بسم الله الرحمن الرحيم

أما أن يأتي واحد من بني البشر ليقنعني ـ أنا من درس و شاهد أشكال مئات الأجنّة ـ أن الجنين يشبه الطين أو اللحم الممضوغ فهذا لا يدخل بالعقل ، عمري لم أرى أماكن المضغ التي يتحدث عنها الأعجازيون و بروفسورهم الوقور.

لا يبدو أنك تمثل أى شىء فى هذا العلم أو غيره ، على الأقل أنت لا تستطيع توثيق كلمة إلى الآن إلى مصدر مما يتأكد معه من أن كل كلامك هى إختراعات شخصية .

بالتأكيد يمكن ان يخطر ببال احدهم أن يشبه الجنين الذي توفي ببطن أمه وعثرت عليه قابلة العصر الحجري، بعد أن أجهضته بالثلث الثاني من الحمل و بعد أن دخل بمراحل التفسخ و التحلل بعد الموت فظهرت به التبعجرات و التفسخات، يمكن أيضا أن أشبهه باللقمة المعلوكة.
هل لأحد أن يعارضني بهذا التشبيه ؟
بالطبع هناك إعتراض على هذا التشبيه
أى جنين سيتوفى فى هذه المرحلة و الروح لم تُنفخ فيه بعد ؟!

إن نفخ الروح فى الجنين يكون بعد أطوار النطفة العلقة و المضغة كما فى الحديث الشريف
قال رسول الله صل الله عليه وسلم ( إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما . ثم يكون فى ذلك علقة مثل ذلك . ثم يكون فى ذلك مضغة مثل ذلك . ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح . ويؤمر بأربع كلمات : بكتب رزقه ، وأجله ، وعمله ، وشقي أو سعيد ) صحيح مسلم - رقم 2643

و العلم لم يتوصل إلى ذلك بعد ، لكن نحن لنا بما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة أن كل جديد فى العلم يأتى متوافقاً تماماً مع الكتاب والسنة - كما تبين فيما سبق - فلذا القول بموت الجنين فى هذه المرحلة لا دليل علمى عليه .

ثم لماذا يضع ترتيبها - على فرض صحة أقوالك - فى هذه المنطقة ( بعد النطفة و العلقة و قبل العظام ) و تتطابق مع حقيقة العلم ؟

و الأسهل من هذا كله شكل ما يخرج من السيدة عندما يسقط حملها... هذا لا يخفى على أحد... و ملايين البشر شاهدوه منذ ظهور الانسان الاول، وليس سراً... و النساء حتى اليوم، عندما يستشرن الطبيب عند حدوث اجهاض عفوي، غالبا ما يستعملن عبارة اللحم.. إذ يقلن " فقدت قطع من اللحم " للتعبير عما حصل لهن.

و بالتالي فمقصد القرآن أنه عندما قال للأعرابي أن الجنين ببطن زوجته يمر بمرحلة يشبه بها اللحم... و قد تفقد زوجته قطع اللحم الممضوغ هذا أن سقط حملها... أن قلنا أن القرآن أخبر الأعرابي بشيء واضح للعيان،،، فلا غبار على هذا، و كأنه يقول له ماء البحر مالح و السماء زرقاء.... و لكن أن يأتي البعض يدعون ان هذا حقيقة علمية، وإضافة الى ذلك إعجاز، أنه تلفيق كبير.

في الصورة ادناه نرى مايمكن ان يكون القرآن قد عناه بالمضغة، و هو ماسقط من سيدة فقدت حملها:



هذا مايمكن ان يخرج من المرأة، ومن الممكن للجميع ان يروه، ،وهو فعلا يشبه اللحم الممضوغ.
السيدة التي فقدت "قطع اللحم الممضوغ" المصور أعلاه لم تشاهد الجنين بشكله الإنساني الحقيقي الذي قدمنا لكم صورته سابقا اعلاه، وهو نفسه الذي نراه بكتب الاجنة، وشبه بعضهم رسمته بالعلكة.

لماذا لم تشاهد الجنين الحقيقي من عظم و لحم؟

أجيب على السؤال:

أما لأن الحمل قد تطور دون جنين... و هذا الغالب،،، أي أنه حمل غير طبيعي.. نسميه بيضة فارغة... و غالبا ما يسقط عفويا... التفسير الثاني،،، أن الجنين بهذه المراحل بالكاد يقاس بعدة مليمترات... و لا يرى بالعين المجردة و ما نراه يشابه اللحم الممضوغ هو بالواقع :المشيمة الأولية.
أقل ما يوصفه به هذا الكلام أنه هراء أو كلام فارغ
فكلما تحدث النصرانى عن مرحلة من المراحل التى ذكرها القرآن يقول إن مقصد القرآن كان على زوجة الأعرابى التى رأت كذا و كذا .
ليت شعرى من هى إمرأة الأعرابى هذه ؟!

ثم يا أصحاب العقول النيرة هل قام رسول الله من أجل أن يتدخل و يكتب فى هذه الحقائق بإحضار جميع الحوامل و إسقاط حملهن فى الأسابيع المختلفة ليعرف ما شكل الجنين فى بطن أمه فى كل أسبوع ؟! هل هذا كلام منطقى يُعقل ؟! ، و أين ترتيب المراحل ؟ لماذا أسقطتها من فلسفتك العجيبة ؟ لماذا وضع المضغة فى هذه المرحلة بعد العلقة و قبل العظام و يوافق العلم هذا ؟!

ثم إن كل مرحلة من مراحل القرآن قد تطابقت كما تبين بالموضوع مع أوصاف العلم ، كما أن النبى الكريم حدد هذه الأطوار أنها تقع فى الأربعين الأولى مما لا يدع مجالاً لقائل بعد ذلك ليقول أن علماء الإعجاز العلمى هم من ينتقوا الأسابيع وفق هواهم .

هكذا قد أنهينا الرد على إدعاءات النصرانى حول مرحلة المضغة لكن
يتبع إن شاء الله بالرد على آواخر فقرات مشاركته رغم أنها كلام مستهلك تم الرد عليه قبلاً .