قال اللهُ تعالَى :" إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ "
وهذا و إن كان مُبَاح لنا، لكن اشغل نفسكَ يا أخى الحبيب أنت وزوجكَ
بيومِ التَلاقِ، القارِعَة فهو أَعسَر.
عذراً يا حبيبَ القلبِ إن ضايقكَ رَدِى هذا لكن :
سموا أَوْلادَكُم بمناهج صحابية لأزمنةٍ نبويَّة .
قيل ان رجلين مِن أصحاب النبىّ جلسا فقال أحدهما للأخرِ
بماذا تسمى أولادَكَ ؟
قال : بنوح و إبراهيم وموسى وعيسى ويونس وهود ويوسف و ...إلخ يقصد ان منهجه فِى التسمية لأولاده ولذويه هو بمنهج الأنبياء فأسماء أولادهِ على مسمى الأنبياء والرسل .
قال الأول : أنت تسمى هكذا وأنا أسمى أبو بكر وعمر وعثمان وعلى وطلحة وزيد و أنس وحمزة و عمرو و ....إلخ .
المراد من كلامهما : ان الأول يُحبُ ان يكون منهجه فِى التسمية هو منهج الأنبياء والرسل فى أسماءهم، فرد عليه الثانى قائلا : انت تسمى هكذا اى هذا منهجكَ فى تسمية اولادك وهو صحيح لكنى أحب ان أسمى اولادى بمنهج صحابى أى على أسماء الصحابة الذين جعل اللهُ تعالى معتقدهم هو المقياس كما فى نحو قوله " فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " .
والنتيجة : كلا المنهجين صحيحين شرعا فِى إسلامنا حفظنا الله به.
ولعلَّ قائلا يقولُ : ليست الأسماء مهمة لهذه الدرجة ! ما اى اسم يا عم،
عُكْ وَ رَبَّكْ يُفُكْ ـ لهجة نيلية مصرية ـ
قلتُ : هذا كلام الجاهل الذى لا يسكت تعفُفَاً .
إذ للأسماء مناطات [دلالات]عظيمة وكثيرة جدا فمنها ـ مثلا ـ باختصار الان .
للأسماء فى التأويلِ او التعبير أى للرؤيا تنزيل ما مُعين وهذا يفقهه من كان عنده طرف ولو بسيط فى علم تعبير الرؤيا الذى أشار إليه المعصوم بقوله " لم يبق بعدى مِنَ النبوات إلا المبشرات قيل وما المبشرات قال : الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح او تُرَى له " .
ما معنى هذا الكلام ؟ نضرب مثالا بسيطاً، رجل اسمه منصور رأى رؤيا ما، وهو رجل صالح فهذه الرؤيا ربما تُأَوَّل على انه منصور بإذن الله تعالى، بل و تُعَبر الرؤيا احيانا باسم صاحبها و باسم بلده كما حدث من كثير من الصحابة وصح تعبيرهم بل إن اولياء الله تعالى الحقيقيون ربما يعرفون أشياء ما عن أُناسٍ ما من خلال أسمائهم وأسماء بلدانهم كما حدث من الفاروق عمر مع الرجل الذى كان اسمه على ما أذكر شهاب ومن بلد اسمها جهنم ومن منطقة اسمها سعير ومن عائلة اسمها لظى قال له :اذهب فقد احترق اهلك .
فذهب فلقى أو رأى أهله قد احترقوا !
و إن كنت لا اذكر القصة كاملة لكن ذكرها ابن إسحاق فى السيرة المشهورة بسيرة ابن هشام .
2ـ لا يخفى على المسلمين قصة الرجل الذى جاء للفاروق شاكيا ابنه فلما أُتِى بابنه قال يا أمير المؤمنين أليس للولد على ابيه حقا؟ قال الفاروق : بلى . قال فما ؟ قال الفاروق : ان يختار أُمَّه وأن يُحَسِنَ اسمه وان ...إلخ قال الولد : فإن أبى لم يحسن اختيار امى فقد اختارها راقصة ولم يحسن اختيار اسمى فقد سمانى جُعْلا [وكلمة جُعل هذه مَسبَة] و ...إلخ .
فمسمى الأبناء هو مَظنة المدح والذم .
وللأسف المدح يكون بالاسم العمر كله وكذا الذم .
3ـ كذالك فيه مُحَافظَة على المسميات الإسلامية لا سيما الصحابية، ومن ثَمَّ على التاريخ الإسلامى الرفيع.
فاتقوا الله وحافظوا على تاريخ الإسلام والمسلمين ـ مثلا ـ بأسماء الصحابة او بأسماء الأنبياء كإدريس، والرسل كمحمد وعيسى وموسى وإبراهيم، او بالتعبيد للأسماء الحسنى الواردة الصحيحة بالدليل الذى لا مِرْيَةَ فِيهِ كعبدالله وعبدالرحمن و...إلخ . وللنِّساءِ بأسماء ـ مثلا ـ أمهات المؤمنين، أوالصحابيات الكريمات كجويرية والروميصاء، أوالصالحات كمريم ابنة عمران أو أسية بنت مُزَاحِم او ام موسى، او اخته ... إلخ المذكورات بالقران فالسنَّةِ فالتاريخ، و ممكن بالأسماء القرأنية التى وردت كجنى وسلسبيل و ... إلخ .
ولا بأس بان يكون عندنا 1000 عائشة فبدل ان يكُنَّ 1000 عائشة فليكن 1001 عائشة إى وربى يا حبذا . وهكذا فى بقية اسماء الصالحات .
ولا حد يكره يكون عندنا 1000000 عائشة ؟
ممكن يخرج من رحمِ واحدة منهنَّ صلاح دينٍ جديد او شافعيا او مالكيا او ابن حنبل او أوزاعياً او ثوريا ... إلخ جديداً به يرفعُ الله عن الأمة وعن كاهلها همها مما تعلموا! .
لكن : على ألَّا يشغلنكم هذا اكثر من حقهِ فليس المقصود بهذا للأباء إلا
أن يكون زادا لِيُمْنِ القدوم على اللهِ تعالى، وعتادا لحين الرجوع إليه .
فاتقوا الله واعلموا " إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ "
والكلام كثير عندى لكن ضاق الوقتُ .
فاللهَ تعالَى أسأل ان يكون كلامى نافعا لِحِيْنِ الْمُثُولِ بين يديه يوم التَنَاد .
يَومَ يتولى النَّاسُ مُدبرِينَ مَا لهم مِنَ اللهِ مِن عَاصِمٍ .
وأستغفر اللهَ لِى وَ لَكُم وَالْحَمدُ للهِ .