2 _ منــــــــــــــــــــــــــــهج الرد :



1 _ إخلاص النية لله تعالى إذ الرد بنية الظهور و غير ذلك من النيات يضر.


2 _ التقرب إلى الله بصنوف العبادة و الدعاء حتى يفتح الله على المسلم و يسدد رميه.


3 _ الالتزام بالكتاب و السنة .فالنصارى عندهم ما يسمى باللاهوت الدفاعي لكنه لا يصمد أمام وخزة واحدة لمسلم. و الروافض حين يردون عما يرونه شبهة يأتون بالمناكير و الأباطيل فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ.




4 _ أن يكون الرد على الشبهات بعد الحِلْم والتأني والبحث العلمي المؤصَّل.



5 _ أن يتجنب المتصدي للفرية أو الشبهة ردود الأفعال العنيفة المؤسسة على الانفعال و الغضب والارتجال والحماس العاطفي, لأن ذلك من صور التسرع والعجلة. والصحيح أن الحُجَّةَ تُقرعُ بالحُجَّةِ, والدليل يواجه بدليل مثله. فكثير من الإخوة بدافع الحماسة للدفاع عن الدين يدخلون منتديات النصارى و يكتبون كلاما يصل في كثير من الأحيان إلى حد الاستعطاف و الذل و الهوان أما إذا كانت الحجة ناصعة و السيوف قاطعة فرت أعناق المتخرصين و بددت أوهام المتخرصين.



6 _ إن ما قام به منتدى البشارة و غيره من المنتديات كأتباع المرسلين و الفرقان و حراس العقيدة و منتديات سبيل الإسلام و غيرها عمل رائد جدا خاصة ما له علاقة بسرايا الردود التي تعمل في مجموعات يكمل بعضها بعضا ثم يقوم المنتدى بجمع الردود و تنسيقها لتكون ردا واحدا قاطعا لكل لسان كاذب و يخرج إلى عالم الوجود على شكل كتاب إلكتروني .



3 _ العلوم التي يحتاج إليها الرَّادُّ على الشبه و الفرى:




1 _ التوحيد و العقيدة:



لا شك أن تعليم العقيدة من خلال الرد على الشبهات عظيم جدا لأن الأشياء تعرف بأضدادها والنور لا يعرف إلا بالظلام والحق لا يهتدى إليه إلا من خلال العلم بالباطل كما { فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى } وهذا يعني أنه لا بد أن يكون علم بالطاغوت حتى يكفر به.



2 _ اللغة العربية:


إذ هي مفتاح فهم القرآن و السنة و مؤلفات العلماء. و من اطلع على مكتوب النصارى بان له فضل العلم باللغة العربية حتى إنهم ليقولون أقوالا تضحك عليهم العقلاء و تزري بهم. و يكفي في الرد عليهم بيان ما هم فيه من الفهم السقيم للآية أو الحديث . و يحضرني مثالان اثنان:


الأول :حين قال بعضهم إن رب المسلمين يدخل النار استنادا إلى ما في قوله تعالى في سورة مريم الآية 71 :


وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا.


الثاني: حين قال بعض النصارى إن عائشة رضي الله عنها تناول النبي صلى الله عليه و سلم الخمر في المسجد و مستندهم ما ورد في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم رحمه الله عن عائشة رضي الله عنها قالت :


قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ مِنْ الْمَسْجِدِ قَالَتْ فَقُلْتُ إِنِّي حَائِضٌ فَقَالَ إِنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ فِي يَدِكِ.


قال النووي رحمه الله في شرحه على صحيح مسلم:


أما الخمرة فبضم الخاء وإسكان الميم قال الهروى وغيره هي هذه السجادة وهي ما يضع عليه الرجل جزء وجهه في سجوده من حصير أو نسيجة من خوص هكذا قاله الهروى والاكثرون وصرح جماعة منهم بأنها لا تكون الا هذا القدر وقال الخطابي هي السجادة يسجد عليها المصلى وقد جاء في سنن أبي داود عن بن عباس رضي الله عنه قال جاءت فأره فأخذت تجر الفتيلة فجاءت بها فألقتها بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم على الخمرة التي كان قاعدا عليها فأحرقت منها مثل موضع درهم فهذا تصريح بإطلاق الخمرة على مازاد على قدر الوجه وسميت خمرة لانها تخمر الوجه أى تغطيه وأصل التخمير التغطية ومنه خمار المرأة والخمر لانها تغطى العقل وقولها من المسجد قال القاضي عياض رضي الله عنه معناه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لها ذلك من المسجد أى وهو في المسجد لتناوله اياها من خارج المسجد لا أن النبي صلى الله عليه و سلم آمرها أن تخرجها له من المسجد لأنه صلى الله عليه و سلم كان في المسجد معتكفا وكانت عائشة في حجرتها وهي حائض لقوله صلى الله عليه و سلم أن حيضتك ليست في يدك فانما خافت من ادخال يدها المسجد ولو كان أمرها بدخول المسجد لم يكن لتخصيص اليد معنى والله أعلم . انتهى قول النووي بالحرف الواحد.



3 _ علوم الحديث رواية ودراية:



إن علم الحديث حارس عملاق يقف دون تسرب الدخيل إلى الدين و هو علم شريف جدا به صان الله حديث رسول الله من الدخيل و مدسوس الأعداء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين » فلله در هؤلاء الحفاظ ما أشد تيقظهم . و كم سهلوا لمن جاء بعدهم ببيان الصحيح و الحسن و الضعيف و الموضوع .كتب المناوي تحت عنوان:


معرفة المواليد والوفيات :


ومن المهم - أيضا - معرفة موالديهم ووفياتهم بفتح الفاء والتخفيف ويتعين الاعتناء به ليعرف اتصال الحديث وانقطاعه .


وبمعرفتها يحصل الأمن من دعوى المدعي للقاء بعضهم وهو في نفس الأمر ليس كذلك . ومنافع التاريخ عظيمة ، وفوائده جليلة ، ألا ترى إلى واقعة رئيس الرؤساء مع اليهودي الذي أظهر كتابا فيه أن المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام أسقط الجزية عن أهل خيبر ، وفيه شهادة الصحابة - ومنه علي كرم الله وجهه - فوقع رئيس الرؤساء والناس في حيرة . فعرضه على الخطيب البغدادي فتأمله وقال : هذا مزور . فقيل له : من أين لك ذلك ؟ فقال : فيه شهادة معاوية وهو أسلم عام الفتح ، وفتح خيبر سنة سبع . وفيه شهادة سعد بن معاذ وقد مات في وقعة بني قريظة قبل خيبر بسنتين ففرح الناس بذلك . انتهى قول عبد الرؤوف بنصه من كتابه اليواقيت و الدرر.




4 _ العلوم البحتة :



و هي علوم تفيد في بيان إعجاز القرآن و السنة و هدم الفرى .فقد أقام النصارى الدنيا و لم يقعدوها على الأمر بشرب بول البعير و انشقاق القمر و غيرها من المعجزات التي قام الدليل العقلي و العلمي عليها و لله الحمد.فكان التاريخ شاهدا و كانت الجيولوجيا شاهدة و كان الطب و كان الاقتصاد شهودا على صدق القرآن و من أنزل الله عليه القرآن .



5 _ علوم القرآن :



أورد الشيخ السعدي في كتابه الماتع : القواعد الحسان في تفسير القرآن و بالتحديد في القاعدة السبعين:


القرآن كفيل بمقاومة جميع المفسدين ولا يعصم من جميع الشرور إلا التمسكُ بأصوله وفروعه وتنفيذ شرائعه وأحكامه. فقال رحمه الله :



قد تقدم من الأدلة على هذا الأصل الكبير في دعوة القرآن إلى الإصلاح والصلاح، وفي طريقته في محاجة أهل الباطل، وفي سياسته الداخلية والخارجية ما يدل على هذا الأصل.


ويعرف الخلق أن العصمة من الشرور كلها لا طريق لها إلا التمسك بهذا القرآن وأصوله وعقائده وأخلاقه وآدابه وشرائعه.


ولكن نزيد هنا بعض التفصيلات، فنقول: أهل الشر والفساد نوعان؛


أحدهما المبطلون في عقائدهم وأديانهم ومذاهبهم الذين يدعون إليها، ففي القرآن من الاحتجاج على هؤلاء وإقامة الحجج والبراهين على فساد قولهم شيء كثير، لا يأتي مبطل يقول إلا وفي القرآن بيانه بالحق الواضح والبرهان الجلي، ففيه الرد على جميع المبطلين من الدهريين والماديين والمشركين والمتمسكين بالأديان المبدلة والمنسوخة من اليهود والنصارى والأميين


{ وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً }، [ الفرقان: 33 ]، يذكر الله حجج هؤلاء ويرفضها ويبدي من الأساليب المتنوعة في إفسادها ما هو معروف، وتفصيل هذا بالجملة لا يحتمله هذا الموضع.



6 _علوم الفقه و الأصول :



و غيرها من العلوم الشرعية التي تساعد على الرد ،إذ الفهم باب من أبوب التوفيق و ما أحسنَ من ردَّ عن جهل لأنه أبعد النجعة و خالف الصراط المستقيم و أخطأ من حيث أراد الإصابة.



قال محمد قطب في كتابه شبهات حول الإسلام :

إن المنهج الصحيح هو عرض حقائق الإسلام ابتداءً لتوضيحها للناس، لا رداً على شبهة، ولا إجابة على تساؤل في نفوسهم نحو صلاحيته أو إمكانية تطبيقه في العصر الحاضر. وإنما من أجل " البيان " الواجب على الكتّاب والعلماء لكل جيل من أجيال المسلمين. ثم لا بأس - في أثناء عرض هذه الحقائق - من الوقوف عند بعض النقاط التي يساء فهمها أو يساء تأويلها من قبل الأعداء أو الأصدقاء سواء! وفي مثل هذا الجو في الحقيقة كانت ترد ردود القرآن على شبهات المشركين وأهل الكتاب! اهـ


ترقب الأخلاق التي يحتاج إليها الراد على الشبهات