صفحة 9 من 15 الأولىالأولى ... 5678910111213 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 81 إلى 90 من 143
 
  1. #81
    الإدارة العامة
    الصورة الرمزية أبو جاسم
    أبو جاسم غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 634
    تاريخ التسجيل : 2 - 10 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 45
    المشاركات : 2,883
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : الأردن-بلاد الشام
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة antonius مشاهدة المشاركة
    سلام ونعمة...
    طيب يا ابا جاسم...وها هو يوم الاحد ولم تطرح نقطتك...
    سابدأ اليوم باعداد النقطة وقد تأخذ يومين او اقل قبل طرحها...اشكر صبركم واتمنى ان نصل معاً لنتيجة مرضية يريدها الله...ولنا ولكم وللجميع الموفقية والهداية من ربنا وخالقنا كلنا..
    سلام
    أهلاً أنطونيوس

    يا زميل أنا لما قلت الجمعة أو السبت القادم كنت أعني الأسبوع القادم أي 28 أو 29 الشهر ، و ما يؤكد هذا أني كتبت هذه المشاركة التوضيحية أصلاً يوم الجمعة الماضي أي قبل يومين فقط ، فهل أكتب مداخلة في يوم الجمعة و أقول عنه بعدها يوم الجمعة القادم ؟؟؟؟

    على كل حصل خير إن أحببت أن تطرح ما لديك ما عندي مشكلة و لكن إذا انتظرت ليوم السبت كحد أقصى بيكون أفضل فأنا أنتظر عطلة نهاية الأسبوع لتحضير الرد .

    أنتظر ردك على تعليقي هذا و شاكر تفهمك




    قال الإمام الأوزاعي رحمه الله تعالى


    (( كان يقال : ما من مسلم إلا و هو قائم على ثغرة من ثغور الإسلام ، فمن استطاع ألاّ يؤتى الإسلام من ثغرته فليفعل ))


    السنة للمروزي
    ...............................

    قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى

    (( إن الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشبه بعدد أمواج البحر ما أزالت يقينه و لا قدحت فيه شكّاً ؛ لأنه قد رسخ في العلم فلا تستفزّه الشبهات ، بل إذا وردت عليه ردها حرسُ العلم و جيشُه مغلولةً مغلوبة))

    مفتاح دار السعادة 1 / 140




  2. #82

    عضو مجتهد

    antonius غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1554
    تاريخ التسجيل : 30 - 11 - 2009
    الدين : المسيحية
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 152
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    لا خلص يا اخي انا فهمتك غلط...احسبها علي...
    بانتظارك اذن يا استاذ ابوجاسم
    لك مني تحية واعتذر عن سوء الفهم





  3. #83
    الإدارة العامة
    الصورة الرمزية أبو جاسم
    أبو جاسم غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 634
    تاريخ التسجيل : 2 - 10 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 45
    المشاركات : 2,883
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : الأردن-بلاد الشام
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    الحمد لله معز الإسلام بنصره و مذل الكفر بقهره و الصلاة و السلام على من أعلى منار الإسلام بشرعه ، أما بعد :

    الزميل أنطونيوس أهلاً بك و أسأل الله تعالى أن يكون حواري هذا سبباً لهداية الضالين و تثبيتاً للمؤمنين على الحق المبين .

    إيماناً مني بأن الشبهات لا تنتهي سواءً كانت من النوع الذي يستحق الرد أو لا و إيماناً مني بأن المناظرة الناجحة هي التي تتضمن مناقشة الأصول و الأركان التي يقوم عليها أي دين ، لذا سيكون عنوان نقطة طرحي هذه هو (( مقارنة علمية بين التوحيد بالمفهوم الإسلامي و ما يسمّى بالتوحيد وفقاً للمفهوم المسيحي ))

    في إحدى المشاركات التمهيدية للحوار قال الزميل أنطونيوس

    ((ما سنناقشه (او على الاقل ما افكر فيه) هو ليس موضوع واحد..ولكن سيكون فيه نقاطا عن الصفات الالهية..والتي اعدها انا اصولاً..فصفة الاله تحدد ان كان هو الله خالقنا كلنا ام لا..نعبده ام لا نتبعه..

    وربما مقارنة في مبادئ اساسية تفرق بين عقيدتينا..
    ))

    و موضوع النقطة الحالي يتوافق مع ما قاله الزميل ، فهذه النقطة تشكل مقارنة في مبادئ أساسية تفرق بين عقيدتينا و لا تعني أن الحوار في الأصول النصرانية فقط .





    قال الإمام الأوزاعي رحمه الله تعالى


    (( كان يقال : ما من مسلم إلا و هو قائم على ثغرة من ثغور الإسلام ، فمن استطاع ألاّ يؤتى الإسلام من ثغرته فليفعل ))


    السنة للمروزي
    ...............................

    قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى

    (( إن الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشبه بعدد أمواج البحر ما أزالت يقينه و لا قدحت فيه شكّاً ؛ لأنه قد رسخ في العلم فلا تستفزّه الشبهات ، بل إذا وردت عليه ردها حرسُ العلم و جيشُه مغلولةً مغلوبة))

    مفتاح دار السعادة 1 / 140




  4. #84
    الإدارة العامة
    الصورة الرمزية أبو جاسم
    أبو جاسم غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 634
    تاريخ التسجيل : 2 - 10 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 45
    المشاركات : 2,883
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : الأردن-بلاد الشام
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    التوحيد في الإسلام

    التوحيد في الإسلام : هو الاعتقاد الجازم و الإيمان القاطع بأن الله تعالى واحد في ربوبيته لا شريك له و واحد في إلهيته لا ند و لا شريك له ، واحد في أسمائه و صفاته لا مثيل له و إفراد الله تعالى بهذه الأمور هو أصل الأصول و الإيمان به من أعظم الفرائض و الواجبات بل قل هو أعظمها و أهمها .

    فإذا تبين لك هذا فاعلم أن التوحيد أنواع و هو كالآتي :

    أولاً : توحيد الربوبية : و هو إفراد الله بأفعاله و ذلك بالاعتقاد الجازم و الإيمان القاطع أن الله وحده هو الرب الخالق الرازق المدبّر الآمر المحي المميت السيد المالك ، فالله مالك كل شئ و ما سواه مملوك و هو خالق كل شئ و ما سواه مخلوق .

    ((اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ )) الزمر 62 و قال ((وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا)) هود 6 و قال أيضاً ((هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ )) يونس 56

    ثانياً : توحيد الألوهية وهو إفراد الله بالعبودية و ذلك بالاعتقاد الجازم و الإيمان القاطع أن الله وحده هو الإله الحق المستحق لجميع أنواع العبادة و الخضوع و الطاعة المطلقة دون ما سواه فلا تصرف أي عبادة إلا له سبحانه سواءً كانت هذه العبادة من العبادات القلبية كالمحبة و الخوف و الرجاء و التوكل أو كانت هذه العبادة من العبادات القولية كالدعاء و الاستعاذة و الاستغاثة ، أو كانت هذه العبادة من العبادات العملية كالصلاة و الصوم و النحر . فإن الإله ( المألوه ) هو المعبود الذي تألهه القلوب محبةً و تعظيماً فحقيقة العبادة هي كمال المحبة مع كمال الخضوع و التعظيم و ذلك لا يكون إلا للإله الواحد .
    و هذا التوحيد هو ما جاءت به كافة الأنبياء والرسل ودعت إليه و ذلك بإفراده تعالى بالعبادة و ترك عبادة ما سواه فالتوحيد هو العبادة كما جاء بالأثر عن ابن عباس رضي الله عنه
    ((وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ )) النحل 36
    و ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ )) الأنبياء 25
    وقد أخبر سبحانه عن نوح وهود وصالح وشعيب عليهم الصلاة والسلام أنهم قالوا لقومهم : { اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ } هود 50 .

    ثالثاً : توحيد الأسماء و الصفات : و هو الاعتقاد الجازم و الإيمان القاطع بأن الله تعالى له الأسماء الحسنى و الصفات العلى فهو سبحانه متصف بجميع صفات الكمال و نعوت الجلال و منزه عن جميع صفات النقص و العيب لا مثيل له لا في ذاته و لا في صفاته و لا في أفعاله . فنثبت له سبحانه من الأسماء و الصفات ما أثبته لنفسه في كتابه أو أثبته نبيه صلى الله عليه و سلم في سنته على الوجه اللائق به سبحانه إثباتاً من غير تمثيل و لا تكييف و تنزيهاً من غير تعطيل و لا تحريف . و كل ما ثبت لله تعالى من الصفات إنما هي من صفات الكمال التي يحمد عليها و ليس فيها نقص بأي وجه من الوجوه بل هي ثابتة له على أكمل وجه . و ننفي عنه سبحانه ما نفاه عن نفسه في كتابه أو نفاه نبيه في سنته من صفات النقص و العيب مع اعتقاد ثبوت كمال الضد للصفة المنفية عنه جل و علا . فنفي الظلم مثلاً يتضمن إثبات كمال العدل .

    (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )) الشورى 11

    و قال أيضاً سبحانه (( وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُون َ)) الأعراف 180

    فإذا علمت أن الله سبحانه و تعالى ذات واحدة مقدسة لها الملك و التدبير و الأمر و هي وحدها المستحقة للعبادة وهي المتصفة بكافة صفات الكمال و نعوت الجلال و منزهة عن كل صفات النقص و العيوب تبيّن لك مفهوم التوحيد في الإسلام و حقيقته ، فهل لديك يا زميل أي اعتراض على هذا المفهوم و ما تضمنّه ؟؟؟؟





    قال الإمام الأوزاعي رحمه الله تعالى


    (( كان يقال : ما من مسلم إلا و هو قائم على ثغرة من ثغور الإسلام ، فمن استطاع ألاّ يؤتى الإسلام من ثغرته فليفعل ))


    السنة للمروزي
    ...............................

    قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى

    (( إن الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشبه بعدد أمواج البحر ما أزالت يقينه و لا قدحت فيه شكّاً ؛ لأنه قد رسخ في العلم فلا تستفزّه الشبهات ، بل إذا وردت عليه ردها حرسُ العلم و جيشُه مغلولةً مغلوبة))

    مفتاح دار السعادة 1 / 140




  5. #85
    الإدارة العامة
    الصورة الرمزية أبو جاسم
    أبو جاسم غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 634
    تاريخ التسجيل : 2 - 10 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 45
    المشاركات : 2,883
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : الأردن-بلاد الشام
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    ما يسمّى بالتوحيد المسيحي

    يدّعي النصارى دوماً أنهم يؤمنون بإله واحد لا شريك له و يسارعون دوماً لنفي تهمة الشرك عن أنفسهم فيقولون نحن نؤمن بإله واحد لا شريك له و يستدلون على إثبات ذلك ببعض نصوص الكتاب المقدس كما جاء مثلاً في سفر التثنية ((اسمع يا إسرائيل، الرب إلهنا رب واحد )) أو ما جاء في سفر إشعياء ((هكذا يقول الرب ملك إسرائيل وفاديه رب الجنود، أنا الأول والآخر ولا إله غيري )). و بالرغم من دعوى إيمانهم بإله واحد إلا أنهم يعتقدون أنه مثلث الأقانيم ( جوهر واحد مثلث الأقانيم أو إله واحد مثلث الأقانيم ) .

    جاء في كتاب ( وحدانية الثالوث في المسيحية و الإسلام ) لاسكندر جديد صفحة 6 و 7

    (( بيد أن المسيحية تؤمن بأن وحدانية الله جامعة ، أي أن الله ذو ثلاثة أقانيم : الآب و الابن و الروح القدس ، و هؤلاء الثلاثة هم إله واحد و جوهر واحد .
    و لا يعني المسيحيون بتعدد الأقانيم أن الله ثلاثة جواهر ، لأن لفظ أقنوم لا يعني جوهر . فالمراد هنا بالجوهر الذات الواحدة ، أي أنه الوحدة اللاهوتية . و المراد بالأقنوم واحد من الآب و الابن و الروح القدس . و مع ذلك فكلمة أقنوم ( كسائر الألفاظ البشرية ) قاصرة عن إيضاح حقيقة إلهية ، هي أن الله ثالوث في الأقنومية واحد في الجوهر ))

    و تعريف الأقنوم كما جاء في كتاب ( مائة سؤال و جواب في العقيدة المسيحية الأرثوذكسية ) للأنبا بيشوي صفحة 12

    (( السؤال الأول : ما معنى كلمة أقنوم؟
    كلمة أقنوم باليونانية هى هيبوستاسيس ، وهى مكونة من من مقطعين:
    هيبو وتعنى تحت ، وستاسيس وتعنى قائم أو واقف
    وبهذا فإن كلمة هيبوستاسيس تعنى تحت القائم ولاهوتياً معناها ما يقوم عليه الجوهر أو ما يقوم فيه الجوهر أو الطبيعة .
    والأقنوم هو كائن حقيقي له شخصيته الخاصة به وله إرادة
    ولكنه واحد في الجوهر والطبيعة مع الأقنومين الآخرين بغير انفصال
    ))


    أو هو كما عرفه عوض سمعان في كتابه ( الله ذاته و نوع وحدانيته ) صفحة 123 (( هي كلمة سريانية يطلقها السريان على كل من يتميز عن سواه شرط أن لا يكون مما شخّص أو له ظل ))

    طبعاً و مما لا شك فيه أن تغيير المسميات لا يغير الحقائق ، فهم و إن زعموا الإيمان بإله واحد إلا أن حقيقة قولهم هي الإيمان بثلاثة آلهة فالعبرة بالحقائق لا بالمسميات و هذا ما سنثبته في هذه المناقشة العلمية .

    التفنيد الأول :

    جاء في بداية قانون الإيمان النيقاوي ما يلي :

    ((نؤمن بإله واحد
    الآب ضابط الكل
    وخالق السماء والأرض
    وكل ما يرى وما لا يرى
    ))



    إذا كما هو واضح فهذا النص يثبت الإيمان بإله واحد هو الآب و هو خالق السموات و الأرض و كل ما يرى و ما لا يرى .

    إذن نستخلص من هذا أن الآب إله كامل .

    بعد هذا النص مباشرة نتفاجئ بإثبات إلهين أحدهما من الأخر و ذلك بالقول

    ((نؤمن برب واحد يسوع المسيح
    ابن الله الوحيد . المولود من الآب قبل كل الدهور
    إله من إله نور من نور. إله حق من إله حق
    مولود غير مخلوق
    مساوي الآب في الجوهر
    ))


    فالنص يقول و بكل وضوح أن الابن إله أيضاً ، بل هو إله من إله و هذا تصريح بالإيمان بإلهين أحدهما من الأخر .

    إذن نستخلص من هذا أن الابن إله كامل .

    و باقي القانون يثبت إلهاً ثالثاً و ذلك بالقول

    ((ونؤمن بالروح القدس .. الرب المحيي.. المنبثق من الآب
    ومع الآب والابن.. يسجد له ويمجد الناطق بالأنبياء
    ))


    فالروح القدس أيضاً إله كامل كما دل النص .

    الخلاصة هي أن الآب إله كامل و الابن إله كامل و الروح القدس إله كامل ،فهذا تصريح بإثبات ثلاثة آلهة و لكن مع هذا يتناقض النصارى و يقولون بعد ذلك نؤمن بإله واحد فقط و هذا جمع بين النقيضين و الجمع بينهما ممتنع مما يضطرهم إلى تبرير هذا التناقض بالقول أن الثالوث سر لا يدركه العقل كما سيأتي بيانه مفصلاً إن شاء الله .

    و هنا في هذا المقام لا بد لي من نقل كلام نفيس لشيخ الإسلام ابن تيمية
    قال رحمه الله تعالى (( الوجه السابع أن أمانتكم التي وضعها أكابركم بحضرة قسطنطين وهي عقيدة إيمانكم التي جعلتموها أصل دينكم تناقض ما تدعونه من أن الإله واحد وتبين أنكم تقولون لمن يناظركم خلاف ما تعتقدونه .
    وهذان أمران معروفان في دينكم تناقضكم وإظهاركم في المناظرة بخلاف ما تقولونه من أصل دينكم.......)) إلى أن قال
    (( ففي هذه الأمانة التي جعلتموها أصل دينكم ذكر الإيمان بثلاثة أشياء : بإله واحد خالق السماوات والأرض خالق ما يرى وما لا يرى فهذا هو رب العالمين الذي لا إله غيره ولا رب سواه وهو إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب وسائر الأنبياء والمرسلين وهو الذي دعت جميع الرسل إلى عبادته وحده لا شريك له ونهوا أن يعبد غيره كما قال الله تعالى

    (( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ))
    و
    (( وسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون))
    ثم قلتم وبرب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد المولود من الأب قبل كل الدهور نور من نور إله حق من إله حق من جوهر أبيه مولود غير مخلوق مساو الأب في الجوهر فصرحتم بالإيمان مع خالق السماوات والأرض برب واحد مخلوق مساو الأب ابن الله الوحيد وقلتم هو إله حق من إله حق من جوهر أبيه .
    وهذا تصريح بالإيمان بإلهين أحدهما من الآخر وعلم الله القائم به أو كلامه أو حكمته القائمة به الذي سميتموه ابناً ولم يسم أحد من الرسل صفة الله ابناً ليس هو إله حق من إله حق بل إله واحد وهذا صفة الإله وصفة الإله ليست بإله كما أن قدرته وسمعه وبصره وسائر صفاته ليس بآلهة ولأن الإله واحد وصفاته متعددة والإله ذات متصفة بالصفات قائمة بنفسها والصفة قائمة بالموصوف ولأنكم سميتم الإله جوهراً وقلتم هو القائم بنفسه والصفة ليست جوهراً قائماً بنفسه .
    وهم في هذه الأمانة قد جعلوا الله والداً وهو الأب ومولوداً وهو الابن وجعلوه مساوياً له في الجوهر وقد نزه الله نفسه عن الأنواع الثلاثة فقالوا مولود غير مخلوق مساو الأب في الجوهر فصرحوا بأنه مساو له في الجوهر والمساوِي ليس هو المساوي
    ولا يساوي الأب في الجوهر إلا جوهر فوجب أن يكون الابن جوهرا ثانياً وروح القدس جوهراً ثالثا كما سيأتي
    وهذا تصريح بإثبات ثلاثة جواهر وثلاثة آلهة ويقولون مع ذلك إنما نثبت جوهرا واحدا وإلها واحدا وهذا جمع بين النقيضين فهو حقيقة قولهم يجمعون بين جعل الآلهة واحدا وإثبات ثلاثة آلهة وبين إثبات جوهر واحد وبين إثباته ثلاثة جواهر وقد نزه الله نفسه عن ذلك بقوله
    قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد
    فنزه نفسه أن يلد كما يقولون هو الأب وأن يولد كما يقولون هو الابن وأن يكون له كفوا أحد كما يقولون إن له من يساويه في الجوهر
    وإذا قلتم نحن نقول أحدي الذات ثلاثي الصفات قيل لكم قد صرحتم بإثبات إله حق من إله حق وبأنه مساو للأب في الجوهر وهذا تصريح بإثبات جوهر ثاني لا بصفة فجمعتم بين القولين بين إثبات ثلاثة جواهر وبين دعوى إثبات جوهر واحد ))

    الجواب الصحيح الجزء 3 صفحة 230 و 231

    و حتى لا يظن أحد أننا نفهم قانون الإيمان بفهمنا الخاص دعونا ننقل لكم كلام حامي الإيمان القدّيس أثناسيوس كما جاء في القانون الأثناسي .

    (( و هكذا الآب إله ، و الابن إله ، و الروح القدس إله و لكن ليسوا ثلاثة آلهة بل إله واحد ))
    وحدانية الثالوث في المسيحية و الإسلام لاسكندر جديد صفحة 10

    فهذا الكلام متناقض كما قلنا مسبقاً ففيه تصريح بإثبات ثلاثة آلهة و هي الآب و الابن و الروح القدس و لكن مع ذلك يقولون إنما نثبت إلهاً واحداً فقط و هذا لا شك جمع بين النقيضين و الجمع بينهما ممتنع مما أحال النصارى إلى القول أن هذه العقيدة فوق العقل و الحقيقة أنها مناقضة للعقل و ضده كما بينّا آنفاً لجمعها بين النقيضين .

    و لمزيد من التأكيد على أن قول النصارى ( الآب إله و الابن إله و الروح القدس إله ) هو اعتراف صريح بإثبات ثلاثة آلهة دعونا نرى إقرار عوض سمعان بأن هذا القول منكر لأنه يؤدي إلى الإيمان بثلاثة آلهة

    (( الاعتراض
    7- كيف يكون الآب إلهاً و الابن إلهاً و الروح القدس إلهاً ، ويكونون إلهاً واحداً ؟ و كيف يكونون واحداً و لكل منهم عمل خاص ؟ و إذا كان جوهرهم واحداً فلماذا يكونون ثلاثة ؟ألا يكونون في هذه الحالة متميزين و غير متميزين ؟ و أليس بقولنا إن الله ثلاثة قد اعتبرناه مركباً ، و كل مركب قابل للتجزئة مع أنه حاشا لله أن يكون مركباً أو قابلاً للتجزئة ؟
    الرد
    أ‌- إننا لا نؤمن أن الآب إله ، و الابن إله ،و الروح القدس إله حتى يجوز الاعتراض بأننا نؤمن بثلاثة آلهة . بل نؤمن بأن الآب هو الله و الابن هو الله و الروح القدس هو الله ، لأن جوهر كل منهم و هو اللاهوت واحد و وحيد و لهذا السبب عينه فإن الله أيضاً هو الآب و الابن و الروح القدس ، و أن الآب و الابن و الروح القدس هم الله))
    الكتاب : الله وحدانية ثالوثه و ثالوث وحدانيته صفحة 125

    هل لاحظت التخبط و التناقض يا زميل بين القولين
    فالقول الأول يقول كما نقلنا عن القديس أثناسيوس ((و هكذا الآب إله ، و الابن إله ، و الروح القدس إله و لكن ليسوا ثلاثة آلهة بل إله واحد ))

    و لكننا نجد في القول الثاني إنكاراً للقول الأول لأنه يتضمن اثباتاً صريحاً للإيمان بثلاثة آلهة فلاحظ قوله و بكل صراحة ((إننا لا نؤمن أن الآب إله ، و الابن إله ،و الروح القدس إله حتى يجوز الاعتراض بأننا نؤمن بثلاثة آلهة ))

    فلازم قوله أنهم لو قالوا بهذا القول لجاز الوصف أنهم يؤمنون بثلاثة آلهة ، و بما أننا علمنا تمام العلم أن النصارى تقول هذا القول كما أثبتنا هذا من قانون الإيمان و من القانون الأثناسي تبين لنا أنهم يؤمنون بثلاثة آلهة و إن ادّعوا باطلاً و بهتاناً إيمانهم بإله واحد و كما قلنا فإن تغيير المسميات لا يغير الحقائق ، و إلا فإن كلامهم تؤول حقيقته إلى التناقض لأنه عبارة عن جمع بين النقيضين و الجمع بينهما ممتنع كما قلنا مراراً ً .

    و حتى نؤكد للجميع أن حجة الجمع بين النقيضين هي للخروج من مأزق الإيمان بثلاثة آلهة دعونا نسأل الزميل هذا السؤال المهم :

    بما أنكم تؤمنون بأن :
    الآب إله و الابن إله و الروح القدس إله كما نقلنا آنفاً من قانون الإيمان و من القانون الأثناسي .

    و بما أنكم أيضاً تؤمنون بأن الآب أقنوم و الابن أقنوم و الروح القدس أقنوم فلم فرقتم بين الاثنين فقلتم عن القول الأول إله واحد و عن القول الثاني ثلاثة أقانيم ؟؟؟؟

    الآب = إله كامل = أقنوم
    الابن = إله كامل = أقنوم
    الروح القدس = إله كامل = أقنوم

    و مع هذا هم ليسوا ثلاثة آلهة حسب زعم أثناسيوس و لكنهم في نفس الوقت ثلاثة أقانيم .فلم نجمع الأقانيم فقط و لا نجمع الآلهة ؟؟؟؟؟؟؟ ألا يدل الكلام السابق على أن لفظ الأقنوم مرادف للإله ؟؟؟؟؟ فهل يجوز أن نقول إله واحد مثلث الأقانيم و لا نقول إله واحد مثلث الآلهة ؟؟؟؟؟؟

    لا شك السبب معروف لأصحاب الفطر السليمة . فمجرد الاعتراف بالإيمان بثلاثة آلهة هو اعتراف بنفي التوحيد . فهم ينفون الثلاثة آلهة لفظاً و يعتقدونها حقيقةً .

    جاء في كتاب (علم اللاهوت بحسب معتقد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ) للقمص ميخائيل مينا صفحة 171

    (( و من ثم قولنا عن الله أنه واحد بهذا المعنى لا ينفي القول بوجود ثلاثة أقانيم فيه لأن الثلاثة أقانيم ليسوا ثلاثة آلهة متفاوتة متباعدة بل إلهاً واحداً . نعم لو قلنا أن الله إله واحد و أنه ثلاثة آلهة لكان في ذلك تناقض و لكننا لم نقل هكذا مطلقاً بل نقول إنه واحد في الجوهر و ثلاثة في الأقانيم كما ورد في كتابه الإلهي ))





    قال الإمام الأوزاعي رحمه الله تعالى


    (( كان يقال : ما من مسلم إلا و هو قائم على ثغرة من ثغور الإسلام ، فمن استطاع ألاّ يؤتى الإسلام من ثغرته فليفعل ))


    السنة للمروزي
    ...............................

    قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى

    (( إن الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشبه بعدد أمواج البحر ما أزالت يقينه و لا قدحت فيه شكّاً ؛ لأنه قد رسخ في العلم فلا تستفزّه الشبهات ، بل إذا وردت عليه ردها حرسُ العلم و جيشُه مغلولةً مغلوبة))

    مفتاح دار السعادة 1 / 140




  6. #86
    الإدارة العامة
    الصورة الرمزية أبو جاسم
    أبو جاسم غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 634
    تاريخ التسجيل : 2 - 10 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 45
    المشاركات : 2,883
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : الأردن-بلاد الشام
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    التفنيد الثاني : كما هو معروف فإن الموجودات إما أن تكون قائمة بذاتها أو قائمة بغيرها و عليه نسأل هل هذه الأقانيم ذوات قائمة بنفسها أم صفات قائمة بالموصوف ؟؟؟؟؟

    فإن كانت هذه الأقانيم ذوات فهذا اعتراف صريح بإثبات ثلاث ذوات لا ذات واحدة كما تزعمون . و إن قلتم أنها صفات فالصفة ليست بإله و الصفة لا بد لها من موصوف تقوم به و الصفة لا تخلق و لا ترزق و لا تتجسد و لا تفارق الموصوف .

    و بعد الاطلاع على الكثير من أقوال القوم تبين لي ما يلي :

    أولاً : إن مجرد القول بأن الآب إله و الابن إله و الروح القدس إله لهو تصريح بإثبات ثلاثة ذوات و إن زعموا خلاف ذلك فكما قلنا في النقطة السابقة ( تغيير المسميات لا يغير الحقائق ) . فالإله الكامل عبارة عن الذات المتصفة بالصفات و لا شك أن الإله الكامل هو ما قام بذاته و استغنى عمن سواه و مجرد وصف الأقنوم بأنه إله يتضمن إثبات مسمّى الذات عليه . و إلا حسب منطق القديس أثناسيوس المتناقض لم لا يقولون الآب ذات ( جوهر ) و الابن ذات ( جوهر ) و الروح القدس ذات ( جوهر ) و لكنهم ليسوا ثلاثة ذوات ( جواهر ) بل ذات واحدة ( جوهر واحد ) ؟؟؟؟؟؟؟

    ثانياً : جاء في قانون الإيمان أن الابن مساوٍ للآب في الجوهر و لا يساوي الآب في الجوهر إلا جوهر مثله فلزم إثبات جوهراً ثانياً للابن كذلك .

    بل كثيراً ما يصّرح القوم بأن الأقانيم الثلاثة متساوية في الجوهر فلزم إذاً إثبات ثلاثة جواهر أي ثلاث ذوات و إن زعموا خلاف ذلك من الإيمان بجوهر واحد فحقيقة قولهم أنهم يجمعون بين النقيضين . و كما قلنا لا يساوي الجوهر إلاً جوهر مثله و إلا فلا يصح القول أنهم متساوون في الجوهر بل يقال مشتركون في الجوهر مع نفي كمال الجوهر عن كل أقنوم ليصح القول أنهم واحد في الجوهر.

    يقول القس جيمس أنس في كتابه ( علم اللاهوت النظامي ) صفحة 177 و 178

    (( ما هي خلاصة اعتقاد الكنيسة في التثليث و علاقة الأقانيم ببعض ؟
    هي أن الله واحد ، أي واحد في الجوهر ، و أن في اللاهوت ثلاثة أقانيم ، هم الآب و الابن و الروح القدس ، غير أن الجوهر ليس مقسوماً ، فليس لكل أقنوم جزء خاص من الجوهر ، بل لكل أقنوم كمال الجوهر الواحد نظير الأخر و أن ما بينهم من العلاقة سر لا يقدر العقل البشري أن يصل إليه إلا بإعلان الكتاب المقدس الذي يوضّحه ، و يمكن حصر العلاقة بين الأقانيم الثلاثة بثلاث كلمات هي المساواة بينهم و التميز و الشركة
    ( 1 ) المساواة : فالأقانيم الثلاثة جوهر واحد و ذلك الجوهر كما هو للكل هو لكل منهم و لذلك هم متساوون فيه فالآب ليس أعظم من الابن في الجوهر و لا الابن أعظم من الآب و لا الروح القدس أعظم من الآب و الابن و ذلك منذ الأزل و إلى الآبد ))

    طبعاً هذا الكلام عبارة عن خليط من التناقض فقد تضمن في البداية إثبات جوهر واحد ثم قال بعدها أن لكل أقنوم كمال الجوهر الواحد نظير الأخر.و أن الجوهر لكل أقنوم كما هو للكل وطبعاً هذا جمع بين النقيضين فهو تصريح بإثبات ثلاثة جواهر حيث يوجد لكل أقنوم جوهر و مع ذلك هم جوهر واحد . فإمّا هذا الجوهر الواحد مركب من هذه الجواهر الثلاثة و هذا يؤدي إلى إثبات التركيب في ذات الرب . و هذا ما اعترف به الدكتور داود رياض في كتابه ( من هو المسيح ) حيث قال في صفحة 56 (( فليست الأقانيم الثلاثة في الله ذوات قائمة بأنفسها ، إنما ذوات قائمة في جوهر الله الواحد )) و نفاه مناقضاً له عوض سمعان كما في كتاب ( الله وحدانية ثالوثه و ثالوث وحدانيته ) صفحة 19 ((و طبعاً لا يراد بذلك بأن الله قائم بآلهة متشابهة لأنه واحد و وحيد ، و لا يراد به أنه ذات في ذوات أو ذوات في ذات ، كلا لأنه تعالى ذات واحدة لا تركيب فيها بحال )) و إما أن يقولوا أن هذه الأقانيم مشتركة في هذا الجوهر الواحد و هذا ينفي أن يكون الجوهر بكماله لكل أقنوم من هذه الأقانيم كما صرّح القس جيمس أنس فيما نقلنا عنه ذلك آنفاً .

    و ما يثبت المزيد من تناقض المؤلف ( أعني القس جيمس أنس ) هو قوله في نفس الصفحة (( بل أن الجوهر الواحد كائن في ثلاثة أقانيم ( لا نقول في ثلاثة جواهر و لا نقول في أقنوم واحد لأن الجوهر ليس بمعنى الأقنوم و لا الأقنوم بمعنى الجوهر))

    إذن بما أن الأقنوم ليس جوهراً فهذا ينفي وجود جوهر كامل لكل أقنوم كما صرّح المؤلف قبل ذلك و تناقض ، و هذا القول يؤدي إلى نفي المساواة في الجوهر إذا لا يساوي الجوهر إلّا جوهر مثله و الأقنوم ليس بمعنى الجوهر هنا (حسب كلام المؤلف ) ، و هذا يرجعنا إلى القول بأن هذه الأقانيم مشتركة في الجوهر الواحد و هذا ما أقر به المؤلف في نفس الصفحة ، حيث قال (( (3) الشركة : فالأقانيم الثلاثة مشتركون في الجوهر الإلهي الواحد و في كل صفاته )) .

    و هنا يجب التذكير أن قول المؤلف (( الجوهر ليس بمعنى الأقنوم و لا الأقنوم بمعنى الجوهر )) مناقض تماماً لما جاء في موقع كنيسة الأنبا تكلا هيمانوت

    (( أقنوم" تعريب للكلمة السريانية "قنوما – Qnoma"، وبالإنجليزية هي Hypostasis وجمعها "أقانيم". وكلمة "أقنوم" تفيد المعانى التالية: شخص – ذات – عين – حقيقة – جوهر – أصل – ماهية – طبيعة مفردة – كائن حي قائم بذاته (أى أنه يستمد أعماله من ذاته وليس من آخر). وإختصت الكلمة بأقانيم الثالوث القدوس الآب والإبن والروح القدس، وهى في اليونانية ύπόστασiς (هيبوستاسيس). ))

    و طبعاً هذا تصريح بأن كل أقنوم عبارة عن ذات أو جوهر و بالتالي إثبات ثلاث ذوات أو جواهر لا جوهر واحد كما يزعم النصارى دوماً إلا إذا جمعوا بين النقيضين كعادتهم و هذا لازم قولهم .

    ثالثاً : جاء في كتاب ( شرح عقيدة الثالوث ) للأنبا بيشوي

    ((الأقانيم تشترك معاً في جميع خواص الجوهر الإلهي الواحد وتتمايز فيما بينها بالخواص الأقنومية.
    فالآب : هو الأصل أو الينبوع في الثالوث، هو أصل الجوهر وأصل الكينونة بالنسبة للأقنومين الآخرين.
    والابن : هو مولود من الآب ولكنه ليس مجرد صفة بل أقنوم له كينونة حقيقية، وغير منفصل عن الآب لأنه كلمة الله.
    والروح القدس : هو ينبثق من الآب ولكنه ليس مجرد صفة بل أقنوم له كينونة حقيقية وغير منفصل عن الآب لأنه روح الله. ))

    طبعاً هذا الكلام صريح في إثبات كينونة حقيقية ( جوهر ) لكل أقنوم ، و الكينونة الحقيقية لا تكون إلا للذات فيلزم أن كل أقنوم ذات .

    و ما يؤكد أن كل أقنوم ذات قول الأنبا بيشوي في صفحة 7

    (( وينبغي أن نلاحظ أنه طبقاً لتعاليم الآباء فإن الكينونة أو الجوهر ليس قاصراً على الآب وحده (غريغوريوس النزيانزى) لأن الآب له كينونة حقيقية وهو الأصل فى الكينونة بالنسبة للابن والروح القدس، والابن له كينونة حقيقية بالولادة الأزلية، والروح القدس له كينونة حقيقية بالانبثاق الأزلى. ولكن ليس الواحد منهم منفصلاً فى كينونته أو جوهره عن الآخرين.
    وكذلك العقل ليس قاصراً على الابن وحده، لأن الآب له صفة العقل والابن له صفة العقل والروح القدس له صفة العقل، لأن هذه الصفة هى من صفات الجوهر الإلهي. وكما قال القديس أثناسيوس {لماذا تكون صفات الآب هي بعينها صفات الابن؟ إلا لكون الابن هو من الآب وحاملاً لذات جوهر الآب}. ولكننا نقول أن الابن هو "الكلمة" أو "العقل المولود" أو "العقل منطوق به" أما مصدر العقل المولود فهو الآب.
    وبالنسبة لخاصية الحياة فهي أيضاً ليست قاصرة على الروح القدس وحده، لأن الآب له صفة الحياة والابن له صفة الحياة والروح القدس له صفة الحياة، لأن الحياة هي من صفات الجوهر الإلهى. والسيد المسيح قال "كما أن الآب له حياة فى ذاته كذلك أعطى الابن أيضاً أن تكون له حياة فى ذاته" (يو5: 26). وقيل عن السيد المسيح باعتباره كلمة الله "فيه كانت الحياة" (يو1: 4). ولكن الروح القدس نظراً لأنه هو الذي يمنح الحياة للخليقة لذلك قيل عنه أنه هو ]الرب المحيى[(قانون الإيمان والقداس الكيرلسي) وكذلك أنه هو ]رازق الحياة[ أو ]معطى الحياة[ (صلاة الساعةالثالثة).
    من الخطورة أن ننسب الكينونة إلى الآب وحده، والعقل إلى الابن وحده، والحياة إلى الروح القدس وحده، لأننا في هذه الحالة نقسّم الجوهر الإلهى الواحد إلى ثلاثة جواهر مختلفة. أو ربما يؤدي الأمر إلى أن ننسب الجوهر إلى الآب وحده (طالما أن له وحدَهُ الكينونة) وبهذا ننفى الجوهر عن الابن والروح القدس أو نلغى كينونتهما، ويتحولان بذلك إلى صفات لأقنوم إلهي وحيد هو أقنوم الآب (وهذه هي هرطقة سابيليوس). وقد أشار القديس غريغوريوس الناطق بالإلهيات إلى هذه المفاهيم فقال [وفكّرت كذلك فى الشمس، والشعاع، والنور. وهذا لا يخلو أيضاً من خطر: يُخشى أولاً تصوّر تركيب ما في الطبيعة غير المركّبة-كما يكون ذلك فى الشمس وخصائصها، ويُخشى ثانياً أن يُخص الآب وحده بالجوهر فتزول أقنومية الآخريْن، ويكونان قوتين لازمتين لله لا أقنوميْن. فليس الشعاع شمساً وليس النور شمساً، بل فيض شمسي ومزيّة (خاصية أو صفة) جوهرية. وأنه ليُخشى عند التمسك بهذا التشبيه أن يُنعَت الله بالوجود و باللا وجود معاً، وهذا منتهى السخف}.
    وهو هنا لا يرفض التشبيه المذكور ولكن يحذّر من الفرق بين التشبيه والأصل في فهم عقيدة الثالوث))

    طبعاً هذا الكلام من الخطورة بمكان ففيه أن لكل أقنوم كينونة أو جوهر حقيقي و هذا عين التصريح بإثبات ثلاثة جواهر و في هذا الكلام أن كل صفة موجودة في أقنوم هي موجودة ببقية الأقانيم أيضاً فإن كان يطلق على هذه الصفة مسمّى الأقنوم كصفة العقل أو الكلمة مثلاً يلزم أيضاً إطلاق مسمّى الأقنوم على كل صفة من صفات كل أقنوم و عليه تكون كل صفة لكل واحد من الأقانيم الثلاثة أقنوماً مثله إذ هي من جوهره ( أو قل إلهاً مثله بما أن الأقنوم عندهم إله كما نقلنا ذلك عن قانون الإيمان ) و بهذا يتم إثبات عدد لا حصر له من الأقانيم ( الآلهة ) .

    و للتوضيح أقول بما أن الآب له كينونة و ووجود و يطلق على ذلك المسمّى أقنوم و بما أن الابن هو الكلمة أو العقل و يطلق على هذا المسمّى أقنوم و الروح القدس هو الحياة ويطلق عليه أيضاً أقنوم و بما أن الكينونة غير مقتصرة على الآب و للابن كينونة حقيقية و للروح القدس كينونة حقيقية و بما أن صفة العقل غير مقتصرة على الابن بل يتصف بها الآب و الروح القدس و بما أن الحياة غير مقتصرة على الروح القدس و يتصف بها الآب و الابن ( حسب كلام الأنبا بيشوي المنقول آنفاً ) فيصبح عندنا الآب هنا :

    موجود بذاته كينونة حقيقة و هذا ما يطلق عليه أقنوم و يصبح له عقل و يطلق عليه أقنوم أيضاً كما أطلقنا على العقل الذي هو صفة الابن أقنوم ( إله ) و يصبح له حياة و يطلق عليه أقنوم أيضاً كما أطلقنا على الروح القدس أقنوم ( إله ) و بهذا يصير الآب ثلاثة أقانيم لا أقنوم واحد و كل أقنوم من أقانيم الآب ينطبق عليه ما ينطبق على الآب فهو من جوهره و كذلك الأمر بالنسبة للابن و الروح القدس مما يثّبت عدد لا حصر له من الأقانيم ( الآلهة ) .

    طبعاً كلام الأنبا بيشوي هذا ينقض العبارة التي تتردد دوماً في الكتب المسيحية عند شرح الثالوث ، أعني عبارة ( الآب موجود بذاته و ناطق بكلمته و حي بروحه ) راجع مثلاً كتاب
    ( الله واحد في ثالوث ) للقمص زكريا بطرس صفحة 8

    فهذه العبارة تنسب الكينونة أو الجوهر للآب وحده و بهذا تنفي الكينونة أو الجوهر عن الابن و الروح القدس . فإن قيل لا هذه الكينونة هي للابن و الروح القدس كما للآب قيل فلم حُصرت في الآب فقط حسب هذه العبارة و أين الدليل منها على عدم قصر ذلك على الآب ؟؟؟؟؟؟

    رابعاً :جاء في كتاب ( علم اللاهوت النظامي ) صفحة 164

    (( يؤمن المسيحيون بالله الواحد ، الموجود بذاته ،الناطق بكلمته ، الحي بروحه .
    موجود بذاته ( و هذا ما يطلقون عليه الآب )فلا يمكن أن يكون الذي أوجد الموجودات كلها بلا وجود ذاتي ....... )) إلى أن قال (( و هو ناطق بكلمته و يطلقون عليه الابن و الكلمة فلا يمكن أن يكون الله الذي خلق الإنسان ناطقاً يكون هو نفسه غير ناطق ..... )) و قال بعدها بأسطر (( و هو حي بروحه و يطلقون على ذلك الروح القدس فلا يمكن أن الله الذي خلق الحياة هو نفسه غير حي بروحه و الله و روحه واحد .
    فالمسيحيون يؤمنون بالله الواحد الموجود بذاته الناطق بكلمته الحي بروحه))

    و تجد كلام مقارب لهذا في كل من الكتب الآتية :
    ( وحدانية الثالوث في المسيحية و الإسلام ) صفحة6
    ( الله واحد في ثالوث ) صفحة 8
    ( الجواب ) للدكتور القس س .ح . غبريال صفحة 91 و 92 و 93
    ( رسالة التوحيد و التثليث ) صفحة 47 يسّي منصور
    و غيرها من الكتب .

    و جاء في كتاب ( الجوهرة النفسية في علوم الكنيسة ) ليوحنا بن أبي زكريا ابن سباع من آباء القرن العاشر الميلادي صفحة 6
    (( الباب الثاني
    في ذكر تثليث الصفات الأزلية
    قنوم الآب قايماً بذاته ناطقاً بالابن حياً بروح قدسه و الابن قايماً بالآب ناطقاً بخاصته حياً بروح قدسه و الروح القدس قايماً بالآب ناطقاً بالابن حياً بخاصته ، تابعاً في التوحيد الذاتي و التثليث الصفاتي قول سيدنا يسوع المسيح في مقدس إنجيله امضوا و تلمذوا كل الأمم و عمدوهم باسم الآب و الابن و الروح القدس بعد قوله للسايل له أن الله واحداً و هو أن تحبه من كلب القلب و النية .
    فهذه شهادة إنجيله بتوحيد الذات و تثليث الصفات ))

    و في كتاب (من هو المسيح ) للدكتور داود رياض صفحة 56

    (( فالمسيحيون يثبتون في الله ذاتاً موصوفة بصلات ذاتية كيانية ثلاث يسمّونها الآب و الكلمة و الروح .هذا هو التثليث المسيحي الصحيح الذي لمحه الرازي و ابتعد عنه لسبب في نفسه و هذا ما يثبته المسيحيون من صلات ذاتية أو صفات كيانية في الله فمن أنكرها لزمه رد القرآن و رد العقل لأن هذا التثليث الصحيح من صميم التوحيد ))

    و في صفحة 58 من نفس الكتاب يقول المؤلف

    (( و يعلق كاتب حكيم على أقوال الغزالي فيقول : فالغزالي يشهد للمسيحيين بالتوحيد و يشهد بصحة اصطلاحهم في تفسير التثليث في التوحيد ، بناءً على الاعتبارين اللذين ساقهما عنهم
    الأول على اعتبار الأقانيم في الله صفات ذاتية في الذات الإلهية الواحدة .
    و الثاني على اعتبار الأقانيم في الله أفعالاً ذاتية في الذات الإلهية الواحدة .
    و القول الصحيح الذي يجمع الأفعل الذاتية و الصفات الذاتية في الله الواحد الأحد كونها صلات كيانية بين الله الآب و كلمته و روحه في الجوهر الإلهي الواحد ))

    و في صفحة 60 يقول المؤلف أيضاً

    (( و التعبير الأشعري و هو قول الإسلام في الذات و الصفات أصح تعبير للتثليث المسيحي :إن الأقانيم الثلاثة في الله الواحد الأحد ليست مجرد صفات ذاتية بل صلات كيانية . ليست هي عين الذات و لا هي غيرها ، إنما هي منزلة بين منزلتين ....... )) إلى أن قال (( لذلك يكفر من يحّول الكلام في الذات و الأقانيم إلى عملية حسابية فيقول كيف يكون الواحد ثلاثة ؟ كلا ليس الواحد ثلاثة على اعتبار واحد و على صعيد واحد إنما الله واحد في ذاته مثلث في صفاته أو صلاته الذاتية أي أقانيمه الثلاثة . و ليس في هذا ما يتعارض مع النقل الكريم و لا مع العقل السليم ))

    و جاء في كتاب ( إيماننا الأقدس) للأنبا يؤانس أسقف الغربية صفحة 134 و 135

    (( الأقنوم كلمة سريانية يقابلها باليونانية hypostasisو معناها خاصية أو صفة ذاتية في الله ، أي صفة أو خاصية تقوم بها الذات الإلهية ، و بدونها ينعدم قيام الذات الإلهية و على ذلك في الجوهر الإلهي ثلاث خواص أو صفات ذاتية
    1) خاصية الوجود )) ثم شرحها المؤلف إلى أن قال (( هذه الصفة الذاتية في الله تسمى الآب ........... .
    2 ) خاصية العقل أو الحكمة )) ثم قام المؤلف بشرحها إلى أن قال (( هذه الصفة الذاتية نسمّيها الابن أو الكلمة ........ .
    3 ) خاصية الحياة : فالله حي بل هو مصدر الحياة و إذا لم يكن الله حياً كان ميتاً ، و بالتالي ليس له وجود . هذه الخاصية هي ما نسميه الروح القدس .

    و من ذلك نتبين أن الأقانيم هي صفات في ذات الله ، لا يقوم كيانه بدونها ، و على ذلك فالجوهر واحد و لكن الصفات الذاتية ثلاثة نسمّيها الآب و الابن و الروح القدس))

    طبعاً هذه الأقوال تدل دلالة أكيدة على أن هذه الأقانيم عبارة عن صفات ذاتية أو صلات كيانية أو خواص ذاتية - سمّها ما شئت – لذات واحدة ، و تفنيد هذا الكلام بما يلي :

    · أن عبارة ( الله موجود بذاته ناطق بكلمته حي بروحه ) تتضمن حصر الكينونة و الوجود في الآب فقط مما يجعله ذاتاً لا صفة و لا يوجد له من الصفات إلا النطق و الحياة و بالتالي يكون ذاتاً واحدة لها أقنومان لا ثلاثة أقانيم كما تزعمون .
    في كتاب ( شرح قانون الإيمان ) للأنبا أبرام صفحة 13 نجد أن الآب هو الذات الإلهية حيث يقول ((. فالثالوث القدوس لا يعنى تعدد الآلهة، وإنما يعني فهم التفاصيل فى الذات الإلهية الواحدة. فالآب هو الأصل أو الينبوع أو الذات الإلهية، والابن هو عقل الله الناطق أو نطق الله العاقل، هو حكمة الله (1كو23: 24). والروح القدس هو روح الله أصل الحياة وباعثها في كل الوجود. لذا نجد أن قانون الإيمان ينتقل إلى الحديث عن كل أقنوم على حده.))
    · صفات الله سبحانه و تعالى كثيرة و غير محصورة في ثلاثة ، فهو موصوف بالقدرة و الإرادة و السمع و البصر و غيرها من الصفات فلم حصرتم الصفات في ثلاثة ؟؟؟
    · حسب هذا الكلام بإمكاننا أن نقول الله موجود بذاته ناطق بكلمته حي بروحه قوي بقدرته سميع بسمعه و هكذا ، و بالتالي لنا أن نثبت رابوعاً أو خاموساً أو سادوساً أو سابوعاً من الأقانيم .
    · كما هو معلوم فإن الصفة لا تقوم إلا بموصوف و لا تقوم بذاتها و الصفة ليست بإله و لا هي إله من إله و لا هي مساوية للموصوف في الجوهر و لا هي مولود قديم أزلي و لا تخلق و لا ترزق و لا تتجسد و لا تعبد و لا تدعى و إنما تدعى و تعبد الذات الموصوفة بالصفات .
    · قولكم أن الله جوهر واحد له ثلاثة صفات ذاتية يناقض تصريحكم في قانون الإيمان و القانون الأثناسي بأن كل واحد من هذه الأقانيم إله و هذا إثبات لثلاثة جواهر لا جوهر واحد . و لا ينجيكم القول بالإيمان بجوهر واحد فحقيقة قولكم هي الجمع بين القولين المتناقضين و هذا ممتنع ببداهة العقول .
    · لا يوجد في كلام الأنبياء أن صفة الكلام تسمى ابناً ولا أنها متولدة منه أو صفة الحياة تسمى روحاً و لا أنها منبثقة منه .




    قال الإمام الأوزاعي رحمه الله تعالى


    (( كان يقال : ما من مسلم إلا و هو قائم على ثغرة من ثغور الإسلام ، فمن استطاع ألاّ يؤتى الإسلام من ثغرته فليفعل ))


    السنة للمروزي
    ...............................

    قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى

    (( إن الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشبه بعدد أمواج البحر ما أزالت يقينه و لا قدحت فيه شكّاً ؛ لأنه قد رسخ في العلم فلا تستفزّه الشبهات ، بل إذا وردت عليه ردها حرسُ العلم و جيشُه مغلولةً مغلوبة))

    مفتاح دار السعادة 1 / 140




  7. #87
    الإدارة العامة
    الصورة الرمزية أبو جاسم
    أبو جاسم غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 634
    تاريخ التسجيل : 2 - 10 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 45
    المشاركات : 2,883
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : الأردن-بلاد الشام
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي



    لما وجد النصارى أن عقيدتهم متضمنة للجمع بين المتناقضات والممتنعات المخالفة لكل صريح معقول ذهبوا إلى تبرير ذلك بالقول أن سر الثالوث فوق العقل و يعجز المرء عن إدراكه و الحقيقة أنه مناقض للعقل كما بينّا و إليك بعضاً من نقولاتهم .

    يقول عوض سمعان في كتابه ( الله وحدانية ثالوثه و ثالوث وحدانيته )
    صفحة 22

    (( أخيراً نقول : و إن كان تميز الله بثلاثة أقانيم أمر يسمو فوق العقل لكنه لا يتعارض معه على الإطلاق )) و قال في صفحة 105 ((عدم جواز رفض عقيدة تميّز الله بثلاثة أقانيم بسبب العجز عن إدراكها )) و في صفحة 152 يقول أيضاً (( إن حقيقة كون الله هو الآب و الابن و الروح القدس هي تعبير تفصيلي عن ذاته تعالى و لو كان المسيح قضى كل أيامه على الأرض في شرحها لما عرفنا شيئاً عنها ، لأنها تسمو فوق عقولنا سموّاً لا حد له كما ذكرنا فيما سلف ))

    قلت : هذا إذا شرحها المسيح ، فكيف و هو لم يتعرض لها أصلاً ؟؟؟؟؟؟؟

    و في كتاب ( علم اللاهوت النظامي ) الذي راجعه و نقّحه و أضاف عليه الدكتور القس منيس عبد النور ، يقول المؤلف القس جيمس أنس في صفحة 164 و 165 ضمن الفصل الخاص للكلام عن التوحيد و التثليث

    (( هل يلزم رفض تعليم مُعلن من الله لأننا نعجز عن إدراكه ؟
    لا ، لأن عقولنا محدودة عاجزة بقدر ما عندنا الآن من النور عن إدراك الأسرار الدينية في طبيعة الله ، ولذلك يعلن الله لنا في كتابه العزيز بوحي الروح القدس عن شخصه الكريم ما لا يمكن أن ندركه بأنفسنا بقوة عقولنا القاصرة و ليس في هذا الإعلان شئ ضد العقل ،و لكنه يسمو على العقل ، فينير الروح القدس العقل و القلب ليدرك من الإعلان الإلهي ما يعجز عن إدراكه بالعقل البشري ))

    يقول القمص ميخائيل مينا في كتابه (علم اللاهوت بحسب معتقد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ) الجزء الأول صفحة 173
    (( أما كونه تعالى ثلاثة أقانيم في جوهر واحد فلا سبيل لمعرفة ذلك إلا بكلام الوحي الإلهي فقط لأن عقول البشر قاصرة و ليس في مقدورها أن تدركه و لا عجب في ذلك ))
    و قال في نفس الصفحة (( و واضح أن عدم إدراكنا لهذا السر ليس ناشئاً عن عدم كونه يقينياً في طبعه ، بل عن ضعف العقل الإنساني فقط و لا يستلزم نفي الحقيقة المعلنة في كتاب الله و لا يحملنا على رفضها مهما ظهر عليها من المباينة لعقولنا القاصرة ))

    و للجواب على هذه الحجة التي اتخذها القوم لتبرير عقيدة الثالوث المناقضة للعقل أنقل رد شيخ الإسلام عليها كما في كتابه (الجواب الصحيح لمن بدّل دين المسيح ) الجزء 4 صفحة 391 و 392
    (( وإن قالوا هذا أمر لا يعقل بل هو فوق العقول كان الجواب من وجهين
    أحدهما أنه يجب الفرق بين ما يعلم العقل بطلانه وامتناعه وبين ما يعجز العقل عن تصوره ومعرفته
    فالأول من محالات العقول والثاني من محارات العقول والرسل يخبرون بالثاني
    وأما الأول فلا يقوله إلا كاذب ولو جاز أن يقول هذا لجاز أن يقال إن الجسم الواحد يكون أبيض أسود في حال واحدة وإنه بعينه يكون في مكانين وإن الشيء الواحد يكون موجودا معدوما في حال واحدة وأمثال ذلك مما يعلم العقل امتناعه
    وقول النصارى مما يعلم بصريح العقل أنه باطل ليس هو مما يعجز عن تصوره
    يوضح هذا أنه لو قال قائل في مريم أم المسيح امرأة الله وزوجته وأنه نكحها نكاحا عقليا كما يقولون إن المسيح ولده ولادة عقلية لم يكن هذا القول أفسد في العقل من قولهم في المسيح كما قد بسطناه في موضعه وهم يكفرون من يقول ذلك ويحتجون بالعقل على فساده
    وإذا قال هذا فوق العقل لم يقبلوه وكذلك كل طائفة من طوائفهم احتجت على الأخرى بالعقل وإذا قالوا قولنا فوق العقل لم يقبلوا هذا الجواب
    فإن كان هذا جوابا صحيحا فيجب أن لا يبحث في شيء من الإلهيات بالعقل بل يقول كل مبطل ما شاء من الباطل ويقول كلامي فوق العقل كما يقول أصحاب الحلول والاتحاد والوحدة الذين يقولون إن وجود الخالق وجود المخلوق ويقولون إن هذا فوق العقل وإنه يعلم بالذوق لا بالسمع ولا بالعقل
    الوجه الثاني أن يقال ما يعجز العقل عن تصوره إذا أخبرت به الأنبياء عليهم السلام قبل منهم لأنهم يعلمون ما يعجز غيرهم من معرفته
    وهذه الأقوال لم يقل الأنبياء شيئا منها بل نفس فرق النصارى قالوها بآرائهم وزعموا أنهم استنبطوها من بعض ألفاظ الكتب
    فيقال لمن قالها منهم أنت تتصور ما تقول أم لا تتصوره وتفهمه وتعقله فإن قال لا أتصور ما أقول ولا أفقهه ولا أعقله قيل له فقد قلت على الله ما لا تعلم وقفوت ما ليس لك به علم
    ومن أعظم القبائح المحرمة في جميع الشرائع أن يقول الإنسان برأيه على الله قولا لا يتصوره ولا يفهمه
    وجميع العقلاء يعلمون أن من قال قولا وهو لا يتصوره ولا يفقهه فإن قوله مردود عليه غير مقبول منه وإن قوله من الباطل المذموم
    وإن قال قائلهم إني أفقه ما أقول وأتصوره وأعقله قيل له بينه لغيرك حتى يفقهه ويعقله ويتصوره ولا تقل هو فوق العقل بل هو قول قد عقلته وفقهته وهذا تقسيم لا محيد لهم عنه
    فإنهم إن كانوا يفقهون ما يقولون ويعقلونه لزم أن يكون معقولا
    وإن كانوا لا يفقهونه ولا يعقلونه لزم أنهم قالوا على الله ما لا يفقهونه ولا يعقلونه قولا برأيهم وعقلهم لا نقلا لألفاظ الأنبياء فإن من نقل ألفاظ الأنبياء الثابتة عنهم لم يكن عليه أن يفقه ويعقل ما يقول ))

    و في الختام و كنوع من التلخيص المبسط لما وضحّناه في ثنايا هذا الطرح لا يسعني سوى أن أنقل عن الإمام الرازي حقيقة مذهب القوم :

    (( وأعلم أن مذهب النصارى مجهول جداً ، والذي يتحصل منه أنهم أثبتوا ذاتاً موصوفة بصفات ثلاثة ، إلا أنهم وإن سموها صفات فهي في الحقيقة ذوات ، بدليل أنهم يجوزون عليها الحلول في عيسى وفي مريم بأنفسها ، وإلا لما جوزوا عليها أن تحل في الغير وأن تفارق ذلك الغير مرة أخرى ، فهم وإن كانوا يسمونها بالصفات إلا أنهم في الحقيقة يثبتون ذوات متعددة قائمة بأنفسها ، وذلك محض الكفر ، فلهذا المعنى : { وَلاَ تَقُولُواْ ثلاثة انتهوا } فأما إن حملنا الثلاثة على أنهم يثبتون صفات ثلاثة ، فهذا لا يمكن إنكاره ، وكيف لا نقول ذلك وإنا نقول : هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام العالم الحي القادر المريد ، ونفهم من كل واحد من هذه الألفاظ غير ما نفهمه من اللفظ الآخر ، ولا معنى لتعدد الصفات إلا ذلك ، فلو كان القول بتعدد الصفات كفراً لزم رد جميع القرآن ولزم رد العقل من حيث إنا نعلم بالضرورة أن المفهوم من كونه تعالى عالماً غير المفهوم من كونه تعالى قادراً أو حياً ))

    تفسير الرازي الجزء 5 صفحة 448

    يا زميل أنطونيوس هذا هو مفهومنا للتوحيد الإسلامي باختصار غير مخل إن شاء الله و الذي ننتظر تعليقاتك عليه و هذه هي نظرتنا لما يسمى بالتوحيد المسيحي و الذي ننتظر دفاعك عنه . و هذه القضية من أهم أصول الديانتين إن لم تكن أهمها .

    سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين




    قال الإمام الأوزاعي رحمه الله تعالى


    (( كان يقال : ما من مسلم إلا و هو قائم على ثغرة من ثغور الإسلام ، فمن استطاع ألاّ يؤتى الإسلام من ثغرته فليفعل ))


    السنة للمروزي
    ...............................

    قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى

    (( إن الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشبه بعدد أمواج البحر ما أزالت يقينه و لا قدحت فيه شكّاً ؛ لأنه قد رسخ في العلم فلا تستفزّه الشبهات ، بل إذا وردت عليه ردها حرسُ العلم و جيشُه مغلولةً مغلوبة))

    مفتاح دار السعادة 1 / 140




  8. #88
    الإدارة العامة
    ذو الفقار غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 47
    المشاركات : 17,892
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 26
    البلد : مهد الأنبياء
    الاهتمام : الرد على الشبهات
    معدل تقييم المستوى : 34

    افتراضي


    نتابع بعون الله ..




    إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .



    ( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)



  9. #89

    عضو مجتهد

    antonius غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1554
    تاريخ التسجيل : 30 - 11 - 2009
    الدين : المسيحية
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 152
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَمَحَبَّةُ اللهِ، وَشَرِكَةُ الرُّوحِ الْقُدُسِ مَعَ جَمِيعِكُمْ.
    تحية وبعد..
    أبا جاسم..أولاً وقبل كل شيء..نقطتك برمتها مخالفة لشروط الحوار المتفق عليها في بداية المناظرة..فثلاثة ارباع مشاركتك(التي طولها 6777 كلمة) تقريباً تتكلم عن الثالوث الأقدس..
    فالقوانين التي أقرها المدير كان من ضمنها:
    3 * المناظرة في الإسلاميات .
    وجائت صياغة القانون هذا بعد قولي في أول مشاركة لي :
    - السبب الرئيسي لتواجدي هنا..هو الحوار في الإسلاميات..في ساحتكم هنا حيث انتم الاشراف والادارة..لزعمكم الدائم باننا نحذف لكم ولا ندعكم تدافعون..فأنا هنا لمناقشة الاسلام على ارض اهله..لن ادخل بحوار عن المسيحية لاعتقادي ان منتداكم ليس المكان المناسب لذلك..ولا مانع من ذكرها ولكن ليس بغرض تشتيت الموضوع وتبرير الاسلاميات بالمسيحيات..ويفضل ان يكون الحوار كله في الاسلاميات..

    وكان التطرق للمسيحيات قد وضحناه وقدره وكيفيته هنا ((#6 ))
    كما ان في تلك المشاركة بعض اسباب رفضي الحوار بالمسيحيات هنا في منبركم هذا..
    فآثرنا إعلامكم بذلك قبل البدء بأي شيء!

    في إحدى المشاركات التمهيدية للحوار قال الزميل أنطونيوس



    ((ما سنناقشه (او على الاقل ما افكر فيه) هو ليس موضوع واحد..ولكن سيكون فيه نقاطا عن الصفات الالهية..والتي اعدها انا اصولاً..فصفة الاله تحدد ان كان هو الله خالقنا كلنا ام لا..نعبده ام لا نتبعه..


    ..لاحظ قولي "صفات" وليس "ذات"...على اية حال
    فنحن صرّحنا بأن كلامنا هنا لن يكون المقارنة بين عقيدتين..او المناظرة في المسيحيات وهذا اقرتنا عليه الادارة وكان ذلك منهج الاخ مُسلِم (ابو عبد الله البخاري)في حواره معنا, له كل التقدير والمحبة..ولهذا كنت -ولا زلت- أُفضِّل تغيير النقطة التي طرحتها حضرتك
    ولكن وبما ان حضرتك قد جهدت كل هذا الجهد..قررت ان اُعطي الامر فرصة لِأجل تعبك..ولكن لي شرط
    وهو ان يتم إغلاق صفحة التعليقات حتى انتهاء هذه النقطة..وبعد اعادة فتحها تمنع كتابة تعليقات بما يختص بالنقطة هذه..وتتعهد الادارة بذلك هنا..
    وبدون تحقيق هذا الشرط لن اكتب حرفاً في الرد على مقالك حضرة الاستاذ ابو جاسم..
    بإنتظار قول الادارة وقولكم ..
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته!





  10. #90

    لا إله إلا الله

    الصورة الرمزية خالد بن الوليد
    خالد بن الوليد غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 7
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 5,912
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 21
    معدل تقييم المستوى : 22

    افتراضي


    شرطك مرفوض يا عزيزي ، وما تعوّدش نفسك على التدخل في أمور الإدارة مرة أخرى وإملاء شروطك الفكاهية عليها .

    عاجز عن الحوار ، ومش قادر تدافع عن عقيدتك قول "أنا مش لاقي إجابة على هذه النقطة" وخلاص .

    اتفضل .






 

صفحة 9 من 15 الأولىالأولى ... 5678910111213 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. شبهات حول حقوق المرأة في الإسلام والرد عليها .. د. نهى قاطرجي
    بواسطة المغربي مهدي في المنتدى الرد على الإفتراءات حول المرأة المسلمة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2010-12-17, 01:00 PM
  2. شبهات النصارى حول الإسلام
    بواسطة خالد بن الوليد في المنتدى نصرة الإسلام و الرد على الافتراءات العامة
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 2010-11-03, 03:48 AM
  3. شبهات حول الإسلام وردها للشيخ عبد الحميد كشك
    بواسطة أسد الإسلام الجزائري في المنتدى نصرة الإسلام و الرد على الافتراءات العامة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 2010-09-01, 01:10 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML