3 _ نوع الشبهة:



تنقسم إلى قسمين بحسب المورد لها [ من أوردها ] و معتقده إلى قسمين:



القسم الأول:



يورده بعض المسلمين و همهم البحث عن إزالة تلك الشبهة فإذا وقف على الجواب زال ما به و انكشفت عنه الظلمة و منشأ الشبهة لبْس و خطأ أو عدم فهم أو فهم غير سليم .


و قسم يورده المخالفون من الزنادقة و الملاحدة و النصارى و اليهود و غيرهم من أعداء الله تعالى و هذه تنقسم بدورها بحسب الواقع إلى قسمين :


1 _ قسم يسمى شبهة بالمعنى اللغوي و الاصطلاحي .


2 _ قسم نسميه شبهة بالاستناد إلى اللغة لأنه في الأصل كذب مختلق يصح أن نطلق عليه فرية أو تخرصا أو إفكا.


فبعض الشبهات ينشأ من تلاعب الكفرة بمقدمات طروحهم و اللعب بالأدلة و النقول.



4 _ فوائد الرد على الشبهات:



من فوائد الرد على الافتراءات و الشبهات :


1 _ إغاظة أعداء الدين و نسبتهم إلى العجز و التقصير لأن الرد عليهم هو بمثابة إعلان حرب عليهم و محق شبههم و دحضها هزيمة نكراء ينزلها المسلمون بهم .



2 _ زيادة إيمان المسلم لأنه يرى أن دين الإسلام منزه عن كل نقص و عيب .



3_ الرد على الشبهات يطهر التاريخ من نتن و عفن الافتراء على الله و رسوله ثم على الرسل و الأنبياء و الصحابة و الأخيار .


4 _ الرد على الشبهات نوع من أنواع الجهاد و الجهاد جزاؤه عند الله عظيم .فما قولكم في من ينافح عن رسل الله و يدافع عن عقيدة المسلمين و شريعتهم و يرد على المتخرصين الكفرة؟


5 _ صيانة الدين من الدخيل إذ الشبهات أوساخ و أنجاس يراد إلصاقها بالدين زورا و ظلما و التصدي لهم رفض للخسة و النجاسة و القذارة.


5 _ منهج الرد على الشبهات:



إن الرد على أهل الزيغ و الضلال ضرورة شرعية .و يعجبني قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:


فكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ولا وفى بموجب العلم والإيمان ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ولا أفاد كلامه العلم واليقين . اهـ من كتابه : درء تعارض العقل والنقل.


و لا يمكن أن نناظر هؤلاء و نقيم عليهم الحجة إلا بأحد أمرين:


الأول : الفقه في الدين فلا يمكن أن نرد على شبهة نحن في الواقع لا نعرف من أصول الدين شيئا دع عنك الفروع.


إن سلاح العلم قاطع و برهانه ساطع.


الثاني: معرفة العدو فمن جهل عدوه كانت الهزيمة أسرع ما تكون حالّة به.


و يعجبني ما دار بين المقوقس جريج بن مينا و الصحابي الجليل حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه الذي قال :


بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس ملك الإسكندرية قال : فحييته بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنزلني في منزله وأقمت عنده ، ثم بعث إلي وقد جمع بطارقته فقال : إني سأكلمك بكلام وأحب أن تفهمه مني ، قال : قلت : هلم ، قال : أخبرني عن صاحبك ، أليس هو نبي ؟ قلت : بلى ، هو رسول الله ، قال : فما له حيث كان هكذا لم يدع على قومه حيث أخرجوه من بلده إلى غيرها ؟ قال : فقلت : عيسى ابن مريم أليس تشهد أنه رسول الله ؟ فما له حيث أخذه قومه فأرادوا أن يغلبوه ألا يكون دعا عليهم بأن يهلكهم الله عز وجل ، حتى رفعه الله إليه في السماء الدنيا ، قال : أنت حكيم جاء من عند حكيم... الحديث وراه البيهقي في دلائل النبوة.


فالصحابي الجليل كان عالما بدينه و ملما بما يتعلق بدين عدوه كما أخبر الله به في محكم التنزيل.


إن من عرف عدوه غلبه و حقق النصر عليه و نحن ماضون بحول الله في ذلك .



1 _ أشواك على الطريق:



إن الرد على الشبهات ليس بالأمر الهين و تعترضه عقبات منها :


1 _ قلة المصادر و المراجع .


2 _ يقع بعض الأحيان انغلاق باب الفهم و عجزٌ عن معرفة كيفية البداية فضلا عن معرفة الختم ففي هذه الحالة يجب التروي و البحث و سؤال أهل العلم و التخصص.أو يمكن البحث عن منفذ آخر للموضوع أو طريقة تيسر أمر البدء.


3 _ تداخل الشبه و كثرتها بحيث أن طارح الموضوع من النصارى مثلا يكتب موضوعا أو ردا فيحشر فيه العشرات من الشبه و الافتراءات .قال عبد الرحمن بن صالح المحمود:


ولم نكن نقصد أن نذكر الشبهة وندافع عنها، وإلا فلو أننا استقصينا شبههم، لعدت بالمئات ولا أقول: بالعشرات، ولأفنينا أعمارنا في ذكرها والجواب عنها، لكن ذكرنا أبرز القضايا التي تعلق في الذهن.


4 _ قلة المواقع المتخصصة في الرد و قلة العلماء في العصر الحاضر الذين يتصدون للرد.[ أو قد يكون تغييب العلماء أمر مقصودا و لكن و لله الحمد نلمح بعض بوارق الأمل و آخرها بحسب ما رأيت و سمعت برنامجا رائقا و لطيفا للشيخ الدكتور منقذ بن محمود السقار على قناة الفجر الفضائية و أنوه بجهود الشيخ إسلام عبد الله و ما قدمه على قناة الأمة و ما تعرضت له يكشف عن عجزنا و خوار عزائمنا. و أنوه بجهود قناة صفا في تفنيد تخرصات الشيعة .]


لكن و رغم ما قيل فإن جهود الإخوة المسلمين و لله الحمد و المنة ذللت كثيرا من العوائق فوضعوا بين يدي الباحثين برامج مفيدة تساعد على تبديد أوهام المفترين منها :


1 _ المكتبة الشاملة فهي محرك بحث ضخم للبحث بالكلمة و الجملة في خزانة فاقت الستة آلاف كتاب و الإصدار الأخير يتجاوز عشرة آلاف كتاب .فهو عمل جبار و عظيم يستحق من أنجزه و ساهم في إنجازه الثناء العطر لكن يجب التنبيه على كثير من الأخطاء فيها و إن اقتضى الأمر معارضة ما فيها بالكتب لمن عنده خزانة كان أفضل لوجود سقط أو أخطاء إملائية و نحوية فيها و على كل حال فهي هينة بالنظر إلى حجم المكتبة و يمكن تجاوزها بالتصحيح .


2 _ برامج الرد على النصارى و فيها ردود على كثير من الشبهات لكن يجب تحريرها و مراجعتها و تصديق لجنة من العلماء على ما فيها لتكتسب صبغة الموثوقية و تنشر على نطاق واسع و تنظم تنظيما محكما فتجمع الردود المكررة على موضوع في موضوع واحد و تهذب لأنها منها الطويل و الموجز .




يتبع بحول الله..