الـخـداع في الـقـصـة و الـخـداع فـي الـجـغــرافـيـا
أحجم كتبة الإنجيل الأصليين عن إختلاق مرحلة طفولة , أو شباب أو السنين الأولى من مرحلة رجولة يسوع المسيح لأن ذلك لم يكن ضروريا في القصة المركزية عن موت / قيامة الإله الشمس . و لكن كما نعلم , فالقصة نمت و كبرت بإنتقالها من شخص لآخر , خاصة و أن عقودا قد مرت و أخفق المخلص الموعود و الديان في العودة إلى الظهور .
قدّم الكاتب الذي أعاد كتابة إنجيل مرقس , مراجعا ومنقـّحا النص مابين سنتي 140م و 150 م , إسم المدينة مرة واحدة فقط في الإصحاح الأول بهذه الكلمات :
{{ 9 وفي تلك الايام جاء يسوع من ناصرة الجليل . . . }} ( مرقس 1 : 9 )
و من ذلك الحين كاد الأإسم أن يكون منسيا تقريبا . و نحن نشك منطقيا و بصورة معقولة في أن الإشارات الأربعة بأجمعها التي ترد عن المدينة في إنجيل مرقس هي استقطاب في وقت لاحق .

نحن نستطيع أن نتتبع الرفع اللاحق لمكانة الناصرة في إنجيل لوقا . و إنجيل لوقا هو الذي يشدد على ربط يسوع المسيح بالناصرة . و مؤلف لوقا هو الكاتب الذي يخرج عن طريقة ليثبت موقفا عدائيا من كفرناحوم . و قد اختتم الدارسون إستنتاجاتهم بأن مؤلف لوقا لم يكن يهوديا نظرا لأخطائه الصارخة في أشياء يهودية . و هو أيضا يرتكب أخطاء جغرافيـّة. كان يعرف القليل جدا عن المكان و في قصته القصيرة يصف حادثة مستحيلة :
{{ 29 فقاموا واخرجوه خارج المدينة وجاءوا به الى حافة الجبل الذي كانت مدينتهم مبنية عليه حتى يطرحوه الى اسفل. }} ( لوقا 4 : 29 )
إن الناصرة في الحقيقة تقع في منخفض تحيط به تلال صغيرة . و المنطقة بأسرها تتميز بأراض منبسطة و بعض الهضاب معتدلة الإرتفاع خالية من القمم و المنحدرات الحادة . و المنطقة يمكن فهمها على وجه صحيح بأنها حوض مرتفع , و في اتجاه واحد هي المنطقة الكثر إنخفاضا في سهل إسدراليون . و لكن لا احد يستطيع ان ينكر ان الناصرة مبنية في واد و ليس على جبل . حتى المدينة القرناوسطية كانت تقبع بين التلال لحمايتها من الرياح . و كانت البداية فقط سنة 1957 حين شيدت الضاحية اليهودية المعروفة بأسم الناصرة العليا'Nazerat Illit' على قمة تلال إلى شرق المدينة .


المقدمة : الموقع المفترض لمدينة الناصرة في القرن الأول الميلادي ( تحت تلك البناية البارزة)

الخلفية و الحقيقة :جبل القفزة ( جبل قفزة الرب ) ربما كانت الحشود قد هددت يسوع المسيح بدحرجته إلى أسفل المنحدر !

كان سيستغرق وقتا فعلا الخروج من كنيسة يهودية في المدينة السفلية و التسلق إلى قمة الجرف