بسم الله الرحمن الرحيم

مما سبق وخلال هذه الرحلة الموجزة مع تاريخ جمع القران الكريم نستنتج ما يلي:

اولا: ان حفظ القران تم اولا باستظهاره (حفظه غيبا) من الرسول صلى الله عليه وسلم ومن الصحابة رضوان الله عليهم ...ثم تدوينه على وسائل الكتابة المعروفة ... ومن ثم جمعه في عهد الخليفة ابو بكر رضي الله عنه وذكرنا ميزات ذلك ، ثم جمعه ونسخه في عهد الخليفة عثمان رضي الله عنه وارضاه وذكرنا ميزات ذلك ايضا... فما هو النقد النصي في هذا الباب الذي يثيره الحاقدون ويحاولون تطبيقه؟؟
ثانيا: وبالنظر الى ما سبق يتبين لك اختلاف الظروف التي واكبت جمع القران الكريم مع تلك التي رافقت تاليف التوراة والانجيل ... ولهذا فان النقد النصي وان كان له اسبابه عند القوم ..فلا يمكن تطبيقه على القران الكريم لشدة التوثق في كتابة القران الكريم وهذا باعتراف المستشرقين انفسهم ..

ونقف هنا مع بعض المقولات الجاهلة التي لا تنم الا عن الجهل والغباء للاسف .. حيث يقول جهال العالم ..

الهدف من النقد النصى هو الوصول إلى كلمات النص الأصلى المدونة فى المخطوطات الأصلية التى كتبها تلاميذ المسيح ورسله ( بالنسبة للعهد الجديد ) أو التى كتبها كتبة الوحى ( بالنسبة للقرآن ) ، فى حالة ضياع هذه المخطوطات الأصلية يتم تطبيق قواعد النقد النصى للوصول إلى نصوص هذه المخطوطات . فهل ضاعت المخطوطات الأصلية للقرآن ؟ وهل علم النقد النصى يستطيع أن يخدم القرآن كما خدم العهد الجديد أى هل يستطيع علم النقد النصى أن يصل إلى النص الأصلى للقرآن ؟
قلنا سابقا ان النقد النصي ينطبق على كتب النصارى واليهود لانها محرفة ولان اصولها قد ضاعت ... فالقوم قد وقعوا في حيص بيص ... فهم يؤمنون بكتاب ليس له اصل .... بمعنى ان اصله مفقود ....
والنقد النصي الذي استخدموه للوصول الى اصل او شبه اصل لكتبهم لم يسعفهم في الوصول الى نتيجة نهائية لهذا الاستخدام ولهذا تجد الاختلافات موجود بين تراجم كتبهم ومخطوطاتهم حتى اليوم ... فهل ينطبق ذلك على القران الكريم؟؟
ان محاولة تطبيق هذا المنهج على القران الكريم محاولة فاشلة تنم عن جهل واضح وحقد دفين ... ولنبين الاسباب الكامنة وراء ذلك والتي تتلخص فيما يلي:

اولا: لم تمر كتبهم اثناء جمعها بمثل المراحل التي مر بها القران الكريم اثناء جمعه والتي بيناها سابقا ..
ثانيا: ان القران الكريم قد تمت كتابته وجمعه باجماع متواتر ... وسند متصل حتى يومنا هذا في تلقي القران بقرائاته .. وهذا معدوم عند القوم ...
ثالثا: ان المصحف العثماني الامام والذي تم نسخه في عهد الخليفة عثمان موجود حتى اليوم في القاهرة ومتحف توب كابي في تركيا ... بينما نسخ القوم ومخطوطاتهم ضائعة ومفقودة ... والنسخ التي تم العثور عليها مختلفة فيما بينها ... وتتراوح في فترات زمنية مختلفة ...
رابعا: ان أي اختلاف في نسخ القران الكريم هو من باب القراءات المتواترة التي انزلت تخفيفا على الناس .... والقوم ليس لديهم لا قراءات ولا ما يحزنون ...
ولنتابع مع حديث الجهلة.
..
من المعروف أن القرآن كله دون فى عهد محمد نبى الاسلام و هذا ما يؤكده أ.د / محمد مصطفى الأعظمى الحائز على جائزة الملك فيصل حيث يقول :
وقد تم تدوين القرآن بكامله فى عدد من الرقاع بواسطة كتبة الوحى فى عهد النبى
* تاريخ النص القرآنى ـ محمد مصطفى الأعظمى ـ ص 69
وهذا ما تأكده العديد من المراجع الاسلامية الآخرى ... فأين هذه الأصول الآن ؟؟؟
أنها فُقدت وغير موجودة الآن وأقدم مخطوطة للقرآن موجودة الآن تعود إلى بعد تدوين القرآن بـ 70 عام !!

اقول: هذا الكلام فيه من الجهل والغباء ما فيه ... فمن المعروف ان القران قد جمع في عهد ابو بكر رضي الله عنه ولم يكن ذلك الا بعد سنتين تقريبا من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فمن اين اتى صاحب الموضوع ب 70 عاما؟؟ وحتى جمع القران ونسخه ايام الخليفة عثمان عثمان كانت الفترة بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم 13 عام(حيث كانت مدة خلافة ابي بكر سنتان وعمر 10 سنين) تقريبا فكيف اصبحت 70 سنة؟؟ هذا جهل وتدليس ... لا نظن ان عقلاء النصارى يرضوه ...