(4)

Scribal Errors
أخطاء النساخ

لا ينكر أحد أمكانية حدوث الخطأ في أي عمل بشري ، ولا يقر أحد عكس هذا
ولا ينكر أحد أيضاً إمكانية تدراك هذا الخطأ وعلاجه إن وقع

هذا هو الموضوع بكل بساطة

يوجد حول كلا من القرءان الكريم والكتاب المقدس أقاويل حول حدوث أخطاء النساخ هذه عند كتابة كل كتاب منهم
مصدر تلك الأقاويل عن القرءان هي روايات بشر تحتمل الصدق وتحتمل الكذب وجميعها كاذبة كما سنوضح

أما مصدر وجود اخطاء نسخية في الكتاب المقدس هو الكتاب المقدس نفسه !!

لو نظرنا للشق الأول وادعاء الضيف بوقوع اخطاء من النساخ عند كتابة القرءان الكريم


أخرج أبو عبيد في فضائلهوسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبى داود وابن المنذر بسندصحيح عن عروة قال : سألت عائشة عن لحن القرآن {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواوَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ}(المائدة/69) ، {وَالْمُقِيمِينَالصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ}(النساء/162) ، {قَالُوا إِنْهَذَانِ لَسَاحِرَانِ}(طه/63) ، فقالت : يا ابن أختي هذا عمل الكُـتّابأخطئوا في الكِتاب ". الدر المنثور 2/246 تفسير الطبري 9/395 وايضا في 6/34 المصاحف لابن ابو داود ص 34 وزاد المسير لابن الجوزي 2/251 وتفسيرالخازن 1/622 .وتفسير البغوي 1/498.



قال السيوطي في الإتقان : "إسناد صحيح على شرط الشيخين "الاتقان 1/182

وفي تاريخ المدينة للنميري : " حدثنا أحمد بن إبراهيم قال ، حدثنا علي بن مسهر ، عن هشام بن عروة ، عنأبيه قال : سألت عائشة رضي الله عنها عن لحن القرآن {قَالُوا إِنْ هَذَانِلَسَاحِرَانِ}(طه/63) ، وقوله {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَهَادُوا وَالصَّابِئُونَ}(المائدة/69) ، {وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَوَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ}(النساء/162) وأشـبـاه ذلـك ، فقالت : أي بنيإن الكتاب يخطئون ". تاريخ المدينة لابن شبة النميري 3/1013 .

وهذه عائشة تدعي أن الكُـتّابأخطئوا في كتابة القرآن ! ، فإن كان كل من قال بتحريف القرآن كافرا فهليكفرون عائشة بادعائها تحريف القرآن ؟!

أخرج عبد بن حميد عن هشام بنعروة قال : كان أبي يقرؤها ( وما هو على الغيب بظنين ) فقيل له في ذلكفقال : قالت عائشة : إن الكُـتّـاب يـخطئون في المصاحف". الدر المنثور 1/321 والمصاحف 33-34 الفراء في معاني القران 2/183 .

أخرج سعيد بن منصور وأحمدوالبخاري في تاريخه وعبد بن حميد وابن المنذر وابن اشته وابن الأنباري معافي المصاحف والدارقطني في الإفراد والحاكم وصححه وابن مردويه عن عبيد بنعمير أنه سأل عائشة : كيف كان رسول الله يقرأ هذه الآية ( والذين يؤتون ماأتوا ) أو {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا}(المؤمنون/6). فقالت : أيتهماأحب إليك ؟ قلت : والذي نفسي بيده لأحداهما أحب إلي من الدنيا جميعا ،قالت : أيهما قلت ؟ ( الذين يأتون ما أتوا ) ! فقالت : أشهد أن رسول اللهكذلك كان يقرؤها ، وكذلك أنزلت ، ولكن الـهجاء حُــرِّف !" الميتدركللحاكم 2/393 مجمع الزوائد للهيثمي 7/73 البخاري في التاريخ الكبير 9/28تفسير ابن كثير 3/248 الدر المنثور 5/12 مرويات عائشة للدكتور سعودالنفيسان ص 263 ..


من جهة النقل والنظر في حال أسانيد ومتون هذه الروايات فهي كلها لم يصح منها اي شيء وإنما هي عبارة عن كذب مختلق
ولو كان من الجديد تناول كل رواية على حدا ومناقشتها واستخراج عللها لفعلنا
ولكنه بالأمر القديم الذي أكل عليه الدهر وشرب
فهي مردود عليها جميعاً وغيرها مما لم ينقله الضيف لنا هنا

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=75989

فلا اري داعٍ للتكرار واحيل من يريد المزيد لهذا الرابط ، وسأكتفي بإلاتي في إسقاط هذه الروايات وبيان كذبها ومخالفتها للحقيقة

1-
إن تصور وحدث الخطأ في كتابة أحد الآيات وتراكم هذا الخطأ حتى وصليومنا هذا في قراءة " إن هذا لساحران " أو " والمقيمين الصلاة " أو " إنالذين آمنوا والذين هادوا والصابئون " فكيف حدث هذا الخطأ في النسخ حتىثبت وعصى إزالته علماً بأنه لم يتم كتابة مصحف واحد وإنما كتبت ستة مصحافعلى الأرجح فهل اتفق النساخ على حدوث هذا الخطأ في هذه المصاحف في هذهالمواضع في وقتٍ واحد ؟

2-
من المعلوم أن المرجع الاساس في نقل القرءان الكريم هو الحفظ والتواترفكيف ساغ هذا الخطأ وتم إقراره على الرغم بمقابلته بما يحفظه الحفاظ فيصدورهم ؟

3-
ثم كيف يتصور حدوث هذا الخطأ وكل ما كان يُكتب كان يراجع بواسطة جمع من الصحابة

فعنكثيربنأفلحقال: لَماأرادعثمانأنيكتبالمصاحفجمعلهاثنيعشررجلاًمنقريشو الأنصار،فيهمأبيبنكعبوزيدبنثابت،قال: فبعثواإلىالربعةالتيفيبيتعمر،فجِيءبِها،قال: وكانعثمانيتعاهدهم.


رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف باب جمع عثمان رحمة الله عليه المصاحف ص 33، وأورده الحافظ ابن كثير من طريق ابن أبي داود، وقال: إسناده صحيح. فضائل القرآن ص 45.

عن زيد بنِ ثَابِت قَال: فَقدت آية من الأَحزاب حِين نَسخنا المصحف، قَد كنت أَسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقْرأُ بِها، فَالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بنِ ثَابِت الأَنصارِي * من المؤمنين رِجال صدقوا ما عاهدوا الله علَيه *، فَألحقناها في سورتها في المصحف

رواه البخاري 9844 .

4-وجود أشياء غير منطقية في بعض هذه الروايات مثل مخالفة قراءة " إن هذان لساحران " لأوجه الله العربية وهو أمر محض كذب وللإمام بن تيمية تحقيق لغوي موسع فيه لمن أراد الأطلاع


هذا وغيره الكثير كافي لدفع هذه الاكاذيب وإسقاطها الذي يظهر لكل عاقل منصف .

اما عن الكتاب المقدس فالحديث يختلف
فالأمر عندهم مُقرر ولا غضاصة فيه ، بل ويقسم لقسمين اخطاء مقصودة ، وأخطاء غير مقصودة ولا أعلم كيف يكون خطأ و مقصود في نفس الوقت !!
هذا التقسيم متفق عليه عند علماء النقد النصي للعهد القديم والجديد وان اختلفت التقسيمات الداخلية لكل من العهد القديم والعهد الجديد .

وعلى سبيل المثال نأخذ العهد القديم
فهناك كما اشرنا أخطاء غير مقصودة Unintentional Errors
فكما يظهر من اسمها هي اخطاء غير مقصودة وترجع مثلاً نتيجة ارهاق حدث للناسخ أو نتيجة عدم توافر اضاءة جيدة .... الخ

والأخطاء المقصودة أو التغيرات المتعمدة Intentional Changes
وهي المهمة في هذه المبحث ، وهي تقسم للآتي

1- تعديلات النساخ Emendations of the Scribes
وهي أن يقوم الناسخ بالتدخل في النص لتعديل لفظ أو كلمة معينة أو فقرة بأكملها قد يتعبرها مسيئة لله أو تعليم معين .
2- إسقاطات ( حذف ) الكتاب Omissions of the Scribes
3
- الحواشي التوضيحية Explanatory Glosses
وهي عبارة عن اضافة الناسخ بعض الكلمات منه للنص المقدس بغرض التوضيح والتفسير والشرح

4- التعبيرات التلطيفية Euphemisms
وهو نوع خاص من الكتيف Kethiv و القيري Qere
والكتيف والقيري هذا هو اسلوب مشهور في العهد القديم حيث تكتب كلمة وتقرأ كلمة اخرى
واشهر مثال لذلك هي كلمة يهوة " يهوفا יהוה " فهي تكتب هكذا ولكن تقرأ " أدوناي אדני " .
ومصطلح التعبيرات التلطيفية هذا أو Euphemisms يستخدم للإستعاضة بتعبير خفيف الإحتدام عوضاً عن تعبير قاسي وشديد

ولنا في ذلك مثال ما جاء في اش 13 : 16
וְעֹלְלֵיהֶםיְרֻטְּשׁוּ, לְעֵינֵיהֶם; יִשַּׁסּוּ, בָּתֵּיהֶם, וּנְשֵׁיהֶם, תשגלנה
الترجمة

وأطفالهم ستتقطع لقطع صغيرة امام اعينهم وستنهب منازلهم وتخطف نساؤوهم
فقد استعمل النص كلمة " תשגלנה" ليقصد به خطف النساء وهو ما يرمز اليه بالقيري Q وهي المقروءة بدلاً من كلمة " תשכבנה " التي تعطي معنى الإغتصاب وعليه فيكون تقدير النص وتُغصب نساؤوهم .
وهذا الأمر مكرر في العهد القديم 16 مرة

Brotzman, Ellis R.: Old Testament T e x t ual Criticism : A Practical Introduction. Grand Rapids, Mich. : Baker Books, 1994, S. 120