جبل طارق


هو موقع غني بالبصمات الإسلامية يغلق خليج الجزيرة الخضراء، يعتبر جبل
طارق نقطة إستراتيجية نظراً لموقعه بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط
الأطلسي، نزل فيه جيش طارق بن زياد سنة711 ومنه انطلق لفتح البلاد،
فتحول اسم جبل كالبيCalpe ليصبح جبل طارق الذي ينحدر منه الاسم الحالي

بنى الموحدون المدينة في سنة 1159 لتتناوب استقبال السفن مع الجزيرة


الخضراء، فحتى ذلك التأريخ لم يكن على سفح الجبل سوى قلعة تابعة لوالي

الجزيرة الخضراء. دامت أعمال بناء "مدينة الفتح" كما أسماها الخليفة
الموحدي عبد المؤمن ثمانية أشهر لا غير، بدأت في شهر مارس وانتهت في


نوفمبر من العام1160 . وكتب للمدينة أن تكون إلى جانب الجزيرة الخضراء





المجاورة آخر قواعد الموحدين في الأندلس.
كانت المدينة التي أسسها عبد المؤمن في موقع يرتفع عن الأسوار الحالية
وكانت تضم القصبة وبرج القلعة الحرة. وما زالت أجزاء من الأسوار التي
بناها الموحدون ثم المرينيون قائمة. ويعتبر برج القلعة الحرة من أبرز

الآثار المعمارية الإسلامية الباقية في جبل طارق ويقع في الزاوية



الشمالية الشرقية من المدينة فوق صخرة في أكثر الأماكن انحدارا، وقد

أمر ببنائها الأمير أبو الحسن ما بين عامي1333 ومن الآثار الإسلامية
الأخرى لا بد من ذكر الحمّامات المرينية التي تعود إلى القرن الرابع
عشر.
تتلوّى الطريق في سهول متماوجة ما بين جبال قادش ومياه الأطلسي، مارا
بقرى تتشبث في المرتفعات مثل فيخير دي لا فرونتيره ومدينة سيدونيا مركز
كورة شذونة التي بلغت أوج ازدهارها في بداية العهد الإسلامي. تبرقع
السبخات المنظر على سوية كاديثCadiz "جزيرة قادش"، قاعدة المرابطين
والموحدين البحرية، وسان فرناندو حيث نصادف نموذجا حسنا لقلعة تعود إلى
أواخر عهد الموحدين: قلعة سان روموالدو San Romualdo الواقعة على ضفة
وادي لكهGuadalete . وتطالعنا فيما بعد، لدى توجهنا صوب الوادي الكبير،
مدينة شريش Jerez de la Frontera ، المحاطة بحقول القمح والكروم.

جبل طارق اليوم هو مستعمرة التاج البريطاني، في العام 1462م غزا
الأسبان جبل طارق وربطه بالتاج الأسباني سنة 1502م. قامت إنكلترا
باحتلاله في العام 1704م أثناء حرب الخلافة الإسلامية، تحول جبل طارق
إلى قاعدة عسكرية بريطانية بموجب معاهدة {أوتر يشت} ثم مستعمرة
بريطانية سنة 1830م رغم المعارضة الإسبانية التي كانت في بعض الأحيان

مسلحة وتتكرر من حين إلى آخر.





صوره فضائيه لمضيق جبل طارق



جبل طارق


باجة

تقع على قمة مرتفع يتوسط حقول القمح شمالي ميرتله، على الطريق المتجهة
نحو يابرة، وتشرف على وادي آنه. عاشت مدينة باجة التقلبات العديدة التي
طرأت على المنطقة في العصور الوسطى. وقد تلقّفها بنو عباد والمرابطون
والمتمرد ابن قسي والموحدون وابن هود وابن محفوظ لتنتهي في العام 1238
في يد النصارى.

لقد أتى الجغرافيون على ذكر حسنات منطقة باجة وصلاحها لزراعة الحبوب
وتربية الماشية. ليس من السهل استشفاف مظهر التحصينات الإسلامية في
باجة، فقد طرأ عليها تغيير كبير، فأسوارها والقلعة بناها النصارى، إلا
أن بعض آثار سورها الروماني والعربي وصلت إلينا فقد اعتمدها النصارى
أساسا لأسوارهم.

كانت لمدينة باكس جولياPax Julia الرومانية أبواب ثلاثة، بقي منها باب
يابرة وعقد باب أفوسAvos ، بينما يعتبر باب مورا Moura وبعض أجزاء
الجدران من صنع المسلمين. يبرز من بين صروح باجة برج التكريم الهائل
الذي بناه الملك ديونيس سنة 1307.