ان القداس المسيحي بجملة تعقيداته الطقسيه لا ينتمي الي اليهوديه بل تضرب جذوره في اعماق التاريخ الوثني القديم
وكان قديما لكل قبيله طوطمها الحيواني " معبود حيواني " وكانت تعتبره اله ( مثل المصريين يعبدون الافعي والنسر وغيرهم )

وكان افراد القبيله يضحون بهذا الحيوان ويلتهمون لحمه ودمه اعتقادا منهم بان ذلك سيكسبهم فضائل سماويه

( كما تعتقد المسيحيه اليوم ان التهام لحم المسيح ودمه سيكسب المؤمنين فضائل غير بشريه خالده ) .

v اولا : الاصول الوثنيه للقداس " التناول " عند اتباع ميثرا :-

قدمت لنا الاكتشافات الاثريه فهما عميقا جدا للعلاقه الوثيقه بين القداس المسيحي وبين الاسرار الدينيه في الديانات الوثنيه القديمه

· من الاثار المكتشفه في بلاد فارس والموجوده حاليا في متحف اللوفر تمثال لاتباع الاله ميثرا يتناولون فيه الخبز والنبيذ .

· ويعلق الكاتب الفرنسي " فرانز كومون " علي هذا الاكتشاف في مجلة علم الاثار لعام 1946 العدد 193 فيقول

" نظرا لان لحم الثور كان صعب المنال احيانا فقد اضطر اتباع ميثرا الي استخدام الخبز والنبيذ مكان لحم الثور

وكانوا يرمزون بذلك الي لحم معبودهم ميثرا ودمه ( تماما كما يرمز المسيحيون اليوم الي لحم المسيح ودمه بالخبز والخمر ) "

ومنطقوس الديانه المثريه ايضا :-
1- التضحيه بثور حتى يعطي مثرا الناس أكسير الحياه ويمكن تذوق هذه الهبه الالهيه مقدما عن طريق تناول الطعام المقدس


* قبل موت الاله علي الصليب حضر العشاء مع اتباعه الاثني عشر وسمي ذلك بالعشاء الاخير


* وهو عبارة عن خبز ونبيذ وتختم أعياد أو طقوس الوليمه المشتركه بدقات الناقوس حيث تبقي النار متقدة .


* وخلالها يقوم الكاهن بالقيام ببعض الصلوات إلي الخبز والنبيذ والتي يتمثل بها ( أي يحل بها ) الإله مثرا من

خلال الصلوات كما هو طقس تناول الطعام المقدس أو العشاء الرباني


* حيث يخيل لهم أنهم يأكلون جسد الإله المتمثل في الخبز ويشربون دمه المتمثل في النبيذ


v ثانيا : الاصول الوثنيه للقداس "التناول" عند اتباع ديونيسوس وفي الديانه الاورفيه :


كان عُباد ديونيسوس يأكلون لحم ثور نيئ خلال عشاء رباني وهذا كان يمثل في اعتقادهم جسد ديونيسوس إحياء لذكري قتل الإله واكل لحمه وشرب دمه


· وكانت عقيدة العشاء الرباني (القربان المقدس) تتم كالاتي :-


يتم طقس القربان المقدس عن طريق ذبح ثور أو ماعز او رجل حيً يروا أن الإله ديونيسوس حل به ويأكلون لحمه ويشربون دمه علي انه جسد الإله ودم الإله

كانت النساء اليونانيات يصعدن الي التلال في فصل الربيع حين تزهر الكروم ليقابلن الاله حين يولد من جديد

ويصغين الي سماع قصته وما يلاقيه من المات وعذابات وبعث بعد ذلك ويرقصن ويشربن الخمور بجنون

ويهيجن هياجا يتحررن ويتحللن فيه من كل قيد ويمسكن بماعز او ثور واحيانا برجل يرين ان الاله ديونيسوس

تقمص وحل به ويمزقنه اربا وهو حي وذلك احياءاً لذكري ديونيسوس ثم يشربن دمه ويأكلن لحمه متخذين منه

عشاءا ربانيا مقدسا معتقدين ان الاله بذلك سيدخل الي اجسادهن ويستحوذ علي ارواحهن ويصبحن بهذه

الطريقه هن والاله شئ واحد ويمتزجن به امتزاجا صوفيا .

تلك هي الطقوس الانفعاليه للديانه الديونيسوسيه التي انتقلت من تراقيا الي اليونان كانها وباء ديني

يقول العالم الفرنسي " فرانز كومون " من بحثه " حول رموز الدفن عند الرومان "

" ان نبيذ القربان المسيحي هو بديل النبيذ الذي كان يقدم في في اعياد باخوس "ديونيسوس" وانه شراب يتضمن الخلود في العالم الاخر"

و يقول الاب لاغرانج في كتابه عن اورفيوس :

" ان اكل اللحم النيئ كان يهدف الي الي التوغل في الحياه الالهيه وذلك بالتهام الحيوان الالهي لحما ودما ".

يتبع باذن الله تعالي