نتابع بأذن الله تعالى

جاء فى موسوعة تاريخ أقباط مصر - تأليف : عزت أندراوس

بداية نهاية عبادة الأوثان فى مصر


ومعابد الأوثان

الإمبراطورين قسطنطين وثيؤودوسيوس كانا يحترمان المعابد الوثنية لأنها تمثل الفنون ، ويعتبرانها من الاثار القديمة ولم يسمحا بهدم المعابد أو كسر التماثيل التى كانت تحتوى أهم العاديات وأثمنها ، صحيح انهما أمرا بقفل المعابد وعدم ممارسة تقديم الذبائح فيها ، ولكنهما أبقيا على ألاثار القديمة وأقاما حراساً لها يأخذون رواتبهم من الحكومة وعينا لها أدلاء (دليل سياحى) ليرشدون الزائرين لمشاهدة أو دراسة ما فيها من الفنون والصنائع ، ولما زار يوليانوس الإمبراطور الجاحد مكان طروادة (حصان طرواده) القديم لم يجد أن الهياكل محفوظة فقط وسليمة بل أن الحارس صار أسقفاً لها (يعتقد أن جزء من مبانى المعبد تحول لكنيسة )

الرهبان والوثنية - الأريوسيين والإنتقام من الوثنيين

وفى مدة حكم الأمبراطور ثيؤودوسيوس The East Roman Emperor Theodosius 2 (401-450 تغير نظام مهادنة الوثنيين الذين أذاقوا المسيحيين ويلات القتل والإضطهاد وتبدل الأمر عندما أصدر الأمبراطور ثيودوسيوس أمراً إعتبر فيه ان المسيحية هى دين البلاد الرسمى ، ولكن قبل حكم هذا الأمبراطور كانت الأريوسية تسيطر على مقاليد الأمور ولايات الإمبراطورية وكان الأباطرة أريوسيين وكذلك الأساقفة وكان أتباع الأريوسية فى الكنيسة قد أدخلوا نظام الإضطهاد والتعذيب وحتى القتل ، فقلدهم أتباع المذهب الأرثوذكسى فأصبحوا يميلون أيضاً إلى إضطهاد كل من يخالفهم فى العقيدة .



وتقول مسز بتشر (1) : " وكان الرهبان أكثر الناس شراً فى هذا المضمار وقد تعدى شرورهم الحد وعم أثمهم كل مكان خصوصاً فى مصر فأصبحوا فيها جيشاً نافذ الرأى ، وكانوا يسيرون حفاة الأقدام حتى أنهم تشبهوا بجماعة من الثوار ولكنهم كانوا جهلاء حمقى ولم يتسلحوا بسلاح العلم والمعرفة كما فى الأزمان السالفة ، فسقطوا فى هاوية الشر والفساد ، حتى أنه وصل الأمر أن أنعدم عندهم وجود الرابط الطبيعى الذى يربط الإنسان عن إرتكاب المعاصى ثم زاد عصيانهم وتحجرت أفكارهم وإضطربت فلم يكونوا يطيعوا آدمياً سوى رؤساء أديرتهم .



هؤلاء الرهبان أخذوا فى تقويض الهياكل والتماثيل الوثنية ( الصغيرة ) فى كل أنحاء البلاد وكان ذلك ضد الأمر الإمبراطورى بالحفاظ على هذه المعابد ويقول الملكيون ( الأروام ) : " وكان نشاط البطريرك السكندري البابا "ثاوفيلوس (23) بدأ يتسع إذ أخذ على عاتقه تهديم الهياكل والتماثيل الوثنية. كان المسيحيون في ذلك العصر، يعتقدون بأنهم يقدمون خدمة لإلههم. إذ ينتظمون جماعات جماعات وينطلقون لتهديم هياكل الآلهة الوثنية. وكان الوثنيون يطلقون عليهم لقب "العصابات السوداء".



( تعليق من الموقع : ولكن إحتفظت المدن الكبيرة مثل مدينة الأسكندريةوغيرها من مدن الأقاليم بهياكل معابدها الوثنية الضخمة لوجود قوات من الجيش ).أى ان الوثنيين و عابدهم كانت تحت حراسة الجيش من شدة بطش العصابات الاورثوذكسيه .



يتبع بأذن الله تعالى .