صفحة 6 من 15 الأولىالأولى ... 2345678910 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 51 إلى 60 من 143
 
  1. #51

    لا إله إلا الله

    الصورة الرمزية خالد بن الوليد
    خالد بن الوليد غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 7
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 5,912
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 21
    معدل تقييم المستوى : 22

    افتراضي


    أمام الأخ أبو عبد الله البخاري فرصة حتى الغد لوضع نقطته الاولى في الحوار مالم يطلب التأجيل بشكل علني من مدير الحوار .

    فقد مضى على مداخلته الأخيرة ستة أيام حتى الآن .





  2. #52
    مشرف
    الصورة الرمزية الرافعي
    الرافعي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 522
    تاريخ التسجيل : 21 - 8 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 2,507
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 12
    البلد : مصر
    الاهتمام : القراءة
    الوظيفة : طالب طب
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    الحمد لله المولي النعم الجسام ، ومسدي الآلاء العظام ، الذي ترادفت أياديه السابغة ، وثبتت حججه البالغة بالدلالات الواضحة ، والعلامات اللائحة .. والصلاة والسلام على نبيه ومصطفاه ، مختاره ومجتباه وعلى آله وصحبه وسلم .. وبعد ،

    فاللهم هيىء لنا الخير ، واعزم لنا على الرشد ، وآتنا من لدنك رحمة ، واكتب لنا السلامة في الرأي ، وجنبنا فتنة الشيطان أن يقوى بها فنضعف ، أو نضعف لها فيقوى ، ولا تدعنا من كوكب هداية منك في ظلمة شك منا ، واعصمنا أن تكون آراؤنا في الحق البيّن مكانَ الليل من نهاره ، أو تنزل ظنوننا من اليقين النيّر منزلةَ الدخان من ناره ، نسألك بوجهك ، ونتوسل إليك بحمدك ، ونستجير بقدرتك ، وندعوك بأفئدة عرفتك حين كذّب غيرها فأقرّت ، وآمنت بك فزُلزِل غيرها واستقرت .. وبعد ،

    فإن دلائل صدق القرآن الكريم لا يدخل في وسع أحد لها حصر ، ولا يقوم لإحصائها صدر ، ومع ذلك تكفي النظرة الصادقة والنية الخالصة لتدرك حق الإدراك أن هذا كلام من يعجز عنه الإدراك .
    وإن كنت لا بد موقعاً نفسك على ما وقع عليه الأولون والآخرون مما اصطلحت عليه مدارك الاستبانة ومحاصل الاستدلال من إعجاز القرآن ألفيتها ما بين إعجاز بلاغي بياني ، وإعجاز غيبي ، وإعجاز تشريعي ، وإعجاز علمي إلى غير ذلك مما ضاق بجمعه واسع الأفهام ، وقصر عن إدراكه ثاقب الأحلام .

    فأما الإعجاز الغيبي – وهو موضوع نقطتنا – فهو : ما تضمنه القرآن من ذكر لحوادث ماضية ، أو حوادث مستقبلة وتقع بعد إخبار القرآن عن وقوعها مما يدل على أنه كلام علام الغيوب جل وعلا .

    أولاً :
    يقول تعالى في كتابه العزيز : { الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ }


    جاء في التفسير الميسر : (( غَلَبت فارسُ الرومَ في أدنى أرض "الشام" إلى "فارس"، وسوف يَغْلِب الرومُ الفرسَ في مدة من الزمن، لا تزيد على عشر سنوات ولا تنقص عن ثلاث. لله سبحانه وتعالى الأمر كله قبل انتصار الروم وبعده، ويوم ينتصر الروم على الفرس يفرح المؤمنون بنصر الله للروم على الفرس. والله سبحانه وتعالى ينصر من يشاء، ويخذل من يشاء، وهو العزيز الذي لا يغالَب، الرحيم بمن شاء من خلقه )) .

    فها هنا نجد الآيات تتحدث عن أمرين مستقبليين :
    الأول : أن الرومان سيغلبون الفرس بعد غلبة الفرس لهم .
    الثاني : أن هذه الغلبة ستكون في مدة أدناها 3 سنين وأقصاها 9 سنين .

    روى الإمام أحمد في مسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهم في قوله : ( ألم * غُلِبَتِ الرُّومُ ) ، قال : ( غُلبت وغَلبت ، قال : كان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم لأنهم أهل أوثان ، وكان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على فارس لأنهم أهل كتاب ، فذكروه لأبي بكر فذكره أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أما إنهم سيغلبون) ، قال فذكره أبو بكر لهم ، فقالوا : اجعل بيننا وبينك أجلاً فإن ظهرنا كان لنا كذا وكذا ، وإن ظهرتم كان لكم كذا وكذا ، فجعل أجلا خمس سنين فلم يظهروا ، فذكر ذلك أبو بكر للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( ألا جعلتها إلى دون - قال أراه قال : العشر - ) قال : قال سعيد بن جبير : البضع ما دون العشر ، ثم ظهرت الروم بعدُ ، قال : فذلك قوله ( الم * غُلِبَتِ الرُّومُ ) إلى قوله : ( وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ [ قال : يفرحون ] * بِنَصْرِ اللَّهِ ) .. صحح إسناده العلامة أحمد شاكر .


    جاء في موسوعة ( قصة الحضارة ) لوول ديورانت عن بعثة النبي صلى الله عليه وسلم : ((
    وبينما هو في ذلك الكهف بمفرده في ليلة من ليالي عام 610م. إذ حدث له ذلك الحادث العظيم وهو المحور الذي يدور عليه تاريخ الإسلام كله ))

    قال الإمام النيسابوري رحمه الله : (( قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: بَعَثَ كِسْرَى جَيْشًا إِلَى الرُّومِ وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا يُسَمَّى شَهْرَيَرَازَ، فَسَارَ إِلَى الرُّومِ بِأَهْلِ فَارِسَ وَظَهَرَ عَلَيْهِمْ، فَقَتَلَهُمْ وَخَرَّبَ مَدَائِنَهُمْ وَقَطَّعَ زَيْتُونَهُمْ، وَقَدْ كَانَ قَيْصَرُ بَعَثَ رَجُلًا يُدْعَى يُحَنَّسَ فَالْتَقَى مَعَ شَهْرَيَرَازَ بِأَذْرِعَاتٍ وَبُصْرَى وَهِيَ أَدْنَى الشَّامِ إِلَى أَرْضِ الْعَرَبِ، فَغَلَبَ فَارِسُ الرُّومَ، وَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَصْحَابَهُ بِمَكَّةَ، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، وَكَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَكْرَهُ أَنْ يَظْهَرَ الْأُمِّيُّونَ مِنَ الْمَجُوسِ عَلَى أَهْلِ الْكِتَابِ مِنَ الرُّومِ، وفرح الكفار وشتموا، فَلَقُوا أَصْحَابَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالُوا: إِنَّكُمْ أَهْلُ كِتَابٍ وَالنَّصَارَى أَهْلُ كِتَابٍ وَنَحْنُ أُمِّيُّونَ، وَقَدْ ظَهَرَ إِخْوَانُنَا مِنْ أَهْلِ فَارِسَ عَلَى إِخْوَانِكُمْ مِنَ الرُّومِ، وَإِنَّكُمْ إِنْ قَاتَلْتُمُونَا لَنَظْهَرَنَّ عَلَيْكُمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ} إِلَى آخِرِ الْآيَاتِ ))
    [ أسباب النزول / صـ 258 ، 259 / سورة الروم / ط مكتبة الدعوة الدعوة بالأزهر ]


    جاء في الموسوعة الحرة ( ويكيبيديا Wikipedia ) ما يلي :

    By this time the Persians had conquered Mesopotamia and the Caucasus, and in 611 they overran Syria and entered Anatolia. A major counter-attack led by Heraclius two years later was decisively defeated outside Antioch by Shahrbaraz and Shahin and the Roman position collapsed; the Persians devastated parts of Asia Minor, and captured Chalcedon on the Bosporus






    وترجمته ما يلي : (( بحلول هذا الوقت ، كان الفرس قد غزوا بلاد ما بين النهرين ومنطقة القوقاز ، وفي عام 611 اجتاحوا سوريا ودخلوا الأناضول . وقد مني هرقل بعد عامين ( أي حوالي 613 ) بهزيمة منكرة أثناء محاولته القيام بهجوم مضاد خارج أنطاكية أمام شهرباراز وشاهين ، وانهار موقف الإمبراطورية الرومانية ودمر الفرس أجزاء من آسيا الصغرى واستولوا على خلقيدونية على مضيق البوسفور )) .


    وتقول هذه الموسوعة تحت عنوان ( الحروب البيزنطية الفارسية Byzantine Persian Wars ) :

    Heraclius diverted most of the army to Bulgaria, ending the war there by A.D. 613. He then surveyed the army, and realized that there were only two bandas at full strength. Byzantium could not combat the Parthians at this stage






    الترجمة : (( حول هرقل معظم جيشه إلى بلغاريا منهيا الحرب هناك حوالي عام 613 م . بعد ذلك قام باستعراض جيشه وأدرك أن فرقتين فقط منه في كامل قوتها . أدركت بيزنطة حينها أن لا قبل لها بمحاربة فارس في تلك المرحلة ))





    وفي نفس المصدر :




    The war began in the Spring of A.D. 621 with the invasion of Edessa. By the winter of A.D. 622 the Byzantines had reclaimed Antioch, Armenia and Albania





    الترجمة: (( بدأت الحرب في ربيع عام 621 م بغزو الرها . واستعاد البيزنطيون أنطاكية وأرمينيا وألبانيا بحلول شتاء عام 622 م ))


    وجاء في هذه الموسوعة تحت عنوان : ( الفترة الساسانية The Sasanian Period ) :


    By 615 , Sasanian forces were in Chalcedon, opposite Opposite Constantinpole






    الترجمة : (( بحلول عام 615 كان القوت الساسانية في خلقيدونية بمواجهة القسطنطينية ))

    جاء في ( الموسوعة البريطانية Encyclopedia Britannica ) الآتي :

    A brief summary of the campaign unfortunately gives no idea of the difficulties Heraclius encountered as he liberated Asia Minor (622); fought in Armenia with ….






    وترجمته : (( ملخص مختصر لوقائع الحملات لا يعطي فكرة للأسف عن المصاعب التي واجهت هرقل إبان تحريره لآسيا الصغرى عام (622 م) : فقد حارب في أرمينيا ....... )) .



    إذاً وحتى لا يختلط الأمر على المتابع :
    - كانت بعثة النبي صلى الله عليه وسلم حوالي عام 610 م .

    - انتصر الفرس على الروم انتصارات ساحقة ما بين أعوام 613- 615 م حسب ما تذكر المصادر التاريخية [ وهناك اختلاف في التواريخ ]

    - سورة الروم نزلت بعد الهزيمة أي حوالي عام 615 م .

    - أول انتصار للروم على الفرس كان في العام 622 م ( أي بعد حوالي 7 سنوات من نزول الآيات [ في بضع سنين كما تنبأت الآيات الكريمة ] ) .


    السؤال : من الذي أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام إن كان قد افترى القرآن – بزعمكم - , أن الروم ستغلب الفرس خلال فترة زمنية معينة ، مع الأخذ في الاعتبار جيداً أن الفرس إذ ذاك كانوا في أوج انتصاراتهم على الروم ؟!

    ----------------------
    ثانياً :
    يقول تعالى في مطلع سورة الفتح : {


    إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا }

    روى الإمام مسلم في صحيحه قال : حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُمْ قَالَ :
    " لَمَّا نَزَلَتْ { إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ } إِلَى قَوْلِهِ : { فَوْزًا عَظِيمًا } مَرْجِعَهُ مِنْ الْحُدَيْبِيَةِ وَهُمْ يُخَالِطُهُمْ الْحُزْنُ وَالْكَآبَةُ وَقَدْ نَحَرَ الْهَدْيَ بِالْحُدَيْبِيَةِ فَقَالَ لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَةٌ هِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ الدُّنْيَا جَمِيعًا "

    إذاً فالآية نزلت بعد صلح الحديبية بوعد الله للمسلمين بفتح مكة .


    روى الإمام مسلم في صحيحه أيضاً قال : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ ح و حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ وَتَقَارَبَا فِي اللَّفْظِ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سِيَاهٍ حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ : " قَامَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ يَوْمَ صِفِّينَ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّهِمُوا أَنْفُسَكُمْ لَقَدْ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ وَلَوْ نَرَى قِتَالًا لَقَاتَلْنَا وَذَلِكَ فِي الصُّلْحِ الَّذِي كَانَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ الْمُشْرِكِينَ فَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَسْنَا عَلَى حَقٍّ وَهُمْ عَلَى بَاطِلٍ قَالَ بَلَى قَالَ أَلَيْسَ قَتْلَانَا فِي الْجَنَّةِ وَقَتْلَاهُمْ فِي النَّارِ قَالَ بَلَى قَالَ فَفِيمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا وَنَرْجِعُ وَلَمَّا يَحْكُمِ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ فَقَالَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ وَلَنْ يُضَيِّعَنِي اللَّهُ أَبَدًا قَالَ فَانْطَلَقَ عُمَرُ فَلَمْ يَصْبِرْ مُتَغَيِّظًا فَأَتَى أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ يَا أَبَا بَكْرٍ أَلَسْنَا عَلَى حَقٍّ وَهُمْ عَلَى بَاطِلٍ قَالَ بَلَى قَالَ أَلَيْسَ قَتْلَانَا فِي الْجَنَّةِ وَقَتْلَاهُمْ فِي النَّارِ قَالَ بَلَى قَالَ فَعَلَامَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا وَنَرْجِعُ وَلَمَّا يَحْكُمِ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ فَقَالَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ إِنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ وَلَنْ يُضَيِّعَهُ اللَّهُ أَبَدًا قَالَ فَنَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْفَتْحِ فَأَرْسَلَ إِلَى عُمَرَ فَأَقْرَأَهُ إِيَّاهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْ فَتْحٌ هُوَ قَالَ نَعَمْ فَطَابَتْ نَفْسُهُ وَرَجَعَ " .


    وقد كان صلح الحديبية - وقت نزول الآيات - قبل فتح مكة بعام .. وتحقق وعد الله لنبيه صلى الله عليه وسلم بالفتح ، وتحقق وعد النبي للمسلمين .

    السؤال : من أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه سيفتح مكة والوقت وقت صلح ؟!


    ---------------------
    ثالثاً :
    يقول تعالى في سورة القمر : {


    أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ (44) سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ (46) }

    قال الإمام القرطبي رحمه الله : (( قال ابن عباس: كان بين نزول هذه الآية وبين بدر سبع سنين، فالآية على هذا مكية ))


    وقد روى البخاري عن عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها قالت: " لقد أنزل على محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة وإني لجارية ألعب: { بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ } "

    وروى البخاري في صحيحه أيضاً قال : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوْشَبٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ ح و حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ وُهَيْبٍ حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ يَوْمَ بَدْرٍ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَنْشُدُكَ عَهْدَكَ وَوَعْدَكَ ، اللَّهُمَّ إِنْ تَشَأْ لَا تُعْبَدْ بَعْدَ الْيَوْمِ ، فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ بِيَدِهِ فَقَالَ : حَسْبُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلْحَحْتَ عَلَى رَبِّكَ ، وَهُوَ يَثِبُ فِي الدِّرْعِ ، فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ : { سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ } "


    وبالفعل ، اندحر المشركون يوم بدر وهزم جمعهم وولوا الدبر .

    السؤال : من أخبر النبي صلى الله عليه وسلم وهو مُستَضعَفٌ بمكة ووعده بالنصر الذي تحقق فعلاً ؟!

    -----------------
    رابعاً :
    في كتابه العزيز : { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5) }


    قال الإمام البخاري رحمه الله : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ :
    " لَمَّا نَزَلَتْ { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ } صَعِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الصَّفَا فَجَعَلَ يُنَادِي يَا بَنِي فِهْرٍ يَا بَنِي عَدِيٍّ لِبُطُونِ قُرَيْشٍ حَتَّى اجْتَمَعُوا فَجَعَلَ الرَّجُلُ إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَخْرُجَ أَرْسَلَ رَسُولًا لِيَنْظُرَ مَا هُوَ فَجَاءَ أَبُو لَهَبٍ وَقُرَيْشٌ فَقَالَ أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا بِالْوَادِي تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ قَالُوا نَعَمْ مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إِلَّا صِدْقًا قَالَ فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا فَنَزَلَتْ { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ } "


    ومعلوم أن هلاك أبي لهب كان بعد وقعة بدر الكبرى .. أي بعد حوالي 10 سنين أو أكثر من نزول سورة المسد .
    ومعلوم أنه وأمثاله من أكابر مجرمي المشركين كانوا يتنسمون الفرص للقضاء على محمد ودينه .

    فالسؤال : ما منع أبا لهب من أن يعلن إسلامه ولو نفاقاً ، ليقضي على محمد وقرآن محمد ودين محمد ؟!
    وما كان الدافع لأن يتحدى النبي صلى الله عليه وسلم ويعلنها صريحة أن أبا لهب سيموت كافراً قبل 10 سنين من موت أبي لهب ؟!



    -----------------------------------------------




    الإعجاز الغيبي في السنة النبوية :



    في كتابه الكريم ، في سورة (الجن) : { عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ }


    جاء في ( منهاج أهل السنة والجماعة ) للشيخ ( ابن العثيمين ) رحمه الله ، تحت عنوان : ( طريقة أهل السنة و الجماعة في حق الرسول صلى الله عليه وسلم ) : [ ويؤمنون أيضاً بأن الرسول صلى الله عليه و سلم لا يعلم الغيب إلا ما أطلعه الله عليه لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً ولا لغيره والله تعالى قد أمره أن يبلغ ذلك إلى الأمة فقال: { قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَك } (الأنعام: الآية 50). وما هي وظيفته ؟ { إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَي } ومن زعم أن الرسول عليه الصلاة والسلام يعلم شيئاً من الغيب غير ما أطلعه الله عليه فهو كافر بالله ورسوله، لأنه مكذب لله ورسوله ] .

    * قال الإمام مسلم : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ و حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ زَكَرِيَّاءَ ح و حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ عَنْ فِرَاسٍ عَنْ عَامِرٍ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : " اجْتَمَعَ نِسَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يُغَادِرْ مِنْهُنَّ امْرَأَةً فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مِشْيَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَرْحَبًا بِابْنَتِي فَأَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ ثُمَّ إِنَّهُ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثًا فَبَكَتْ فَاطِمَةُ ثُمَّ إِنَّهُ سَارَّهَا فَضَحِكَتْ أَيْضًا فَقُلْتُ لَهَا مَا يُبْكِيكِ فَقَالَتْ مَا كُنْتُ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ فَرَحًا أَقْرَبَ مِنْ حُزْنٍ فَقُلْتُ لَهَا حِينَ بَكَتْ أَخَصَّكِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَدِيثِهِ دُونَنَا ثُمَّ تَبْكِينَ وَسَأَلْتُهَا عَمَّا قَالَ فَقَالَتْ مَا كُنْتُ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا قُبِضَ سَأَلْتُهَا فَقَالَتْ إِنَّهُ كَانَ حَدَّثَنِي أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُهُ بِالْقُرْآنِ كُلَّ عَامٍ مَرَّةً وَإِنَّهُ عَارَضَهُ بِهِ فِي الْعَامِ مَرَّتَيْنِ وَلَا أُرَانِي إِلَّا قَدْ حَضَرَ أَجَلِي وَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِي لُحُوقًا بِي وَنِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ فَبَكَيْتُ لِذَلِكَ ثُمَّ إِنَّهُ سَارَّنِي فَقَالَ أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ أَوْ سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ فَضَحِكْتُ لِذَلِكَ "
    قال الإمام البيهقي رحمه الله في ( دلائل النبوة ) : (( وأصح الروايات رواية الزهري عن عروة عن عائشة قالت مكثت فاطمة بعد وفاة رسول الله ستة أشهر )) .

    * قال الإمام البخاري : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا قَيْسٌ عَنْ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ قَالَ : " شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ ، قُلْنَا لَهُ : أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا ! أَلَا تَدْعُو اللَّهَ لَنَا ! قَالَ : كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهِ فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ ، وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ أَوْ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ "
    قالها نبي الله صلى الله عليه وسلم وهم مستضعفون في مكة يسومهم المشركون فيها سوء العذاب ، وقد تحقق ذلك من بعد ، فدانت الجزيرة كلها بالإسلام من أقصاها إلى أقصاها وتحقق وعد النبي صلى الله عليه وسلم .

    * روى الإمام البخاري في صحيحه بسنده عن عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ : " بَيْنَا أَنَا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ فَشَكَا إِلَيْهِ الْفَاقَةَ ، ثُمَّ أَتَاهُ آخَرُ فَشَكَا إِلَيْهِ قَطْعَ السَّبِيلِ ، فَقَالَ : يَا عَدِيُّ ، هَلْ رَأَيْتَ الْحِيرَةَ ؟ قُلْتُ: لَمْ أَرَهَا ، وَقَدْ أُنْبِئْتُ عَنْهَا ، قَالَ: فَإِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتَرَيَنَّ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنْ الْحِيرَةِ حَتَّى تَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ لَا تَخَافُ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ، قُلْتُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِي: فَأَيْنَ دُعَّارُ طَيِّئٍ الَّذِينَ قَدْ سَعَّرُوا الْبِلَادَ؟ ، وَلَئِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتُفْتَحَنَّ كُنُوزُ كِسْرَى ، قُلْتُ: كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ! قَالَ: كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ ، وَلَئِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتَرَيَنَّ الرَّجُلَ يُخْرِجُ مِلْءَ كَفِّهِ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ يَطْلُبُ مَنْ يَقْبَلُهُ مِنْهُ فَلَا يَجِدُ أَحَدًا يَقْبَلُهُ مِنْهُ ........... قَالَ عَدِيٌّ فَرَأَيْتُ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنْ الْحِيرَةِ حَتَّى تَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ لَا تَخَافُ إِلَّا اللَّهَ ، وَكُنْتُ فِيمَنْ افْتَتَحَ كُنُوزَ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ ، وَلَئِنْ طَالَتْ بِكُمْ حَيَاةٌ لَتَرَوُنَّ مَا قَالَ النَّبِيُّ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخْرِجُ مِلْءَ كَفِّهِ "
    قلت : صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتحقق وعده لعديٍّ الذي كان متعجباً ويتساءل في نفسه عن ذلك !

    * روى البخاري في صحيحه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : حَدَّثَتْنِي أُمُّ حَرَامٍ : " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمًا فِي بَيْتِهَا ، فَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا يُضْحِكُكَ ؟ قَالَ : عَجِبْتُ مِنْ قَوْمٍ مِنْ أُمَّتِي يَرْكَبُونَ الْبَحْرَ كَالْمُلُوكِ عَلَى الْأَسِرَّةِ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ ، فَقَالَ: أَنْتِ مِنْهُمْ ، ثُمَّ نَامَ فَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ ، فَيَقُولُ: أَنْتِ مِنْ الْأَوَّلِينَ ، فَتَزَوَّجَ بِهَا عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ فَخَرَجَ بِهَا إِلَى الْغَزْوِ فَلَمَّا رَجَعَتْ قُرِّبَتْ دَابَّةٌ لِتَرْكَبَهَا فَوَقَعَتْ فَانْدَقَّتْ عُنُقُهَا "
    قلت : وصدق وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لها .

    * روى البخاري في صحيحه عن أبي بكرة رضي الله عنه قال : (( أَخْرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ الْحَسَنَ فَصَعِدَ بِهِ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: " ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ" ))
    قلت : صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به والقصة معروفة وإن شئت أتيناك بها .

    * روى البخاري في صحيحه عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَى زَيْدًا وَجَعْفَرًا وَابْنَ رَوَاحَةَ لِلنَّاسِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُمْ خَبَرُهُمْ فَقَالَ أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ ثُمَّ أَخَذَ جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ ثُمَّ أَخَذَ ابْنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ - وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ - حَتَّى أَخَذَ الرَّايَةَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ "

    * روى الإمام مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ مِصْرَ وَهِيَ أَرْضٌ يُسَمَّى فِيهَا الْقِيرَاطُ فَإِذَا فَتَحْتُمُوهَا فَأَحْسِنُوا إِلَى أَهْلِهَا فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا أَوْ قَالَ ذِمَّةً وَصِهْرًا فَإِذَا رَأَيْتَ رَجُلَيْنِ يَخْتَصِمَانِ فِيهَا فِي مَوْضِعِ لَبِنَةٍ فَاخْرُجْ مِنْهَا " ، قَالَ : فَرَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ شُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ وَأَخَاهُ رَبِيعَةَ يَخْتَصِمَانِ فِي مَوْضِعِ لَبِنَةٍ فَخَرَجْتُ مِنْهَا .

    هذا غيض من فيض لمئات الأحاديث التي وردت في هذا الشأن ووقعت من إخبارات للنبي صلى الله عليه وسلم منها ما تحقق ومنها ما ينتظر .

    فالسؤال : كيف تصدق هذه الإخبارات من الغيب لو لم يكن قائلها نبياً أطلعه الله عليه ، خصوصاً أنه يقول ذلك عن نفسه ؟!











    أما والله ما جعل الله ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ، ولكنك يا قلبُ تفتأ تجعل لي
    من كل معنى من معاني الحزن في هذا الوجود قلباً ينبض به ، حتى لو قد قيل
    ما مثلك في القلوب ، لقلتَ: "قلب سوريّة" ..
    سورية ... آه يا سورية !


    _______________________________

    ( الحكم بغير ما أنزل الله من أعظم أسباب تغيير الدول، كما جرى مثل هذا مرة بعد مرة
    في زماننا وغير زماننا )
    - شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - الفتاوى 35/387


  3. #53

    عضو مجتهد

    antonius غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1554
    تاريخ التسجيل : 30 - 11 - 2009
    الدين : المسيحية
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 152
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    سلام عليك اخي البخاري وعلى كل القراء...
    سأكتب الرد فور توفر الوقت بمشيئة العليّ...
    وان تاخرت فارجو مسامحتي..ولكنك أثرت نقاطً عدة في محور مهم يجب التطرق اليه فعلاً..
    سلام





  4. #54
    الإدارة العامة
    ذو الفقار غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 47
    المشاركات : 17,892
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 26
    البلد : مهد الأنبياء
    الاهتمام : الرد على الشبهات
    معدل تقييم المستوى : 34

    افتراضي


    سأكتب الرد فور توفر الوقت بمشيئة العليّ...
    وان تاخرت فارجو مسامحتي..ولكنك أثرت نقاطً عدة في محور مهم يجب التطرق اليه فعلاً..


    آخر نشاط15-02-2010 03:18 amاليوم هو اليوم السابع لتغيب الزميل أنطونيوس .. ونظراً لمشاغله نمد له الوقت .

    ونشيد بمستوى الحوار المحترم .






    إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .



    ( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)



  5. #55

    عضو مجتهد

    antonius غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1554
    تاريخ التسجيل : 30 - 11 - 2009
    الدين : المسيحية
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 152
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    سلام لكم..
    انا موجود ولم انسى الموضوع...ولكن دراستي تمنعني من كتابة رد...ساحاول كتابته في اقرب فرصة سانحة ان شاء الله....وشكراً على صبركم..





  6. #56

    عضو مجتهد

    antonius غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1554
    تاريخ التسجيل : 30 - 11 - 2009
    الدين : المسيحية
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 152
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    بسم الثالوث الأقدس..الاب والابن والروح القدس الاله الواحد امين.
    الحمد لله الذي لا يجب الحمد لسواه ولا نعمة ترتجى الا نعماه. حمداً له من اجل شانه واوسع جبروته وسلطانه
    تحية وبعد..نأسف عن التأخر..


    فأما الإعجاز الغيبي – وهو موضوع نقطتنا – فهو : ما تضمنه القرآن من ذكر لحوادث ماضية ، أو حوادث مستقبلة وتقع بعد إخبار القرآن عن وقوعها مما يدل على أنه كلام علام الغيوب جل وعلا
    مقدمة عامة في الرد على النقاط كلها:
    وثبات النبوة او نفيها لا يكون بالهوى ! انما له أصول !! ولو ادعى الهندوس ان لاوثانهم معجزات وغيب...ولو ادعى الزردشت والصابئة بذلك ايضاً...بل لو ادعى كل اهل الارض بحدوث معجزات (من اي نوع)...فقياسها يكون على شرط موافقتها الكتاب المقدس اولاً..فكل ما خالف كلام الله باطل!
    ولكي تُقبل النبوة...يجب ان يكون مصدرها الله..وقياس ذلك يكون باتباعها كلام الله...الوحي المقدس الموجود حصراً في كلام الله....الكتاب المقدس...وكل ما يخالفه يطرح ويرمى...فالمقياس الاول للنبوة هو موافقتها للكتاب المقدس وما فيه وتعالميه وعقائده وايمانه...
    في الاصحاح الثالث والعشرين من سفر ارميا يتكلم الرب عن الانبياء الكذبة...دعني انقل لك جزءاً من الاصحاح:
    14 وَفِي أَنْبِيَاءِ أُورُشَلِيمَ رَأَيْتُ مَا يُقْشَعَرُّ مِنْهُ. يَفْسِقُونَ وَيَسْلُكُونَ بِالْكَذِبِ وَيُشَدِّدُونَ أَيَادِيَ فَاعِلِي الشَّرِّ حَتَّى لاَ يَرْجِعُوا الْوَاحِدُ عَنْ شَرِّهِ. صَارُوا لِي كُلُّهُمْ كَسَدُومَ وَسُكَّانُهَا كَعَمُورَةَ.
    15 لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ عَنِ الأَنْبِيَاءِ: هَئَنَذَا أُطْعِمُهُمْ أَفْسَنْتِيناً وَأَسْقِيهِمْ مَاءَ الْعَلْقَمِ لأَنَّهُ مِنْ عِنْدِ أَنْبِيَاءِ أُورُشَلِيمَ خَرَجَ نِفَاقٌ فِي كُلِّ الأَرْضِ.
    16 هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: لاَ تَسْمَعُوا لِكَلاَمِ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ فَإِنَّهُمْ يَجْعَلُونَكُمْ بَاطِلاً. يَتَكَلَّمُونَ بِرُؤْيَا قَلْبِهِمْ لاَ عَنْ فَمِ الرَّبِّ.
    17 قَائِلِينَ قَوْلاً لِمُحْتَقِرِيَّ: [قَالَ الرَّبُّ: يَكُونُ لَكُمْ سَلاَمٌ!] وَيَقُولُونَ لِكُلِّ مَنْ يَسِيرُ فِي عِنَادِ قَلْبِهِ: [لاَ يَأْتِي عَلَيْكُمْ شَرٌّ].
    18 لأَنَّهُ مَنْ وَقَفَ فِي مَجْلِسِ الرَّبِّ وَرَأَى وَسَمِعَ كَلِمَتَهُ؟ مَنْ أَصْغَى لِكَلِمَتِهِ وَسَمِعَ؟
    19 هَا زَوْبَعَةُ الرَّبِّ. غَيْظٌ يَخْرُجُ وَنَوْءٌ هَائِجٌ. عَلَى رُؤُوسِ الأَشْرَارِ يَثُورُ.
    20 لاَ يَرْتَدُّ غَضَبُ الرَّبِّ حَتَّى يُجْرِيَ وَيُقِيمَ مَقَاصِدَ قَلْبِهِ. فِي آخِرِ الأَيَّامِ تَفْهَمُونَ فَهْماً.
    21 [لَمْ أُرْسِلِ الأَنْبِيَاءَ بَلْ هُمْ جَرُوا. لَمْ أَتَكَلَّمْ مَعَهُمْ بَلْ هُمْ تَنَبَّأُوا.
    22 وَلَوْ وَقَفُوا فِي مَجْلِسِي لَأَخْبَرُوا شَعْبِي بِكَلاَمِي وَرَدُّوهُمْ عَنْ طَرِيقِهِمِ الرَّدِيءِ وَعَنْ شَرِّ أَعْمَالِهِمْ.
    23 أَلَعَلِّي إِلَهٌ مِنْ قَرِيبٍ يَقُولُ الرَّبُّ وَلَسْتُ إِلَهاً مِنْ بَعِيدٍ.
    24 إِذَا اخْتَبَأَ إِنْسَانٌ فِي أَمَاكِنَ مُسْتَتِرَةٍ أَفَمَا أَرَاهُ أَنَا يَقُولُ الرَّبُّ؟ أَمَا أَمْلَأُ أَنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ يَقُولُ الرَّبُّ؟
    25 قَدْ سَمِعْتُ مَا قَالَهُ الأَنْبِيَاءُ الَّذِينَ تَنَبَّأُوا بِاسْمِي بِالْكَذِبِ قَائِلِينَ: حَلُمْتُ حَلُمْتُ.
    26 حَتَّى مَتَى يُوجَدُ فِي قَلْبِ الأَنْبِيَاءِ الْمُتَنَبِّئِينَ بِالْكَذِبِ؟ بَلْ هُمْ أَنْبِيَاءُ خِدَاعِ قَلْبِهِمِ!
    27 الَّذِينَ يُفَكِّرُونَ أَنْ يُنَسُّوا شَعْبِي اسْمِي بِأَحْلاَمِهِمِ الَّتِي يَقُصُّونَهَا الرَّجُلُ عَلَى صَاحِبِهِ كَمَا نَسِيَ آبَاؤُهُمُ اسْمِي لأَجْلِ الْبَعْلِ.
    28 اَلنَّبِيُّ الَّذِي مَعَهُ حُلْمٌ فَلْيَقُصَّ حُلْماً وَالَّذِي مَعَهُ كَلِمَتِي فَلْيَتَكَلَّمْ بِكَلِمَتِي بِالْحَقِّ. مَا لِلتِّبْنِ مَعَ الْحِنْطَةِ يَقُولُ الرَّبُّ؟
    29 أَلَيْسَتْ هَكَذَا كَلِمَتِي كَنَارٍ يَقُولُ الرَّبُّ وَكَمِطْرَقَةٍ تُحَطِّمُ الصَّخْرَ؟
    30 لِذَلِكَ هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَسْرِقُونَ كَلِمَتِي بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ.
    31 هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ لِسَانَهُمْ وَيَقُولُونَ: قَالَ.
    فالرب هنا يحذرنا كثيراً من الانبياء الكذبة الذي يتكلم الاصحاح عنهم..وجعل الرب فسادهم فر نفاقهم وفسوقهم وفساد عقيدتهم وابعادهم عن الاله الحقيقي والتكلم بكلام من قلبهم وترك الحق الذي هو يقوله ويعدون بخلاص باطل الى اخره!
    النبوءة نوعان ...انبياء من العهد القديم...وكان اكثر تركيزهم على التنبؤ بمجيء المسيح وحياته!...وهؤلاء هم الغالبية العظمى من الانبياء وانبياء العهد الجديد..وهما يوحنا المعمذان ويوحنا اللاهوتي كاتب الانجيل..الاول كان مهيئاً لقدوم الرب...والثاني تنبأ عن الاخرة..!
    فكل من سبق المسيح ...جاء يبشر عن قدومه ويتنبأ عن مجيئه....وكل من اتى بعده...جاء مبشراً بالمسيح والخلاص الذي جلبه للعالم....اما نبي الاسلام...فلا يقع في اي من هذه الاقسام! ولو قسنا كلامه على الكتاب المقدس لتشققت السقوف والحيطان من كثرة المخالفات...
    ويقول الرب:
    22 فَمَا تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ بِاسْمِ الرَّبِّ وَلمْ يَحْدُثْ وَلمْ يَصِرْ فَهُوَ الكَلامُ الذِي لمْ يَتَكَلمْ بِهِ الرَّبُّ بَل بِطُغْيَانٍ تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ فَلا تَخَفْ مِنْهُ».
    فمفهوم النبوءة...بدوره قابل للمناقشة بشكل كبير....فتأويل النبوءات...خاصة ان جائت فرادا وليست كثيرة...سيكون الجزم فيه شبه مستحيل! اي الجزم بمعناها..
    وهنا الرب لا يقول ان تنبأ احدهم بشيء وصار معناها انه نبي! ولكنه يقول اذا تكلم احدهم بشيء ولم يصر...فذلك كذاب غير مرسل
    ..
    هل كل من قال شيئا وتحقق لاحقاً معناها انه نبي؟ بالطبع لا! بل هناك احياناً كثيرة...تكون خلاصة دراسة وتحليل...جملة..تبدو كنبوءة...
    من ذلك...هو الاعمال العسكرية..فيمكن توقع الاطراف الخاسرة والفائزة عند اغلب الاحيان بدراسة الجيوش وقواتها ومعداتها....الى اخره! وهناك امثلة كثيرة من زماننا المعاصر عن الحروب والتنبؤ بمستقبلها...ولا يحتاج الامر ان يكون خبيراً عسكرياً ليعرف! وليست الامور العسكرية وحسب..بل التنبؤ بفوز الفرق الرياضية او القطس وما الى ذلك
    هناك من يتنبأ مستعملاً عقله وهواه....اخر يتنبأ مستعملاً النجوم وعلم الفضاء ومن هؤلاء من هو مشهور عالميا.. فتعددت طرق التنبؤ! والنبي الحق هو واحد...انه الذي يوحى اليه من الله!
    فالكل يدعي اعجازا ومعجزات..وكلهم يقولون ادلة! المشكلة تكمن في ان كلامهم وادلتهم كلها لا اهمية لها لما يكون ما يدعون اليه يناقض اقوال الله وهذا هو المبدأ اولاً...فالله تقدس اسمه...ابعد ما يكون عن التناقض...فهو الكامل بصفاته غير المتعارضة
    من شروط النبوة الاساسية....هو ان يكون النبي من بني اسرائيل...الامر غير المتحقق في نبيكم..فهو عربي..."انا جعلنا النبوة في بني اسرائيل"
    ...
    ان قلت لي اني سددت كل الابواب بوجهك وكيف ستناقشني دون التطرق لموضوع اخر في سبيل اثبات النبوة...فاقول لك ...انا لم افعل....الرب هو الذي يعين الانبياء ويوحي ويُتبع كلامه حصراً ولست انا بشيء لاغير ذلك! ولا اي بشر!
    هل ساناقش النقاط معك؟ نعم...ساناقش اغلبها...ولكن كان لابد من المقدمة...للتعريف بان حتى لو تحقق كلام مدّعي ادعى كلاما ما..فلا يشترط ذلك ان يكون نبياً! والا لكنت انا نبي...فقد حصل وتنبأت بامور عديدة حصلت! فليس ثبوت ادعاء او عشرة لرجل...امرا جازما بانه مرسل! هذا لو ثبت اي كلام لذلك النبي اساساً ..
    ...
    والان لندخل في النقاط التي طرحت:
    حول اولاً:
    الأول : أن الرومان سيغلبون الفرس بعد غلبة الفرس لهم
    الثاني : أن هذه الغلبة ستكون في مدة أدناها 3 سنين وأقصاها 9 سنين .

    انما هذا هو جوهر النقطة ..واثباته معناه ان استدلالك به صحيح...ونفيه معناها ان القرآن أخطأ...
    اولاً...وقبل ان ندخل في الادلة التاريخية....علينا اولا ان نقف عند الاية القرانية...ومعناها الكامل...لنبدأ اولاً..بقراءات الاية التي تقلب المعاني بشكل ليس بالهين:





    وفي معجم القراءات لعبد اللطيف الخطيب المجلد السابع ص -137: (اعتذر عن عدم قدرتي تصويرها كلها في صورة واحدة)



    وللامانة فالتكملة:



    ..
    وذلك قصده روايات عديدة رواها الترمذي وغيره....فالأمر ليس مما يقطع به الشك ليستدل به...انما المسلمون انفسهم متخبطون في وقت نزول الاية ناهيك عن قرائتها.. وهذا رابط من ملتقى اهل الحديث يثبت ما اقول
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=110858
    وفهل هم غُلِبوا ام غَلبوا ...سيغُلبوا ام سيَغلِبوا؟؟ لا احد يستطيع الجزم....وما تطرق اليه الاحتمال يبطل به الاستدلال!
    ...
    ولو تركنا امر اختلاف القراءة جانباً...بسبب "اجماع حجة القراء" المدعى , فسيبقى امر وقت النزول...الذي إن كان في بدر...كما في هذا الخبر
    أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الواعظ، قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن حامد العطار، قال: أخبرنا أحمد بن الحسين بن عبد الجبار، قال: حدَّثنا الحارث بن شريح، قال: حدَّثناالمعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن الأعمش، عن عطيةَ العَوْفي، عن أبي سعيد الخُدْرِي،قال:
    لما كان يوم بدر ظهرت الروم على فارس، فأُعْجِبَ المؤمنون [بذلك، فنزلت: {الۤـمۤ * غُلِبَتِ ٱلرُّومُ} إلى قوله: {يَفْرَحُ ٱلْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِٱللَّهِ} قال: يفرح المؤمنون] بظهور الروم على فارس.
    فتُضرب نظريتك كلها..والسبب..لان بدر وقعت في 624 فحساباتك ومصادرك كلها خطأ...بل ان الحروب كلها كانت نهايتها بعد ثلاث سنين من غزوة بدر. هذا اولاً
    ..
    ثانيا..
    الرواية عن ابو بكر..تقول ان الروم غلبوا الفرس في السنة السابعة بعد نزول الاية..وهو قد كان راهنهم على ستة سنين او خمسة كما في رواية اخرى..فمتى نزلت الاية يا سيد؟
    انت فرضت انها نزلت سنة 615....ولكن دون دليل!! لماذا لم تفرض انها نزلت سنة 613 عندما حدثت المعركة وشمت المشركون من المسلمون...؟؟ كما نقلت لنا في اسباب التنزيل فان السورة نزلت فورا ولم تنتظر سنتين؟ لا نعرف هو الجواب الصحيح..بل ان كل المصادر التي اتيت بها لم تذكر معركة حصلت في بصرى!
    ونزيد من الشعر بيتاً...وهو نقطة ذات اهمية ايضا فهي تكفي لهدم نظريتك..
    ننقل اقوال بعض اهل التاويل
    الكشاف للزمخشري:
    والغلب والغلب مصدران كالجلب والجلب، والحلب والحلب. وقريء: «غلبت الروم» بالفتح، وسيغلبون، بالضم. ومعناه أن الروم غلبوا على ريف الشام وسيغلبهم المسلمون في بضع سنين.
    ....
    فهل الفرس سيغلبون الروم ام المسلمين كما هنا؟
    وملخص مفيد....لا التواريخ الزمنية ثابتة...ولا القول في الغالب والمغلوب ثابتة..ولا زمن النزول ثابت..ولا ادلة موقع المعركة التاريخية ثابتة بارقام تسمح لنا القيام بعملية نستطيع ان نجزم من خلالها تحقق قول القران من عدمه! ...وهنا نرجع قليلاً الى مقدمتنا...واقول انه حتى لو تثبتنا من كل ذلك....فما يعني ذلك ان محمد نبي! انا اذكر اني كنت اسمع ابي منذ اكثر من عقد ونصف من الزمان ان امريكا ستغزو العراق..! وحصل! فليس معناه ان والدي المسكين نبي يتوجبعلي اتباعه!


    إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا }
    روى الإمام مسلم في صحيحه قال : حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُمْ قَالَ :
    " لَمَّا نَزَلَتْ { إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ } إِلَى قَوْلِهِ : { فَوْزًا عَظِيمًا }مَرْجِعَهُ مِنْ الْحُدَيْبِيَةِ وَهُمْ يُخَالِطُهُمْ الْحُزْنُ وَالْكَآبَةُ وَقَدْ نَحَرَ الْهَدْيَ بِالْحُدَيْبِيَةِفَقَالَ لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَةٌ هِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ الدُّنْيَا جَمِيعًا "
    إذاً فالآية نزلت بعد صلح الحديبية بوعد الله للمسلمين بفتح مكة .

    روى الإمام مسلم في صحيحه أيضاً قال : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ ح و حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ وَتَقَارَبَا فِي اللَّفْظِ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سِيَاهٍ حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ :" قَامَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ يَوْمَ صِفِّينَ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّهِمُوا أَنْفُسَكُمْ لَقَدْ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ وَلَوْ نَرَى قِتَالًا لَقَاتَلْنَا وَذَلِكَ فِي الصُّلْحِ الَّذِي كَانَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ الْمُشْرِكِينَ فَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَسْنَا عَلَى حَقٍّ وَهُمْ عَلَى بَاطِلٍ قَالَ بَلَى قَالَ أَلَيْسَ قَتْلَانَا فِي الْجَنَّةِ وَقَتْلَاهُمْ فِي النَّارِ قَالَ بَلَى قَالَ فَفِيمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا وَنَرْجِعُ وَلَمَّا يَحْكُمِ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ فَقَالَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ وَلَنْ يُضَيِّعَنِي اللَّهُ أَبَدًا قَالَ فَانْطَلَقَ عُمَرُ فَلَمْ يَصْبِرْ مُتَغَيِّظًا فَأَتَى أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ يَا أَبَا بَكْرٍ أَلَسْنَا عَلَى حَقٍّ وَهُمْ عَلَى بَاطِلٍ قَالَ بَلَى قَالَ أَلَيْسَ قَتْلَانَا فِي الْجَنَّةِ وَقَتْلَاهُمْ فِي النَّارِ قَالَ بَلَى قَالَ فَعَلَامَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا وَنَرْجِعُ وَلَمَّا يَحْكُمِ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ فَقَالَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ إِنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ وَلَنْ يُضَيِّعَهُ اللَّهُ أَبَدًا قَالَ فَنَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْفَتْحِ فَأَرْسَلَ إِلَى عُمَرَ فَأَقْرَأَهُ إِيَّاهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْ فَتْحٌ هُوَ قَالَ نَعَمْ فَطَابَتْ نَفْسُهُ وَرَجَعَ " .
    وقد كان صلح الحديبية - وقت نزول الآيات - قبل فتح مكة بعام .. وتحقق وعد الله لنبيه صلى الله عليه وسلم بالفتح ، وتحقق وعد النبي للمسلمين .
    السؤال : من أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه سيفتح مكة والوقت وقت صلح ؟!
    ينطبق عليها نفس الكلام في بدأ كلامنا..فلا يشترط تدخل الهي لمعرفة او توقع امر عسكري..! وإن أخذنا الظروف المحيطة بعين الاعتبار...والحروب التي سبقت الامر بين الطرفين..فنرى ان توقع فتح مكة ليس امر مستبعد بتاتاً..بل هو متوقّع جداً..!! ولم يحدد القران وقتاً...
    نضيف ان القران لم يذكر "مكة" هي ما سيتم فتحها..ولا متى سيتم ذلك ولا كيف!
    ولا ارى داعياً لتكرار كلامي من المقدمة...ولكن دعني اقل انه حتى لو صح كلامك..فذلك ليس بحال دليل نبوة..والا لكُنّا تَبعنا نوسترودامس الفرنسي الذي تنبأ بالحروب العالمية..والنازية وغيرها من امور...قبل اكثر من اربع قرون من الزمان! فلا يمكن ان نقول ان الاخير نبي مرسل من الله ونتبع كلامه!! او ارثر كلارك الذي نتبأ بامور علمية حصلت واقعا كالاقمار الصناعية! فهل معناه ان نتبعه؟ مع ان الامر هنا ليس عسكري..وانما هو ضمت المتوقع!
    فتحقق نبوءة ليس دليل نبوة القائل بها بالضرورة...ولكن عدم حصول نبوءة هو دليل ينفي النبوة بالضرورة وهذا امر معرفته شديدة الاهمية..بل ان هذه الجملة تُلخّص الرد على مقالك كاملاً كله!! وتختصر مقدمتي وردي على كل النقاط التي طرحتها..
    ..ومما اقول هذا..نعطي بعض الامثلة..
    اولاً:
    يغزو جيش الكعبة ، فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم . قالت : قلت : يا رسول الله ، كيف يخسف بأولهم وآخرهم ، وفيهم أسواقهم ، ومن ليس منهم ؟ . قال : يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم
    الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2118
    خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
    وايضا سورة الفيل:
    1. أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ
    2. أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ
    3. وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ
    4. تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ
    5. فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ
    ...ولكن الكعبة ضربت وقصفت(بالمنجنيق) وحرقت..في زمن الامويين مرتين..ومكة حوصرت...
    الكامل في التاريخ لابن الأثير
    ذكر مقتل عبدالله بن الزبير
    ولما حصر الحجاج ابن الزبير نصب المنجنيق على أبي قبيس ورمى به الكعبة، وكان عبد الملك ينكر ذلك أيام يزيد بن معاوية ثم أمر به، فكان الناس يقولون: خذل في دينه.
    وحج ابن عمر تلك السنة فأرسل إلى الحجاج: أن اتق الله واكفف هذه الحجارة عن الناس فإنك في شهر حرام وبلد حرام وقد قدمت وفود الله من أقطار الأرض ليؤدوا فريضة الله ويزدادوا خيراً، وإن المنجنيق قد منعهم عن الطواف، فاكفف عن الرمي حتى يقضوا ما يجب عليهم بمكة. فبطل الرمي حتى عاد الناس من عرفات وطافوا وسعوا، ولم يمنع ابن الزبير الحاج من الطواف والسعي، فلما فرغوا من طواف الزيارة نادى منادي الحجاج: انصرفوا إلى بلادكم فإنا نعود بالحجارة على ابن الزبير الملحد.
    وأول ما رمي بالمنجنيق إلى الكعبة رعدت السماء وبرقت وعلا صوت الرعد على الحجارة، فأعظم ذلك أهل الشام وأمسكوا أيديهم، فأخذ الحجاج حجر المنجنيق بيده فوضعه في ورمى به معهم.
    ..
    تاريخ الطبري (تاريخ الرسل و الملوك)
    أحداث عام64هجري ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث
    وصابرهم ابن الزبير يجالدهم حتى الليل، ثم انصرفوا عنه؛ وهذا في الحصار الأول. ثم إنهم أقاموا عليه يقاتلونه بقية المحرم وصفر كله، حتى إذا مضت ثلاثة أيام من شهر ربيع الأول يوم السبت سنة أربع وستين قذفوا البيت بالمجانيق، وحرقوه بالنار، وأخذوا يرتجزون ويقولون:
    خطارة مثل الفنيق المزبد _ _ _نرمي بها أعواد هذا المسجد
    قال هشام: قال أبو عوانة: جعل عمرو بن حوط السدوسي يقول
    كيف ترى صنيع أم فروة _ _ _تأخذهم بين الصفا والمروة
    يعني بأم فروة المنجنيق.
    ليس هذا فقط...بل الحجر الاسود تمت سرقته ولم تتحقق النبوءات! عندما سرقه القرامطة
    ..
    وروى إبن الأثير عن بعضهم أنه قال: كنت في المسجد الحرام يوم اقتلع الحجر الأسود إذ دخل رجل وهو سكران راكب على فرسه، فصفر لها حتى بالت في المسجد الحرام في مكان الطواف، ثم حمل على رجل كان إلى جانبي فقتله ثم نادى بأعلى صوته: يا حمير، أليس قلتم في بيتكم هذا" وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا " فأين الأمن؟ قال: فقلت له: أتسمع جوابا؟ قال: نعم. قلت: إنما أراد الله: فأمنوه. قال: فثنى رأس فرسه وانصرف.
    ..
    وفي البداية والنهاية:

    وهدم قبة زمزم وأمر بقلع باب الكعبة ونزع كسوتها عنها، وشققها بين أصحابه، وأمر رجلاً أن يصعد إلى ميزاب الكعبة فيقتلعه، فسقط على أم رأسه فمات إلى النار.
    فعند ذلك انكف الخبيث عن الميزاب، ثم أمر بأن يقلع الحجر الأسود، فجاءه رجل فضربه بمثقل في يده وقال: أين الطير الأبابيل؟ أين الحجارة من سجيل؟
    ثم قلع الحجر الأسود وأخذوه حين راحوا معهم إلى بلادهم، فمكث عندهم ثنتين وعشرين سنة حتى ردوه، كما سنذكره في سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة فإنا لله وإنا إليه راجعون.
    ..نرى امراً مهما في هذه النصوص وهي تحدي من هؤلاء للنبوات القرانية والنبوية! فهذه نبوة بسيطة لم تتحقق!
    ...ومثال اخر هو نبوءة نبيكم بعودة ارض العرب مروجاً وانهار...(اخرجه مسلم) الامر الذي لم يتحقق! بل ما نراه هو خلاف ذلك بالضبط! فانهار العرب تجف! والتصحر يزيد...والاحتباس الحراري يزيد! ودرجة الحرارة والجفاف قتلت الزرع بل وحتى النخيل في مناطق معينة !
    ومثال ثالث هو نبوءته هذه "ليأتين على الناس زمان ، يطوف الرجل فيه بالصدقة من الذهب ، ثم لا يجد أحدا يأخذها منه ، ويرى الرجل الواحد يتبعه أربعون امرأة يلذن به ، من قلة الرجال وكثرة النساء "واخرجها البخاري في صحيحه..
    وهذه مستحيلة جينياً وعلمياً...فالرجال والنساء دائما متقاربي العدد بشكل كبير..بسبب التكوين الجيبي للانسان!!ففي علم الجينات..كل جنين يمكن ان يكون بنت او ولد بنسبة 50% لكل احتمال!
    نكتفي هنا بالامثلة الواضحة..ونعود لبعض نقاطك..

    ثالثاً :
    يقول تعالى في سورة القمر : {
    أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ (44) سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ (46)}
    قال الإمام القرطبي رحمه الله :(( قال ابن عباس: كان بين نزول هذه الآية وبين بدر سبع سنين، فالآية على هذا مكية ))


    وقد روى البخاري عن عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها قالت:" لقد أنزل على محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة وإني لجارية ألعب: { بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ } "

    وروى البخاري في صحيحه أيضاً قال : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوْشَبٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ ح و حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ وُهَيْبٍ حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا :" أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ يَوْمَ بَدْرٍ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَنْشُدُكَ عَهْدَكَ وَوَعْدَكَ ، اللَّهُمَّ إِنْ تَشَأْ لَا تُعْبَدْ بَعْدَ الْيَوْمِ ، فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ بِيَدِهِ فَقَالَ : حَسْبُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلْحَحْتَ عَلَى رَبِّكَ ، وَهُوَ يَثِبُ فِي الدِّرْعِ ، فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ : { سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ } "

    وبالفعل ، اندحر المشركون يوم بدر وهزم جمعهم وولوا الدبر .

    السؤال :من أخبر النبي صلى الله عليه وسلم وهو مُستَضعَفٌ بمكة ووعده بالنصر الذي تحقق فعلاً ؟!
    ينطبق عليها ما سبق ايضاً..ونزيد..ان الاية لم تحدد ما الفتح! وتحديده يقتضي الثقة بالرجال المسلمين...الامر غير المتوفر عندي! والمقصود رجال الحديث! وكذا تحديد زمن نزولها! وانما استشهادنا بهم عليكم لايمانكم بصحة اقوالهم او ما نقلوه !

    رابعاً :
    في كتابه العزيز : { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5) }
    قال الإمام البخاري رحمه الله : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ :
    " لَمَّا نَزَلَتْ { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ } صَعِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الصَّفَا فَجَعَلَ يُنَادِي يَا بَنِي فِهْرٍ يَا بَنِي عَدِيٍّ لِبُطُونِ قُرَيْشٍ حَتَّى اجْتَمَعُوا فَجَعَلَ الرَّجُلُ إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَخْرُجَ أَرْسَلَ رَسُولًا لِيَنْظُرَ مَا هُوَ فَجَاءَ أَبُو لَهَبٍ وَقُرَيْشٌ فَقَالَ أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا بِالْوَادِي تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ قَالُوا نَعَمْ مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إِلَّا صِدْقًا قَالَ فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا فَنَزَلَتْ { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ } "




    ومعلوم أن هلاك أبي لهب كان بعد وقعة بدر الكبرى .. أي بعد حوالي 10 سنين أو أكثر من نزول سورة المسد .
    ومعلوم أنه وأمثاله من أكابر مجرمي المشركين كانوا يتنسمون الفرص للقضاء على محمد ودينه .


    فالسؤال :ما منع أبا لهب من أن يعلن إسلامه ولو نفاقاً ، ليقضي على محمد وقرآن محمد ودين محمد ؟!
    وما كان الدافع لأن يتحدى النبي صلى الله عليه وسلم ويعلنها صريحة أن أبا لهب سيموت كافراً قبل 10 سنين من موت أبي لهب ؟!
    اما نقطتك هذه حضرة السيد البخاري...فلا ارى فيها من النبوءة شيء!
    قول القران ان عم الرسول.. عبد العزى سيذهب جهنم..يمنع الاخير من الاسلام اساساً!! خاصة وانك قد شهدت(وكما هو معلوم) بان عبد العزى كان من اشد معادي رسولكم وامر نبوته ودينه المستحدث في مكة! فكيف يُسلِم؟؟ خذ نبوءة مني...لن يُسلم البابا شنودة...ما رأيك لو تحققت نبوئتي؟هل صعبة هذه النبوءة؟ بل يستطيع المرء ان يسمي عشرات سيموتون على كفرهم...او ضلالهم! لك من الملاحدة المشهورين رجل يدعي ريتشارد دوكنز...وثاني يدعى بات كونديل...هؤلاء لك نبوءة مني بانهم سيموتون ملاحدة! واستطيع ان استمر في التسمية...ولكن الامر ليس دليل على نبوتي! ولا يحتاج الامر الكثير من الفطنة لفعل ذلك!...
    انا اليوم لو ابن اخي (مع ان لا اخ لي) ادعى النبوة...وقال ان عنده دين جديد الخ..فانا ساكون من اقف واقول له "تباً لك جمعتنا لهذا"؟ مع فارق اني لن استعمل كلمة "تباً لك" !! وله ان يتنبأ ما شاء من اني لن اترك ما انا عليه واذهب واتبعه...ومن الغباء بمكان ان اذهب واتبعه لاثبت انه مخطأ!!! فهذا من ضيق الفكر بمكان! ولو كان أسلم لقلتم ان الاية كانت تتكلم عنه عندما كان كافرا..! ثم من قال لك انه مات كافراً اساساً ونحن لا نعرف بواطن البشر؟ فقد يكون اسلم قبل ان يموت بثانية!!! يعني النقطة هذه ليست بحجة في شيء! انت بنيت قولك في انه لم يسلم على قول القران!
    وتطالب منه بالنفاق...واتباع من حاربه..ليُظهر خطأه...مع ان ذلك خالي من اي منطق! فكم من الذل سيحمل ذلك الشخص ليقبل بهذا والعرب اهل كرامة معروفين بعزة نفسهم؟ ثم ان ابو لهب لم يكن مجرد عدو للاسلام...بل كان قائداً لاعداء الاسلام...وادعائه الاسلام سيكون خيانة لقومه وقد يكون سبباً في اسلامهم هم الاخرين! الامر الذي كان من المحال ان يريده عبد العزى بن عبد المطلب..
    ولما نجمع كل هذا نرى ضعف الحجة التي تحاول اقامتها..!
    ..
    ..
    اما الشق الثاني من ادلتك...وهو الاعجاز الغيبي في السنة النبوية فلا ارى داعياً لتفصيل الرد على نقاطه فرادا...ولكني ساختصر كلامي بالاكتفاء بالرد على هذا
    فالسؤال : كيف تصدق هذه الإخبارات من الغيب لو لم يكن قائلها نبياً أطلعه الله عليه ، خصوصاً أنه يقول ذلك عن نفسه ؟!

    جوابي هو اني لا اصدق بالروايات هذه كلها..! وكلها عندي موضع شك..فالحديث كُتب بعد تحقق كل النبوات المزعومة...ونظرياً...كان يمكن وضع اي شيء في السنة تحقق والادعاء بانه نبوة..! فعلم الحديث كما سبق وقلت...هو عندي لا قيمة له ...اي اني لا اخذه كدليل قطعي..انما في الحوار مع المسلمين....نستشهد به إلزاماً لهم بما يؤمنون..اما القرآن...فهو أوثق عندي قليلا من الحديث...ولهذا لم اطعن بصحته! لان ذلك سيفتح علينا بابا اخر يشتت النقطة...الامر الذي لا احب ان اكون سببه!
    فكل ما ذكرت من احاديث ...تم تدوينها بعد مئات السنين..من حياة رسولكم..وبين المسلمين فيها اختلاف...فالشيعة عندهم احاديثهم ولا يعترفون بكتب الحديث عندكم...ومثلهم القرانيين ولكن هؤلاء لا يعترفون بالحديث مطلقاً! وان قلت لي كيف اذن استشهدت باحاديث في ما اعتبرته نبوءات لم تتحقق ولكني ارفض ما اتيتني انت به...فاقول لك انا رافض لكلها! ولكنها عندكم صحيحة..ولهذا فهي حجة عليكم...ولكنها ليست بحال حجة علي!...
    ...
    ختاماً..احب ان اقول ان علم "النبوءات" ودراستها..هو امر تأويلي بحت! ووجود واحدة او عشرة او خمسين نبوءة..قد يُختَلف في تأويلها..ليس دليل نبوة المنتبئ! (والنبوة المقصودة هنا اي الذي يطلعه الله عليها!) ف"الاعجاز الغيبي" هو أمر ظنّي..والظني لا تكون به حجة..على عكس المثبت! فمثلاً..لو استطعت حضرتك اثبات وجود اعجاز علمي في القرآن...لكان ذلك حجة عليّ..خاصة اذا كان ما لا يحتمل الصدفة والتباس المعاني.. لان ذلك يتطلب امراً معجزاً..اما النبوة...فكل بني آدم قادرون على التنبؤ! وتحقيق نبوة احدهم ليست دليلاً على شيء! والا لكان القائمون على الانباء الجوية..(التنبؤات بالجو) من الله ايضاً! ..فثبات تحقق نبوءة...ليس معناه ان من تنبأ بها مرسل من الله...وهذا جوهر الكلام! وان قلت لي "كلامك ينطبق على المسيحية ايضاً" فاجيبك ان ذلك غير صحيح..لاسباب هي ان النبوءة في الكتاب المقدس..لم تكن محصورة بزمن وشخص واحدين...انما كانت على مر عشرات القرون...الاف السنين....وعشرات الانبياء والوف النبوات تصب في مجرى واحد..وانهم هم بني اسرائيل الذين جعل فيهم الله النبوة..وليس من الانبياء من خرج بشيء خالف فيه من سبقه واسس دينا جديداً...فهنا الاختلافات...ولكن بشكل عام...هذا خروج عن الموضوع ايضاً..واسمح لي اخيراً بالاعتذار الشديد على تاخري...ولكن طول مشاركتك وقلة وقتي هما السببين الرئيسيين في تأخري...وتحيتي لكم جميعاً
    سلام الرب معك ..ونطلب من الله الهداية لنا واياكم والاخوة القراء اجمعين..





  7. #57
    مشرف
    الصورة الرمزية الرافعي
    الرافعي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 522
    تاريخ التسجيل : 21 - 8 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 2,507
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 12
    البلد : مصر
    الاهتمام : القراءة
    الوظيفة : طالب طب
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وبعد ،
    فأولاً : اعتراضاتك على آية الروم :

    تقول
    وذلك قصده روايات عديدة رواها الترمذي وغيره .....
    فالأمر ليس مما يقطع به الشك ليستدل به...انما المسلمون انفسهم متخبطون في وقت نزول الاية ناهيك عن قرائتها.. وهذا رابط من ملتقى اهل الحديث يثبت ما اقول
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=110858
    وفهل هم غُلِبوا ام غَلبوا ...سيغُلبوا ام سيَغلِبوا؟؟ لا احد يستطيع الجزم....وما تطرق اليه الاحتمال يبطل به الاستدلال!
    ...
    ولو تركنا امر اختلاف القراءة جانباً...بسبب "اجماع حجة القراء" المدعى , فسيبقى امر وقت النزول...الذي إن كان في بدر...كما في هذا الخبر
    أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الواعظ، قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن حامد العطار، قال: أخبرنا أحمد بن الحسين بن عبد الجبار، قال: حدَّثنا الحارث بن شريح، قال: حدَّثناالمعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن الأعمش، عن عطيةَ العَوْفي، عن أبي سعيد الخُدْرِي،قال:
    لما كان يوم بدر ظهرت الروم على فارس، فأُعْجِبَ المؤمنون [بذلك، فنزلت: {الۤـمۤ * غُلِبَتِ ٱلرُّومُ} إلى قوله: {يَفْرَحُ ٱلْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِٱللَّهِ} قال: يفرح المؤمنون] بظهور الروم على فارس.
    فتُضرب نظريتك كلها..والسبب..لان بدر وقعت في 624 فحساباتك ومصادرك كلها خطأ...بل ان الحروب كلها كانت نهايتها بعد ثلاث سنين من غزوة بدر. هذا اولاً
    ونزيد من الشعر بيتاً...وهو نقطة ذات اهمية ايضا فهي تكفي لهدم نظريتك..
    ننقل اقوال بعض اهل التاويل
    الكشاف للزمخشري:
    والغلب والغلب مصدران كالجلب والجلب، والحلب والحلب. وقريء: «غلبت الروم» بالفتح، وسيغلبون، بالضم. ومعناه أن الروم غلبوا على ريف الشام وسيغلبهم المسلمون في بضع سنين.
    ....
    فهل الفرس سيغلبون الروم ام المسلمين كما هنا؟
    يمكننا أن نلخص اعتراضاتك في ثلاث :
    الأول : اختلاف القراءات .
    الثاني : وقت النزول : بمكة أم ببدر ؟
    الثالث : الأمر كله خلاصة دراسة وتحليل ، وليست نبوءة بالضرورة فلا يلزم نبوة صاحبها .

    الاعتراض الأول : اختلاف القراءات :

    أولاً : هذه القراءة : { غَلَبَت } بالفتح لم يقرأ بها أحد من العشرة ، فهي ليست رواية متواترة ، وبذلك تخرج عن كونها قرآناً ، لأن التعريف الاصطلاحي للقرآن هو : (( كلام الله المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم المكتوب في المصاحف المنقول إلينا بالتواتر المتعبد بتلاوته المعجز ولو بسورة منه )) .

    ثانياً : إذا كان ذلك كذلك ، فاعلم أنه لا بد من تقديم القراءات الصحيحة المتواترة .. يقول الإمام الطبري رحمه الله : الصَّوَابُ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا الَّذِي لاَ يَجُوزُ غَيْرُهُ {الم . غُلِبَتِ الرُّومُ} بِضَمِّ الْغَيْنِ ؛لإِجْمَاعِ الْحُجَّةِ مِنَ الْقُرَّاءِ عَلَيْهِ . فَإِذْا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ ، فَتَأْوِيلُ الْكَلاَمِ : غَلَبَتْ فَارِسُ الرُّومَ . {فِي أَدْنَى الأرْضِ} مِنْ أَرْضِ الشَّامِ إِلَى أَرْضِ فَارِسَ {وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ} يَقُولُ : وَالرُّومُ مِنْ بَعْدِ غَلَبَةِ فَارِسَ إِيَّاهُمْ {سَيَغْلِبُونَ} فَارِسَ {فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأمْرُ مِنْ قَبْلُ} غَلَبَتْهُمْ فَارِسُ {وَمِنْ بَعْدُ} غَلَبَتِهِمْ إِيَّاهَا] اهـ ، وقال ابن عطية : [والقراءة بضم الغين أصح ] .

    ثالثاً :
    1- قراءة علي بن أبي طالب رضي الله عنه نجدها في قراءة أبي عمرو البصري و عاصم بن أبي النجود وحمزة الزيات و الكسائي ويعقوب الحضرمي وخلف البزار، فقد قرأ هؤلاء بأسانيدهم إليه ، وليست هذه القراءة فيها .

    2- قراءة ابن عباس رضي الله عنه : أولاً : نجدها في قراءة نافع المدني وابن كثير المكي وأبي عمرو البصري والكسائي وأبي جعفر ويعقوب الحضرمي ، فقد قرأ هؤلاء بأسانيدهم إليه ، وليست هذه القراءة فيها .
    ثانياً : في الحديث الذي رواه الترمذي قال : " حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي إِسْحَقَ الْفَزَارِيِّ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : { الم غُلِبَتْ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ } ، قَالَ : غُلِبَتْ وَغَلَبَتْ ، كَانَ الْمُشْرِكُونَ يُحِبُّونَ ............. قَالَ فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى {الم غُلِبَتْ الرُّومُ} إِلَى قَوْلِهِ {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ} "
    صححه الترمذي وقال : هذا حديث حسن صحيح غريب ، وصححه الألباني في ( صحيح الترمذي برقم 3193 )
    الشاهد : ضبط الآية في الحديث على {غُلبت} بالضم .

    3- قراءة ابن عمر : قال الطبري : حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنِ الْحَسَنِ الجُفْرِيِّ ، عَنِ سَلِيطٍ ، قَالَ : سَمِعتُ ابْنَ عُمَرَ يَقْرَأُ : (الم غَلَبَتِ الرُّومُ) فَقِيلَ لَهُ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَلَى أَيِّ شَيءٍ غَلَبُوا ؟ قَالَ : عَلَى ريفِ الشَّامِ.

    والحديث فيه ثلاث علل ظاهرة :
    الأولى : سفيان بن وكيع الجراح : قال أبو زرعة : يُتهم بالكذب .
    الثانية : الحسن الجفري : قال الفلاس: صدوق منكر الحديث.
    وقال ابن المدينى: ضعيف، ضعيف.
    وضعفه أحمد والنسائي.
    وقال البخاري: منكر الحديث.
    وقال ابن معين: ليس بشئ.
    قال ابن حبان: كان الجفرى من المتعبدين المجابين الدعوة، ولكنه ممن غفل عن صناعة الحديث، فلا يحتج به.
    الثالثة : سليط ، وهو سليط بن عبد الله بن يسار : مجهول .
    وعلى هذا فالحديث ضعيف جداً .


    4- قراءة أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : قال الترمذي : حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ : لمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ ظَهَرَتْ الرُّومُ عَلَى فَارِسَ فَأَعْجَبَ ذَلِكَ الْمُؤْمِنِينَ فَنَزَلَتْ { الم غُلِبَتْ الرُّومُ إِلَى قَوْلِهِ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ } قَالَ فَفَرِحَ الْمُؤْمِنُونَ بِظُهُورِ الرُّومِ عَلَى فَارِسَ.. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَيُقْرَأُ غَلَبَتْ وَ{ غُلِبَتْ } يَقُولُ كَانَتْ غُلِبَتْ ثُمَّ غَلَبَتْ هَكَذَا قَرَأَ نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ غَلَبَتْ
    قال المباركفوري في ( تحفة الأحوذي ) : [وَأَخْرَجَهُ اِبْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَالْبَزَّارُ وَفِي إِسْنَادِهِ عَطِيَّةُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ تَقَدَّمَ تَرْجَمَتُهُ فِي التَّقْرِيبِ . وَقَالَ الذَّهَبِيُّ فِي الْمِيزَانِ تَابِعِيٌّ شَهِيرٌ ضَعِيفٌ ، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : يَكْتُبُ حَدِيثَهُ ضَعِيفٌ وَقَالَ اِبْنُ مَعِينٍ صَالِحٌ ، وَقَالَ أَحْمَدُ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ ، وَقَالَ بَلَغَنِي أَنَّ عَطِيَّةَ كَانَ يَأْتِي الْكَلْبِيَّ فَيَأْخُذُ عَنْهُ التَّفْسِيرَ وَكَانَ يُكَنِّيه بِأَبِي سَعِيدٍ فَيَقُولُ : قَالَ أَبُو سَعِيدٍ ، قَالَ الذَّهَبِيُّ يَعْنِي يُوهِمُ أَنَّهُ الْخُدْرِيُّ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَجَمَاعَةٌ ضَعِيفٌ اِنْتَهَى ، وَقَدْ بَسَطَ الْحَافِظُ تَرْجَمَتَهُ فِي تَهْذِيبِ التَّهْذِيبِ . وَقَالَ فِيهِ قَالَ أَحْمَدُ وَحَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ سَمِعْتُ الْكَلْبِيَّ يَقُولُ : كَنَّانِي عَطِيَّةُ أَبُو سَعِيدٍ اِنْتَهَى .
    قُلْتُ : وَفِي عَطِيَّةَ ثَلَاثَةُ أَشْيَاءَ : الْأَوَّلُ أَنَّهُ مُدَلِّسٌ ، وَالثَّانِي أَنَّهُ عِنْدَ أَكْثَرِ الْأَئِمَّةِ ضَعِيفٌ ، وَالثَّالِثُ أَنَّهُ كَانَ يَأْخُذُ التَّفْسِيرَ عَنْ الْكَلْبِيِّ وَيُكَنِّيه بِأَبِي سَعِيدٍ ، فَيَقُولُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ يُوهِمُ أَنَّهُ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَحَدِيثُهُ هَذَا ضَعِيفٌ غَيْرُ مَقْبُولٍ وَفِي قَوْلِ التِّرْمِذِيِّ " هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ " نَظَرٌ ]
    .

    5- جاء في هامش كتاب : ( معجم القراءات القرآنية ) د. أحمد مختار ، و د. عبد العال سالم [في الصفحة التي أوردتها منه] ما يلي :

    قلت : فعاد على ابن عمر ، وقد بينت هذا في النقطة رقم (3)

    6- وأما الباقون فلم أجد لهم سنداً بهذه القراءة لأحد من الصحابة .

    رابعاً :
    سلمنا لك تنزلاً أن قراءة {غَلَبَت} بالفتح صحيحة ، فالإجماع منعقد على أن القراءة التي نزلت بمكة هي القراءة المتواترة : {غُلِبت الروم} بالضم ، فيلزمك إذاً إثبات أن قراءة {غَلَبَت} نزلت بمكة، ولن تستطيع .

    الاعتراض الثاني : وقت النزول : بمكة أم ببدر ؟ :

    فكما قلت : الإجماع منعقد على أن الآية بهذه القراءة { غُلِبت } نزلت في مكة ، لتعاضد الأدلة الصحيحة على ذلك .
    أما حديث الترمذي الذي يفيد نزول الآية ببدر فكما نقلت لك كلام المباركفوري : ضعيف ، مداره على عطية العوفي : [
    قُلْتُ : وَفِي عَطِيَّةَ ثَلَاثَةُ أَشْيَاءَ : الْأَوَّلُ أَنَّهُ مُدَلِّسٌ ، وَالثَّانِي أَنَّهُ عِنْدَ أَكْثَرِ الْأَئِمَّةِ ضَعِيفٌ ، وَالثَّالِثُ أَنَّهُ كَانَ يَأْخُذُ التَّفْسِيرَ عَنْ الْكَلْبِيِّ وَيُكَنِّيه بِأَبِي سَعِيدٍ ، فَيَقُولُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ يُوهِمُ أَنَّهُ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَحَدِيثُهُ هَذَا ضَعِيفٌ غَيْرُ مَقْبُولٍ وَفِي قَوْلِ التِّرْمِذِيِّ " هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ " نَظَرٌ ] .

    تقول :
    انت فرضت انها نزلت سنة 615....ولكن دون دليل!! لماذا لم تفرض انها نزلت سنة 613 عندما حدثت المعركة وشمت المشركون من المسلمون...؟؟ كما نقلت لنا في اسباب التنزيل فان السورة نزلت فورا ولم تنتظر سنتين؟ ... بل ان كل المصادر التي اتيت بها لم تذكر معركة حصلت في بصرى!
    أنت تغالط للأسف .

    أولاً : لم أقل مطلقاً إن الآيات نزلت بعد سنتين .
    ثانياً : قولي إنها نزلت حوالي عام 615م كان بناء على ما أوردته المصادر التاريخية التي وضعتها – ويبدو أنك لم تقرأها – من أن غزو الفرس للشام كان حوالي 613 – 615 م
    ثالثاً :يجب أن نضع في الاعتبار أن هناك فارقاً زمنياً بين حدوث الهزيمة ، ووصول الخبر عبر المسافات الهائلة الفاصلة ، ثم الفارق الذي بين وصول الخبر ونزول الآيات .. ومع كل ذلك ، فأنا نصصت على أن زمن النزول كان في نفس عام الهزيمة مع أنه كان حرياً بي أن أضعه مثلاً في العام التالي (616م) مراعاة للفوارق الزمنية كما أشرت .
    رابعاً :
    المصادر تنص على غزو سوريا وفلسطين في التواريخ المذكورة آنفاً ، ومن ضمن ما تم غزوه فيهما بصرى والقدس وغيرها .
    خامساً : سلمنا لك جدلاً وتنزلاً أن الآية نزلت عام (613م) فلا يغير ذلك من الأمر شيئاً ، إذ تظل مدة الـ ( بضع ) محتوية لهذا الفارق الذي يكون حينها : 9 سنين .

    الاعتراض الثالث : الأمر كله خلاصة دراسة وتحليل ، وليست نبوءة بالضرورة فلا يلزم نبوة صاحبها :

    لو تفكرت ملياً وقلبت وجوه النظر في قولك ذاك وعارضته بما أتيتك من أدلة دامغة ، فلا يكون أمامك سوى أن تشهد ألا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله .
    وأنا أعلم علماً لا يداخله ظن أنك إنما ترسل كلامك إرسالاً عسى أن يسد مواضع النقص في نفسك ، نقص الإيمان به وبصحة ما تقول .
    وأعلم يقيناً أن في أعماقك تحدثك حشاشة مما بقي من صدق ظنك وحسن نفسك أن هذا الكلام لا يخرج إلا عن نبيٍّ ، وأنا والله ما طلبت هذا الحوار إلا لألفتك إلى نفسك ولأسمعك حديث ضميرك فهلا استمعت !
    فقولك هذا مردود من وجوه :

    أولاً : خلاصات الدراسات والتحليل تخلُص إلى نتائجَ متوقّعةٍ لا جازمة كما هي الحال فيما نحن بصدده ، إذ جاءت النبوءة جازمة قاطعة معينة لأي الطرفين يكون جانب الغلبة ولأيهما يكون جانب الانهزام ، وأكثر من ذلك فقد حددت المدة الزمنية .
    ثانياً : لا تُلام هذه الدراسات إن وقع عكس المتوقع ، فهي أصلا لم تجزم بذلك ، على عكس قرآننا الذي جزم وعلى عكس نبينا صلى الله عليه وسلم الذي تحدى وأمر صاحبه أن يتحدى ويتمادى في التحدي !
    ثالثاً : لم يُعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم ما تدعيه من أنه كان صاحب دراسات وتحليلات عسكرية استراتيجية ، وليت شعري أكان من فراغ الوقت بحيث يتتبع أخبار الجيوش والمعارك ، ويسأل الرائح والغادي عن أمورها ، وهو الذي كانت تتورم قدماه من طول الوقوف بين يدي ربه ، كما عند البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها - واللفظ لمسلم - قالت : [ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا صلى ، قام حتى تفطر رجلاه . قالت عائشة : يا رسول الله ! أتصنع هذا ، وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال " يا عائشة ! أفلا أكون عبداً شكوراً " ] ، فعليك أن تأتي بالدليل على كلامك .. ولن تستطيع .

    رابعاً : الناظر لوضع النبي صلى الله عليه وسلم مع المشركين في مكة لا يخلص إلا إلى تساؤل : ما الداعي - إن كان النبي صلى الله عليه وسلم كاذباً في تنبؤه - أن يتنبأ مثل هذا التنبؤ العجيب ؟! ، خصوصاً وأن كل الظروف المحيطة معاكسة له ، وكل العوامل عليه لا له ، فالروم مندحرون توشك إمبراطوريتهم المتهالكة المتصدعة من وطء ضربات الفرس أن تمور ، ثم يأتي هو وهو المستضعف المضطهد في قومه ، يتنبأ بنبوءة لا تدخل في أحكام العقل قوانينها ، بأن الروم ستغلب الفرس في مدة زمنية قصيرة كتلك ! وفوق كل ذلك يتحدى ! ، ولهذا فعلاً طمع المشركون فيه ، وفرحوا بتلك النبوءة ، وظنوها فرصة سانحة لأن يهدم محمد دينه الذي يدعو له بكلتا يديه ، فوافقوا على الرهان ساخرين ظانين ظن السوء ، غير عالمين أنه لا ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى !
    فلو كان كلامك صحيحاً ، لما انجر المشركون للرهان ولفكروا كما فكرت وافترضوا مثل ما افترضت .
    ثم إنك تتحدث عن إن أياً منا يمكن أن يتنبأ وقد يصدق تنبؤه ، فأقول لك : قس على ذلك كلامي مما سبق ، كما أنني لم أدع النبوة لنفسي حين أتوقع نتيجة مباراة مثلاً ، ولم تدعها أنت لنفسك حين تفعل .. على عكس الأمر ها هنا ، فالنبي يقول مراراً وتكراراً أنه إنما هو رسول من عند الله ، ويتنبأ ويخبر ويتحدى ، هذا كله مع تربص الأعداء به ، وانتظارهم لخطأ واحد له وتصدق نبوءاته ، وتتحقق أخباره ووعوده ، فأين هذا من ذاك ؟!
    _________________________

    ثانياً : اعتراضاتك على آية الفتح :

    الأول : هو نفس الاعتراض الثالث من النقطة السابقة، فيمكنك الرجوع إلى ما قلنا فيه .
    تقول :
    نرى ان توقع فتح مكة ليس امر مستبعد بتاتاً..بل هو متوقّع جداً..!! ولم يحدد القران وقتاً...نضيف ان القران لم يذكر "مكة" هي ما سيتم فتحها..ولا متى سيتم ذلك ولا كيف!
    فسبحان الله ! ترد كلامك بنفسك ! فعلاً ما تتكلم عنه لا يعدو مجرد توقعات قد تصيب وقد تخطيء ولا يُلام الشخص عليها لأنه لم يدع لنفسه النبوة ! ولن يهدم دينه مثلاً إن أخطأ على عكس الحال ها هنا ... القرآن يجزم بكل صراحة : { إنا فتحنا لك فتحاً مبينا } ، لا توقع كما تدعي أنت .
    بل إن آية واحدة في نفس السورة أيضاً توضح لك مدى خطأك ، حيث يقول الله فيها : { لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ } [ الفتح : 27 ].. انظر إلى كل ذلك الجزم وكل ذلك القطع في الآية وتَحَقُّق ما جاء فيها ... وقارنها بما أتيت أنت به في كلامك من ضرب أمثلة لتوقعات وتخمينات قد تخطيء وقد تصيب!
    ثم تتحدث عن المتنبئين كنوستراداموس وأمثاله .. ولو شئت أن تخوض معنا في هذا خضنا .. لكنك تعلم قبلنا أن طريقة الواحد منهم في ما أتى به محض هراء ، وأن طريقته في هذا إنما هي طريقة العرافين والكهان ، يقول كلاماً على طريقة الشعر أو هيئته ويلبسه بلباس الغموض ويحمله بدلاً من المعنى ألف معنى ! ولذلك تعددت تفاسير تنبؤاته المزعومة وكل حسب ما يرى المفسر لا حسب ما يرى هو !! فكيف يُنسب له ما تزعم ! وأين هذا مما سقت لك من تنبؤات القرآن الجازمة الصادقة ؟! أضف إلى هذا أنه لم يدع النبوة لنفسه ولا أتى بدين جديد ! ولو فعل فأين هو ؟! مجرد أن الله لم يتم له أمره هو أكبر دليل على كذبه فضلاً عما ظهر فيه كذبه وهراؤه فعلا مما زعم !
    ومن جديد ترد على نفسك حين تقول عن أمر ما أتوا به :
    انما هو ضمن المتوقع!
    ثم سؤال يفرض نفسه هنا : ما الذي أعلم محمداً أصلاً أنه سيعيش حتى يشهد فتح مكة ؟!
    هل أعمارنا بأيدينا ؟ هل عمر النبي صلى الله عليه وسلم كان بيديه فتحقق له من العلم الجازم أنه ممتد إلى ما بعد الفتح فلذلك وعد المسلمين بالفتح ؟!
    بالطبع لا ، الأعمار بيد الله ، ولا محمد صلى الله عليه وسلم ولا أي بشر في الدنيا يعلم ساعته وأجله متى تحين ! فلو كان ذلك كذلك ، فما كل هذا الجزم والثقة والقطع بالفتح وهو أصلاً لا يعلم كما تزعم ؟! هو طريق واحد ليس له ثان ! إنها النبوة .

    تقول:
    تحقق نبوءة ليس دليل نبوة القائل بها بالضرورة...ولكن عدم حصول نبوءة هو دليل ينفي النبوة بالضرورة
    كلام جيد .. لكن حين تتعاضد النبوءات وتتواتر الأخبار بصدقه ويتم الله أمره ، فلا سبيل لرد دعواه حينئذ .

    الثاني : نبوءات لم تتحقق ؟!


    كان على من هو مثلك يا زميلي قبل أن يوقع نفسه في هذا المُرتَكَس الوعر أن يسمح لنفسه بدقيقة تفكُّر شأن ما ينوي أن يخط بيديه .. وحقاً لم أكن أتوقع منك هذا !
    تقول :
    اولاً:
    يغزو جيش الكعبة ، فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم . قالت : قلت : يا رسول الله ، كيف يخسف بأولهم وآخرهم ، وفيهم أسواقهم ، ومن ليس منهم ؟ . قال : يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم
    الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2118
    هذا ليس له علاقة بما أتيت به من كتب التاريخ من أحداث وقعت ، فهذه النبوءة إنما هي خاصة بآخر الزمان وهي من علامات الساعة التي حدثنا عنها الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ، وذلك ذكره الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه في باب : ( الفتن وأشراط الساعة ) .
    وعلى هذا ، فالحديث لا علاقة له بتأويلك وربطك المخطيء له بأحداث وقعت من قبل .

    وايضا سورة الفيل:
    1. أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ
    2. أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ
    3. وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ
    4. تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ
    5. فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ
    ...ولكن الكعبة ضربت وقصفت(بالمنجنيق) وحرقت..في زمن الامويين مرتين..ومكة حوصرت...
    لا حول ولا قوة إلا بالله !
    سورة الفيل - يا هداك الله - إنما تقص خبر أصحاب الفيل ! ما شأن هذا بذاك ؟! ما علاقة هذا بما أوردت من أحداث ؟!
    وقصة أصحاب الفيل معروفة ، ويقال إن العام الذي حدث فيه هذا هو عام مولد النبي صلى الله عليه وسلم ، فأين النبوءة وأين الرابط بين السورة وبين ما ذكرت ؟!
    ومثال اخر هو نبوءة نبيكم بعودة ارض العرب مروجاً وانهار...(اخرجه مسلم) الامر الذي لم يتحقق! بل ما نراه هو خلاف ذلك بالضبط! فانهار العرب تجف! والتصحر يزيد...والاحتباس الحراري يزيد! ودرجة الحرارة والجفاف قتلت الزرع بل وحتى النخيل في مناطق معينة !
    أولاً : أنت تغالط ، ولا يسعني إلا أن أقتبس من أخي (قل هاتوا برهانكم) في صفحة التعليقات رده على قولك هذا ، حين أتى بكلام العالم الدكتور / فاروق الباز ، مدير مركز الأبحاث الفضائية بجامعة بوسطن الأمريكية ، ونقل الحوار مشكوراً .. من الدقيقة 33:39 : يقول بارك الله في عمره :
    [من أكتر الأشياء المملة يا أنطونيوس انك تتكلم في حاجة وأنت لا تعلم عنها ما يكفي..
    تكلمت في علم الحديث _ وكنت متوقعا أنك ستلجأ إلى هذه الحجة والله_ وأنت لم تدرسه والآن تتحدث في العلوم وأنت لا تعلم شيئاً..

    استعد للمفاجأة ..

    في حوار مع د. فاروق الباز ..
    ضيف الحلقة: فاروق الباز/ مدير مركز أبحاث الفضاء في جامعة بوسطن

    الرابط :


    (( أحمد منصور [المذيع]: السؤال الأول هل الحجر الجيولوجي ينبئ عن الماضي فقط أم يمكن أن ينبئ عن المستقبل؟

    د. فاروق الباز: ده سؤال مهم جدا وفي حقيقة الأمر أنا كان المفروض أن أتكلم على ده لما ورينا صورة الصحراء، ليه؟ لأن التضاريس في صحرائنا تقول إنه كانت هناك مستنقعات وبحار ورمال وكذا وكذا وكذا وكان قبلها جفاف وكان قبل دي خضرة، معنى ذلك أن الأرض دي سوف تخضر مرة أخرى، وإحنا لو سمعنا كلام الرسول صلى الله عليه وسلم "لا تقوم الساعة حتى تعود بلاد العرب مروجاً وأنهاراً" معناه أن العرب أجدادنا كانوا عارفين ده، كانوا عارفين أن ده بيحصل، أن الأرض دي بتتغير من أرض جافة إلى أرض طيبة فيها الكثير من المياه، وأنا شخصياً بأعتقد أنه في نهاية الاحتباس الحراري وزيادة درجة الحرارة الكبيرة دي الأراضي العربية سوف يصلها مطر أكثر مما هو عليه، يعني في ناس بتقول إيه؟ إحنا الأمطار حتبقى قليلة والمياه حتبقى قليلة نتيجة للاحتباس الحراري، ده بيحصل فين؟ عندهم في بلادهم، ليه؟ لأن المياه بتيجي في بلادهم..

    أحمد منصور (مقاطعا): في الغرب؟

    د. فاروق الباز: آه في الغرب يعني في الشمال ، لأن المياه بتيجي في الشمال من ذوبان الثلوج إنما المياه عندنا بتيجي منين؟ بتيجي من بخر المياه في المحيطات في منطقة خط الاستواء، كلما زادت درجة الحرارة كلما زاد تبخر المياه كلما زادت السحب كلما زادت الأمطار، ودي حاجة تعتبر مهمة.
    _______________

    ثم بعد فترة : في الدقيقة 37:18

    أحمد منصور: ربما السؤالان الأولان يدوروا حول ما أشرت إليه وحقيقة وجود نهر من جنوب السعودية إلى شمالها.

    د. فاروق الباز: آه لا، من الغرب إلى الشرق كثيرة..

    أحمد منصور: من الغرب إلى الشرق.

    د. فاروق الباز: وهناك بعض الأنهار اللي هي كانت تصب في المنطقة اللي إحنا بنسميها دلوقت الربع الخالي، الربع الخالي دي كانت بحيرة زمان، كانت فيها أنهار بتصب فيها من جبال الحجاز..

    أحمد منصور: معنى ذلك وجود كميات كبيرة من المياه الجوفية في هذه المناطق.

    د. فاروق الباز: معنى ذلك، وكل الآبار التي حفرتها شركات البترول شركة أرامكو كل ما يحفروا في الربع الخالي في الشرق الربع الخالي -لأنهم بيحفروا هناك كثيرا- بيلاقوا مياه جوفية، حتى لما بيحفروا.... يعني عندك كميات هائلة من المياة الجوفية )) اهـ .

    2- الاحتباس الحراري اللي انت بتتكلم عليه ضدك ، ودليل على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم وللا الرسول صلى الله عليه وسلم كان دارس جيولوجيا ، تنبأ بها ان أرض العرب كان فيها أنهار قبل كده ؟؟
    وتنبأ بالاحتباس الحراري الناتج عن ثاني أكسيد الكربون
    وتنبأ بعودة المروج والأنهار .. مش كده ؟
    وكل ده صدف ..مش كده ؟
    تحولت الشبهة الاحتباس الحراري إلى إعجاز آخر .]
    قلت : صدق والله !

    ثانياً : سلمنا لك تنزلاً بصدق كلامك وكذب كلام العالم الدكتور ، فلا يتحقق كذب النبوءة إن تحقق إلا حين تقوم الساعة ولمّا يقعْ مما تنبأ به الحديث شيء .

    تقول :
    ومثال ثالث هو نبوءته هذه "ليأتين على الناس زمان ، يطوف الرجل فيه بالصدقة من الذهب ، ثم لا يجد أحدا يأخذها منه ، ويرى الرجل الواحد يتبعه أربعون امرأة يلذن به ، من قلة الرجال وكثرة النساء "واخرجها البخاري في صحيحه..
    وهذه مستحيلة جينياً وعلمياً...فالرجال والنساء دائما متقاربي العدد بشكل كبير..بسبب التكوين الجيبي للانسان!!ففي علم الجينات..كل جنين يمكن ان يكون بنت او ولد بنسبة 50% لكل احتمال!

    أولاً : لا أدري لم لا تريد أن تفهم أننا لا نتحدث عن احتمالات ، إنما نتحدث عن حقائق .
    ثانياً : أنت تغالط، لأنك ركزت على المواليد وأغفلت جانب الوفايات ، ولو تأملت ملياً علمت أن هذا غير مستحيل عقلاً ، ويمكنك أن ترجع قليلاً إلى الوراء وتعلم موروث الحروب من انخفاض في عدد الرجال ، خصوصاً بعد الحربين العالميتين .
    ثالثاً : الأمر لا يزال غيبياً ، وليس لك أن تحصر تحقيقه أو تقصره على عصرنا ، إنما لك ذلك إذا ضمنت أن الساعة ستقوم دون أن يتحقق ذلك ، وهيهات !

    _________________________

    ثالثاً : اعتراضاتك على آية القمر :


    أولاً : الآية مكية على ما سقنا لك من الأدلة .
    ثانياً : قولك : [الآية لم تحدد ما الفتح] مردود بما سقت لك من حديث البخاري وفيه أن النبي صلى الله عليه أخذ يقول بها والمعركة ( بدر ) قائمة .
    ثم - عقلاً - الآية كما قلنا مكية ، والعدو القائم هو كفار قريش ، فلا يجوز هذا التضييق منك .
    ثالثاً : قولك عن الثقة برجال المسلمين سيأتي جوابه لاحقاً إن شاء الله .

    _________________________

    رابعاً : اعتراضاتك على آية المسد :

    يتلخص اعتراضك في أن أبا لهب من الطبيعي ألا يسلم للأسباب الآتية :
    1- إسلامه سيكون خيانة لقومه .
    2- إسلامه سيكون إذلالاً لكرامته .
    3- لو كان أسلم لقلنا إن الآية تتحدث عنه عندما كان كافراً .
    4-
    قد يكون أسلم قبل موته .

    أولا : إسلامه سيكون خيانة لقومه :
    هذا لو كان أسلم فعلاً عن سبق نية ، لكنا نقول إنه كان من الممكن أن يسلم - ولو نفاقاً - حتى تتحقق له غاية ما يريد ، ولا يخفى عليك أنه كان من الممكن أن يتعاون مع قومه هؤلاء ويتواطأوا على مثل هذا الفعل ليهدموا دين محمد صلى الله عليه وسلم كما تواطأوا على قتله ، ولكن نجاه الله منهم.

    ثانياً : إسلامه سيكون إذلالاً لكرامته :
    وهل وجد أبو لهب - يا هداك الله - أعظم إذلالاً لكرامته وكرامة قومه كلهم بله كرامة آلهته وآلهتم من تسفيه محمد وقرآنه لهم ؟! منطق عجب ما تقول !
    النبي صلى الله عليه وسلم أتاهم فسفه أحلامهم وعاب آلهتهم وتحداهم ونابزهم ، وما أبقى لهم شيئاً مما يصح أن يُطلق عليه (كرامة) ! فهل يعسر على من هذا حاله - كأبي لهب - أن يسلك في سبيل القضاء على محمد ودينه وما يقول فيهم كل سبيل ؟!
    ثم من أنبأك هذا ؟ دعوى أنه لن يسلم نفاقاً حفظاً لكرامته لأنه عربي غير ذات دليل ، وإلا فلم ادعى المنافقون الإسلام إذاً ؟! ولم أظهروا الإسلام وهم يبطنون الكفر ؟! أو لم يكونوا عرباً أم أنك بجرة قلم أخرجتهم من العروبة ؟!

    ثالثاً : لو كان أسلم لقلنا إن الآية تتحدث عنه عندما كان كافراً :
    فسامحنى في قولي إن هذا محض خيال يرده إلى الواقع القولُ الصراح في الآية : { سيصلى ناراً ذات لهب } .

    رابعاً : قد يكون أسلم قبل موته :
    فهذا قول يخالف ما تظاهرت عليه الأخبار سرت فيه على دأبك دوماً !
    ثم ها هنا تناقض صارخ لأصل اعتراضك وما تنافح عنه من أنه لم يسلم ، وفيه تناقض مع اعتراضك الثاني بأنه قد تمنعه كرامته !

    ومن جديد أكرر السؤال :
    ما منع أبا لهب من أن يعلن إسلامه ولو نفاقاً ، ليقضي على محمد وقرآن محمد ودين محمد ؟!
    وما كان الدافع لأن يتحدى النبي صلى الله عليه وسلم ويعلنها صريحة أن أبا لهب سيموت كافراً قبل 10 سنين من موت أبي لهب ؟!
    بل أزيد : ما الذي ضمن لمحمد صلى الله عليه وسلم بقاء دعوته حتى موت أبي لهب وبعده ؟!
    هو طريق واحد زميلي : إنها النبوة !

    _________________________

    اعتراضاتك على الإعجاز الغيبي في السنة النبوية :

    يتلخص اعتراضك في أنك لا تثق برواة الأحاديث ، وتشك في مصداقية علم الحديث ، وأنا أعجب لهذا الطعن ، ففي الوقت الذي تقبل فيه أخباراً أتتك من مواقع مجهولة على شبكة لا تعرفها من أشخاص مجهولين لا تعرف عنهم شيئاً ، في الوقت نفسه - وبازدواجية عجيبة - تنكر أخباراً التزم نقلها أناس معروفون معلومون ، معروفة حياتهم ومعاملاتهم ، ومعروف صدقهم ، ومعروف حفظهم ، ومعروف لقاؤهم بمن حدثوا عنهم ، مع أنك تؤمن بكتاب كتبه مجاهيل لا يُعرف من أمرهم شيء ! وعجبي !

    ووجه اعتراضك أنه يمكن أن تكون تلك الأحاديث قد وُضعت بعد حدوث تلك النبوءات ، وأنا آتيك بنبوءات لنبينا صلى الله عليه وسلم في أحاديث لم تتحقق إلا بعد كتابة هذه الأحاديث لإلزامك :

    من ذلك ما رواه مسلم في صحيحه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه من قصة طلوع جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وسؤاله إياه عن أمارات الساعة فكان منها : " أَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ " .
    قلت : صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنت ترى الآن من كانت حياتهم حياة بداوة وجفاف ورعي ، أصبحوا يتطاولون في البنيان ويتفاخرون بذلك ، وما برج دبي أطول بنيان في العالم منا ببعيد !
    فهل تحقق ذلك مثلا قبل أن يكتب الإمام مسلم - رحمه الله - صحيحه وقد مات رحمه الله عام 261 للهجرة ؟!

    ومن هذا ما رواه أبو داوود والبيهقي وصححه الألباني من حديث ثوبان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يُوشِكُ الْأُمَمُ أَن تَدَاعَى عَلَيْكُم كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا " . فَقَالَ قَائِلٌ : وَمِن قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذ ؟ قَال َ: " بَلْ أَنْتُم يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِن غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنزِعَنَّ الله مِن صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهنَ " . قَالَ قَائِلٌ : يَا رَسُولَ الله وَمَا الْوَهنُ ؟ قَالَ : " حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ " .
    قلت : صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحالنا يصرخ مصدقاً بكلامه صلوات ربي وسلامه عليه ، فالأمة قاربت ملياراً ونصفاً ، وهي مع ذلك أوهن الأمم ، تداعت عليها أمم الأرض جميعاً .
    فهذا حديث روي وكُتب أيام مجد الدولة الإسلامية وعزتها وقوتها ، وتحقق ما فيه من قريب وإلى أيامنا هذه ، فلا يجري عليه ما افترضت من إمكان تلفيق النبوءات في الأحاديث .

    _________________________

    وبعد .. ،

    فقد كان هذا جواباً لاعتراضاتك على ما أوردنا ، وأما ما ذكرت من أنه لا يلزمك أن تؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم حتى إن صدقت أخباره في ذلك لك ، فلا أراه إلا جوراً على أمر الحوار كله إذ ما الفائدة من حوارنا إذاً ؟

    ثم إنك تقول :
    من شروط النبوة الاساسية....هو ان يكون النبي من بني اسرائيل...الامر غير المتحقق في نبيكم..فهو عربي..."انا جعلنا النبوة في بني اسرائيل"

    فأولاً : شروط النبوة عند من ؟!!!
    ثانياً : أين الدليل على كلامك من أن النبي يجب أن يكون فقط من بني إسرائيل ؟
    ثالثاً : هذا النص "إنا جعلنا النبوة في بني إسرائيل" ، من أين أتيت به ؟! وبأية حجة تحتج به علينا ؟! ثم ألا ترى أن هذا يمكن أن يكون تدليساً منك توهم به أنه نص إسلامي صحيح وأنت في غنى عن ذلك !
    رابعاً : سلمنا لك تنزلاً أنه نص حديث صحيح ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فليست لك به حجة علينا ، لأن جعل النبوة في قوم لا يعني استئثارهم بها دون غيرهم إلا أن يأتي دليل على تخصيصهم بها وقصرها عليهم .. الأمر غير المتوفر في النص .

    أما إن كان هذا إيمانك - كما بنيت على ذلك مقدمتك كلها ومنتهى مشاركتك - فلا يعنينا إيمانك في شيء يا زميل ، لعلي يحسن بي أن أذكرك أن هذا الحوار إسلامي ، لذا فأنت مطالب بالرد على ما أوردنا من أدلة برد علمي منهجي ، فكما تستشهد بالأحاديث لتثير الشبهات مع عدم إيمانك بها ، فكذلك تحسب لنا هذه الأحاديث دليلاً على اعتقادنا ، وهذه الأحاديث عندنا دليلٌ كاف على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، فهل لك برد منهجي علمي عليها ؟! فأنت من يريد إثبات العكس لا نحن .

    ومثالاً : هب أني أنا وأنت في حوار مسيحي حول صدق أو كذب ألوهية المسيح عليه السلام ، والحوار كما قلت لك : مسيحي ، هل يصح لي أن أقول : إن المسيح عليه السلام ليس إلهاً لأن كتابي شهد بهذا ؟! بالطبع لا يصح .
    نعم ، هذا هو إيماني ، لكنه ليس ملزماً لمحاوري حينها ، لذا عليّ أن أثبت من الأناجيل ما يؤيد إيماني ، لأن موضوع الحوار مسيحي من هذا الباب فقط ، وإلا فإيماني راسخ بما جاء في الكتاب وفي صحيح السنة .


    فلا أطالبك إلا بالتحلي بالمنهجية العلمية في الحوار .. وآمل أن تفهم مني قصدي في هذه النقطة
    والسلام ،






    أما والله ما جعل الله ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ، ولكنك يا قلبُ تفتأ تجعل لي
    من كل معنى من معاني الحزن في هذا الوجود قلباً ينبض به ، حتى لو قد قيل
    ما مثلك في القلوب ، لقلتَ: "قلب سوريّة" ..
    سورية ... آه يا سورية !


    _______________________________

    ( الحكم بغير ما أنزل الله من أعظم أسباب تغيير الدول، كما جرى مثل هذا مرة بعد مرة
    في زماننا وغير زماننا )
    - شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - الفتاوى 35/387


  8. #58

    عضو مجتهد

    antonius غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1554
    تاريخ التسجيل : 30 - 11 - 2009
    الدين : المسيحية
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 152
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    سلام ونعمة
    بسم الثالوث الأقدس..الاله الواحد كلي المحبة...اما بعد...
    تحية لك ابا عبد الله...وتحية لكل القراء الافاضل..
    لم ارى في ردك الاخير هذا امرا جديدا له اثر يذكر على نقطتنا...بل لاحضت تجاهلا لكثير مما قلت...والقارئ النبِه سيلاحظ ذلك..والان دعنا نفصل الرد على ما قلت في ردك الاخير:
    يمكننا أن نلخص اعتراضاتك في ثلاث :
    الأول : اختلاف القراءات .
    الثاني : وقت النزول : بمكة أم ببدر ؟
    الثالث : الأمر كله خلاصة دراسة وتحليل ، وليست نبوءة بالضرورة فلا يلزم نبوة صاحبها .
    ليست هذه الثلاث فقط...بل انا ضربت على نقطتين اخرتين لم تذكرهما هنا...الاولى هي عدم دقة التواريخ المتوافرة عندنا لا وقت النزول ولا الحروب..والثانية هي انتقائيتك في اخذ الادلة..الامر المخالف للمنهج العلمي السليم...وسنفصل في هذا لاحقاً..
    1- قراءة علي بن أبي طالب رضي الله عنه نجدها في قراءة أبي عمرو البصري و عاصم بن أبي النجود وحمزة الزيات و الكسائي ويعقوب الحضرمي وخلف البزار، فقد قرأ هؤلاء بأسانيدهم إليه ، وليست هذه القراءة فيها .
    2- قراءة ابن عباس رضي الله عنه : أولاً : نجدها في قراءة نافع المدني وابن كثير المكي وأبي عمرو البصري والكسائي وأبي جعفر ويعقوب الحضرمي ، فقد قرأ هؤلاء بأسانيدهم إليه ، وليست هذه القراءة فيها .

    وما اسانيدهم ولماذا تريدني ان اسلم بصحتها دون عرضها علي وعلى القراء؟

    ثم ماذا افعل بهذه التي لم ترد عليها الا بانك لم تصل لها مع ان المصادر كلها مذكورة؟

    ..تعال الان الى امر طريف..فعلته انت عمداً لتخفي ازدواجيتك..واستخدمت دليلاً ضد قولك نفسه..ولكنك اختصرت منه ما لم يعجبك...تابع...تقول:
    ثانياً : في الحديث الذي رواه الترمذي قال : " حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي إِسْحَقَ الْفَزَارِيِّ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : { الم غُلِبَتْ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ } ، قَالَ : غُلِبَتْ وَغَلَبَتْ ، كَانَ الْمُشْرِكُونَ يُحِبُّونَ ............. قَالَ فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى {الم غُلِبَتْ الرُّومُ} إِلَى قَوْلِهِ {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ} "
    صححه الترمذي وقال : هذا حديث حسن صحيح غريب ، وصححه الألباني في ( صحيح الترمذي برقم 3193 )

    انا ساستعمل هذا الحديث حجة ضدك...ولننقله اولاً كاملاً كما جاء في سنن الترمذي
    ((حدثنا الحسين بن حريث حدثنا معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق الفزاري عن سفيان الثوري عن حبيب بن أبي عمرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قول الله تعالى { الم } { غلبت الروم } { في أدنى الأرض } قال غلبت وغلبت كان المشركون يحبون أن يظهر أهل فارس على الروم لأنهم وإياهم أهل أوثان وكان المسلمون يحبون أن يظهر الروم على فارس لأنهم أهل كتاب فذكروه لأبي بكر فذكره أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال أما إنهم سيغلبون فذكره أبو بكر لهم فقالوا اجعل بيننا وبينك أجلا فإن ظهرنا كان لنا كذا وكذا وإن ظهرتم كان لكم كذا وكذا فجعل أجل خمس سنين فلم يظهروا فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم قال ألا جعلته إلى دون قال أراه العشر قال أبو سعيد والبضع ما دون العشر قال ثم ظهرت الروم بعد قال فذلك قوله تعالى { الم } { غلبت الروم } إلى قوله { يفرح المؤمنون } { بنصر الله ينصر من يشاء } قال سفيان سمعت أنهم ظهروا عليهم يوم بدر
    قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب إنما نعرفه من حديث سفيان الثوري عن حبيب بن أبي عمرة صحيح
    ))

    متى ظهروا عليهم؟؟؟ يوم بدر...متى كانت بدر؟ 624...لنبقي ذلك في بالنا...فلنا عودة اليه..فله من الاهمية ما ليس بالقليل..
    قال المباركفوري في ( تحفة الأحوذي ) :
    [وَأَخْرَجَهُ اِبْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَالْبَزَّارُ وَفِي إِسْنَادِهِ عَطِيَّةُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ تَقَدَّمَ تَرْجَمَتُهُ فِي التَّقْرِيبِ . وَقَالَ الذَّهَبِيُّ فِي الْمِيزَانِ تَابِعِيٌّ شَهِيرٌ ضَعِيفٌ ، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : يَكْتُبُ حَدِيثَهُ ضَعِيفٌ وَقَالَ اِبْنُ مَعِينٍ صَالِحٌ ، وَقَالَ أَحْمَدُ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ ، وَقَالَ بَلَغَنِي أَنَّ عَطِيَّةَ كَانَ يَأْتِي الْكَلْبِيَّ فَيَأْخُذُ عَنْهُ التَّفْسِيرَ وَكَانَ يُكَنِّيه بِأَبِي سَعِيدٍ فَيَقُولُ : قَالَ أَبُو سَعِيدٍ ، قَالَ الذَّهَبِيُّ يَعْنِي يُوهِمُ أَنَّهُ الْخُدْرِيُّ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَجَمَاعَةٌ ضَعِيفٌ اِنْتَهَى ، وَقَدْ بَسَطَ الْحَافِظُ تَرْجَمَتَهُ فِي تَهْذِيبِ التَّهْذِيبِ . وَقَالَ فِيهِ قَالَ أَحْمَدُ وَحَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ سَمِعْتُ الْكَلْبِيَّ يَقُولُ : كَنَّانِي عَطِيَّةُ أَبُو سَعِيدٍ اِنْتَهَى .
    قُلْتُ : وَفِي عَطِيَّةَ ثَلَاثَةُ أَشْيَاءَ : الْأَوَّلُ أَنَّهُ مُدَلِّسٌ ، وَالثَّانِي أَنَّهُ عِنْدَ أَكْثَرِ الْأَئِمَّةِ ضَعِيفٌ ، وَالثَّالِثُ أَنَّهُ كَانَ يَأْخُذُ التَّفْسِيرَ عَنْ الْكَلْبِيِّ وَيُكَنِّيه بِأَبِي سَعِيدٍ ، فَيَقُولُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ يُوهِمُ أَنَّهُ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَحَدِيثُهُ هَذَا ضَعِيفٌ غَيْرُ مَقْبُولٍ وَفِي قَوْلِ التِّرْمِذِيِّ " هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ " نَظَرٌ ]
    .
    انتقائية عن جدارة..وتعارض ما دافعت عن صحته في الجملة التي سبقت ذلك..تناقض لا يقع فيه منهجي! كيف؟
    انت تحاول تضعيف هذا الحديث لانه يقول بان النصر كان يوم بدر...ولكنك نفسك قبل عدة جُمل..استشهدت بحديث سعيد بن جبير عن ابن عباس الذي قلت لكم ان تضعوه في ذاكرتكم..والذي يقر ايضا بان ظهورهم على الفرس كان في بدر...وهنا ناقضت نفسك!
    طبعاً لا يخفى ان الحديث الذي تحاول تضعيفه...
    صححه الالباني في صحيح الترمذي(3/87)
    وصححه ابن العربي في عارضة الاحوذي (6/276)
    وهنا بداية الانتقائية التي اشرنا اليها مسبقاً...والتي سنستمر نضع الادلة عليها..
    سلمنا لك تنزلاً أن قراءة {غَلَبَت} بالفتح صحيحة ، فالإجماع منعقد على أن القراءة التي نزلت بمكة هي القراءة المتواترة : {غُلِبت الروم} بالضم ، فيلزمك إذاً إثبات أن قراءة {غَلَبَت} نزلت بمكة، ولن تستطيع .

    بل لو اردت العلم الحق..فان وجود الاية التاريخي وتدوينها كان بعد تحقق النبوءة المزعومة بسنين...فهي اصلا -نظرياً- ليست بنبوءة كتبت ثم تحققت! وانما كتبت النبوءة وتحققها بعد زمن حصولها بسنين عديدة..(وهذا ينطبق على اكثرية نقاطك)...وعلمياً لو اردت منهجا صادقاً...فهي عندها ليس بالدليل على شيء! وان قلت لي "تواتر" فاقول لك ان التواتر هو امر اتفقوا عليه ليجعلوا منه دليل وكلنا نعرف ان لا دليل عليه سوى القول به! الامر الذي ليس من المنطق في شيء! وهو عند العلم لا مقام ولا اهمية له الا للمؤمن به!! وليس المقام الان للكلام عن التواتر فهو ليس موضوع نقطتنا...فلن اطيل في كلامي حوله!

    تقول:
    أولاً : لم أقل مطلقاً إن الآيات نزلت بعد سنتين .

    بل فعلت..انت افترضت ذلك وها هو نص قولك:
    ((- كانت بعثة النبي صلى الله عليه وسلم حوالي عام 610 م .
    - انتصر الفرس على الروم انتصارات ساحقة ما بين أعوام 613- 615 م حسب ما تذكر المصادر التاريخية [ وهناك اختلاف في التواريخ ]
    - سورة الروم نزلت بعد الهزيمة أي حوالي عام 615 م .))
    طبعاً احب ان اوجه القارئ اولا لجملة (اختلاف في التواريخ) و كلمة (حوالي) الذان استعملهما صاحبنا...وهما اعتراف صريح بزعزعة ادلته واعتراف بانها فرضيات ترجيحية لا جزم فيها ولا ثقة!
    والان في عودة لموضوع كلامنا...انت افترضت انها نزلت في 615..مع ان الانتصارات بدات في 613...وهنا فرضت النزول بعد سنتين...فكيف تعود الان وتقول لي انك لم تقل بذلك مطلقاً؟؟ ام انها الانتقائية والحيلة التي تستعملها لتلوي الادلة لتبدو بجانبك؟
    ثانياً : قولي إنها نزلت حوالي عام 615م كان بناء على ما أوردته المصادر التاريخية التي وضعتها – ويبدو أنك لم تقرأها – من أن غزو الفرس للشام كان حوالي 613 – 615 م

    عملية حساب بسيطة...لو كان نزول الاية بعد نصر الفرس في 613...وظهور الروم عليهم حدث يوم بدر..624...فالفرق احد عشر عاما...وبذلك تكون "البضع" قد تدمرت!! ونسفت النبوءة وما كانت صحيحة...ولا سبيل لك لاثبات ان الاية نزلت في اي سنة! فكلها تكهنات!! دليلك كله قائم على فرضية لا جزم على صحتها!!

    ثالثاً :يجب أن نضع في الاعتبار أن هناك فارقاً زمنياً بين حدوث الهزيمة ، ووصول الخبر عبر المسافات الهائلة الفاصلة ، ثم الفارق الذي بين وصول الخبر ونزول الآيات .. ومع كل ذلك ، فأنا نصصت على أن زمن النزول كان في نفس عام الهزيمة مع أنه كان حرياً بي أن أضعه مثلاً في العام التالي (616م) مراعاة للفوارق الزمنية كما أشرت .

    على مهلك يا سيدي...ما تصفه بالهائل الفاصل...قال عنه قرانك "ادنى الارض" اي اقربها!!!! فايكما اصدق انا؟؟

    مع العلم ان اخبار الحروب تنتقل بسرعة والتجارة لم تتوقف في المنطقة وكانت مكة بحكم مركزها(على فرض نزول الاية في مكة) التجاري عاصمة ياتيها تجار الشام والعكس...وبالتالي الاخبار تصلهم سريعاً!
    ولماذا يا ترى غيرت رأيك الان فجأة لسنة 616؟ التلائم جديد الادلة وتعطي لنفسك فرصة اكبر لاثبات فرضيتك غير دقيقة التواريخ والمبنية على فرضيات وتأويلات وترجيحات يجب ان تتوافق كلها مع ما تقول ليكون تحقق النبوءة المزعومة...الامر الذي لو تحقق ليس له اي اثر؟!!!
    بل دعني ازيدك من الشعر بيتاً واضيف لك ازدواجية اخرى وقعت بها في تحليلاتك للموضوع..
    ما تحسبه انت...هو نهاية الانتصارات الفارسية...615...ولكنك تحسب بداية الانتصارات الرومانية...622 او 624 والتاريخ الحقيقي لا يمكن لاحد الجزم به....المشكلة..هي اننا اما نتكلم عن النهاية او البداية...فنقيس بداية انتصار هؤلاء ببداية خسارتهم..او نهاية انتصارهم بنهاية هزيمتهم...وليس نهاية خسارة الروم ببداية غلبهم..فذلك بعيد عن المنطق! أضِف..ان النبوءة المزعومة يُفترض ان تكون تتكلم عن الحرب عامة وليس معركة صغيرة هنا او هناك...ففوز معركة وخسارة حرب لن يبعث السرور الذي سيداوي المسلمين من شمت المشركين بهم(سبب نزول الاية)...ولو اخذنا هذا بالحسبان...فيجب ان نحسب تاريخ الظهور في نهاية الحرب...والتي كانت سنة 626 او 628 كما تقول المصادر التي استشهدت انت بها في مطلع النقطة هذه!
    لو تفكرت ملياً وقلبت وجوه النظر في قولك ذاك وعارضته بما أتيتك من أدلة دامغة ، فلا يكون أمامك سوى أن تشهد ألا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله .
    وأنا أعلم علماً لا يداخله ظن أنك إنما ترسل كلامك إرسالاً عسى أن يسد مواضع النقص في نفسك ، نقص الإيمان به وبصحة ما تقول .
    وأعلم يقيناً أن في أعماقك تحدثك حشاشة مما بقي من صدق ظنك وحسن نفسك أن هذا الكلام لا يخرج إلا عن نبيٍّ ،

    كلام عاطفي جميل..يمكن ان يخدع انسانا بسيطا او قارئا ساذجا...وانت لا تكلم ساذجاً! واتمنى ان لا يكون اي قارئ ساذج كفاية ليقع في فخ الكلمات المعسولة المصقولة الفارغة المحتوى علمياً هذه!!
    نعم..انا اتفكر ملياً..ولهذا يرفض علقي ووجداني كون نبي الاسلام محمد...مرسل من عند الله! هو نبي نعم...ولكنه ليس مرسل من الله!
    واعلم يا استاذ البخاري اني هنا اكلمك لاني اريد الخير لك وللجميع..واطلب من العليّ ان ينعم علينا بالحكمة لنتبع حقه اينما كان..
    أولاً : خلاصات الدراسات والتحليل تخلُص إلى نتائجَ متوقّعةٍ لا جازمة كما هي الحال فيما نحن بصدده ، إذ جاءت النبوءة جازمة قاطعة معينة لأي الطرفين يكون جانب الغلبة ولأيهما يكون جانب الانهزام ، وأكثر من ذلك فقد حددت المدة الزمنية .
    ثانياً : لا تُلام هذه الدراسات إن وقع عكس المتوقع ، فهي أصلا لم تجزم بذلك ، على عكس قرآننا الذي جزم وعلى عكس نبينا صلى الله عليه وسلم الذي تحدى وأمر صاحبه أن يتحدى ويتمادى في التحدي !


    تقدم الرد على هذه الاقوال..ودعني اضيف لك امراً مهما لم تلتفت اليه في ردك...
    انا قلت في مقدمتي في ردي السابق...ان كل شيء يقاس على موافقته لكلمة الله اولاً..وكل ما يخالفها يطرح دون الاكتراث له! ومهما ادعى المدعون من ان لديهم نبوات تحققت...وانبياء..! فليس معنى ذلك انه حق! وكما انك تدعي انك تجزم! فغيرك ايضا لديه ادلة ويجزم...ولكن هل ستذهب وتتبعه؟ لا لن تفعل..وهذه ازدواجية اخرى تتبعها...وساعطيك عدداً من الامثلة:
    نبوات هندوسية من كتابهم المقدس الكيتا او الغيتا Gita يقولون انها تحققت..

    "In the Kali Yuga, wealth alone will be the deciding factor of nobility [in place of birth, righteous behavior or merit]. And brute force will be the only standard or deciding what is righteous or just."
    الترجمة باختصار: ان الثراء (المال) سيكون العامل الوحيد المتحكم في نبل الانسان وقوة قاسية ستكون المعيار في اختيار المرء ما هو عادل وحق
    "Mutual liking [and not family pedigree, social status, etc.] will be the deciding factor in choosing a partner in marriage; cheating will be the order of the day in business relations; satisfaction of sexual pleasure will be the only consideration of male or female excellence and worthiness; and the wearing of the sacred thread (Yajnopavita) [and not pious behavior or Vedic or Shastric learning] will be the outward index of being a Brahmin.

    الترجمة: العوامل المشتركة ستكون العامل الذي يحدد اختيار شريك الحياة(الزوج او الزوجة). الخيانة الزوجية ستكون قانونا في ايام علاقات العمل. ...الخ...
    In the Kali Yuga, only one quarter of each of the four feet of Dharma [panance, truthfulness, compassion and charity] remains. And that too goes on decreasing day by day while the feet of Adharma [unrighteousness] increase greatly. So that in the end Dharma becomes extinct."

    الترجمة المعنوية مختصرة: الظلم والكذب سيزداد ويسود على الالصدق والعطف ..
    "In that [Kali] age, people will be greedy. They will take to wicked behavior. They will be merciless, indulge in hostilities without any cause, unfortunate, extremely covetous for wealth and women. High social status will be attained by Sudras, fisherman and such other classes..."

    في ذاك العصر..الناس سيكونون متطلبين. سيتبعون اساليب وطرق الخداع. سيكونون عديمي رحمة,.....,عبدة للمال والنساء. والصيادين سيصيرون من طبقات المجتمع الراقية
    "When deceit, falsehood, lethargy, sleepiness, violence, despondency. grief, delusion, fear, and poverty prevail, that is the Kali Yuga..."

    الترجمة :عندما الخداع والكذب ، والخمول ، والنعاس ، والعنف واليأس. الحزن والوهم والخوف والفقر يسود.

    Countries will be laid waste by robbers and vagabonds; the Vedas will be condemned heretics; kings will exploit their subjects, and twice-borns like Brahmanas will only think of the gratification of their sexual desires and other appetites.

    الترجمة: دول سيسيطر عليها اللصوص (او دول ستمتلا لصوصا)..الفيداس..سيُعتبر هرطقة(المسلمون فعلوا ذلك بهم بالمناسبة)الملوك سوف يستغلون رعاياهم والاجيال المولودة الجديدة سيشغل تفكيرها الرغبات الجنسية وغيرها من الشهوات
    "Varnashrama Dharma will have broken down.]"

    الترجمة: فرناشراما دارما سيكسر..
    "Petty - minded people will conduct business transactions and merchants will be dishonest."

    تافهي العقول سيعملون في التبادل التجاري والتجار سيكونون غير شرفاء في عملهم
    In the Kali Yuga, men will abandon their parents, brothers, friends, and relatives. They will occupy high seats [and pulpits] and will [pretend to] preach religion.

    رجال سوف يتركون اهاليهم واخوتهم واصدقائهم واقربائهم. سيحتلون مناصب وكراسي عليا ويعظون بالدين
    People will have their minds weighed down with constant anxiety and fear. This will be due to devastating famines and heavy taxation. The land will not grow food-crops, and the people will always be in fear of impending droughts.

    ستُثقل عقول الناس بالارهاق والخوف. سيكون هناك مجاعات مدمرة وضائب ثقيلة. ....الخ
    There are similar prophecies in many other passages of the Hindu scriptures such as the Ramayana, the Mahabharata and the Vishnu Purana. Baha is believe that all of the conditions described in these books have come about today.

    الترجمة: هناك العديد من النبوءات المشابهة في عدد من النصوص الهندوسية الاخرى كالرامايانا والماهابهارتا والبورانا لفشنو...الخ.

    There are also prophecies that we are seeing today of the breakdown of the caste system and the abandonment of religion: "The observance of caste, order and institutes will not prevail in the Kali Yuga; nor will that of the ceremonials and rituals enjoined by the Sama, Rig, and Yajur Vedas. Marriages, in this age, will not conform to the ritual; nor will the rules that connect the guru and his disciple be in force. The laws that regulate the conduct of husband and wife will be disregarded; and oblations to the gods with fire will no longer be offered..."

    الترجمة:وهناك العديد من النبوات حول ترك الدين الذي يحصل حاليا....الخ....الزواجات لن تتم حسب الطقوس..ولا ستتبع قوانين الاحترام بين المعلم والتلميذ. وسوف تهمل القوانين التي تنظم سلوك الزوج والزوجة. والقرابين للالهة بالنار لن تقدم.
    The doctrines of false teachers will be held to be scripture... In the Kali Yuga, those who practice fasting, austerity and liberality will do so in whatever way they please [and not according to the law]. And men will call this righteousness...

    Men of all degrees, filled with conceit, will consider themselves to be equal with Brahmins...

    In the Kali Yuga, men, corrupted by unbelievers, will refrain from adoring Vishnu, the Lord of sacrifice, the creator and lord of all. They will say: Of what authority are the Vedas? What are gods, or Brahmins? What need is there for purification with water?

    "When the practices taught by the Vedas and the institutes of law shall nearly have ceased, and the close of the Kali age shall be nigh, a portion of that divine being who exists of his own spiritual nature in the character of Brahma, and who is the beginning and the end, and who comprehends all things, shall descend upon the earth. He will be born as Kalki in the family of an eminent brahmin of Sambhala village, endowed with the eight superhuman faculties. By his irresistible might he will destroy all the barbarians and thieves, and all whose minds are devoted to iniquity. He will then re-establish righteousness upon earth; and the minds of those who live at the end of the Kali age shall be awakened, and shall be as pellucid as crystal. The men who are thus changed by virtue of that peculiar time shall be as the seeds of human beings, and shall give birth to a race who shall follow the laws of the Krita age, the Age of Purity." --- Hinduism- Vishnu Purana 4.24
    الى اخره من النبوات...(اعذرني عن عدم ترجمتها كلها) وهذا المصدر:
    http://bci.org/prophecy-fulfilled/hindusa.htm
    فهل حضرتك ستهرع وستصير هندوسيا لان نبوءاتهم تحققت ؟ عندي شعور قوي انك لن تفعل! وها هنا تقع ازدواجية..لانك تريدني ان اصدق برجل واحد...دينكم كله يقوم عليه وعلى ما كتب...وانفي كل البقية! الكتاب المقدس الذي فيه عشرات الانبياء جائوا عبر الوف السنين...كلهم تنباوا في مجرى واحد وتحققت نبوتهم..وبعضها لا نزال ننتظرها..وترديني ان اترك ذلك واصدق برجل واحد؟ لم لا اذهب للهندوس الذين عندهم عشرات النبوات ايضا؟
    مثال اخر؟؟ خذ نبوات بوذية تحققت!
    http://bci.org/prophecy-fulfilled/buddha.htm
    ولا تعتقد ان الامر مقصور على هاتين..بل العديد والعديد من الديانات تدعي بما تدعيه انت وزيادة!! وكلهم يقول ادلة ويجزم مثلك! ولكن ..كلكم ينسى ان ما يعارض الكتاب...يلقى لا يكترث له!! لانه ليس من الله!
    ثالثاً : لم يُعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم ما تدعيه من أنه كان صاحب دراسات وتحليلات عسكرية استراتيجية ، وليت شعري أكان من فراغ الوقت بحيث يتتبع أخبار الجيوش والمعارك ، ويسأل الرائح والغادي عن أمورها ، وهو الذي كانت تتورم قدماه من طول الوقوف بين يدي ربه ، كما عند البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها - واللفظ لمسلم - قالت : [ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا صلى ، قام حتى تفطر رجلاه . قالت عائشة : يا رسول الله ! أتصنع هذا ، وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال " يا عائشة ! أفلا أكون عبداً شكوراً " ] ، فعليك أن تأتي بالدليل على كلامك .. ولن تستطيع .

    هذا كلام هزيل مع احترامي لك...

    فنبيكم..كان قائداً عسكريا بنفسه..وقاد معاركاً..وجيوشاً..وارسل السرايا للقتال ولاغتيال من عادوه..فكيف تقول انه جاهل عسكريا؟ !! كلامك مخالف للواقع التاريخي المعروف!
    فلو كان كلامك صحيحاً ، لما انجر المشركون للرهان ولفكروا كما فكرت وافترضوا مثل ما افترضت .

    رهن المشركين صار دليل صدق نبوة؟ ما هذا الكلام يا ابا عبد الله؟ ما هذا المنهج التحليلي الغريب الذي تتبعه!؟

    والله لو افترضت لك انه تنبأ بها..ولم تصر...لكنتم ابتدعتم تفسيراً كأن يكون نصرهم في قلوبهم او بعقيدتهم او بالههم..وتاولون النص ليحاكي ما تريدون من معنى...ولتسابق المفسرون واختلفوا على اقوال عدة في تفسير ذلك النصر الخفي..حتى يصل الينا اخيرا كاعجاز في اخر زماننا هذا الذي صار فيه ما فوق البعوضة اعجاز!!!
    ثم إنك تتحدث عن إن أياً منا يمكن أن يتنبأ وقد يصدق تنبؤه ، فأقول لك : قس على ذلك كلامي مما سبق ، كما أنني لم أدع النبوة لنفسي حين أتوقع نتيجة مباراة مثلاً ، ولم تدعها أنت لنفسك حين تفعل .. على عكس الأمر ها هنا

    يا بخاري..."التحدي" لا يقتضي الصدق!!
    فالكذاب يمكنه ان يتحدى! ويغلب بتحديه! وليس معنى ذلك انه صار صاحب حق!!
    فسبحان الله ! ترد كلامك بنفسك ! فعلاً ما تتكلم عنه لا يعدو مجرد توقعات قد تصيب وقد تخطيء

    فتح مكة..امر ممكن جداً..نطراص لانتصار محمد في معاركتي بدر والخندق..وازدياد قوته انذاك وازدياد عدد المسلمين..! فليس من المستبعد ابدا ان "يفتح" مكة..! وهذا قلناه سابقاً..وهو واضح! ولا ارى فيه لبساً! وينطبق ايضا على هذه النبوءة قولنا من انها تارخيا دونت بعد تحققها المزعوم!! مما يكفي لان يفقدها مصداقيتها كنبوءة في المقام الاول!
    ثم تتحدث عن المتنبئين كنوستراداموس وأمثاله .. ولو شئت أن تخوض معنا في هذا خضنا .. لكنك تعلم قبلنا أن طريقة الواحد منهم في ما أتى به محض هراء ، وأن طريقته في هذا إنما هي طريقة العرافين والكهان ، يقول كلاماً على طريقة الشعر أو هيئته

    سبحانك يا ربي..
    نفس قولك هذا قاله "الجاهليون" في وصف نبيكم محمد..
    ويقولون ائنا لتاركوا الهتنا لشاعر مجنون (الصافات 36)
    فذكر فما انت بنعمت ربك بكاهن ولا مجنون (الطور 29)
    ..لماذا اصدق كلامك عن نوستدامس ولا اصدق كلام اهل مكة عن نبي الاسلام محمد؟ وهناك علماء تاريخ مؤمنون بان كلام نوسرودامس سيحصل...وهنا فيديوات اعدتها قناة التاريخ الامريكية احدى اكثر القنوات العلمية احتراما..يمكنك مشاهدته ورؤية هؤلاء المؤمنين بتحقق ما يقول مع ادلتهم
    http://www.history.com/shows/nostradamus-effect
    ثم سؤال يفرض نفسه هنا : ما الذي أعلم محمداً أصلاً أنه سيعيش حتى يشهد فتح مكة ؟!

    لا ضرورة لان يعيش الفتح! فالنبوءة المزعومة لا تتكلم عن ذلك..ويمكن تاويلها الى ان مكة ستفتح له اي لاهل الاسلام! وليس بالضرورة شخصه!

    هل أعمارنا بأيدينا ؟ هل عمر النبي صلى الله عليه وسلم كان بيديه فتحقق له من العلم الجازم أنه ممتد إلى ما بعد الفتح فلذلك وعد المسلمين بالفتح ؟!
    بالطبع لا ، الأعمار بيد الله ، ولا محمد صلى الله عليه وسلم ولا أي بشر في الدنيا يعلم ساعته وأجله متى تحين ! فلو كان ذلك كذلك ، فما كل هذا الجزم والثقة والقطع بالفتح وهو أصلاً لا يعلم كما تزعم ؟! هو طريق واحد ليس له ثان ! إنها النبوة .

    هو بين طريقين لا ثالث لهما...
    اما كان سيقتل ويخسر ويندثر فكره ودينه...
    او ينتصر ويغلب ويتقوى ويتحقق عندها كلامه...
    في الحالتين..لن يخسر ان كان تنبأ..فهو ان مات وخسر ..فلن يذكره احد..وان غلب..فسيتبعه من يتبعه ظانا بانه نبي حقاً!! كما تعتقد حضرتك مثلاً!
    واكرر...ليس تحقق نبوءة لمتنبئ..معناها انه مرسل من الله!!
    كلام جيد .. لكن حين تتعاضد النبوءات وتتواتر الأخبار بصدقه ويتم الله أمره ، فلا سبيل لرد دعواه حينئذ .

    لم تتعاضد ولا تواترت...انما هي معدودة وكلها صادرة عن رجل واحد اسس دينا لوحده..وكل ما سقت لنا..وجوده التاريخي تبع تحقق النبوات المزعومة!!
    وهنا نكرر العبارة التي تكفي لان ترد على كل نقطتك لوحدها
    تحقق نبوءة ليس دليل نبوة القائل بها بالضرورة...ولكن عدم حصول نبوءة هو دليل ينفي النبوة بالضرورة..
    كان على من هو مثلك يا زميلي قبل أن يوقع نفسه في هذا المُرتَكَس الوعر أن يسمح لنفسه بدقيقة تفكُّر شأن ما ينوي أن يخط بيديه .. وحقاً لم أكن أتوقع منك هذا !

    هو ذات ما تفعل..الا انه في الاتجاه الاخر!!

    هذا ليس له علاقة بما أتيت به من كتب التاريخ من أحداث وقعت ، فهذه النبوءة إنما هي خاصة بآخر الزمان وهي من علامات الساعة التي حدثنا عنها الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ، وذلك ذكره الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه في باب : ( الفتن وأشراط الساعة ) .
    وعلى هذا ، فالحديث لا علاقة له بتأويلك وربطك المخطيء له بأحداث وقعت من قبل .

    كلام سليم في حجة يمكن ان نقولها مع اي نبوءة لم تتحقق!

    لا حول ولا قوة إلا بالله !
    سورة الفيل - يا هداك الله - إنما تقص خبر أصحاب الفيل ! ما شأن هذا بذاك ؟! ما علاقة هذا بما أوردت من أحداث ؟!
    وقصة أصحاب الفيل معروفة ، ويقال إن العام الذي حدث فيه هذا هو عام مولد النبي صلى الله عليه وسلم ، فأين النبوءة وأين الرابط بين السورة وبين ما ذكرت ؟!

    الربط هو في وعيد من يهجم على الكعبة...وعرضنا لقول القرمطي القائل " أين الطير الأبابيل؟ أين الحجارة من سجيل؟" انما هو تحدي منه لمنزل سورة الفيل قائلا اين ما توعدتنا به من طير ابابيل وحجارة من سجيل!! ولكن لم يتحقق شيء! واخذوا الحجر الاسود..وبقي عندهم مدة ليست بالقليلة

    أنت تغالط ، ولا يسعني إلا أن أقتبس من أخي (قل هاتوا برهانكم) في صفحة التعليقات رده على قولك هذا ، حين أتى بكلام العالم الدكتور / فاروق الباز ، مدير مركز الأبحاث الفضائية بجامعة بوسطن الأمريكية ، ونقل الحوار مشكوراً

    النقل لن يفيد...الحوار كله فاشل من اساسه...لان المتكلم مسلم!! لا تطلب مني ان اصدق مسلما يتكلم في علم ليدعم دينه! فعندها اصلا يخرج عن كونه علم! يصير مهزلة! كما العلم عند علماء الاعجاز!! يسخرونه كيفما شاؤوا كما يعجبهم ليخرجوا علينا بدرر عجيبة غريبة احيانا محرجة للمسلم!!
    وإحنا لو سمعنا كلام الرسول صلى الله عليه وسلم"لا تقوم الساعة حتى تعود بلاد العرب مروجاً وأنهاراً"معناه أن العرب أجدادنا كانوا عارفين ده، كانوا عارفين أن ده بيحصل، أن الأرض دي بتتغير من أرض جافة إلى أرض طيبة فيها الكثير من المياه، وأنا شخصياً بأعتقد أنه في نهاية الاحتباس الحراري وزيادة درجة الحرارة الكبيرة دي الأراضي العربية سوف يصلها مطر أكثر مما هو عليه، يعني في ناس بتقول إيه؟ إحنا الأمطار حتبقى قليلة والمياه حتبقى قليلة نتيجة للاحتباس الحراري، ده بيحصل فين؟ عندهم في بلادهم، ليه؟ لأن المياه بتيجي في بلادهم..

    طبعا كلام غير دقيق..ولو كان جزء منه صحيح...خذ راجع هذا المقال عن الامر:
    http://www.wltx.com/life/blogcenter/JimGandy.aspx?storyid=79215
    وما يلخصه قوله:
    Bottom-line, less rain is falling, but when it does rain there are more heavy rain events. This is a flood and drought cycle.
    وترجمته ان كمية المطر ستكون اقل..ولكن عندما يهطل المطر..سيكون بشكل اعنف من العادي..!
    ..
    ومن مصدر اخر وهو احد اشهر المواقع العلمية على الشبكة:
    http://www.sciencedaily.com/releases/2004/05/040521071805.htm

    جاء في هذه الصفحة:
    Smaller droplets are not heavy enough to sink through the air as rain. As a result, the cloud cover lasts longer and there is less rain
    وموقع علمي ثالث محترم:
    http://www.scientificamerican.com/article.cfm?id=warmer-climate-produces-l
    وعنوان المقال هذا هو ان ارتفاع درجة الحرارة يؤدي الى نقص الامطار...
    مختصر مفيد: صاحبكم ليس محط ثقة في كلامه! والعلم ضد النبوءة التي نتبا بها نبيكم!!
    أولاً : لا أدري لم لا تريد أن تفهم أننا لا نتحدث عن احتمالات ، إنما نتحدث عن حقائق .
    ثانياً : أنت تغالط، لأنك ركزت على المواليد وأغفلت جانب الوفايات ، ولو تأملت ملياً علمت أن هذا غير مستحيل عقلاً ، ويمكنك أن ترجع قليلاً إلى الوراء وتعلم موروث الحروب من انخفاض في عدد الرجال ، خصوصاً بعد الحربين العالميتين .
    ثالثاً : الأمر لا يزال غيبياً ، وليس لك أن تحصر تحقيقه أو تقصره على عصرنا ، إنما لك ذلك إذا ضمنت أن الساعة ستقوم دون أن يتحقق ذلك ، وهيهات !

    المشكلة ان المؤشرات تشير لعكس اقوالكم وعكس النبوة!
    بل ان اسيا وحدها تعاني من نفض ما يقرب من مئة مليون امراة!
    http://www.aaramnews.com/website/77399NewsArticle.html

    1- إسلامه سيكون خيانة لقومه .
    2- إسلامه سيكون إذلالاً لكرامته .
    3- لو كان أسلم لقلنا إن الآية تتحدث عنه عندما كان كافراً .
    4- قد يكون أسلم قبل موته .

    ليس هذا فقط..بل ايضا انه لا سبب لاسلامه! وخيانة لقضيته!! وحتى لو اسلم...اتعتقد انه كان من الصعب ان تنزل آية ناسخة لتلك ؟؟ !!

    هذا لو كان أسلم فعلاً عن سبق نية ، لكنا نقول إنه كان من الممكن أن يسلم - ولو نفاقاً - حتى تتحقق له غاية ما يريد ، ولا يخفى عليك أنه كان من الممكن أن يتعاون مع قومه هؤلاء ويتواطأوا على مثل هذا الفعل ليهدموا دين محمد صلى الله عليه وسلم كما تواطأوا على قتله ، ولكن نجاه الله منهم.

    كلامك غير صحيح...فاسلامه سيكون ضعف موقف وخضوع وتراجع وخيانة لقضيته واصحابه من معادي الاسلام! ذكرتني بقصة شيخ بني تغلب المسيحي الذي دعاه الخليفة للاسلام..فأبى وقال انه لو اسلم فستكون خطية كل بني عشيرته في رقبته! كذلك الامر هنا..لو اسلم فلكان ذلك خسارة لقضيته وليس فوزاً! ولو اراد الخروج من الاسلام لقتلوه لان قتل المرتد عندكم قصاصه!..فلماذا قد يفعل ذلك؟ وهو ليس بالغبي كما نعرف وانما كان من وجهاء قومه؟

    ثم من أنبأك هذا ؟ دعوى أنه لن يسلم نفاقاً حفظاً لكرامته لأنه عربي غير ذات دليل ، وإلا فلم ادعى المنافقون الإسلام إذاً ؟! ولم أظهروا الإسلام وهم يبطنون الكفر ؟! أو لم يكونوا عرباً أم أنك بجرة قلم أخرجتهم من العروبة ؟!

    خوفاً..اما هو فلم يكن يخاف...ولا يخفى عليك انه كان وزوجته يسبان نبيكم علناً!
    فسامحنى في قولي إن هذا محض خيال يرده إلى الواقع القولُ الصراح في الآية : { سيصلى ناراً ذات لهب }
    .

    اوليس المسلم مار بجهنم يعذب بذنوبه باية حال ؟ اوليس ذاك تفسير ينفع؟ فهو سيذهب النار وياخذ حق ذنوبه ثم يذهب لادنى درجات الجنة...اوليس كذلك؟ ((لا يوجد شيء ليس له تفسير))...ولا يوجد نص لا ينثني!!

    فهذا قول يخالف ما تظاهرت عليه الأخبار سرت فيه على دأبك دوماً !

    هو من الغيب يا صاحبي لا تعرفونه!! ولا يمكن لبشر الجزم بعدمه!!
    يتلخص اعتراضك في أنك لا تثق برواة الأحاديث ، وتشك في مصداقية علم الحديث ، وأنا أعجب لهذا الطعن

    لما تعجب...فإن كنت انا ارى في الاسلام ضلال..وهؤلاء كانوا جنوده..فكيف ساثق بمن هم جنود الضلال عندي؟ كلام منطقي هو ما اقول!
    ففي الوقت الذي تقبل فيه أخباراً أتتك من مواقع مجهولة على شبكة لا تعرفها من أشخاص مجهولين لا تعرف عنهم شيئاً ،

    كيف يعني؟ كلام غير دقيق...!! لا نأخذ الا المدلل عليه..والمرفق ببرهان..او المواقع العلمية الشهيرة!
    من ذلك ما رواه مسلم في صحيحه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه من قصة طلوع جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وسؤاله إياه عن أمارات الساعة فكان منها : " أَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ " .
    قلت : صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنت ترى الآن من كانت حياتهم حياة بداوة وجفاف ورعي ، أصبحوا يتطاولون في البنيان ويتفاخرون بذلك ، وما برج دبي أطول بنيان في العالم منا ببعيد !
    فهل تحقق ذلك مثلا قبل أن يكتب الإمام مسلم - رحمه الله - صحيحه وقد مات رحمه الله عام 261 للهجرة ؟!

    طبعا هو لم يذكر البدو في شيء!
    كل العالم القديم كان يعيش على الزراعة والرعي! والتطاول في البنيان ليس بجديد...فالاهرامات هي تطاول لم يدرك سره حتى الان! والجنائن المعلقة..والقلاع وغيرها الكثير...فليس التطاول في البنيان امراً تبع نبيكم فقط! أضِف..الى ان في نبرة الحديث تحقير للموصوفين..ومن هذا استنتج انا انه لا يتكلم عن مسلمين!(كاهل الامارات)..انما عن كفار!! والله اعلم
    ومن هذا ما رواه أبو داوود والبيهقي وصححه الألباني من حديث ثوبان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يُوشِكُ الْأُمَمُ أَن تَدَاعَى عَلَيْكُم كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا " . فَقَالَ قَائِلٌ : وَمِن قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذ ؟ قَال َ: " بَلْ أَنْتُم يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِن غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنزِعَنَّ الله مِن صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهنَ " . قَالَ قَائِلٌ : يَا رَسُولَ الله وَمَا الْوَهنُ ؟ قَالَ : " حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ " .
    قلت : صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحالنا يصرخ مصدقاً بكلامه صلوات ربي وسلامه عليه ، فالأمة قاربت ملياراً ونصفاً ، وهي مع ذلك أوهن الأمم ، تداعت عليها أمم الأرض جميعاً .

    طبعا الكلام حول هذا نسبي بحت! فكان يمكن للمسلم ان يقول ان هذا تحقق لما غزا المغول بغداد عاصمة الامبراطورية الاسلامية واحتلوها وقتلوا اهلها! بل ان في الحديث ما ينافي وافعنا وهو اخر جملة فيه...ينافيه العمليات الانتحارية "الاستشهادية" التي يقوم بها المسلمون..! ولحد الان كل العالم مرعوب من المسلمين...وليس كما يقول الحديث انه ينزع المهابة!
    فقد كان هذا جواباً لاعتراضاتك على ما أوردنا ، وأما ما ذكرت من أنه لا يلزمك أن تؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم حتى إن صدقت أخباره في ذلك لك ، فلا أراه إلا جوراً على أمر الحوار كله إذ ما الفائدة من حوارنا إذاً ؟

    هنا مربط الفرس..هو ليس جور يا اخي..انما الامر منهج..فلن اذهب انا واتبع الهندوس لانهم يقولون ان عندهم نبوءات تحققت..(حتى لو اثبتوا لي ذلك)..وكذا الامر هنا! اما فائدة الحوار..فستقررها نتائجه وقرائه ان شاء الله..

    فأولاً : شروط النبوة عند من ؟!!!

    عندي..فكل انبياءنا هم من بني اسرائيل..!!كلهم..دون استثناء
    ثانياً : أين الدليل على كلامك من أن النبي يجب أن يكون فقط من بني إسرائيل ؟

    لا يشهد الوحي المقدس لغير بني اسرائيل بالنبوة! ولم يكلمنا عن نبي خارج شعب الله الاسرائيلي! فهم شعبه المختار..!
    ثالثاً : هذا النص "إنا جعلنا النبوة في بني إسرائيل" ، من أين أتيت به ؟! وبأية حجة تحتج به علينا ؟! ثم ألا ترى أن هذا يمكن أن يكون تدليساً منك توهم به أنه نص إسلامي صحيح وأنت في غنى عن ذلك !

    حقك علي..انما النص المقصود هو
    سورة العنكبوت : 27

    وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ

    لأن جعل النبوة في قوم لا يعني استئثارهم بها دون غيرهم إلا أن يأتي دليل على تخصيصهم بها وقصرها عليهم

    جعلنا في ذريته النبوة
    عموماً..ليس من القران انا استقيت دليلي...فالقران يعارض ايته هذه ويقول ان الله ارسل لكل امة نبي!!
    أما إن كان هذا إيمانك - كما بنيت على ذلك مقدمتك كلها ومنتهى مشاركتك - فلا يعنينا إيمانك في شيء يا زميل ، لعلي يحسن بي أن أذكرك أن هذا الحوار إسلامي ، لذا فأنت مطالب بالرد على ما أوردنا من أدلة برد علمي منهجي ، فكما تستشهد بالأحاديث لتثير الشبهات مع عدم إيمانك بها ، فكذلك تحسب لنا هذه الأحاديث دليلاً على اعتقادنا ، وهذه الأحاديث عندنا دليلٌ كاف على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، فهل لك برد منهجي علمي عليها ؟! فأنت من يريد إثبات العكس لا نحن .

    اولست تريد اقناعي بنبوة محمد نبي دينكم؟
    انا اعتقدت ان ذاك كان هدف طرحك النقطة!! ربما اكون اخطات؟ وانا قصصت عليك مقدمة في سبب عدم ايماني به كواحد...اعترافك بها من عدمه لا يعنيني في شيء..انما اوضح لك منطلق تفكيري ومنهجي في الحكم على ما نناقش ونقرأ..
    ...
    ...
    انتهى..
    ...
    ان اردت الانتقال للنقطة الثانية فانا بالانتظار..وان احببت ان نستمر بمشاركتين اضافيتين..فانا بالانتظار ايضاً..واشكرك على صبرك معي..اعلم اني اتاخر دوما...واشكر لكم تقديركم ظروفي..
    سلام للجميع.





  9. #59
    مشرف
    الصورة الرمزية الرافعي
    الرافعي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 522
    تاريخ التسجيل : 21 - 8 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 2,507
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 12
    البلد : مصر
    الاهتمام : القراءة
    الوظيفة : طالب طب
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وبعد ،،

    فالمفترض أن هناك مداخلة متبقية لكل منا سوى المسموح به للتمديد

    هذا فقط لأن الزميل يظن أن المداخلات قد انتهت في هذه النقطة .

    وربما يدخل مشرف الحوار للتفصيل أكثر

    والسلام ،،





    أما والله ما جعل الله ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ، ولكنك يا قلبُ تفتأ تجعل لي
    من كل معنى من معاني الحزن في هذا الوجود قلباً ينبض به ، حتى لو قد قيل
    ما مثلك في القلوب ، لقلتَ: "قلب سوريّة" ..
    سورية ... آه يا سورية !


    _______________________________

    ( الحكم بغير ما أنزل الله من أعظم أسباب تغيير الدول، كما جرى مثل هذا مرة بعد مرة
    في زماننا وغير زماننا )
    - شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - الفتاوى 35/387


  10. #60

    عضو مجتهد

    antonius غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1554
    تاريخ التسجيل : 30 - 11 - 2009
    الدين : المسيحية
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 152
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    السلام عليكم..
    اتفاقنا يا الاستاذ البخاري كان مداخلتان لكل منّا...وبعدها إن طلب صاحب النقطة تمديداً تُمدد النقطة مشاركة اضافية لكل عضو ليصبح المجموع الاقصى لعدد المشاركات ستة...وبدون التمديد يكون عدد المشاركات 4 اجمالاً..
    وما زال من حقك التمديد ..او الاكتفاء وبداية نقطة جديدة (انت ستطرحها كما اتفقنا)...وانا لا مانع عندي من اي خيار ترضاه..
    ولك مني اطيب التحيات..وان كان للادارة قول اخر فلنسمعه..
    سلام





 

صفحة 6 من 15 الأولىالأولى ... 2345678910 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. شبهات حول حقوق المرأة في الإسلام والرد عليها .. د. نهى قاطرجي
    بواسطة المغربي مهدي في المنتدى الرد على الإفتراءات حول المرأة المسلمة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2010-12-17, 01:00 PM
  2. شبهات النصارى حول الإسلام
    بواسطة خالد بن الوليد في المنتدى نصرة الإسلام و الرد على الافتراءات العامة
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 2010-11-03, 03:48 AM
  3. شبهات حول الإسلام وردها للشيخ عبد الحميد كشك
    بواسطة أسد الإسلام الجزائري في المنتدى نصرة الإسلام و الرد على الافتراءات العامة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 2010-09-01, 01:10 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML