الشرف





مع توجهنا غربا تطالعنا الشرف. أغنى بقاع اشبيلية الإسلامية. فبسائطها
الحمراء الخصبة كانت مرتادا لأرستقراطيي اشبيلية الذين أقاموا فيها
المنيات والمنتزهات. ارتسمت ملامح الشرف في العهد الإسلامي وترك
الموحدون فيها آثارا قيمة قبل أن يتقاسمها النصارى.
اصبح حصن الفرج San Juan de Aznalfarache أحد مراكز الإقليم مع نهاية
القرن الثاني عشر، وما زالت قائمة أطلال سورها التي أمر الخليفة يعقوب
المنصور ببنائها من بلاط مراكش.
إذا انعطف السائح وسار في طريق ريفية فرعية سيلتقي بعد بضعة كيلومترات
وغير بعيد عن بوليوليوس دي لا ميتاثيون Bollullos de la Mitacion صومعة
كواتروفيتاسErmita de Cuatrovitas وهي أثر غريب باق من القرية المسلمة
التي هجرت وانتهت الى الاندثار. وما الصومعة سوى مسجد القرية الذي يكاد
يحافظ على معالمه كاملة.
ويتبدى الإرث الموحدي في غنى عمارة الشرف المدجنة، فأنماطها تنحدر
مباشرة من مواصفات العمارة الإسلامية. ونلتقي دليلا على ذلك في صوامع
قريتي خيلو Gelo وكاستيليخا دي تل حارة Castilleja de
Talharaالمهجورتين، وكذلك في كنائس بلدتين كانتا في عهد الإسلام من
مراكز الإقليم: حصن القصرAznalcazar وسانلوكار لا مايور Sanlucar la
Mayor . نرى في محلة سانلوكار، وهي شلوقر القديمة، أطلال السور المبني
بالطوب والقرميد والمعروف باسم أسوار كاركافا Carcava والقريبة من
كنيسة سان بيدرو القوطية المدجنة التي استغلت مئذنة جامع كبرج
لنواقيسها.
في جهة الغرب، صوب لبلة وبعد اجتياز وادي عمارGuadiamar ، تنبسط سهول
تيخادا لا فييخاTejada la Vieja، وفي مرتفع فيها أطلال قلعتها المبنية
بالطوب. وثمة قلعة صغيرة فيها ربما ترجع الى عهد الموحدين ومبنى يحتمل
كونه رباطا أو مخزن حبوب اصبح فيما بعد كنيسة سان بارتولومي دي
فيليالبا دي ألكور San bartolome de Villalba de Alcor.