الإعجاز العلمى فى مراحل تطور الجنين

تفنيد الإعجاز العلمي : في مراحل تطور الجنين ( الأطوار و المراحل )

أولا نبدأ بالحجج الإعجازية

أ ـ المراحل

يدعي مرتزقة النظريات الإعجازية أن القرآن يتحدث عن مراحل تخليق الإنسان ... بل و يدعون أن هذه المراحل التي نوقشت بالمؤتمر الخامس للإعجاز ـ موسكو 1995 ـ قد أقر بأنها أحسن تصنيف لعلم الأجنة بالطب. و يدعون أن البروفسور كيث مور قد أدخلها بكتابه الشهير اعترافا منه بصحتها...

عندما يسمع المشاهد هذا الكلام على أثير تلفزيون الجزيرة لا يمكنه ألا أن يصدق و لكن من يتصفح كتاب كيث مور لا يرى ذكر هذه المراحل سوى بفقرة صغيرة بمقدمة كتابه التي تتحدث عن تاريخ علم الجنين بالثقافات القديمة، تماما كما نتحدث اليوم عن ثقافة الاغريق مثلا. و عندما ينتقل مور ليشرح ـ بشكل أكاديمي ـ كيف يتطور الجنين لا يعود الى هذه المراحل و لا بأي تلميح..


يحدثنا مور كيف يتطور الجنين منذ إلتحام النطفة (منويات) بالبويضة لتتحول الى زيغوت ثم الى التوتة ـ مورولا ـ ثم الى بالاستوسيت ثم يظهر الجنين الذي يتطور بمرحلتين الأولى أسمها " أمبريولوجيك" يسمى بها أمبريون و الثانية "فيتال" يسمى بها فيتوس تنتهي بولادته... و لم يوجد بكتاب مور أي شيء يشير أن الجنين يشبه الدودة أو العلق أو اللحم الممضوغ، وهو امر لايمكن تصوره من كتاب علمي....
سنعود لكتاب كيث مور بالتفصيل بفقرة خاصة لما لهذا المؤلف من دور حشره به الإعجازيين بالقسم الكبير من أبحاثهم.


كُتب بأماكن عديدة عن ذلك العالم الذي وقف و جلس عندما قيل له ان القرآن تحدث عن مراحل تخلق الجنين و ركض و أسلم من دهشته على مدى تطابق الوضف مع الحقيقة العلمية .... غير ان هذا لايمكن ان يكون حقيقة، بالذات لانه لايتطابق مع الوصف العلمي لمراحل الجنين، الامر الذي لن يخفى عن اي عالم. فأولا، هذه المراحل و الأطوار كم مذكورة في القرآن كانت موجودة منذ عصر الاغريق، واما الاطوار الحديثة فوصفها العلماء من بني البشر أثناء دراستهم لعلم الجنين ، وهي تختلف عن الاطوار الكهنوتية.


التبدلات التي تحدث عند الجنين لتنقله من مرحلة الالقاح الى مرحلة الوليد هي تغيرات متواصلة أذ تنقسم البيضة الملقحة، التي تشكل الجنين، من خليتين لأربع لثمان لـ 16 و هكذا دواليك . و لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن نقول بأن النصوص القرآنية قد فصّلت هذا الإنتقال المرحلي حتى نبرر أن فكرة المراحل فيها سبق علمي، إضافة الى ان النصوص القرآنية سقط عنها دور البيضة، واكتفت بالاشارة الى النطفة فقط، كما التبس فيها موضوع تشكل اللحم والعظام..

أن نقول أن الإنسان و الجنين بالخاصة قد تطور بمراحل من ساعة الجماع بين الزوجين لمرحلة الولادة لا أرى به أي معجزة و من البديهي أن يتطور الجنين ، فالرجل لم يلقح زوجته بإنسان كامل متكمل لا يحتاج لمراحل حتى يصل لمرحلة وليد قابل للحياة . و لسنا بحاجة لمكروسكوبات حتى نتوقع حاجة الجنين للتطور بمراحل.


يقال عن السيد كيث مور، أنه أثناء مشاركته بمؤتمر الإعجاز التي دعاها إليه الزنداني بأموال سعودية أسهم بها بن لادن بشكل كبير لدرجة دفعت بكيث مور أن يشكره بمقدمة كتابه. و يقال أن هذا العالم الكندي قد أقر بأن التصنيف القرآني لتطور الجنين بمراحل هو أعجاز..... ـ و لكن هل يمكن ان يكون قد فعل ذلك (إذا كان قد فعله حقا) نابعا من اللطافة وحب ارضاء الاصدقاء ام انه لكونه إعجاز" حقاً، و يوجد اغلبية ساحقة من الذين لم يعطو هذا التصنيف القرآني المدعى أي أهمية ؟


المراحل الأربعة التي يتشبث بها الإعجازيين لا تعبر عن حقيقة الواقع لامن قريب ولامن بعيد. أنظروا فقط لما تكتبه المواقع الإعجازية عن المراحل المعقدة التي يمر بها الجنين من لحظة الالقاح للحظة التعشيش و تشكل القرص الجنيني و تشكل الوريقات الثلاثة ثم أنحناء الوريقات و ظهور الحبل الأولي و غيره و غيره ناهيك عن نمو الملحقات من حبل سرة و مشيمة و أغشية، إذ كل خطوة يخطوا بها الجنين هي بحد ذاتها مرحلة ..... ولا يوجد أي منطق علمي يجيز للدارس علم الجنين أن يختصر هذه المراحل الى نطفة فعلقة فمضغة فعظام تكسى باللحم .

فضلا عن أن القرآن بإطلاقه هذه الكلمات الأربعة لا يمكن أن يشرح علم الجنين كما يحاول الإعجازيين أقناعنا و ذلك باللجوء الى التفسيرات اللغوية و التشبيهات الشخصية، إضافة الى انه من الواضح ان اهذا الامر لم يكن هدف القرآن اصلا . فهل يجب على العالم الباحث بطب الجنين أن يمسك القرآن بيد و المعجم بيد أخرى ليفهم كيف يتطور الجنين؟؟؟... اليس هذا الادعاء هو اجحاف بحق القرآن بالدرجة الاولى وتقويله مالم يقله؟


الخلاصة :

هل يمر الجنين بأطوار ؟ نقول يمكن بشكل عام أن نأخذ بعين الإعتبار الأطوار الخمسة التالية و التي توجد فيما بينها حدود يمكن لحد ما، وبتجريد كبير، أن نميز بها طوراً عن آخر، فما هي سمات هذه المراحل؟


ـ الطور الأول

الجمع بين السبرماتوزوئيد ـ أو الحوين المنوي و البويضة. يستغرق عدة ساعات يسمى خلالها زيغوت Zygote، اي ان اتحاد النطفة مع البيضة هو بداية إنطلاق مراحل تشكل الجنين

ـ الطور الثاني

و يتناسب مع بدأ الانقسام الخلوي و هجرة البويضة الملقحة من البوق ، اي مكان التلقيح و الجمع، الى الرحم أي مكان التعشيش و يسمى الجنين بهذه المرحلة التوتة و يدوم هذا من اليوم الثاني الى الخامس.

ـ الطور الثالث

Blastocyste, تبدأ مع بداية تعشيش المورولا أي التوتة، و التي تتحول الى بلاستوسيت التي يظهر بها أول تجويف.

ـ الطور الرابع

اعتبارا من الأسبوع الثالث يظهر الجنين. Embryon.

ـ الطور الخامس

و الذي يأخذ به الجنين أسم Fœtus.

و لتفصيل كل ما يحدث خلال هذه الأطوار، فقد قسّم علماء الجنين و من بينهم البروفسور موور مراحل تطور الجنين ،الى اسابيع، لتسهيل فهما وإمكانية متابعتها.

الساعات الأولى :

بنهاية المضاجعة ، يقذف الرجل في مهبل المرأة ، قريبا من الفتحة الخارجية لعنق الرحم ما يقارب الـ 100مليون خلية منوية " نطفة " .

تسبح النطاف الى قناة عنق الرحم بفضل حركات سوطها، وتقوم التقلصات العضلية لجدران الرحم و البوقين بإعطاء المنويات دفعة اضافية لتسهيل وصولها الى المكان الصحيح.
الزمن اللازم للوصول لموضع الألقاح هو ساعة ، و يصل اليه ما يقارب الـ 400 ألف نطفة.

حتى يحصل الالقاح يجب أن يكون وصول النطاف الى الموقع المناسب متزامنا مع أطلاق البويضة من مبيض المرآة، فيلتقطها الطرف الأخر من البوق و الذي يغطي بأهدابه المبيض. ثم ينقل هذه البويضة الى موقع الإلقاح.

يجب أن تلقّح هذه البويضة بسرعة بعد أطلاقها أذ أن عمرها لا يتجاوز الـ 24 ساعة.

ما يحدث خلال الأسبوع الأول :

يبدأ الحمل من ساعة التحام الحوين المنوي "السبرماتوزئيد" مع البويضة مما يعطي الطور الأول المذكور أعلاه أي: الزيغوك Zygote و هو مكون من خلية واحدة تحوي على كامل العدد الصبغي للكائن الإنساني، قادما نصفه من الام والنصف الاخر من الاب. يحدث هذا بالثلث البعيد للبوق. و بعد الالقاح، تقوم أهداب البوق بنقل البويضة الملقحة الى مكان التعشيش.

الطور الثاني :

و هو انقسام الزيغوت الى خليتين و كل خلية تنقسم بدورها فنحصل على أربعة ثم ثمانية و هكذا . تسمى كل خلية البلاستومير، Blastomère. عندما يصل عدد الخلايا الى 16 ، و هو ما زال يعبر البوق، و يأخذ الجنين أثناء هذا العبور شكل التوتة و يسمى مورولا، Morula.

الطور الثالث:

يبدأ عند دخول التوتة الى جوف الرحم و يبدأ التعشيش، و يظهر بهذا الطور أول تجويف يحوي على سائل فيسمى الجنين بلاستوسيت، Blastocyte. مع متابعة الخلايا لتكاثرها يزيد حجم التجويف و تتميز خلايا الجنين الى الخلايا المحيطية المغذية التي ستعطي فيما بعد المشيمة ]تروفوبلاست[ و الخلايا المركزية التي ستتميز الى الزر أو البرعم الجنيني . تبدأ الخلايا المشيمية الأولية بالتثبت و التعشيش على مخاطية بطانة الرحم ـ أندوميتر ـ اعتبارا من اليوم الثامن بعد الألقاح . بنفس الوقت تتميز خلايا البرعم الجنيني الى طبقتين .

كما نلاحظ أعلاه. فإن الأطوار الثلاثة الأولى تحدث خلال الأسبوع الأول فقط.


الأسبوع الثاني من التطور :


في حين يكتمل تعشيش البلاستوسيت على بطانة الرحم التي تحيط كليا بالجنين يبدأ الدوران المشيمي بالانتظام ضمن شبكة من التجويفات المتصلة ببعضها و التي يصب بها الدوران الدموي للأم و يخرج منها باستمرار مما يؤمن تغذية الجنين الذي تكتمل إحاتطه ببطانة الرحم باليوم العاشر.

بنفس الوقت يأخذ الجنين شكل القرص ذو طبقتين من الخلايا و يبدأ التجويف الأمينوسي بالتشكل بين هذا القرص من جهة و بين الكتلة المشيمية الأولية من جهة أخرى.

بمنتصف الأسبوع الثاني يتشكل حول الجنين تجويف ثالث يصبح سريعا التجويف الكوريوني . يكبر بسرعة و يحيط بكامل الجنين مع التجويفين الأولين سوى بمضيق صغير سيعطي فيما بعد الحبل السري .

الأسبوع الثالث :

أنقطع الطمث عن السيدة و أصبح بالامكان التحري عن الحمل

يمتاز هذا الأسبوع بظاهرة مهمة و هي تحول القرص الجنيني الى ثلاثة طبقات. هذا القرص الذي يتشكل بالبداية من طبقتين من الخلايا . الطبقة الثالثة تتشكل اعتبارا من الخط أو الحبل الأولي.

هذه الطبقات الثلاثة مع الحبل الأولي تعتبر أساس النمو الجنين، و مع ظهورها يبدأ الطور الرابع، أو ما يسمى الفترة الأمبريولوجية ـ . تترافق هذه المرحلة مع تطور البريميتف كور أو الحبل الأولي.
نهاية المطاف من كل هذا هو قول السائل

و السؤال الذي يثار:

سواء أعتمدنا على مراحل نطاف ثم زيغوت ـ تم توتة موريلا ثم بالستوسيت ثم أمبيريون ثم فيتوس، أو أعتمدنا على الأسابيع، أين هو التطابق المنطقي مع النطفة فالعلقة فالمضغة ؟ كتوالي مراحل.