بسم الله الرحمن الرحيم
لا شيء يدعوا إلى الغرابة في التصريحات الأخيرة التي أطلقها بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر خلال زيارته إلى ألمانيا، والذي استشهد بمقطع من كتاب يحوي محادثة بين الإمبراطور البيزنطي المسيحي مانويل باليولوجوس الثاني وأحد المثقفين الفارسيين حول حقائق المسيحية والإسلام في القرن الرابع عشر حيث قال:
"ارني ما الجديد الذي جاء به محمد. لن تجد إلا أشياء شريرة وغير إنسانية مثل أمره بنشر الدين الذي كان يبشر به بحد السيف".

هذا الكلام يقوله من منطلق عقدي يؤمن به ويصرح به وما يخفيه من الحقد على الإسلام وأهله أكبر وأعظم كما قال الله - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ}

فهو يقول ويؤكد أن محمد - صلى الله عليه وسلم - لم يأت إلا بما هو سيء وغير إنساني، وقد أكد جيل كيبيل الخبير الفرنسي الشهير في الإسلام أن الباب حاول الدخول في منطق النص القرآني لكنه رأى أن النتائج تنطوي على مجازفة يخشى عواقبها!!

وقد أعرب معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ عن استيائه وأسفه الشديدين لما استمع المسلمون إلى ما ذكره بابا الكنيسة الكاثوليكية في إحدى الجامعات الألمانية وما نقله نسبة عن الإسلام ورسول الإسلام أنه كانت له دعوات شريرة أساءت إلى العالم ورسخت العنف في العالم...

مؤكداً أن هذا القول لاشك أنه ينبيء عن عدم فهم لحقيقة الإسلام وعن تأثر بما قاله من جهل حقيقة الإسلام في الكتب التي نقل منها في كلمته وما تضمنته من إساءة بالغة للإسلام ولرسولنا - صلى الله عليه وسلم -...
وقال معالي الوزير إن مصدر خطورة هذا الكلام أنه نقل بعناية واختير أيضاً في معرض لقاء في جامعة علمية يتسم الإلقاء بالمنهجية وبالدقة ولذلك فنحن نعبر عن استيائنا البالغ لهذه الإساءة للإسلام وللمسلمين ولحقائق الدين الإسلامي كما نعتبر أن فيه إثارة للضغائن وإذكاء لموجات الكراهية والبغضاء بين الناس في العالم وهو الأمر الذي يرفضه شرعنا الحنيف ورسولنا الكريم الذي أكد - عليه الصلاة والسلام - بأن يقول الناس بعضهم لبعض بالحسنى، كما قال الله - تعالى -: (وقولوا للناس حسناً).

ونادى فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - بالعدل مع القريب والبعيد مشيراً إلى أن الإسلام بعيد كل البعد عن الدعوات الشريرة التي نسبها بابا الفاتيكان لرسول الإسلام وللإسلام كدين وعقيدة ولا شك أن أي دعوة من مرجع ديني في ديانته بهذه الكلام الذي يثير الكراهية فهي دعوة مجددة لإذكاء روح العداوات في العالم وهذا عكس ما يسعى إليه العقلاء في المسيحية ويسعى إليه الساسة الذين تهمهم الإنسانية ألا يوقعوا الضغائن والكراهية بين الناس بسبب اختلاف الدين.

ولم يستغرب الشيخ سلمان العودة تصريحات البابا بنيديكت السادس عشر المسيئة للإسلام، مشيراً إلى أن الدراسات كثرت حول ماضي البابا المتشدد والمتطرف الذي بدأ حياته البابويه بتصريح يقول فيه: "إن اليهود اخوة أعزاء. بينما لم يشر للمسلمين لا من قريب ولا من بعيد".

وأكد الشيخ سلمان على أن ما قاله البابا كان مرتباً ومدروساً ومخططاً له، ولم يكن زلة لسان أبداً، "فهو يلقي خطابه في جامعة أكاديمية حول العقل والمنطق، وكأنه لم يجد الجرأة في مهاجمة الإسلام ونبيه بشكل مباشر، فاستعار هجوماً لإمبراطور بيزنطي في القرن الرابع العاشر في حوار مع أحد المثقفين الفارسيين وكان هذا الحوار يتم في مقربة من القسطنطينية حيث يفترض أن البابا سيزور تركيا قريباً، وكأنه يمهد لمثل هذه الزيارة".

وقال الشيخ سلمان إن البابا أراد أن يعبر عما في نفسه من حقد على الإسلام باستشهاده بمثل هذه الأقوال القديمة التي لا معنى لها في السياق، "فهو لم يستطع أن يسب الإسلام بنفسه صراحة فاستعار مسبة إمبراطور بيزنطي في القرن الرابع عشر وأعلنها وكررها أكثر من مرة".

وأكد الشيخ العودة أن تصريحات البابا لا يمكن أن تمر مرور الكرام، "فالمسلمين انتصروا لنبيهم محمد - عليه السلام - لما اعتدى عليه الرسامون الدانمارك، فلابد من غضبة إسلامية سلمية عامة على مستوى الأصعدة من الحكومات والجماعات والأفراد ضد لغة البابا العنصرية البغيضة".

وحمّل الدكتور الشريف حاتم العوني ـ المشرف العام على اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء - صلى الله عليه وسلم ـ بابا الفاتيكان السادس عشر مسئولية أي تطرف أو إرهاب سوف يحدث ضده، "لأن التطرّف الذي أخرج هذا التصريح لا يردّ عليه إلا تطرّفٌ من الطرف الآخر، وليس الإسلامُ ولا المسلمون من أهل التطرّف...

إلا ما يصنعه الجهلةُ من جميع الديانات ومن جميع أمم الأرض من إشعالهم بجهلهم ناره، ليأتي تصريحُ البابا الآن مُذكِياً لها، فسيكون عليه جزءٌ كبيرٌ من وِزْر هذا التطرّف، وعليه أن يتحمَّل مسؤولية الإرهاب الذي سينتج عنه!! "

,rthj lu jwvdp fhfh hgthjd;hk