عِظَمُ المِنَّةْ



في رؤيَةِ المؤمنِيْنَ رَبهم في الجنَّةِ



تأليف

عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل



الحمد لله الذي منَّ على أهل الإيمان بالنعيم المقيم في جنات النعيم ، وزادهم على ذلك النظر إلى وجهه الكريم ، فنعمه على عباده لاتحصى وفضله عليهم لايستقصى . أحمده حمد معترف بآلائه ، وأشكره شكراً يوصل إلى المزيد من نعمائه وأشهد ألاَّ إله إلا الله وحده لاشريك له شهادة أرجو بها الفوز في يوم القيام وأدخرها سلم نجاة في يوم الزحام .
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله ، أرسله إلى العالمين بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً ، وعلى آله وصحبه الأتقياء الأمجاد ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم التناد .
وبعد ..

فهذا بحث أقدمه بين أيدي القراء وموضوعه (( إثبات رؤية المؤمنين ربهم في الجنة )) بالأدلة ، راجيا من المولى عزوجل أن ينفعهم بما فيه من بيان وهدى .




الباعث على اختيار الموضوع :

أولاً : إن هذا الموضوع قد غلط فيه أقوام كثيرون وزلت بسببه أقدامهم كالمعتزلة (1) والجهمية (2) ومن نحا نحوهم حيث أنكروا رؤية أهل الجنة ربهم واستدلوا بما لاينهض بحجة ولا يتشبث به إلا معاند لأن الأدلة السمعية من الكتاب والسنة على إثبات الرؤية ظاهرة جلية لمن تدبر وأمعن وحالفه التوفيق
وفي بحثي هذا سوف أستعرض أدلة النافين للرؤية وأناقشها لأبين ماترزح فيه من وَهَن وأُوفي الموضوع حقه إن شاء الله تعالى .

ثانياً : سوف أحاول جمع أدلة الرؤية من كتاب الله تقدست أسماؤه وسنة رسولهsalla ليكون البحث مستوفياً أطرافه جامعاً لما تفرق .


ثم إني بعد أن أورد الأدلة من الكتاب العزيز أذكر أقوال أهل العلم وأئمة التفسير في بيانها عازيا كل قول إلى صاحبه وإن كان التفسير نبويَّا أو قول صحابي أو تابعي ذكرته وعند سوقي للأدلة من السنة سوف أعزو الأحاديث إلى مخرجيها .
والله أسأل أن يوفقنا لسلوك المحجة البيضاء ويحشرنا يوم القيامة في زمرة خير الأنبياءsalla .


______________


1_ المعتزلة : هم أصحاب واصل بن عطاء البصري الغزال المتكلم البليغ قديم المعتزلة
وشيخها وأول من أظهر المنزلة بين المنزلين وقد اعتزل عن الحسن لما خالفه وجلس
إليه عمرو بن عبيد فقيل لهما ولأتباعهما معتزلون ولد بالمدينة سنة ثمانين وتوفي
سنة مائة واحدى وثلاثين من الهجرة : ابن حجر : لسان الميزان 6 / 313 .

2_ الجهمية : هم أصحاب جهم بن صفوان وهم من الجبرية الخالصة ظهرت بدعته
بترمذ وقتله سام بن أحوز المازني بمرو في آخر ملك أمية وافق المعتزلة في نفي
الصفات وزاد عليهم بأشياء : الشهرستاني ، الملل والنحل 1 / 86 .

,E[E,iR dQ,XlQzA`S k~QhqAvQmR YAgQn vQf~AiQh kQh/AvQmR