حاول القساوسه أن يبرهنوا في كتبهم التي تدافع عن صحه الكتاب المقدس أن الكتاب المقدس مستلم من الأباء الأولين الذين كانوا يؤمنوا به كما هو موجود بين أيدينا الأن وأن جميع المسيحيين منذ البدء ، اعتقدوا بهذه الكتب المقدسة التي بين أيدينا الأن على إختلاف شعوبهم ومذاهبهم :وهذا ما قاله كلاً من: القس عبد المسيح بسيط أبو الخير - القمص مرقص عزيز خليل - منيس عبد النور - داود رياض وكل من سلك مسلكهم والسؤال الآن هل حقاً كان لدى آباء الكنيسة تصوراً واضحاً عن ماهية الكتاب المقدس وأسفاره ؟ وهل اتفق آباء الكنيسه على أسفار الكتاب المقدس كما يزعم القساوسه الأفاضل؟
والأن سنورد مختصراًلما كان يؤمن به الأباء الأولين

1- أيريناوس أسقف ليون
(120-202م)
(أبو التقليد الكنسي) كما قال الاب متى المسكين في كتابه يوم الخمسين .

يؤمن بكتاب الراعي لهرماس [1]
[1]
2-
العلامه أوريجانوس (185-135م)
ناظرمدرسه اللاهوت يصفه منيس عبد النور بالعالم العظيم .

لايؤمن برسالة بطرس الثانيه[2]
[2]
يؤمن برساله أرميا
[3][3] والآن نسأل علماء الكتاب المقدس من البروتستانت هل رسالة إرميا التي كان يؤمن بها العالم العظيم ـ الذي أصبح ناظراً للمدرسة اللاهوتية في سن الثامنة عشرةـ موجودة في الكتاب المقدس الذي بين يدي البروتستانت الآن ؟ الإجابة طبعاً أنها غير موجودة !!!!
يشهد أن اليهود حرفوا الكتاب وهي شهاده من رهبان دير الأمبا مقار في هذا الكتاب (( أما سبب غياب بعض الأسفار اليونانية من العهد القديم العبري لدى اليهود فيرجع ـ حسب تعليل أوريجانوس ـ إلى رغبتهم في إخفاء كل ما يمس رؤساءهم وشيوخهم ، كما هو مذكور في بداية خبر سوسنا : " وعُيّن للقضاء في تلك السنة شيخان من الشعب وهما اللذان تكلم الرب عنهما أنه خرج الإثم من بابل من القضاة الشيوخ " ويقدم أمثلة من الأنجيل لتأكيد ما يقوله ، حيث يخاطب السيد المسيح الكتبة والفريسيين بقوله:" لكي يأتي عليكم كل دم زكي سُفك على الأرض من دم هابيل الصديق إلى دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح ( متى 23 : 35 ) فالسيد المسيح هنا يتكلم عن وقائع حدثت ( كما يكتب أوريجانوس ) ، ومع ذلك لم تذكر في العهد القديم . ثم يتساءل : أين جاء في الأسفار المقدسة شيء عن الأنبياء الذين قتلهم اليهود ؟ ثم يورد أوريجانوس مثلاً آخر من رسالة العبرانيين : ( آخرون تجربوا
نشروا ، جربوا ماتوا قتلاً بالسيف ) " عب 11 : 36 و 37 " لأنه معروف في التقليد اليهودي خارجاً عن الأسفار العبرية أن أشعياء النبي فقط هو الذي نشر بالمنشار ))[4][4]
تم حرمان أوريجانوس في عدة مجامع[5]
[5] لذا لا يمكن الاستدلال منه بشئ من الكتاب المقدس. اكلمندس السكندري (150-215م)
يؤمن برسالة برنابا ورسالة يهوذاورؤيا بطرس ورسائل جامعه أخرى[6]
[6] .
ويشهد يوسابيوس أيضاً على أن أكلمندس الإسكندري كان يقتبس في كتاباته من أسفار لا توجد الآن في الكتاب المقدس فيقول : (( ويستخدم أيضاً في هذه المؤلفات شهادات من الأسفار المتنازع عليها مثل حكمة سليمان ، وحكمة يشوع ابن سيراخ، ورسالة العبرانيين ، ورسائل برنابا ، وأكلمندس ، ويهوذا )[7]
[7]
وتأتي شهادة أخرى تؤكد هذا الكلام من داخل الكنيسة الأرثوذكسية في كتاب "فكرةعامة عن الكتاب المقدس" الصادر من دير الأنبا مقار والذي نُشر كمقالات في مجلة مرقس فيقول في صفحة 73 ما نصه : (( شهدت السنين الأخيرة من القرن الثاني حتى بداية القرن الثالث الميلادي نشاطاً كبيراً في مدرسة الإسكندرية الشهيرة التي كان يرأسها حينذاك العلامة كليمندس الإسكندري . ويتبين من كتاباته أنه كان يعترف بعدد كبير من أسفار العهد الجديد أكثر مما كانت تعترف به كنيسة روما . فقد ذكر الأناجيل الأربعة ورسائل بولس الأربع عشرة وسفر أعمال الرسل ورسائل : بطرس الأولى ويوحنا الأولى والثانية ويهوذا ، وسفر الرؤيا . ولكنه أضاف إليها أيضاً رسائل كلمندس الروماني وبرنابا الرسول بإعتبارها كتابات ذات سلطان رسولي)) .

3-
بابياس أسقف هيرابوليس (القرن الثاني)
سأكتفي بما ذكره أبو التأريخ الكنسي يوسابيوس القيصري فيقول ما نصه: (( ويدون نفس الكاتب روايات أخرى يقول أنها وصلته من التقليد غير المكتوب وأمثالاً وتعاليم غريبة للمخلص، وأمور أخرى خرافية))[8]
[8] ويستمر أبو التأريخ الكنسي الذي يعرف عن الرجل أكثر مني وأكثر من القساوسة والدكاترة إذ يقول عنه (( إذ يبدو أنه كان محدود الإدراك جداً كما يتبين من أبحاثه . وإليه يرجع السبب في أن الكثيرين من أباء الكنيسة من بعده اعتنقوا نفس الأراء مستندين في ذلك على أقدمية الزمن الذي عاش فيه ، كإيريناوس مثلاً وغيره ممن نادوا بآراء مماثلة))[9][9].
وإليكم شهادة أحد رهبان الكنيسة القبطية يقول: (( ولم تعد لآراء بابياس أهميتها التي ظلت قرون طويلة تؤثر على فكر آباء الكنيسة وتوجه آراءهم . بل إن يوسابيوس كان سباقاً في هذا الشأن عندما قال " إن بابياس كان محدود الإدراك جداً كما يتبين من أبحاثه" )) [10]
[10]
5- أكلمندس الروماني (القرن الثاني)

يؤمن ببعض النصوص على أنها من الكتاب المقدس وهي غير موجوده الان ويقول ببعض الخرافات أن هناك طائر العنان في بلاد العرب[11]
[11]
لعلموا أن أكلمندس الروماني كان يقتبس كلاماً على أنه من الكتب المقدسة ولا نجد له أي أثر في الكتاب المقدس الذي بين أيدينا الآن ، على سبيل المثال لا الحصر يقول (( فخليق بنا أيها الأخوة إذن أن نلتصق بهذه الأمثلة ، لأنه مكتوب : التصقوا بالقديسين لأن الذين يلتصقون بهم يصيرون قديسين))[12]
[12] . ويعلق الدكتور وليم سليمان قلادة على هذا النص في الهامش قائلاً : "غير موجودة في الكتاب المقدس"
6- المؤرخ الكنسي يوسابيوس القيصري ( 264
340م)
يقول عنه القس عبد المسيح بسيط أبو الخير (( أسقف قيصرية وأحد أعضاء مجمع نيقية الذي أنعقد سنة 325م . وترجع أهمية كتاباته لكونه أقدم المؤرخين المسيحيين ، وهو نفسه يعتبر حجة في تاريخ الكنيسة في عصورها الأولى وكان واسع الإطلاع في كتب الآباء والتي كان لديه منها الكثير جداً واستقى معلوماته منها))[13]
[13]
لا يؤمن برسالة بطرس الثانيه وإليكم نص كلام يوسابيوس: ((على أننا علمنا بأن رسالته الثانية الموجودة بين أيدينا الأن ليست ضمن الأسفار القانونية ولكنها مع ذلك اتضحت نافعة للكثيرين فقد استعملت مع باقي الأسفار))[14]
[14].
7- هرماس القرن الاول

هرماس وهو رجل في مفهوم كل الكنائس سواء بروتستانتيه أو أرثوذكسية أو كاثوليكية غير مستقيم الإيمان فهو يؤمن بأن الروح القدس هو ابن الله ويدعي كذباً في المثل التاسع أن ملاك التوبة قال(( أريد أن أريك كل ما اظهره لك الروح القدس الذي خاطبك باسم الكنيسة ، هذا الروح هو ابن الله .. ))[15]
[15] كتاب الراعي 9 : 1 :1 .
وإليكم شهادة أحد رهبان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يقول: (( والكاتب بسيط الأسلوب ، سهل اللغة ، سطحي الثقافة ، كثير الإستطراد، إلا أنه مطّلع على آيات الكتاب المقدس دون أن يوردها بحرفيتها ، يستقي مادته من الكتب المنحولة والكتب المسيحية والوثنية على حد سواء ، ))[16]
[16]
8- ترتليان(220-145)

يقول القس عبد المسيح بسيط (( العلامة ترتليان " 145
220 م " وقال العلامة ترتليان ، من قرطاجنه بشمال أفريقيا والذي قال عنه القديس جيروم أنه يعتبر رائد للكتبة اللاتين عن صحة ووحي الأناجيل الأربعة ( أن كتاب العهد الإنجيلي هم الرسل الذين عينهم الرب نفسه لنشر الإنجيل إلى جانب الرجال الرسوليين الذين ظهروا مع الرسل وبعد الرسل يوحنا ومتى اللذان غرسا الإيمان داخلنا ، ومن الرسوليين لوقا ومرقس اللذان جدداه لنا بعد ذلك " كما اقتبس من كل أسفار العهد الجديد واستشهد بأكثر من 7000 اقتباس ))[17][17] .
وبنفس الرجل يستشهد القس منيس عبد النور في كتابه[18]
[18]
ترتليان رائد الكُتَّاب اللاتين يؤمن برسالة برنابا ويؤمن بسفر باروخ الذي لايؤمن به البروستانت كان يؤمن بأن رسالة برنابا هي سفر إلهي وأنها من أسفار الكتاب المقدس ونسي القساوسة البروتستانت أن ترتليان كان يؤمن بقانونية سفر باروخ الذي يعتقدون هم أنه سفر مزيف[19]
[19]
9- هيبولتوس (م235)

يقول القس عبد المسيح بسيط أبو الخير (( كان هيبوليتوس كاهناً بروما وقد اقتبس واستشهد بأسفار العهد الجديد أكثر من 1300 مرة وأشار إلى قراءتها في الإجتماعات العبادية العامة كما أشار إلى قداستها ووحيها وكونها كلمة الله ))[20]
[20].
لم يكن يعترف بالرسالة إلى العبرانيين ولم يكن يعترف برسالة يعقوب ولا برسالة بطرس الثاتية ولا رسالة يوحنا الثالثة ولا رسالة يهوذا وهذا الكلام يشهد به رهبان الكنيسة الأرثوذكسية نفسها التي ينتمي إليها القس عبد المسيح فيقول رهبان دير الأنبا مقار (( كان معاصراً لأوريجانوس في روما رجل اسمه هيبوليتس تلميذ إيرينيئوس ، الذي قبل مثل معلمه اثنين وعشرين سفراً فقط للعهد الجديد ، إذ لم يعترف بالرسالة إلى العبرانيين لأن كاتبها غير معروف ، ولم يقبل سوى ثلاث رسائل جامعة وهي : بطرس الأولى ويوحنا الأولى والثانية . إلا أنه أقر باستخدامه لكتابات مسيحيه أخرى كان يعتبرها البعض الآخر قانونية ، منها الرسالة إلى العبرانيين ورسائل بطرس الثانية ويعقوب ويهوذا وكتاب الراعي لهرماس ))[21]
[21] .
10- كيرلس الأورشليمي

من يُصدّق أن كيرلس الأورشليمي وهو من آباء الكنيسة المعتبرين لا يؤمن برؤيا يوحنا اللاهوتي تعالوا بنا نقرأ كلامه (( بالنسبة للعهد الجديد يوجد أربعة أناجيل فقط أما بالنسبة للآخرين لديهم كتابات مزيفة وضارة والهراطقة كتبوا أيضاً إنجيلاً بحسب توما والذي غلف بإسم إنجيل ذلك الذي يُهلك أرواح أولئك محدودي الإدراك. ونقبل أيضاً أعمال الرسل الأثنى عشر وإضافة إلى ذلك سبعة رسائل كاثوليكية ليعقوب وبطرس ويوحنا ويهوذا وفي آخر أعمال الرسل تأتي رسائل بولس الأربعة عشر ))[22]
[22]
11- اثناسيوس الرسولي(م373)حامي الايمان

لايؤمن بالمكايين1,2ولايؤمن بالاسفار القانونيه الثانيه ماعدا سفر باروخ وارميا[23]
[23].
فهل يعتبر القديس اثناسيوس الرسولي حامي الايمان محروما بنص قرارات مجمع ترنت الكاثوليكي المنعقد سنه1546م القائل "كل من لايؤمن بجميع الكتب الموجوده في الفولجاتايعتبر محروما"[24]
[24]
ولنا وقفه!!

إن الآباء لايصلحون أن يكونوا حجةً يُستشهد بها على عدم تحريف الكتاب المقدس ،وذلك لأنهم لم يتفقوا حول ذكر الأسفار التي بين أيدينا الآن ، فبعضهم زاد على ما بين أيدينا وبعضهم أنقص منها . وهذا يخالف تماماً إدعاء القساوسة بإجماع الآباء على صحة الكتاب ...

وبالتالي فشهادة الآباء حجة على الكتاب وليست حجة له.




[1][1]كتاب تاريخ الكنيسه يوسابيوس القيصري ص214فقره7

[2][2]المرجع السابق ص275 فقره 8

[3][3]تاريخ الكنيسة ـ ك6 ف25 فقرة 2

[4][4]العهد القديم كما عرفته كنيسة الأسكندرية ـ ص 57 ، 58

[5][5] ((تم حرم أوريجانوس بواسطة البابا ديمتريوس الكرام ، البطريرك الثاني عشر، في أوائل القرن الثالث . وتأكد حرمه أيضاً في عهد البابا ثاوفيلس البابا الثالث والعشرين ، في أواخر القرن الرابع . وتحمس لذلك قديسون كثيرون في القرنين الرابع والخامس منهم القديس أبيفانوس أسقف قبرص ، ثم القديس جيروم الذي كان من محبيه في البدء. لم ترفع الحرومات عن أوريجانوس . والكنائس الأرثوذكسية البيزنطية تحرم كل تعاليمه في مجمعيها الخامس والسادس.)) كتاب سنوات مع أسئلة الناس ـ أسئلة لاهوتية وعقائدية البابا شنوده ص131

[6][6]كتاب تاريخ الكنيسه يوسابيوس القيصري ص261

[7][7]تاريخ الكنيسة ك 6 ف 13فقرة 6

[8][8] تاريخ الكنيسة ك3 ف39 فقرة11

[9][9] تاريخ الكنيسة ك 3 ف 39 فقرة 13

[10][10] مصادر طقوس الكنيسة الديداخي ـ صفحة 65

[11][11] رساله اكلمندس للكورنثيين (2-46)(1-25)

[12][12] رسالة اكلمندس الروماني إلى الكورنثيين ـ 46 : 2

[13][13] الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه ص 144

[14][14] تاريخ الكنيسة ك3ف3 فقرة1

[15][15] المدخل في علم الباترولوجي 1 ـ القمص تادرس يعقوب ملطي ص 172

[16][16] الديداخي أي تعليم الرسل ـ ص 58

[17][17] الوحي الإلهي واستحالة تحريف الكتاب المقدس ـ ص 108

[18][18] شبهات وهميه ص 27

[19][19](d. 240 CE): B. F. Westcott, The Bible In The Church: A Popular Account Of The Collection And Reception Of The Holy Scriptures In The Christian Churches, 1879, Macmillan & Co.: London, pp. 130-131; B. F. Westcott, A General Survey Of The History Of The Canon Of The New Testament, 1896, Seventh Edition, Macmillan & Co. Ltd., London, pp. 351-352.
بالنسبة لسفر باروخ راجع الكتاب المقدس الأسفار القانونية الثانية ـ مكتبة المحبة ـ ص 223

[20][20] الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه ـ ص 143

[21][21] الكتاب المقدس النصوص الأصلية ـ كيف وصلت إلينا ـ دار مجلة مرقس ـ ص 75

[22][22]Cyril's Catechetical Lectures, iv. 36.

[23][23]العهد القديم كما عرفته كنيسه الاسكندريه(ص59,60)

[24]
[24]العهد القديم كما عرفته كنيسه الاسكندريه ص89

aih]m hgHfhx hgh,gdk ugn jpvdt hg;jhf hglr]s