السؤال 11: ما القول في قوله تعالى:?الله يستهزئ بهم ? وقوله: ?سخر الله منهم ? وأمثالها من الآيات المتشابهة ؟!

الجواب: السلف كانوا يقولون في مثل هذه الآية وأشباهها :أمروها كما جاءت.
وهم لا يعنون أمروها بدون فهم! وإنما أمروها كما جاءت؛ بفهم صحيح، بدون تشبيه أو تكييف أو تأويل أو تعطيل.
: ? ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ? ففي هذه الآية تنزيه، وفيها -أيضا- إثبات لصفتي السمع والبصر.
فمعني التنزيه أننا نثبت الصفة التي وصف بها نفسه أو وصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم كما يليق بعظمته سبحانه وتعالى، ولا نكيف ذلك فنقول: سمعه كسمعنا، بصره كبصرنا، كما أننا لا نتأول ذلك كما فعل غلاة المعتزلة حيث أولوا السمع والبصر بالعلم، مع أن الله قد وصف نفسه في غير ما آية في القران الكريم بالعلم، فتأويل أولئك للسمع والبصر بالعلم تعطيل، قال عنه العلماء: المعطل يعبد عدما، والمجسم يعبد صنما.
وعلى هذا نقول في الآيتين السابقتين-الواردتين في السؤال-من استهزاء الله عز وجل وسخريته: أنه استهزاء وسخرية يليق بالله عز وجل، وليس كما تتوهمه الافهام القاصرة مما فيه تشبيه بالمخلوقين.


السؤال 12: هل آيات الصفات من المتشابهات أم من المحكمات ؟
الجواب: هي من جهة من المتشابهات، وذلك فيما يتعلق بالكيفية المتعلقة بالله سبحانه، وليست-من جهة أخرى -من المحكمات من حيث إن لها معنى ظاهرا، وأن لها معاني معروفة باللغة العربية.
فهي إذن باعتبار الكيفية متشابهة، لأنه لا يمكن أن تعرف كيفية ذات الله، فبالتالي لا يمكن أن نعرف كيفية صفاته عز وجل، إذ الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات.
ولهذا قال بعض أئمة الحديث-وهو أبو بكر الخطيب-:يقال في الصفات ما يقال في الذات سلبا وإيجابا.
فكما أننا نثبت الذات ولا ننفيها-فإن هذا النفي هو الجحد المطلق-كذلك نقول في الصفات؛ نثبتها ولا ننفيها؛ ولكننا كما لا نكيف الذات لا نكيف الصفات.