70 أسيرًا استشهدوا بفعل التعذيب
التعذيب الوحشي سياسة الاحتلال الثابتة بحق الأسرى
[ 26/06/2010 - 09:10 م ]

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام

لؤي ساطي الأشقر (33 عاماً) من مدينة طولكرم المحتلة، أسير شاهد على إجرام الكيان الصهيوني وانتهاكه لكل المواثيق التي تحرم التعذيب وتجرم من يمارسه؛ حيث أصيب بالشلل جراء قيام محققي مركز توقيف الجلمة الصهيوني بكسر إحدى فقرات العمود الفقري له نتيجة الضرب الشديد، وأصبح يستخدم الكرسي المتحرك للتنقل والحركة.
وكان الاحتلال اعتقل الأشقر عدة مرات، فقد أمضى سنة في السجن عند اعتقاله عام 2003، ثم أعاد المحتل اعتقاله في 2005 وحكم عليه في حينه بالسجن لمدة عامين، وفى هذا الاعتقال أصيب بالشلل جراء التحقيق القاسي الذي مورس بحقه، وأطلق سراحه بعد قضاء فترة محكوميته، ليعيد الاحتلال اعتقاله رغم معاناته من الشلل عام 2008، حكم عليه بالسجن لمدة عام، وعند الانتهاء من محكوميته تم تحويله للاعتقال الإداري 6 شهور، وجدد له الإداري مرتين، ولا يزال حتى اللحظة قابعاً في سجون الاحتلال، وهو أب لطفل يبلغ من العمر عامين اسمه (عرين).
100 شكل للتعذيب
أفادت اللجنة الوطنية العليا لنصره الأسرى في تقرير لها بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة التعذيب الذي يصادف اليوم السادس والعشرين من يونيو أن الاحتلال لا يتورع عن استخدام التعذيب ضد الأسرى الفلسطينيين في سجونه، وأن التعذيب يبدأ منذ لحظة الاعتقال التي تتم في وسط جو من الإرهاب وإطلاق النار، ثم تقييد الأسير ووضع رباط على عينيه وإلقاءه في الجيب العسكري والاعتداء عليه بالضرب والتهديد والشتم، وحين وصوله إلى إحدى مراكز التحقيق والتوقيف، يتعرض الأسير إلى أشد أنواع التعذيب والإهانة لانتزاع اعترافات منه بالقوة .
وأكّدت اللجنة أن الاحتلال يستخدم أكثر من 100 أسلوب للتحقيق والتعذيب، أدت إلى استشهاد (70) أسيراً في سجون الاحتلال، من أصل (199) هم شهداء الحركة الأسيرة، وقد كشفت "اللجنة العامة لمكافحة التعذيب" وهي منظمة صهيونية النقاب عن استخدام التعذيب ضد المعتقلين الفلسطينيين فور توقيفهم أو عند نقلهم إلى مراكز الاعتقال أو بعد السجن، لافتةً إلى أنّه يتم تقييد الأسرى بشكل عنيف ومؤلم، ومن بينهم قاصرون يفترض أن يتمتعوا بالحماية حسب القانون الدولي والقانون الصهيوني نفسه، ووثقت اللجنة في حينه أكثر من 600 حالة لأسرى تعرضوا للتعذيب العنيف بكل أشكاله .
بدوره؛ أشار رياض الأشقر المدير الإعلامي للجنة العليا للأسرى إلى أنّ التعذيب في سجون الاحتلال لم يقتصر على السجان أو المحقق، بل امتد ليشمل من يسمي نفسه بالطبيب أو الممرض الذي أساس مهنته إنسانية بحته، حيث كشفت جمعية "أطباء من أجل حقوق الإنسان" الصهيونية عن قيام الأطباء في السجون بممارسه التعذيب ضد الأسرى وحرمانهم من العلاج لإجبارهم على الاعتراف، وكذلك تعمد تجاهل الأمراض التي يعاني منها الأسرى حين الكشف الأولي فور وصولهم إلى السجون، ويكتبون تقريراً مزوراً بأن الأسير بصحة جيدة ولا يعانى أي مرض، وهذا يشكل تصريحاً طبياً بمواصلة تعذيبه، حيث يدفع بالمحققين لممارسه ضغط بدني ونفسي أكبر على الأسير، ما يجعلهم متواطئين في تعذيب السجناء الفلسطينيين.
إرهاب دولة مخالف لكل القوانين
وكشف الأشقر أن حكومة الاحتلال تعطي الضوء الأخضر لطواقم التحقيق من أجل ممارسة التعذيب بحق الأسرى الفلسطينيين والعرب، حيث إن القضاء الصهيوني شرّع استخدام العنف ضد الأسرى دون احترام لآدمية الإنسان، مخالفاً بذلك كل المواثيق والمعاهدات التي تحرم استخدام التعذيب ضد الأسرى.
واستغرب الأشقر صمت المؤسسات الدولية الحقوقية والإنسانية وفى مقدمتها الصليب الأحمر الدولي على ممارسة الاحتلال للتعذيب علانية، ورغم صدور عشرات التقارير المختصة التي تؤكد ذلك إلا أن المجتمع الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة لم تحرك ساكناً باتجاه أدانه الاحتلال بارتكاب جرائم حرب ضد الأسير الفلسطيني، وشرعنة القضاء الصهيوني للتعذيب إنما يعكس إرهاب الكيان الرسمي.
تعذيب جسدي ونفسي
وأوضح التقرير أن الاحتلال يستخدم العشرات من أساليب التعذيب المحرمة الجسدية والنفسية، ونادراً أن لا يتعرض أسير فلسطيني لأحد أشكال التعذيب، وغالباً ما يتعرض المعتقل لأكثر من أسلوب من أساليب التعذيب التي فاق عددها المئة؛ حيث أكدت الإحصائيات أن 98% من الأسرى الذين تعتقلهم سلطات الاحتلال تعرضوا للتعذيب في أقبية التحقيق التابعة لأجهزة الأمن الصهيونية ومراكز الاعتقال المختلفة، ومن أشهر أساليب التعذيب الشبح لفترات طويلة، ووضع المعتقل في ثلاجة، كذلك الهز العنيف الذي يؤدى إلى كسر إضلاع الصدر، بالإضافة إلى الربط في أوضاع مؤلمة، كربط الساقين وشدها إلى الخلف من تحت كرسي، ثم الدفع بجسم الأسير نحو الخلف، وتسليط ضوء قوى على عيون المعتقل بشكل مباشر، وغيرها من الأساليب اللاإنسانية.
ولا يقتصر التعذيب على تلك الوسائل فحسب، بل تتعمد سلطات الاحتلال تعذيب الأسرى بنوع أقسى من الإيذاء الجسدي وهو الإيذاء النفسي من خلال العزل الانفرادي، الذي قد يجعل الأسير مريضاً نفسياً لفترات طويلة أو قد يصيبه بالجنون وفقدان الأهلية كما حدث للأسير "عويضة كلّاب" من غزة .
ودعت اللجنة العليا منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن تطالب الاحتلال بوقف التعذيب الممنهج ضد الأسرى، وتشكيل وفود لزيارة السجون بغرض الكشف عن وسائل التعذيب المحرمة التي يستخدمها الاحتلال ضد الأسرى، والضغط على الاحتلال لكي يعيد برنامج زيارات اسري قطاع غزة المتوقف منذ أكثر من 3 سنوات متواصلة