قافلة الأجيال..خطر يهدد الفكر والبنيان



إعداد أحمد ياسين

تمهيد



(فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ)1



السحر هو السحر، والإفساد هو الطريق، وعقول البشر هي المستهدفة، وهدم الأقصى هو أسمى غاية، هم اليهود نهجهم واحد، وديدنهم واحد، وطريقهم الذي سلكوه واحد على مر الأزمان، وإن اختلفت الحوادث والأماكن، فسحرة الأمس ومخادعوهم، من سحروا عقول الناس وأسكروهم، ومن غدروا الأنبياء وخالفوهم، ومن طعنوا بالرسل وكذبوهم، ومن قتلوا الأطهار وصلبوهم، هم نفسهم سحرة اليوم وشياطين هذا الزمان، هم من صاغوا في الغدر ألوان، وهم من نسجوا للكذب ثوباً وجملوه فازدان، هم أعداء الأرض وشر بني الإنسان، هم أحفاد القردة وأتباع الشيطان، هم اليهود .



فقد علم بعض حاخاماتهم نقاط الضعف عند الغرب، ولامسوا محتواه العاطفي وتشكيله الذهني، فاستطاعوا أن يصلوا إليه بسحرهم، وتباكيهم، وخداعهم المعهود، ولكن هذه المرة كان لليهود قافلة حاولت أن تصل في السحر منتهاه، وفي الكذب أقصاه، فيحاولن هنا أن يمتلكوا عقول البشر ويوظفوها لخدمتهم، فقد أصبحت عصيهم وحبالهم أفعى تسير على الأرض بسحرهم الذي اخترعوه، وبكذبهم الذي حاولوا أن يجعلوا منه حقيقة بعد أن لفقوه.


فكان لحاخامات اليهود في قافلة الأجيال بروزاً فكريا جديدا، ومعول هدم للأقصى وما حوله، وخطوة هامة في تهويد القدس وطبعها بطابع يهودي، فهم يحاولون أن يسخّروا العلوم الحديثة في بث أكاذيبهم، والتقنيات المتقدمة في خدمة قضيتهم المزعومة، كل هذا جسدوه في عمل قائم على سحر العيون والأسماع والأذهان، ليخرجوا بجيل وشباب مسحورون بمسخ اسمه الكيان اليهودي، والهيكل، وإعادة إعمار الحضارة اليهودية البائدة، فكان لهم متحف السحر والشعوذة .



فلم يكتفي الكهنة والسحرة من الصهاينة بما حاولوا صبه من أراجيف في أنفاق الحشمونائيم2، وما رأيناه من رحلة الأسرار في أنفاق الجدار3، بل زادوا في ادعاءاتهم، واستفاضوا بخداعهم ومكرهم بطرق جديدة وأساليب شيطانية ، فهاهم اليوم ينتقلون إلى نفق آخر، وأكاذيب جديدة، ومحاولة سلب للعقول داخل أحد قنوات المياه رومانية العهد، لينهشوها ويطعنوا تاريخها، وينخروا حجارتها، ويصلوا إلى أعماق شاهقة تحتها وتحت أساسات الأقصى، محاولين إظهار سحرهم وزيف تاريخهم من أعماق الأرض، بعد أن صبغوا المحيط كله بصبغة يهودية، فالمبكى بجانبنا، وساحة المبكى أمامنا، والكنائس التوراتية حولنا، والحشمونائيم بجوارنا، ومقر حرس الحدود4 فوقنا.



نقف الآن على أبواب رحلة جديدة في نفق جديد بطريقة تهويدية جديدة، فكأننا نقف أمام باب ساحرِ كاذب يسحر العقول، بل أمام شيطان يسول للنفوس، ويسعى لامتلاك الأذهان، ليخرجها من هذا المكان وقد استحوذ عليها، وملكها ليسيرها فكرياً كما أراد، فإلى هذا النفق وإلى قطعة من محيط الأقصى وجداره بل وإلى أسفل منه، إلى ما حولوه وكر شيطان، إلى ما سموه ......


نفق قافلة الأجيال


يتبع....



المراجع:
1 . سورة يونس الآية 81
2. الحشمونائيم :.هي فترة المعبد الثاني وما قبلها حيث كان ملك الحشمونائيم في فترة (السنين 126-76 ق.م)
3. رحلة الأسرار في أنفاق الجدار .. بحث يوضح خطر نفق الجدار الغربي والأنفاق الممتدة عنه ... http://aqsa.ahba.in/Tunnels/
4.. مقر حرس الحدود .. وهي المدرسة التنكزية قديما ... أحد مدارس المسجد الأقصى الواقعة في نهاية حائط البراق من الشمال .

ktr rhtgm hgH[dhg>>o'v di]] hgt;v ,hgfkdhk