ثالثاً .. الميراث في المسيحية

وهنا يكمن اللغز في تأخير المسيحية بعد ذكري للتشريع الكامل في القرآن الكريم ، والتشريع القاصر الناقص فيما نسبوه لموسى عليه السلام بما ظنوا أنها التوراة فالمسيحية لم تتعرض لموضوع الميراث لا من قريب ولا من بعيد ، وعندما ناقشنا آبائهم وقساوستهم في هذا الأمر جاء رد أغرب من استكارنا لعدم وجود تشريع يخص المواريث فيما أسموه بالعهد الجديد

فكان السؤال الموجه للكنيسة





وكانت إجابتها التالي والتعليق باللون الأحمر هو تعليقي

الكنيسة لم تضع للميراث نظاماً محدداً.
بل لم تضع نظاماً على الإطلاق
جاء أحدهم إلى السيد المسيح يقول له " يا معلم، قل لأخي أن يقاسمنى الميراث ". فأجابة " من أقامني عليكما قاضياً أو مقسماً؟ ".. ثم قال " انظروا، تحفظوا من الطمع" (يو12: 13 15).
وهذا ربهم على حد زعمهم لا يقضي بينهم ، ويستنصل من الحكم في هذا الأمر
المسيحية لم تضع قوانين مالية، إنما وضعت مبادئ روحية، في ظلها يمكن حل المشاكل المالية وغيرها. وينطبق هذا على موضوع الميراث.
فهلا حلت تلك القوانين الروحية المشاكل المترتبة على الميراث من قبل ؟وهل يمكن الإعتماد على ذلك ؟ وهل تعطي هذه القوانين كل ذي حق حقه ؟ هيهات

إن وجدت بين الأخوة محبة وعدم طمع، يمكن أن يتفاهموا بروح طيبة في موضوع الميراث.
فماذا إن لم توجد هذه الروح الطيبة ؟ هل يأكل الورثة بعضهم البعض لعدم وجود قانون فاصل بينهم ؟

بل كل واحد منهم يكون مستعداً أن يترك نصيبه لأي واحد من أخوته أو أخواته يري أنه محتاج أكثر منه.
هذا إن من الوارث على غيره فماذا إن تمسك الوارث بحقه ؟ ومن يكفل له هذا الحق ؟ وما هو حقه المعلوم ؟ وكيف يعرف ما له وما عليه ؟
حالياً نحن نسير حسب قانون الدولة في الميراث.
وهذا يؤكد فشل تلك القيم الروحية التي تتكلم عنها الكنيسة في حل مشاكل الورث ولهذا لجأت إلى قانون الدولة للميراث .
ولكن يمكن التصرف قبل وفاة أحد الوالدين.
وماذا إن مات قبل أن يوصي ؟ أو مات قبل أن يكتب أحد الوالدين ورثه لأحد ؟ هل موعد الموت محدوداً لتكون الوصية حل لمشكلة الورث ؟
فمثلاً أن وجد الأب أن أولاده موسرين وأغنياء، وابنته محتاجة، يستطيع قبل وفاته أن يكتب لها جزءاً من الميراث، أي أن يتنازل عن جزء بطريقة شرعية تسجل في الشهر العقاري. وتصبح مالكة لهذا الجزء في حياته ولا علاقة له بالميراث. أو يعطيها حق الرقبة في جزء، بحيث يصبح ملكاً لها بعد وفاته، بالإضافة إلى نصيبها في الميراث..
وماذا من بعد الوصية ؟ هل يكتفي الوارث بما أُوصي له به ولا يشارك ذوي القربى فيما تُرك ؟
أي أنه يوجد نوع من التصرف باسم القانون، لتعديل أنصبة الورثة قبل وفاة أحد الوالدين.
اعتراف بأن الدين لم يحل المشكلة
فالأمور يمكن أن تحل بالمحبة والقناعة، أو بالحكمة، أو بالتصرف القانوني السليم لإقامة العدل بين الورثة، وليس بتنفيذ حرفية القانون.

مصدر إجابة الكنيسة هنا

كما رأينا لقد فشلت اليهودية والمسيحية في إيجاد حل لمشكلة الميراث بينما قدَم الإسلام نظاماً دقيقاً حدد حق الورثة وبينهم على الشكل الأمثل وبقانون سماوي محكم .