طليطلة





وهي قرية صغيرة تقع جنوب مدريد بثمانين كيلو متراً، وتمتاز طليطلة
بكاتدرائيتها العجيبة، الكاتدرائية كنيسة كبيرة، فيها آلاف التماثيل
المرمرية المنحوتة، كما تمتاز بتاج ملكة بريطانيا الذي أهدته
للكاتدرائية، وهو متربع في إحدى زواياها، وفي الزاوية المقابلة تجد
مجموع الذهب الذي جلبه كريستوف كولومبوس من أمريكا يوم اكتشفها.

وأزهى من كل هذا تلك القاعة البللورية التي علقت في خزائنها الشفافة
ملابس الملوك العرب المسلمين الذين حكموا الأندلس.
فهذه ثياب عبد الرحمن الناصر، وهذه ثياب المنصور بن أبي عامر، وهذه
ثياب الحَكَم بن هشام، وهذه ثياب أبي عبدالله الصغير آخر ملوك الأندلس،
مطرزة جميعها بالذهب، وبعبارة (لا غالب إلا الله) على أردانها
وحواشيها. وحين تتأمل هذه الملابس، وتقرأ تلك الأسماء اللامعة لا تملك
إلا أن تذرف دمعة، وهيهات أن تحبسها.


جزء من تاريخها
طليطلية مدينة قديمة للغاية، ويغلب أنها بنيت زمن الإغريق. ازدهرت طليطلة فى عهد الرومان، فحصنوها بالأسوار، وأقاموا فيها المسرح والجسر العظيم. وعندما جاء الفتح الإسلامى لها على يد طارق بن زياد عام (712م) بعد واقعة وادى لكة على القوط، وظلت طليطلة بعد الفتح تتمتع بتفوقها السياسى على سائر مدن الأندلس. وفى عهد محمد بن عبدالرحمن الأوسط عام (233هـ) خرجت عليه طليطلة فبرز إليها بنفسه وهزمهم، وانتظمت فى عهد خلافة عبد الرحمن الناصر، وازدهر فيها فن العمارة. استقل بنو ذي النون بطليطة بعد سقوط الخلافة بقرطبة "وهم أسرة من البربر"، وتولى عبد الملك بن متيوه أمر طليطلة، وأساء إلى أهليها فاتفقوا عليه، استقل ابنه إسماعيل بها، وترك شئونها إلى شيخها أبى بكر الحديدى، وتوفى إسماعيل، وخلفه ابنه يحيى بن إسماعيل الذى توفى، وتولى حفيده القادر بالله يحيى الذى ثار عليه أهل طليطلة لقتل ابن الحديدى فاستعان بألفونسو السادس ملك قشتالة الذى دخلها عام (1085م). وبذلك تكون قد سقطت طليطلة فى أيدى النصارى.
حكم بنو يعيش طليطلة بين عامي 1009 - 1028 حيث كان قاضي المدينة أبو بكر يعيش بن محمد بن يعيش.




..يُتبع