النتائج 1 إلى 10 من 119
 

العرض المتطور

  1. #1

    عضو مجتهد

    الصورة الرمزية يوسفوس فلافيوس
    يوسفوس فلافيوس غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1412
    تاريخ التسجيل : 16 - 10 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 124
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي




    جـــانـــب مـــضـــيء :

    مصائب قوم عند قوم مغانم , فقد أثبت سؤ حظ الإمبراطورية أنه يحمل اليمن و البركة للبابا المخزي .
    لقد وصلت أنباء تعلن عن هزيمة الجحافل الرومانية في أدريانابول على أيدي الغزاة القوط و مقتل الإمبراطور الكبير فالنس ( أغسطس / آب 378 ) . و عندما تولى خليفته غراتيان الحكم كان منشغلا جدا بتطورات الأحداث فأراد ان يحرر نفسه من عبء الإنشغال بإيطاليا , فكان من ضمن الإجراءات التي إتخذها إعفاء أسقف روما ( البابا ) من الخضوع للقانون الدنيوي .

    ما أن زالت تهمة القتل عن دامسوس , حتى تولى عملية تجميل صورته المشوهة جدا ككاهن للمسيح,فتفتقت أفكاره اولا على فكرة " الخلافة الرسولية " . و أعلن ان البابا هو الخليفة المباشر للقديس بطرس شخصيا !

    رغم انه لا أحد كان قد لاحظ ذلك من قبل فإن بطرس على ما يبدو كان هو مؤسس أسقفية روما !.
    دامسوس و هو متسلح بنظرية الرفع الذاتي هذه حفر " قبور الشهداء " في سراديب الموتى بروما ليبرهن الفكرة ( و أجبر أنصاره العتيدين على دفع تكاليف إصلاحها و تزيينها ! ) . كما نال إدعائه الخلافة إعترافا أمبراطوريا : يعترف بأسقفية روما على نحو مساو لأسقفية القسطنطينية في تعريف الإيمان .

    ما ان صارت سلطة دامسوس تقف على أرضية متينة حتى بدأ في الضرب على وتيرة التزلف للجمهور الرومي : بنزع ملكية مهرجان منتصف الشتاء الشمسي القديم .
    كان دامسوس قد وجد نفسه على رأس إيمان جوهره البعث و الإنتصار على الموت , من جانب يسوع الرجل , و هذا تم تحديده بعيد الفصح . غير أن أعظم الإحتفالات في أرجاء الإمبراطورية قاطبة و في مدينة روما على وجه الخصوص كان " عيد ميلاد الشمس التى لا تقهر " 'Natalis Solis Invicti أو Saturnalia, و كانت تستمر عدة ايام و تتوج بوليمة "بروماليا " 'Brumalia' في 25ديسمبر / كانون الأول.

    إن الشعبية الهائلة لهذا المهرجان الوثني ــ كان في الواقع اكبر إحتفال على طول السنة ــ من الواضح انها سببت في الكثير من الآلام للكنيسة . فالمسيحيون الأولون كانوا يفتقرون لمدة قرن على الأقل حتى إلى قصة الميلاد الإلهي لبطلهم , ناهيك عن ان الإحتفال بمولده في وقت متأخر مثل سنة 245 كان سببا لإحتجاج اللاهوتي اوريجانوس على فكرة الإحتفال بعيد ميلاد المسيح كما لو كان مجرد ملك ارضي.

    إن فكرة دامسوس الماكرة هي أن يطغى العيد المسيحي على العيد الوثني . و حيث ان المسيحيين الأوائل لم تكن لديهم أي فكرة على الإطلاق عن يوم أو شهر أو حتى سنة ميلاد يسوع المزعوم , فكان من السهل نسبيا إحلال عيد ميلاد الشمس الإله بآخر ــ و في الوقت نفسه بالضبط إستخدام كمية كبيرة من الطقوس و المظاهر الوثنية !

    و هكذا صار 25 ديسمبر / كانون الأول عيد ميلاد المسيح , بفضل اسقف روما ( البابا ) دامسوس الأول الشهير بحبه للإحتفالات .

    يتبع






  2. #2

    عضو مجتهد

    الصورة الرمزية يوسفوس فلافيوس
    يوسفوس فلافيوس غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1412
    تاريخ التسجيل : 16 - 10 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 124
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    هــل يــمــكــن أن يــكـون لـديـنـا هـذا باللاتـيـنـي ؟ السيطرة على " الكلمة " :

    لم يمض وقت طويل على إستيلاء دامسوس على عيد الساتورناليا حتى تفتق ذهنه على فكرة جديدة اكبر , الا و هي : نسخة جديدة من الكتاب المقدس نفسه ! كان أساقفة روما كلهم تقريبا حتى فترة تنصيب دامسوس نفسه من الناطقين باللغة اليونانية , و بالتالي لم تكن لديهم أي مشكلة خاصة مع نسخة العهد القديم من الكتاب المقدس المترجمة من العبرية إلى اليونانية من قبل يهود الأسكندرية ـــ النسخة السبعينية ــ لكن ما أجود ان تكون هناك نسخة لاتينية مترجمة مباشرة من العبرية بدون تدخل من اليهودأهل الغدر!! اللاتينية ستكون في المستقبل لغة الجمهور .
    توجه دامسوس نحو احد أعضاء عصابته مشهور "بنسونجيته" و موهوب في اللغات . و هكذا دخل أيوسيبيوس هييرونيموس ــ الشهير أيضا باسم جيروم ــ إلى مسرح التاريخ .

    كان جيروم بجميع المقاييس إنسانا فاسدا و مشاكسا , رغم بروزه في النهاية كبطل لنكران الذات . سليل اسرة من ملاك الأراضي في شمال إيطاليا و كان قد طرد من روما في الأصل بسبب فضيحة جنسية . كان قد نظم " مجموعات نساء " و ماتت إحدى العضوات الصغيرات بسبب الوهن و الإنهاك على نحو محتمل .


    "" في الحقيقة كانت هذه آخر فضيحة من سلسلة الفضائح العامـّة التي وصمت النصف الأول من حياة جيروم ""
    ( ج . رومر , شهادة , ص 237)' (J. Romer, Testament, p237).

    ذهب جيروم إلى اليونان أولا لكنه كان " مضطربا " جدا من زياراته لمحلات بيع الأجساد في كورينثوس إلى درجة أنه هرب إلى صحراء فلسطين لكي يهديء من غرائزه المتأججة .فهناك لا بد من العثور على الكثير من النساك المسيحيين الورعين , يعيشون في زهد و تقشف و يطلبون رضى السماء عن طريق العزلة و التكفير عن الذنوب ..فأنضم جيروم إليهم ــ لكن ليس لوحده تماما . فقد إصطحب معه ثلاثة أو أربعة من الصبية الصغار لكي يعملوا عمل " السكرتير " له.
    وقد إعترف في رسائله قائلا " أنا لا أستطيع أن أقاوم الإغراء بالخطيئة و حرارة طبيعتي الحارقة . لقد حاولت سحقها بتكرار الصوم , لكن فكري كان دائما مشوشا بالتخيلات . أنا غالبا ما أجد نفسي محاطا بمجموعات من الفتيات الراقصات "
    ( ج رومر , شهادة ص 237 )– J. Romer, Testament, p237.

    قضى جيروم ثلات سنوات في عزلته في الصحراء , و كان يستلم رسائلا بإنتظام من أصدقائه الأنطاكيين الأغنياء . و بالإضافة إلى الأشياءالتي فعلها هناك , فقد استغل الوقت في تعلم اللغة العبرية , رغم أنه يصف اليهود انفسهم بأنهم " حيوانات نجسة غير مشقوقة الظلف " . كما يبدو أنه قد " عمل لحل مشكلته " لأنه صار زاهدا متقشفا و بطلا ( بالنسبة للآخرين ) في العذرية و العفة .و قد إنتقد بشدة الصحة بإعتبارها علامة تدل على التعلق بالأمور الدنيوية متحججا بان الجسد يجب ان يبقى هزيلا وجائعا . و وسع مبدأه ليشمل النظافة الشخصية : "" ذاك الذي إستحم في المسيح "" يقول جيروم "" لا يحتاج إلى استحمام ثان ""

    رجع جيروم إلى روما في أفضل الأوقات المناسبة ( 382) , لأنه كان بالضبط الشخص الذي يحتاجه دامسوس لإعادة كتابة الكتاب المقدس " الحقيقي " , كلمة الرب نفسه . و كانت نتيجة عمل جيروم هو صدور نسخت الفولجاتا (vulgata versio أو النسخة العامة) و هي الكتاب المقدس اللاتيني الذي سيقود الكنيسةالمقدسة الأم طوال الألف سنة القادمة . و كانت النسخة ملائمة جدا للأفعال التي سيمكن فعلها باسم المسيح . أثناء ذلك , و بعد صراع طويل مع أعضاء وثنيين محددين في مجلس الشيوخ , إستطاع دامسوس ان يزيل المذبح الخاص بالربة الحرية من مبنى مجلس الشيوخ ( 384) رغم ان صنم الربة الحرية نفسه بقى في مكانه وأعيد إقتراحه على أنه تمثال لملاك!!!

    أجبرت المشاحنات بين العصابات جيروم على مغادرة روما بعد موت زعيمه بوقت قصير سنة 385 . فقد حصلت عصابة أورسينوس , التي كانت تدير شؤون مدينة ميلان تحت زعامة الأسقف أمبروس , على لجنة كنسية لطرد جيروم من روما . و قد رجع في معية إثنتين غنيتين من العذروات المحترفات إلى فلسطين ,. و هناك في بواكير السياحة الدينية اسس منطقة ريفية واسعة للتقاعد و بيت لضيافة الحجيج . و أنجز فحصا آخر للكتاب المقدس قبل موته سنة 420
    إن كلا من زعيم العصابة دامسوس و القـوّاد جيروم صارا قديسين , و من المفترض أنهما يجلسان الآن على يمين الرب .


    يتبع.





 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الوثنية فى ثوب المسيحية
    بواسطة سيف الحتف في المنتدى دراسة نسخ الكتاب المقدس
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 2011-01-16, 04:21 PM
  2. الجذور الوثنية لعقيدة الثالوث المسيحي - بقلم/ تيسير الفارس
    بواسطة Ahmed_Negm في المنتدى التثليث و الألوهية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 2010-11-03, 04:54 PM
  3. الأصول الزرادشتية (المجوسية) للديانة المسيحية (تشابة أم تطابق )
    بواسطة the truth في المنتدى التثليث و الألوهية
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 2010-10-14, 03:33 PM
  4. الوثنية المسيحية- كيف ولد الآب الإبن؟
    بواسطة التوحيد في المنتدى التثليث و الألوهية
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 2008-12-07, 08:55 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML