2 _ أضرار الشبهات:




هدف الخصم من إيراد الشبهات و الافتراءات هو :



1 _ تنفير الناس عامة و المسلمين خاصة من الإسلام .



2 _ إلحاق العيب و النقص بدين الله و إذا تمكنوا من ذلك هان الدين في النفوس و استخف به الناس إذ القدسية من عظمة الدين عقيدة و شريعة و الشبهات تضرب العقيدة في مقتل و تؤدي إلى ازدراء الناس و ما خاب و خسر النصارى و ابتعدوا عن الدين إلا لما وقفوا عليه من الفضائح في كتابهم الذي يقدسون فهان ذلك الكتاب في أعينهم و سقطت هيبته و قدسيته في قلوبهم حتى إنهم ليقولون المُلَح عن ربهم و أنبيائهم .و يحاولون ما أمكنهم إيراد الشبهات و التخرصات على دين الله ليفتحوا أبواب التهكم عليه و قد فعل بعض الزنادقة و الملاحدة ممن يوصفون بالعلمانيين ما يندى له جبين كل عاقل بإيعاز من سادتهم اليهود و النصارى و ما فعلته بعض الجرائد عندنا في المغرب من تهكطم على الذات الإلهية و القرآن و الصحابة ليس عنا ببعيد. فوجب التصدي لهؤلاء بسلاح العلم لبيان خواء ما هم عليه و بيان ماهم عليه من الجشع و الخسة و الدناءة.



3 _ الأعداء يعزون أنفسهم و يحاولون مساواة عقائدهم المهترئة الوثنية بدين الإسلام فكثيرا ما يعيب علينا الأعداء فخر معتقدهم و يا للعار و الأدلة على ذلك كثيرة منها مثلا لا حصرا :


ادعاء التجسد في الإسلام و نسبة الأقانيم إليه


و اتهام الأنبياء عليهم السلام بالوثنية و السُّكْــــــــــرِ و القتل و هلم جرا .المهم أنهم يريدون إخبارنا بعيوب يدّعون أنها عندنا و نحن منها براء.



4 _ الهيمنة على الناس و التأثير عليهم فوالله ما غُزيَ قوم قط في عقر دارهم إلا ذلوا كما قال الإمام علي رضي الله عنه .و ترك الرد معناه غزو و استكانة و ذل و مهانة و لاشك. أما الرد فيقطع دابر الكافرين و الحمد لله رب العالمين.



5 _ الشبهات حرب فكرية و من أشد الحروب فتكا ما تعلق بحروب الأفكار و هزيمة الأفكار و العقول فالردود القاطعة تحصن الفكر و العقل من الهزيمة و الذل و تجعل المسلم فخورا بدينه.



6 _ الشبهات افتراء على الله و رسوله ثم على التاريخ لما فيها من تشويه الحقائق .إنها نفايات سامة يجب تخليص العالم منها.


7 _ الشبهات تمرض الروح .قال ابن قيم الجوزية رحمه الله في مفتاح دار السعادة :وقال لي شيخ الاسلام رضى الله عنه وقد جعلت اورد عليه غيرادا بعد إيراد لات جعل قلبك للايرادات والشبهات مثل السفنجة فيتشربها فلا ينضح الا بها ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها فيراها بصفائه ويدفعها بصلابته وإلا فاذا اشربت قلبك كل شبهة تمر عليها صار مقرا للشبهات او كما قال فما اعلم اني انتفعت بوصية في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك وإنا سميت الشبهة شبهة لاشتباه الحق بالباطل فيها فانها تلبس ثوب الحق على جسم الباطل وأكثر الناس اصحاب حسن ظاهر فينظر الناظر فيما البسته من اللباس فيعتقد صحتها واما صاحب العلم واليقين فانه لا يغتر بذلك بل يجاوز نظره الى باطنها وماتحت لباسها فينكشف له حقيقتها. اهـ بالحرف.




قال عائض بن عبد الله القرني [ في درس صوتي له قامت الشبكة بتفريغه ] :


...فيا سبحان الله!! ولذلك يعالج الله عز وجل مرض الشبهة، وقبل المعالجة أذكر معنى الشبهة حتى يتضح لكثير من المقصرين - من أمثالي -!! ....


إنه مرض يأتي إما من نقص العلم الوارد، أو بالبيئة التي يعيش فيها العبد، أو الخطوات التي تزلزل الإيمان، وهو أقسام:


ثم ذكر تلك الأقسام .


و قد أوردت تعريف القرني في مبحث ضرر الشبهة باعتبارها مرضا يجب أن يشفى منه و لا شفاء منه إلا بدواء العلم و نوره .قال السكاكي في مفتاح العلوم:


وكما أن الرمد قذى العين كذا الشبهة قذى البصائر.


الشبهة تؤدي إلى الشك و الشك يؤثر في درجة إيمان العبد . و لذلك علم الأعداء خطورة الشبهات و الافتراءات فجندوا جنود الظلام لا هم لهم سوى تتبع النصوص و التنقير عما عساه يكون زلزلة شديدة للمسلمين و هي نوع آخر من إعلان الحرب على المسلمين و الأنواع لا حصر لها منها مثلا تلك الحملة الشعواء من حملات الدس و الوضع في الحديث .


إن الشبهات مضرة لأنها تجعل صورة الدين باهتة في القلوب و يتضعضع إيمان المسلم و يضطرب و يخجل من أمور في دينه قد صورها له أولئك الكفرة تصويرا شنيعا.



ترقب أنواع الشبهات ..



إلى اللقاء.