4 _ يقول النصارى : إن الصحابة لا يميزون القرآن و لا يعرفونه استنادا لقول ابن عباس رضي الله عنهما : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : «لو أن لابن آدم مثل واد من ذهب مالا لأحب أن يكون إليه مثله ، ولا يملأ عين ابن آدم إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب».



قال ابن عباس : فلا أدري أمن القران هو ، أم لا ؟


والله لو كان صاحب الشبهة يقصد فعلاً أن يقول أن هناك في الأمر شبهة , لأسقطن مغشياً على من كثرة الضحك !!!

فهذا قمة التخلف والجهل أن يُقال أن الصحابة لا يعرفون الفرق بين كلام الله وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم وهم من عايشوه وعاصروا نزول القرآن وعرفوا طريقته وأسلوبه .

هذا كبداية لنبين عدم صحة ما إستنتجه النصراني الخائب من مقولة بن عباس رضي الله عنه ونأتي لجزئية توضيح مقصد بن عباس رضي الله عنه ونفقع بها عين جهل النصراني .

مقصد بن عباس هو أنه لا يعرف هل أصبحت هذه آية من القرآن يُثبتها في المصحف أم هي مما نُسخت تلاوته فلا يُثبته , بدليل :

قال الإمام الزرقاني تحت عنوان " نسخ التلاوة " في كتابه العظيم " مناهل العرفان في علوم القرآن " ما نصه :

(( ويدل على وقوعه [ أي نسخ التلاوة ] أيضا ما صح عن أبي موسى الأشعري أنهم كانوا يقرؤون سورة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في طول سورة براءة وأنها نسيت إلا آية منها وهي لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب ))

مناهل العرفان ج 2 ص 215

ففهمنا أن هذه الآية مما نُسخت تلاوته لذلك لم يعلم بن عباس رضي الله عنه في وقتها هل يُثبتها في المصحف أم هي مما سقط من القرآن ؟؟

هذا كل ما في الأمر وإستقر الحال على أنها ليست من القرآن لأنها منسوخة التلاوة وإستقر الإجماع أن ما بين دفتي المصحف هو كلام الله عز وجل .

قال الإمام الزرقاني

((ثالثا: أن التواتر قد قام والإجماع قد انعقد على أن الموجود بين دفتي المصحف كتاب الله من غير زيادة ولا نقصان ولا تغيير ولا تبديل ))

مناهل العرفان ج1 ص 281

إنتهي والحمد لله رب العالمين
.