بشاره ونبوءه رقم 20
............
ما ورد في حبقوق {3 :3-8 } " اللهُ جاء من تيمان ( اليمن) والقدوس من جبل فاران(جبل في مكة) . سلاه ( علوه وارتفاع شأنه وقدره وتعظيمه ، وتأتي بمعنى جل جلالُه ، أو سُبحانه وتعالى ) . جلاله غطى السموات والأرضُ امتلأت من تسبيحه (أُمة مُحمد أُمة التسبيح ) . وكان لمعانٌ كالنور . لهُ من يده شُعاع وهُناك استتارُ قُدرته . قُدامه ذهب الوبأُ وعندَ رجليه خرجت الحُمى . وقف وقاس الأرض (قال مُحمد طويت الأرض لي ولأُمتي ) . نظر فرجف الأُمم ودُكت الجبال الدهريه وخَسَفت آكام القِدَمِ . مسالك الأزل لهُ . رأيتُ خيام كوشان تحتَ بليةٍ رجفت شُققُ أرضِ مديانَ " .
........
والنبوءه وردت في مصدرٍ قديم بهذا الشكل " إن الله جاء من اليمنوالقدوسُ من جبل فاران . لقد أضاءت السماء من بهاءِ مُحمدٍ وامتلأت الأرضُ من حمدهِ . وشُعاعُ منظره مثل النور يحوطُ بلاده بعزةٍ...... ركبت الخيولَ وعلوتَ مراكب الإنقاذِ وستنزعُ في قسيك إغراقاً . وترتوي السهامُ بأمرك يا مُحمدُإرتواءً . ولقد رأتك الجبالُ فارتاعت . وانحرف عنك شُؤبوب السيل....وسارت العساكرُ في بريقٍ ولمعانِ نيازككَ . تُدوخُ الأرضَ غضباً . وتدوسُ الأُمم زجراً . لأنك ظهرت بخلاصِ أُمتك . وإنقاذِ تُراثِ آبائك " .
..............
وهذه النبوءه والبشاره تتحدث عن رسالتان سماويه ، لأن الله لا يجيء إلا برساله ، ورديفه للنبوءة فيما ورد في سفر ألتثنيه { 33: 3 }" جاء الرب من سيناء...." ( جاء الربُ من تيمان إي اليمن حيث أنتشر فيها الإسلام بقُدرة الله دون قتال ، وهٌناك تفسير آخر لها في نهاية هذه النبوءه ، ودان اهلُها بالإسلام دينُ الله الذي لن يُقبل دينٌ غيرُه ، والقدوسُ كنايه عن علو كلمة الله القدوس من جبل فاران في مكة ، بنبيه وقدوسه مُحمد وشريعته ، وجلال الله غطى السموات وستمتلئ الأرض بتعظيم الله وبتسبيح الله وتكبيره بهذا النبي ومن يتبعه من أُمم الأرض ، وإعلاء شأن كلمته ورفعها ونشرها ، وسينتشر هذا الدين الذي هو نورٌ ولامعٌ كالشُعاع بوضوحه ، وبسرعة البرق ، وهذا النبي الذي سيحمل هذه الدعوه وتبليغها سيؤمر بحمل السيف هو وأتباعه ، والسيف والسيوف يصدر منها شُعاع من عكسها لأشعة الشمس ، ونبي التيامن من يمينه وبركتها سيُشع نور الله ليُنير بصيرة البشر ، إلى بقية النبوءه من حيث ستكون دعوته بدايتُها سراً ( إستتار قُدرته) ، وبعدها سيجهر بدعوته ، وسيُرعب أعداءه قبل وصوله إليهم ( نُصرتُ بالرُعب من مسيرة شهر)، ويُطيح بكُل الأوبئه من عبادة الأصنام والأوثان ، وعند رجليه سيسقط كُل من تكبروا على الله وتوحيده ، وسيُبشر أصحابه بأنه ستُطوى لهُ الأرض ولجنده ، ويُبشرهم بتملكهم لممالك وإمبراطوريات لا يُصدق في حينها وصولهم اليها ، كتبشيره بسواري كسرى ،....إلخ .
..........
وهٌناك إحتمال قد يكون صحيح حول جاء الرب من تيمان ، لأن هذه العباره من الوحي لا تُذكر إلا بنزول وحي ، قد تكون هُناك رساله سماويه نزلت لأهل اليمن دون غيرهم في زمن من الأزمنه ، وقد يكون ذلك في التُبع (التُبع حسان) ، حيث ورد ذكره في القُرآن بأكثر من موضع ، وله قصيده أو ملحمه طويله ، موثقه ويتناقلها الناس يخبر فيها عن أمور قادمه ، ولا يُخبر بمثل هذه الأُمور إلا نبي ، ولا يرد وحي بإرفاق كلمة قوم مع الإسم إلا أن يكون نبيهم ، كقوم نوح وقوم موسى ، ففي الآيه الأولى مٌقارنة قوم تُبع بمن قبلهم ، بأن قوم تُبع أفضل ممن قبلهم لكن الله أهلكهم لكفرهم وإجرامهم ، والآيه الثانيه ، تؤكد نبوة ورسالة تٌبع بأنه نبي ورسول ، حيث جرت المٌقارنه بين قوم شُعيب وهم أصحاب الأيكه وقوم تُبع ، هؤلاء القومين كٌل منهم كذب رسلهم ، من هٌم رُسلهم شُعيب وتُبع ، فجاء القُرآن ليؤكد ما جاء في جاء في الوحي إلى حبقوق نبي الله .
..........
{أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ }الدخان37
...........
{ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ }ق14
.............
ومن الآيه أن أصحاب الأيكه ، وقوم تُبع كذبوا رُسلهم ، وبما أن أصحاب الأيكه رسولهم شُعيب عليه السلام ، فلا بُد أن يكون تٌبع رسول قومه ، وإذا اللهُ جاء من تيمان فلا بُد أن يكون جاء برساله ، كما القول وجاء الرب من سيناء ، فمجيئه كنايه عن إرساله لنبي برساله .
............
ورد في متى{12: 42}وفي لوقا{11: 31}" ملكة التيمن ستقوم في الدين مع هذا الجيل وتُدينهُ .لأنها أتت من أقاصي الأرض لتسمعَ حكمة سُليمان "
............
والمسيح عليه السلام هُنا يتكلم عن بلقيس ملكة سبأ في اليمن ، للتأكيد على أن التيمن أو تيمان واليمن إسماء لنفس البلد وهي اليمن .
**************************************************
بشاره نبوءه رقم 21
............
وفي أشعيا { 65 :1-6 } " أصغيتُ إلى الذين لم يسألو( وهم ذُرية إسماعيل العرب ، الذين كانوا يعبدون الأصنام ويلجأوون لها لتقربهم إلى الله زُلفى ) . وجدتُ من الذينلم يطلبوني( وكانوا يطلبون من غير الله ) . قُلتُ هأنذا هأنذا لأُمةٍ لم تُسمى باسمي( وهم العرب الذين لم تكن فيهم رساله سماويه أو نبوه أو هدى أو كتاب سماوي يُرشدهم ، كما هُم اليهود ) بسطتُ يدي طول النهار إلى مُتمرد سائرٍ في طريقٍ غير صالح وراء أفكاره . شعبٌ يُغيظني بوجهي دائماً( اليهود ) ..... لا أسكُت بل أُجازي(بعدها يوجه الله الخطاب لليهود ومُجازاته لهم لمعاصيهم وإساءتهم للملوت الذي أعطاهُ لهم ) . فأكيل ( أُجازي ) عملهم الأول في حُضنهم( أُجازيهم في عُقر دارهم وفي أعز ما يتفاخرون به على الأُمم وهو نزع الله لملكوته منهم وإعطاءه لأُمة العرب ) ".
.............
الله سُبحانه وتعالى يقول في وحيه لنبيه أشعيا بأنني سأسمع وأُصغي للذين لم يسألوني ، وسأكون موجود للذين لم يطلبوني ، وهُم أُمة العرب ذُرية سيدنا إسماعيل عليه السلام ، أبناء إبنه قيدار الذين كانوا يلجأون ويطلبون من غير الله ، ويلجأون ويسألون الأصنام والأوثان التي عبدوها من دون الله ، ليجعلوها واسطه بينهم وبين الله ، ولم يتوجهوا بسؤاله مُباشرةً ، وهذه الأُمه لم تكن أُمه موحده من أُمم الله كاليهود ، فهي غير موحده وغير مُسماه باسم الله ، وتستمر نبوءة وبشارة أشعيا ، حتى يصل لقول الله عن اليهود لا أسكت على ما قاموا به وأقدموا عليه تجاه ربهم واتجاه أنبياءه ورسله ، بل سأُعاقبهم وأجازيهم في عقر دارهم وفي حضنهم ، بأعز ما يتفاخرون به على الاُمم من أنحصار الرسالات والنبوات فيهم ، لأنزعها منهم ، وسأنزع ملكوت السموات والنبوه منهم وأُعطيه لأُمه ستُعاقبهم وأُعاقبهم بتا على ما أقترفوا وهي أُمة مُحمد بالعرب ، الذين لم يسألوني ، ولم يطلبوا مني .
........
وجاء إصغاء الله ، وقوله هأنذا هأنذا ، بإستجابته لنبيه مُحمد الذي منذُ صغره كره الأصنام والأوثان ، واحتقر عبادتها واللجوء لها من دون الله ، فلم يسجد لها ولم يعبدها بل إحتقرها ، ونأى بنفسه في غار حراء مُتفكراً بهذا الكون وبخالقه ، داعياً الله أن يهديه ويكشف لهُ الحق ، عابداً إياه مُتفكراً بمن حوله وكيفية هدايتهم لهذا الخالق ، حتى أصغى اللهُ له واستجاب ، وفاجأهُ بنزول الوحي عليه جبريل عليه السلام ، ياأيُها المُزمل ، يا أيُها المُدثر ، إقرأ ، ما أنا بقارئ...إلأخ .
............
ورد في رسالة بولص إلى أهل روميه{10: 20} " ثُم أشعيا يتجاسر ويقول وجدتُ من الذين لم يطلبوني وصرتُ ظاهر للذين لم يسألوا عني "
.............
يتبع