يقول كاتب السلسلة فى مقدمته :

مــقدمـة :

الموضوع هذه المرة هو قضية الإعجاز العلمي في القرآن:

لقد رأينا في السنوات الأخيرة ظهور مفهوم جديد عند المسلمين ألا و هو الإعجاز العلمي , و أصبح الشخص المسلم كلما كلمته عن أمور إسلامية يقول لك إذهب إلى السورة الفلانية ستجد مراحل تكونك الإمبريولوجي عندما كنت جنينا في بطن أمك, أو يقول لك القرآن أعلن عن حقائق علمية لم يكتشفها علماء الغرب إلا في الأونة الأخيرة فكيف تشرح لنا وجودها في القرآن قبل ألف و أربع مائة سنة ..

وبهذا الصدد قررت أن أدرس مدى مصداقية هذه الأقوال أولا كمقدمة لهذه السلسلة سوف أطرح بعض النقاط لدحض مفهوم الإعجاز العلمي.

الإعجاز العلمي كمفهوم في القرآن:

نحن كمسيحين لا نؤمن أن القرآن كلام الله لكن من المعلوم عند الجميع أنه كتاب يحتوي على أوامر و نواهي و حدود رسمها كاتب القرآن وو ضعها كشريعة تضبط عن طريقها تصرفات الناس, و قضية الإعجاز العلمي في القرآن أو في الأحاديث النبوية مجرد وهم وأكذوبة يسترزق منها البعض و يجعلون منها " بيزنس " وهؤلاء الأشخاص الذين يروجون للإعجاز العلمي لا يحترمون حتى عقل الإنسان و يضحكون على الأشخاص الساذجين و يكسبون أموال ضخمة و شهرة ومكانة مهمة في المجتمع, فإن كان فعلا الإعجاز العلمي موجودا في القرآن فلماذا لم تكتشف هاته الحقائق العلمية من طرف شيوخ و علماء المسلمين وبهذا تكونون قد تفاوقتم على الغرب بعلمكم و تتخلصون من الفقر و الجهل و التخلف, وألا تنتظروا من الغرب أن يكتشف نظريات علمية جديدة ثم تقولون الله أكبر إنها موجودة في كتابنا منذ ألف و أربع مائة سنة.

أولا أريد أن أشير أن قضية الإعجاز العلمي تهدم الدين أكثر مما تثبت صحته لماذا يا ترى ;

لأن منهج العلم مختلف تماما عن منهج الدين و هذا لا يعيب كليهما و لا يعني بالضرورة أن النقص كامن في أحدهما, فالمقارنة لا محل لها و محاولة صنع الأرابيسك " العلمديني" بتعشيق هذا في ذاك محاولة محكوم عليها بالفشل مقدما, ربما سيعترض الأحباء المسلمين على هذا الكلام لكن سأشرح لكم لماذا :

العلم يا عزيزي المسلم هو تساؤل دائم أما الدين فيقين ثابت

العلم لا يعرف إلا علامات الإستفهام والدين لا يمنح إلا نقاط الإجابة

كلمة السر في العلم هي القلق أما في الدين فهي الإطمئنان هذا يشك وذاك يحسم

وكل القضايا العلمية المعلقة و التي تنتظر إجابات لن تجد إجابتها عند رجال الدين وذلك لسبب بسيط هو أن من عرضوها منتظرين الإجابة قد ضلوا الطريق, فالإجابة عزيزي تحت ميكروسكوب العالم و ليس تحت عمامة الفقيه, أما الأمر المهم جدا و أرجوا من الجميع أن ينتبه له, العلم منهجه متغير و قابل للتصديق و التكذيب و يطور من نفسه بمنطقه الداخلي و ربطه بالدين يجعل الدين عرضة للتصديق و التكذيب هو الأخر, إذن فالربط بين بين الدين و العلم يشكل خطرا كبيرا على الدين أكثر مما يثبت صحة أقواله , وبالثالي فالإعجاز العلمي في القرآن كمفهوم مرفوض تماما.

فـي هذه السلسلة سوف نناقش الإعجاز العلمي كمضمون و ندرس جميعا الآيات التي يستخدمها مروجوا الأكاذيب و يدعون أنها تحتوي على حقائق علمية لنكتشف جميعا على أنها مجرد تدليسات لغوية و كلام فارغ يسعونا من خلاله ان يظهروا القرآن على غير ما هو عليه.
أُحِب التعليق على جزئيات بسيطة فى هذه المقدمة الطويلة منها :-

1- العلم تساؤل دائم ، و أيضاً العلم يضع نقاط إستفهام و الدين يمنح نقاط إجابة وكذا العلم يشك والدين يحسم !

كل هذا الكلام يدور فى منظور واحد لكن يحب النصرانى الزيادة فى الكلام لإهام الأتباع بأنك تُعلِق على الموضوع بشىء .
قوله صحيح لكنه حق أراد به باطل ، فالعلم يضع نقاط إستفهام ثم يبحث فيها إلى أن يُجيب عنها و إجابة العلم تحتمل الصواب والخطأ إلى أن يتيقن العلماء من الصحيح .


2- أن قضية العلم تهدم الدين أكثر مما تثبته لأن العلم متغير !

إن كان الدين يعتمد على العلم فلك أن تقول ذلك ، كما أن هناك نظريات تم إثبات صحتها و إنتهى الجدال فيها منها مثلاً أن الأرض تدور حول الشمس و ليس العكس كما يقول الكتاب المقدس (جا 5:1)
و بهذا نقول أن من النظريات العلمية مالا يتغير ، ولا نقول أيضاً أن الدين يعتمد عليها .

hgv] ugn : sgsgm jtkd] hgYu[h. hgugln tn hgrvNk