامع الصغير :


لأن الحلف بشيء يقتضي تعظيمه والعظمة إنما هي لله وحده ولا يعارضه حديث أفلح وأبيه لأنها كلمة جرت على لسانهم للتأكيد لا للقسم.


و قال السيوطي في الديباج شرح صحيح مسلم بن الحجاج:


أفلح وأبيه قيل كيف حلف صلى الله عليه وسلم بأبيه مع النهي عنه بقوله إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم وأجيب بأوجه منها أن يكون هذا صدر قبل النهي ومنها أنه ليس حلفا وإنما هي كلمة جرت عادة العرب أن تدخلها في كلامها غير قاصدة بها حقيقة الحلف كقولهم تربت يداه وقاتله الله.


و في العرف الشذي شرح سنن الترمذي للشيخ أنور شاه الكشميري :


وقيل : إن الحديث في ما كان فيه تعظيم المقسم به ، وأما ما في الصحيحين ففيه صورة القسم لا حقيقة القسم بل فيه تأكيد وهذا أصوب ، ومنها ما في حديث الإفك لعمري إلخ ، وهكذا في خطبة الدر المختار ، وكذلك في خطبة المطول ، فقال حسن لپي[كذا] محشيه : إن هذا قسم صورة وتأكيد حقيقة وليس بقسم حقيقة ، وكلامه هذا صواب ، ومنها ما في أوائل البخاري في قصة أضياف أبي بكر الصديق : وقرة عيني إلخ ، فالجواب في الكل واحد أي صورة القسم والتأكيد لا حقيقة قسم.


في النهاية في غريب الحديث و الأثر للمبارك بن محمد الجزري:


- وفي حديث الأعرابي الذي جاء يسأل عن شرائع الإسلام فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم : [ أَفْلَحَ وَأبِيهِ إن صدق ] هذه كلمة جارية على أَلْسُن العرب تستعملها كثيرا في خطابها وتريد بها التأكيد . وقد نهى النبي صلى اللّه عليه وسلم أن يحلف الرجل بِأَبيه فَيحتمل أن يكون هذا القولُ قَبْلَ النهي . ويَحتمل أن يكون جرى منه على عادة الكلام الجاري عَلَى الألسن ولا يقصد به القسم كاليمين المَعْفُوّ عنها من قَبِيل اللّغْوِ أو أراد به توكيد الكلام لا اليمينَ فإن هذه اللفظةَ تجري في كلام العرب على ضَرْبين : للتعظيم وهو المراد بالقسم المنهيّ عنه وللتوكيد كقول الشاعر :


لَعَمْرُ أبِي الوَاشِينَ لا عَمْرُ غَيْرِهم ... لقد كَلَّفَتنِي خُطَّةً لا أُرِيدُها


فهذا توكيد لا قسم لأنه لا يَقْصد أن يحلف بأبي الواشين وهو في كلامهم كثير.


قال الطحاوي :



فكان في هذه الآثار الثابتة إباحة ما قد جاء النهي عنه في الأول فقال قائل من أهل الجهل بوجوه آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا تضاد شديد فكان جوابنا له في ذلك أن ذلك لا تضاد فيه ولكن فيه معنيان مختلفان كان أحدهما في وقت وكان الآخر في وقت آخر وكان الآخر منهما ناسخا للأول منهما وذلك غير منكر إذ كان كتاب الله تعالى فيه ما قد نسخ غيره مما فيه ثم طلبنا الناسخ منهما للآخر ما هو فوجدنا صالح بن شعيب بن أبان البصري


حدثنا قال


حدثنا مسدد عن يحيى بن سعيد عن المسعودي حدثني معبد بن خالد عن عبد الله بن يسار عن قتيلة بنت صيفي الجهنية قالت أتى حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد نعم القوم أنتم لولا أنكم تشركون فقال سبحان الله قال إنكم تقولون إذا حلفتم والكعبة قال فأمهل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ثم قال إنه قد قال لمن حلف فليحلف برب الكعبة فكان في هذا الحديث ذكر سبب النهي من رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحلف بغير الله تعالى وكان في ذلك ما قد دل على أن المتأخر من المعنيين المختلفين اللذين ذكرناهما في هذا الباب هو النهي عن الحلف بغير الله تعالى لا الإباحة له فبان بحمد الله بما ذكرنا خلاف ما توهم هذا الجاهل والله نسأله التوفيق.


قال محمد بن عبد الباقي بن يوسف الزرقاني في شرحه على موطإ الإمام مالك:


وأما قوله صلى الله عليه وسلم أفلح وأبيه إن صدق فقال ابن عبد البر إن هذه اللفظة منكرة غير محفوظة يردها الآثار الصحاح وقيل أنها مصحفة من قوله والله وهو محتمل ولكن مثل هذا لا يثبت بالاحتمال لا سيما وقد ثبت ذلك من لفظ الصديق في قصة السارق الذي سرق حلي ابنته فقال وأبيك لأنبئنك أو لأحدثنك


وأحسن الأجوبة ما قاله البيهقي وارتضاه النووي وغيره إن هذا اللفظ كان يجري على ألسنتهم من غير أن يقصدوا به القسم والنهي إنما ورد في حق من قصد حقيقة الحلف أن في الكلام حذفا أي أفلح ورب أبيه قاله البيهقي أيضا انتهى .


أما قول البيهقي بالنص فهو ما أخرجه في سننه الكبرى عن عبد الله بن أبى مليكة حدثنا عبد الله بن الزبير قال : سابقني عمر بن الخطاب رضي الله عنه فسبقته فقلت سبقتك والكعبة ثم سبقني فقال سبقتك ورب الكعبة فلما نزل أراد ضربي وقال : أتحلف بالكعبة.


وأما الذي روينا في كتاب الصلاة عن طلحة بن عبيد الله في قصة الأعرابي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال :« أفلح وأبيه إن صدق ». فيحتمل أن يكون هذا القول منه قبل النهى ويحتمل أن يكون جرى ذلك منه على عادة الكلام الجارى على الألسن وهو لا يقصد به القسم كلغو اليمين المعفو عنه ويحتمل أن يكون النهى إنما وقع عنه إذا كان منه على وجه التوقير له والتعظيم لحقه دون ما كان بخلافه ولم يكن ذلك منه على وجه التعظيم بل كان على وجه التوكيد ويحتمل أنه كان -صلى الله عليه وسلم- أضمر فيه اسم الله تعالى كأنه قال لا ورب أبيه وغيره لا يضمر بل يذهب فيه مذهب التعظيم لأبيه.



قال البغوي في شرح السنة:


قيل : تلك كلمة جرت على


لسانه على عادة الكلام الجاري على الألسن ، لا على قصد القسم ، وكانت


العرب تستعملها كثيراً في خطابها تؤكد بها كلامها لا على وجه التعظيم ،


والنهي إنما وقع عنه إذا كان ذلك على وجه التوقير ، والتعظيم له ،


كالحالف بالله يقصد بذكر الله سبحانه وتعالى في يمينه التعظيم ، والتوقير .


قال النووي في شرحه على مسلم :


قوله صلى الله عليه و سلم ( أفلح وأبيه ان صدق ) هذا مما جرت عادتهم أن يسألوا عن الجواب عنه مع قوله صلى الله عليه و سلم من كان حالفا فليحلف بالله وقوله صلى الله عليه و سلم ان الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم وجوابه أن قوله صلى الله عليه و سلم أفلح وأبيه ليس هو حلفا إنما هو كلمة جرت عادة العرب أن تدخلها في كلامها غير قاصدة بها حقيقة الحلف والنهى إنما ورد فيمن قصد حقيقة الحلف لما فيه من إعظام المحلوف به ومضاهاته به الله سبحانه وتعالى فهذا هو الجواب المرضى وقيل يحتمل أن يكون هذا قبل النهى عن الحلف بغير الله تعالى والله أعلم وفي هذا الحديث أن الصلاة التي هي ركن من أركان الإسلام التي أطلقت في باقي الأحاديث هي الصلوات الخمس وأنها في كل يوم وليلة على كل مكلف بها وقولنا بها احتراز من الحائض والنفساء فإنها مكلفة بأحكام الشرع إلا الصلاة وما ألحق بها مما هو مقرر في كتب الفقه وفيه أن وجوب صلاة الليل منسوخ في حق الأمة وهذا مجمع عليه واختلف قول الشافعي رحمه الله في نسخه في حق رسول الله صلى الله عليه و سلم والأصح نسخه.


قال عبد المحسن العباد في شرح سنن أبي داود:


قوله: (أفلح وأبيه) هذا قسم، ولكن هذا مما كان في أول الأمر، وقد أجاب عنه العلماء بجوابين: أحدهما: أنه كان هذا في أول الأمر، وبعد ذلك نسخ، والثاني: أنه مما جرت عليه به ألسنتهم، ولكن الصحيح هو الأول، وهو أنهم كانوا يستعملونه ثم بعد ذلك نسخ.


يتبع بحول الله و قوته..

tvdm hgHrfh' hgkwhvn p,g r,g vs,g hggi wgn hggi ugdi , sgl: Htgp , Hfdi