قال الله تعالى :
{ خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ }
7 البقرة
قال فيها الزمخشري :
( الختم والكتم أخوان؛ لأن في الاستيثاق من الشيء بضرب الخاتم عليه كتماً له وتغطية لئلا يتوصل إليه ولا يطلع عليه )
المرض الاول :

الكذب وهو آفة العصر

سلسلة أمراض المجتمع (الكذب)


فالكذب أمره خطير وشره مستطير، انتشر في كل مكان وظهر في كل زمان - إلا مارحم الرحمن -
فهو من كبائر الذنوب وفواحش العيوب، أبغض الأخلاق إلى كل الأنبياء،
صاحبه في قلق واضطراب وحيرة وارتياب،
ممحق للبركات، مكثر للسيئات، مفتاح لكل الموبقات، مغلاق لكل الخيرات، موجب للعذاب،
طارد من الجنات إلى جحيم المهلكات.
مما يبكي العين ويدمي القلب أن مرض الكذب متغلغل في بعض النفوس كالسرطان الخبيث ،
ويقع للأسف الشديد من الآباء أمام الأبناء، ومن المعلمين أمام المتعلمين،
فصار المجتمع مريضًا- إلا ما رحم اللَّه - بهذا المرض العضال،
فكان لابد من وقفة للعتاب.

تعريف الكذب :
هو أن يخبر الإنسان عن شيء بخلاف الحقيقة ,
ويكون إما بتزييف الحقائق جزئيا أو كليا أو خلق روايات وأحداث جديدة ،
بنية وقصد الخداع لتحقيق هدف معين وقد يكون ماديا ونفسي واجتماعي وهو عكس الصدق،
والكذب فعل محرم في جميع الأديان.
الكذب قد يكون بسيطا ولكن اذا تطور ولازم الفرد فعند ذاك يكون الفرد مصاب بالكذب المرضي .
وقد يقترن بعدد من الجرائم مثل الغش والنصب والتزوير والسرقة.
وقد يقترن ببعض المهن أو الادوار مثل الدبلوماسية أو الحرب النفسية الاعلامية أو التسويق .

أسباب الكذب
يوجد العديد من الأسباب التي تدفع الناس إلى الكذب ومن أهم هذه الأسباب :
1.الخوف من العواقب
2.اكتساب فوائد
3.ليتجنب ذكريات مؤلمة
4.الخيال الخصب
5.الحفاظ على المكانة الإجتماعية وحب الظهور
6.العداء للآخرين فيتهمونهم أو يقذفونهم أو يصفوهم بصفات كاذبة
7.الاعتياد على الكذب والتربية عليه

نتائج الكذب
عندما تقال الكذبة يكون هناك نتيجتين :
اما ان تكتشف أو تظل غير مكتشفة.
واكتشاف الكذبة يشكك في المعلومات الأخرى التي أدلى بها الكاذب .
ويمكن أن يؤدي إلى عقوبات قانونية أو اجتماعية ، مثل النبذ أو الإدانة لشهادة الزور.
يمكن التنبؤ بسلوك الكاذب وتنميطه بعدها .
وتعتبر أهم النتائج الأجتماعية للكذب فقدان ثقة الأخرين في الشخص الكذاب، والتشكيك في جميع أقواله وأفعاله.

سيكولوجية الكذب
القدرة على الكذب لوحظ في وقت مبكر وبشكل يكاد يكون عالميا في مجال النمو البشري.
علم النفس الاجتماعي يفسر الكذب من خلال العملية العقلية التي تعتمد على تفحص محاكاة رد فعل الآخرين لقصة ،
وتحديدا ما إذا كان سيتم تصديق كذبة .
ومن الجدير ذكره أن الطفل عندما يبلغ من العمر نحو أربع سنوات ونصف ،
يبدأ الأطفال القدرة على الكذب المقنع وربما قبل ذلك ،
يبدو أنهم ببساطة يكونون غير قادرين على انشاء الأحداث وأنه ليس هناك سوى وجهة نظر واحدة ،
وهي الخاصة بهم.
الأطفال الصغار يتعلمون من التجربة أن الكذب يمكنهم تجنب عقوبة الأخطاء.
ويقول الأطفال أكاذيب لاتصدق لانهم يفتقرون الى مرجعية تقرر منطقية الأحداث.
فالكذب سلوك متعلم تحدده البيئة ،
وما اذا تم تربية الطفل وتعريضه لمثير ونال مكافأة من الاستجابة بالكذب فسوف يتكرر الكذب كثيرا .
Pseudologia fantastica هي مصطلح يطبق من قبل الاطباء النفسيين لسلوك أو عادة إلزامية الكذب.
Mythomania هو حالة توجد فيها ميل للكذب والمبالغة المفرطة أو غير الطبيعية

الكذب في الإسلام
يحرم الإسلام الكذب، ويقول سبحانه تعالى :
( إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ ( 105 ))
[ سورة النحل]،
وكان الكذب هو أبغض الأخلاق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
عن عائشة رضي الله عنها قالت:
(ما كان خُلُقٌ أبغضَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب،
ولقد كان الرجلُ يُحدِّثُ عند النبي صلى الله عليه وسلم بالكذبة فما يزال في نفسه حتى يعلم أن قد أحدث منها توبة)
سنن الترمذي
والكذب هو من خصال المنافق كما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا،
ومن كانت فيه خلة منهم كانت فيه خلة من النفاق حتى يدعها:
إذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر)
صحيح مسلم
أيضا روى مالك في موطئه من حديث صفوان بن سليم :
أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم :
( أيكون المؤمن جبانًا ؟
قال: نعم.
فقيل له: أيكون بخيلاً ؟
فقال: نعم.
فقيل له: أيكون المؤمن كذَّابًا ؟

فقال: لا



sgsgm lk Hlvhq hgl[jlu (hg;`f)