شلب






تقوم على مرتفع مجاور لنهر أراده Arade وسط بسيط خصب قريب من البحر

المحيط. أمّ قلعتها الحمراء عدد كبير من الشعراء والعلماء حصدت شلب منذ
دخولها في مسرح تأريخنا مدائح المؤرخين لكثرة خيراتها في الزراعة
والتجارة، واطنبوا في وصف قصبتها وأسوارها وأسواقها ورهافة العيش فيها.
اثر انتهاء الفتنة أصبحت شلب في سنة 1013 إمارة مستقلة يحكمها بنو مزين
الذين مكثوا يحكمون مقدراتها إلى أن تغلب عليها ملك اشبيلية المعتمد بن
عباد في سنة 1053-1052 وضمها إلى ملكه. بعد قرن من ذلك كانت شلب بؤرة
للتمرد ضد سلطة المرابطين إذ أعلنت تأييدها لابن قسي الذي فتح أبواب
الأندلس للموحدين.

في العام 1189 اضطرت المدينة إلى الاستسلام أمام جحافل سانتشو الأول،
ملك البرتغال،
وذلك بعد حصار دام زهاء أربعة أشهر. فكان لسقوطها وقع الصاعقة في الغرب
الإسلامي، الأمر الذي دفع أبا يوسف يعقوب إلى التوجه إليها بآلات حرب
أجبرت النصارى على إجلائها. بعد أفول نجم الموحدين باتت من أعمال مليك
لبلة ابن محفوظ إلى أن استولى عليها نهائيا ملك البرتغال ألف ونسو
الثالث.

بريق شلب
احتضنت شلب في عزّ أمجادها حشدًا من الشعراء، ففي أوساطها المثقفة نبغ
ابن عمّار، وزير المعتمد بن عبّاد الذي ولد في ضيعة قريبة من شلب. نجد
فيها في عهد المرابطين شعراء من أمثال شاعر فاس ابن حبوس والقاضي ابن
القنطري (1108-1049) ومحمد العامري الباجي (1137-1054) .
ترتسم أسوار شلب، وهي من أهم المعالم الإسلامية في البرتغال اليوم،
بارزة في المنظر المحيط. كانت مساحة مدينة شلب المسورة ثمانية هكتارات،
ونشاهد اليوم في سورها المصنوع بالطوب وأبراجها الحجرية باب المدينة