المرحلة الثالثة إذاً إيمان خاص إذ امتدحه الله بصفات محددة مثلاً     :(فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ﴿175﴾ النساء) هذا اعتصام، توكّل، اسمع الأخرى    : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ ﴿2﴾ الأنفال) هذا حصراً (إنما) المؤمن الخاص     :(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴿2﴾ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴿3﴾ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ﴿4﴾ الأنفال)

(هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا) لماذا؟

امتدحهم الله بصفات لا تتوفر في كل المؤمنين فليس كل المؤمنين توجل قلوبهم إذا ذكر الله ففي الغالب لا يخافون أما هؤلاء (إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ) يعني تجده يتقزم ويتحفظ ويتلفت فالصحابة الكرام كانوا إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان نائماً يستيقظ يجلس فكيف إذا ذكر الله عز وجل؟

إذاً أصبح مؤمناً خاصاً ممتازاً متميزاً بامتياز ولذلك أعطى الله مواصفاته كاملة في القرآن. اقرأ القرآن كم من مواصفات     (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴿1﴾ المؤمنون) وقد قالها في غير مكان وليس أي مؤمن بل (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴿2﴾ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ﴿3﴾ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ ﴿4﴾ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ﴿5﴾ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ﴿6﴾ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ﴿7﴾ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ﴿8﴾ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ﴿9﴾ المؤمنون) صفات، ما هذا التميز؟ ما هذا التقدم العالي؟ ما هذه الرفعة؟ وقِس على هذا في كتاب الله عز وجل (الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا (أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ) يعني خاصين وقس على هذا    (لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ ﴿117﴾ التوبة) أنظر هذا المدح؟ ما هذا المدح الرائع ؟في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كانوا معروفين فلان وفلان وفلان مائة مائتين ثلاثمائة والآن هناك آلاف بل ملايين من هذه الأمة والحمد لله يتصفون بهذه الصفات.


    (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) ولنتتبع في القرآن الكريم أين مدح المؤمنين؟ وبماذا امتدحهم؟ (وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ﴿55﴾ النور) يعني كلام، هؤلاء بداية الرعيل العظيم ، النبي صلى الله عليه وسلم بدأ مع هؤلاء من البداية لم يبدأ مع الذين قالوا نحن مسلمين فقط، بدأ من هنا فقال (وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) أي أن هؤلاء هم أمتي

قال salla (متى أرى أحبابي؟ قالوا: نحن يا رسول الله؟ قال: لا أنتم أصحابي، أحبابي قومٌ يأتون من بعدي يتمنى أحدهم لو رآني بأهله وماله) أي يفديني بأهله وماله بس يراني مرة. هذا متتبع للسنة، حليم مع الناس، رقيق القلب، لا يكفِّر أحداً ولا يتهم أحد بالسوء ، هذه البداية الإيمان الخاص تتبعوا مواصفاتهم في القرآن حيثما وجدت الله عز وجل يمتدح الإيمان بأفعال محددة يعني مثلا ( أمرهم شورى بينهم، صادقين في الوعد، يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) ، صفات لهؤلاء اعلم أن هؤلاء هم المؤمنون الخاصون الذين أمر الله نبيه أن يكون مع هؤلاء في بداية الطريق.
أي من المؤمنين ومع المؤمنين. (إن الرجل ليخرجنّ بالسنة يتبعها فمن تبعني فإنه مني) حينئذٍ هذا هو الإيمان الخاص الإيمان الممدوح بالقرآن. إذا كنت واحداً منهم فأنت على المحجة البيضاء، أنت على الطريق طريق الزعامات يوم القيامة.

مثلاً قوله (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) من الصفات (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ) ومرة قال (دَائِمُونَ) (الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ﴿23﴾ المعارج) دائمون يعني يصليها في مكان الدوام أنت أين تداوم ؟ في الوظيفة؟ في بيتكم؟ تداوم في الدائرة، الصلاة تصلى في المسجد. المحافظون يعني لا يقطع صلاته على أركانها وشروطها وخشوعها لكن دائم لا تعني كل يوم هذه يحافظ، الدائم يؤديها في مكان أدائها في المكان الذي يداوم فيه كما يداوم الموظف في الدوام الرسمي في مكان .

يتبع....