"الأسرى يتعرضون لعمليات تعذيب وضرب مبرح"
"نادي الأسير": الاحتلال اعتقل 417 مواطنًا من الضفة وغزة خلال الشهر الماضي



الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام



كشف تقريرٌ لـ"نادي الأسير الفلسطيني" أن قوات الاحتلال الصهيوني اعتقلت خلال شهر آب (أغسطس) الماضي أكثر من 417 مواطنًا فلسطينيًّا في الضفة الغربية وقطاع غزة، وواصلت فرض العقوبات على الأسرى في سجونها.
وقال النادي في تقرير صدر الأحد (6-9) وحصل "المركز الفلسطيني للإعلام" على نسخة منه أن قوات الاحتلال صعَّدت حملات الاعتقال بحق المواطنين منذ مطلع الشهر الجاري، ومارست كافة أساليب التعذيب، واستمرَّت في فرض العقوبات على المعتقلين داخل السجون.
وأشار النادي إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت خلال آب (أغسطس) الماضي 417 مواطنًا من كافة محافظات الضفة وغزة؛ بينهم أربعة من قطاع غزة، و63 من الخليل، و53 في بيت لحم، ومن سلفيت 20؛ منهم 13 طفلاً، ومن جنين 57، ومن رام الله 70، ومن باقي مدن الضفة 150 أسيرًا.
ظروف اعتقالية سيئة
وقال إن عمليات الضرب والتنكيل أصبحت سياسة متبعة، وهي مقدمة أولى في التحقيق، مشيرًا الى أن تقارير زيارات المحامين إلى مراكز التحقيق أظهرت أن الأسرى يتعرَّضون لعمليات تعذيب وضرب مبرِّح أثناء التحقيق، والتهديد إذا تم إبلاغ أية جهة عما يحصل داخل زنازين التحقيق.
وأوضح أنه من خلال زيارة المحامي المعتقلين الموجودين في مراكز التوقيف والتحقيق، كان هناك العديد من الشكاوى من الأسرى، وهم يعانون من قلة الطعام والشراب وسوء التهوية وقلة الملابس الموجودة داخل السجن وسوء المعاملة.
إحصائيات متجددة
وفي سياق متصل قال النادي إن من بين عشرة الآلاف أسير وأسيرة في سجون الاحتلال 5600 محكوم عليهم؛ منهم 326 أمضوا ما يزيد عن 16 عامًا في الأسر؛ بينهم 106 أسرى أمضوا أكثر من عشرين عامًا، وخمسة من ضمن من يصنفهم الاحتلال على أنه "مقاتلون غير شرعيين"، والذين اعتقلوا من قطاع غزة في العدوان الأخير، و479 أسيرًا إداريًّا، و380 طفلاً دون الثامنة عشرة، و54 أسيرة، وأكثر من 1500 حالة مرضية، وبقيتهم ينتظرون المحاكمة أو في مراكز التحقيق والتوقيف.
وبخصوص الأسرى الإداريين البالغ عددهم 479 والمعتقلين دون محاكمة أو توجيه اتهام، يوجد ما يقارب 115 أسيرًا أمضوا نصف عام، و147 أسيرًا أمضوا ما بين نصف عام وعام، و125 أسيرًا أمضوا ما بين عام وعام ونصف، و63 أسيرًا أمضوا ما بين عام ونصف وعامين، و 27 أسيرًا ما بين عامين وخمسة أعوام، وأسيران أمضيا ما يزيد عن خمسة أعوام.
ولفت النادي إلى وجود 380 طفلاً أسيرًا؛ منهم 35 بين 12 و16 من العمر، وبقيتهم بين 16 و 18، و 168 أسيرًا محكومًا عليهم، ومعتقل واحد رهن الاعتقال الإداري.
الأسيرات والمرضى
وأضاف أن الأسيرات في سجون الاحتلال بلغ عددهن 54 موزعات على سجني "الشارون" (36 أسيرة)، و"الدامون" (16 أسيرة)، وفي مركز تحقيق الجلمة أسيرتلن، مبينًا أن من بينهن خمس أسيرات دون 18 من العمر، وثلاثًا معتقلات هن وأزواجهن، وثلاثًا من قطاع غزة؛ فيهن الأسيرة فاطمة الزق (أم لتسعة أطفال، وأنجبت طفلها يوسف في الأسر ليكون أصغر أسير في العالم، ويبلغ من العمر حاليًّا عامًا ونصفًا و13 يومًا)، وخمسًا معتقلات هن وإخوة لهن في الأسر.
وأكد أن الأسرى المرضى حالتهم الأسوأ بين الأسرى؛ فمع الألم النفسي لوجودهم في السجن والبعد عن الأهل يرافقهم ألم الجسد؛ فمنهم مريض السكري، أو الضغط، أو القلب، أو الأسنان، أو من جرَّاء إصابة سابقة، أو يعاني من مرض خبيث، مع أن إحصائيات النادي تشير إلى وجود 29 أسيرًا في مستشفى سجن الرملة بشكل دائم، إلا أن ما يزيد عن هذا الرقم بحاجة إلى عمليات جراحية، ولكنه -وحسب ما يخبرهم السجانون- يجب عليهم انتظار دورهم، فإما أن يتم علاجه، أو يزداد مرضه ليصبح مزمنًا، وقد كشف في الفترة الأخيرة عن وجود 15 حالة مرضية مصابة بالسرطان موزعة داخل السجون.
وقال النادي إن السجانين يمارسون البطش بحق الأسرى المرضى أثناء نقلهم من سجن إلى آخر، أو إلى المستشفيات أو المحاكم، فيتم تقييد أيديهم وأرجلهم، وغالبًا ما يتم خلطهم بالجنائيين، ويتم الاعتداء عليهم بالضرب والشتم، وتستمر عملية النقلة قرابة ثلاثة أيام، علمًا أن فترة النقل من أبعد سجن لا تزيد عن ثماني ساعات من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال.
وأوضح أن الأسرى في العزل أيضًا منهم من أمضى سنوات حبسه معزولاً عن الأسرى؛ لأن الاحتلال يصنفه على أنه "خطير"؛ حيث يوجد 14 أسيرًا أمضوا ما يزيد على خمس سنوات في العزل.
اعتقالات يومية
وبيَّن أنه رغم اكتظاظ السجون لم تتوقف آلة قمع الاحتلال عن مواصلة حملاتها اليومية من اقتحامٍ للبيوت وعبثٍ بمحتوياتها، وممارسة كافة الأشكال المهينة لأصحاب البيوت وساكنيها، واعتقال أفراد من الأسرة، واقتيادهم إلى أماكن غير معلومة؛ ليبقى الأهل في حيرة من أمرهم وفي قلق دائم على من يتم اعتقاله.
وناشد النادي كافة المؤسسات الحقوقية الإنسانية الدولية والمحلية، ضرورة التدخل لوقف كافة الانتهاكات التي ترتكب بشكل يومي بحق الأسرى، والعمل على معالجة الأسرى ومعاملتهم بإنسانية وفق ما تقتضيه المواثيق والمعاهدات الدولية، خصوصًا أن غالبيتهم يمرون بمرحلة الموت البطيء نتيجة الإهمال الطبي.