أخي الدمشقي أنت تخلط الأمور ...
ربما أخطأت أنا عندما قلت أنك تنفي الصفات ولكن كان يجب أن أقول تعطيل الصفات فأنت تثبت الصفة ولكن تعطل كونهها وأنا لم أقل لك أن تأتيني بدليل من كلام العلماء على أنها ليست صفات ثابته بل على تعطيك لهذه الصفات الذاتية لله عز وجل ... وكان ذلك مني بعد قولك :
لا نعتقد أبدا أن الذات الإلهية مكونة منها أو هي جزء من الذات
ثم سردت أنت أقول العلماء أثبتوا هذه الصفات لله على الحقيقة وأنها كما وصف بها نفسه ولكن لا يشبهونها بجوارحنا بل ليس كمثله شيء ..
فإيرادك لكلامهم وأنهم ينفون الجوارح حق أريد به باطل فهؤلاء الأئمة ينفون التشبيه ويثبتون لله ما أثبته لنفسه من صفات الذات ..
وقولك مكونة منها وجزء منها باطل فالأولى أن نقول أنها صفات قائمة بذاته العلية تبارك وتعالى ...
و كما قلت سابقا : فرق بين إثباتنا نحن أهل السنة للصفات و بين إثبات ابن تيمية و أتباعه
هذا أسلوب مرفوض فلا يحق لك أن تنصب نفسك من أهل السنة وأن تخرجنا نحن من دائرة أهل السنة وأنت ضيف في منتدى يعتبر ابن تيمية من أئمة هذا الدين .. فهذه اعتبرها إهانة غير مقبولة .
وأنا تقديراً لك ومراعاة لشعورك تركت المسميات وقلت نحن بصدد الفهم عن الله ورسوله عليه السلام بلا مسميات أما همزك ولمزك مرفوض .
فكما أحترمك وأقدر مشاعرك حتى إني قدمت إسمك على اسمي في رأس الموضوع فأقل شيء يكون هناك احترام متبادل .
ثم إنك تخلط مرة أخرى إذا كان من استشهدت بقولهم هم أهل السنة فإن ابن تيمية لم يُخالفهم فيما قالوا ولا أنا أنكرت ما أوردته عنهم ..
قال شيخ الإسلام رحمه الله (مجموع الفتاوى 5/59) :
" وَكَلَامُ الْأَئِمَّةِ فِي هَذَا الْبَابِ أَطْوَلُ وَأَكْثَرُ مِنْ أَنْ تَسَعَ هَذِهِ الْفُتْيَا عُشْرَهُ . وَكَذَلِكَ كَلَامُ النَّاقِلِينَ لِمَذْهَبِهِمْ . مِثْلُ مَا ذَكَرَهُ أَبُو سُلَيْمَانَ الخطابي فِي رِسَالَتِهِ الْمَشْهُورَةِ فِي " الغنية عَنْ الْكَلَامِ وَأَهْلِهِ " قَالَ : " فَأَمَّا مَا سَأَلْت عَنْهُ مِنْ الصِّفَاتِ وَمَا جَاءَ مِنْهَا فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ فَإِنَّ مَذْهَبَ السَّلَفِ إثْبَاتُهَا وَإِجْرَاؤُهَا عَلَى ظَوَاهِرِهَا وَنَفْيُ الْكَيْفِيَّةِ وَالتَّشْبِيهِ عَنْهَا وَقَدْ نَفَاهَا قَوْمٌ فَأَبْطَلُوا مَا أَثْبَتَهُ اللَّهُ وَحَقَّقَهَا قَوْمٌ مِنْ الْمُثْبِتِينَ فَخَرَجُوا فِي ذَلِكَ إلَى ضَرْبٍ مِنْ التَّشْبِيهِ وَالتَّكْيِيفِ وَإِنَّمَا الْقَصْدُ فِي سُلُوكِ الطَّرِيقَةِ الْمُسْتَقِيمَةِ بَيْنَ الْأَمْرَيْنِ وَدِينُ اللَّهِ تَعَالَى بَيْنَ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي وَالْمُقَصِّرِ عَنْهُ .
وَالْأَصْلُ فِي هَذَا : أَنَّ الْكَلَامَ فِي الصِّفَاتِ فَرْعٌ عَلَى الْكَلَامِ فِي الذَّاتِ وَيُحْتَذَى فِي ذَلِكَ حَذْوُهُ وَمِثَالُهُ . فَإِذَا كَانَ مَعْلُومًا أَنَّ إثْبَاتَ الْبَارِي سُبْحَانَهُ إنَّمَا هُوَ إثْبَاتُ وُجُودٍ لَا إثْبَاتَ كَيْفِيَّةٍ فَكَذَلِكَ إثْبَاتُ صِفَاتِهِ إنَّمَا هُوَ إثْبَاتُ وُجُودٍ لَا إثْبَاتَ تَحْدِيدٍ وَتَكْيِيفٍ . فَإِذَا قُلْنَا يَدٌ وَسَمْعٌ وَبَصَرٌ وَمَا أَشْبَهَهَا فَإِنَّمَا هِيَ صِفَاتٌ أَثْبَتَهَا اللَّهُ لِنَفْسِهِ ؛ وَلَسْنَا نَقُولُ : إنَّ مَعْنَى الْيَدِ الْقُوَّةُ أَوْ النِّعْمَةُ وَلَا مَعْنَى السَّمْعِ وَالْبَصَرِ الْعِلْمُ ؛ وَلَا نَقُولُ إنَّهَا جَوَارِحُ وَلَا نُشَبِّهُهَا بِالْأَيْدِي وَالْأَسْمَاعِ وَالْأَبْصَارِ الَّتِي هِيَ جَوَارِحُ وَأَدَوَاتٌ لِلْفِعْلِ وَنَقُولُ : إنَّ الْقَوْلَ إنَّمَا وَجَبَ بِإِثْبَاتِ الصِّفَاتِ ؛ لِأَنَّ التَّوْقِيفَ وَرَدَ بِهَا ؛ وَوَجَبَ نَفْيُ التَّشْبِيهِ عَنْهَا لِأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ؛ وَعَلَى هَذَا جَرَى قَوْلُ السَّلَفِ فِي أَحَادِيثِ الصِّفَاتِ " هَذَا كُلُّهُ كَلَامُ الخطابي .وَهَكَذَا قَالَهُ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ الْحَافِظُ فِي رِسَالَةٍ لَهُ أَخْبَرَ فِيهَا أَنَّ مَذْهَبَ السَّلَفِ عَلَى ذَلِكَ . وَهَذَا الْكَلَامُ الَّذِي ذَكَرَهُ الخطابي قَدْ نَقَلَ نَحْوًا مِنْهُ مِنْ الْعُلَمَاءِ مَنْ لَا يُحْصَى عَدَدُهُمْ مِثْلُ أَبِي بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيِّ وَالْإِمَامِ يَحْيَى بْنِ عَمَّارٍ السجزي وَشَيْخِ الْإِسْلَامِ أَبِي إسْمَاعِيلَ الهروي صَاحِبِ " مَنَازِلِ السَّائِرِينَ " وَ " ذَمِّ الْكَلَامِ " وَهُوَ أَشْهَرُ مِنْ أَنْ يُوصَفَ وَشَيْخِ الْإِسْلَامِ أَبِي عُثْمَانَ الصَّابُونِيِّ وَأَبِي عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْبَرِّ النمري إمَامِ الْمَغْرِبِ وَغَيْرِهِمْ . " أ.هـ
فها هو ابن تيمية ينقل مؤيداً كلام هؤلاء الأئمة ومما قاله الخطابي " وَلَا نَقُولُ إنَّهَا جَوَارِحُ وَلَا نُشَبِّهُهَا بِالْأَيْدِي وَالْأَسْمَاعِ وَالْأَبْصَارِ الَّتِي هِيَ جَوَارِحُ وَأَدَوَاتٌ لِلْفِعْلِ " ولم ينكره بل أقره فلا تكذب على الناس يا أخي وتفتري عليهم ولا تنقل مُقلداً لغيرك وبدون علم وتثبت ..
ثم إنني كان شرطي عليك أنك لا تذكر اسم عالم أي كان إلا وتذكر لنا قوله ومصدره لنتجنب التقليد والكذب على أهل العلم ولتحقيق المصداقية ... وعلى هذا بما أنك قلت :
و أتمنى أن تقر بما نفوه و تخالف في هذا ابن باز و ابن عثيمين و ...
فقد ألزمت نفسك بأن تأتي لنا بكلام الشيخ ابن باز وكلام الشيخ العثيمين موثقاً حتى نرى مصداقية قولك أو تتبرأ إلى الله من ذكرهم بما لا تعلمه عنهم ...
بانتظارك يا أخي .
المفضلات