بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

............
{إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً}المزمل15
...........
فالله سُبحانه يُكرر شهادته في قُرآنه الكريم ، بأن نبيه مُحمد مثل موسى ، ليؤكد وعده لنبيه ورسوله موسى عليه السلام ، بأنه سيُقيم نبياً مثله ، لأُولئك الذيين من ذُريه إسماعيل عليه السلام ، كما أقام موسى نبياً ورسولاً من ذُرية إسحق عليه السلام أخو إسماعيل عليه السلام ، وكما وعد والديهما إبراهيم خليله ونبيه الكريم .
................
ورد في التثنيه {18 :18-20 } " أُقيم ( مُستقبلاً )لهم ( لهم لهم لهم هُم وليس لكم ، ولم يقل لكم لكم لكم ، لأن لهم غير لكم ) نبياً ( وليس إبناً لله أو الله أو رب وإله ) من وسط إخوتهم( إخوتهم إخوتهم ولم يقُل إخوتكم وإخوتهم هم أبناء إسماعيل ألإثني عشر ومنهم عدنان إبن قيدار ولم يقل إخوتكم أبناء إسحق ألإثني عشر أو من وسطكم أو منكم ) مثلك ( نبي مثلك يا موسى وصاحب شريعه ولم يأتي بشريعه كموسى إلا مُحمد ) وأجعل كلامي في فمه ( أُميٌ لا يقرأ ولا يكتُب ، لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى) فيُكلمهم بكُل ما أُوصيه به ( يأخذ وصاياه وتعاليمه مني ) . ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به بإسمي أنا أُطالبه(أُجازيه وأُحاسبه إذا لم يسمع لهُ ويُطيعه ويؤمن به وبرسالته) . وأما النبي الذي يُطغي فيتكلم بإسمي كلاماً لم أُوصه أن يتكلم به أو الذي يتكلم بإسم آلهه أُخرى فيموت ( سوء ترجمه للنقل الكلمه الأصليه يُقتل ، أي أن النبي الذي يطغى ولا يتقيد بكلامي ووحيي يُقتل) ذلك النبي ( بالذات هذا النبي المعني بهذه البشاره إن لم يكُن نبياً صادقاً سوف يتمكن منهُ ويقتله أعداءُه ، ولم يُقتل نبي الله ورسوله مُحمد ، بل توفي وأنقل للرفيق الأعلى بعد تخييره ) ......إلخ "
..........
واليهود ينتظرون النبي الوارد ذكره في سفر التثنيه{18: 18-20} ظانين أنه ُ منهم " أُقيم لهم نبياً من وسط إخوتهم مثلك وأجعل كلامي في فمه .
..............
ولا ندري هل أنهم لم ينتبهوا لكلمة لهم وإخوتهم، مع أن البشاره والنبوءه واضحه ، لخطاب الله لموسى بأنه سيُقيم مُستقبلاً لآخرين غيرهم لهم ، وليس لهُم هُم وإلا لقال لكم ، ولقال إخوتكم ، ولكن من وسط إخوتهم الآخرين الذين هُم من نسل إسماعيل ، ولم يقل من وسطكم ، أو من وسط إخوتكم ، والكلام موجه لموسى الذي هو من نسل الإخوه الآخرين من نسل إسحق ، وهذا النبي سيكون مثلك يا موسى ، ولم يأتي مثل موسى صاحب شريعه بعد موسى إلا مُحمد صلى اللهُ عليه وسلم ، ومن ميزات هذا النبي أنه أُمي لا يُجيد القراءه ولا الكتابه ، مما سيجعل الله وحيه وكلامه في فمه ، ومما يؤكد هذه البشاره أن اليهود الذين أنكروا نبوة مُحمد ورسالته لا زالوا ينتظرون هذا النبي ، ليدُل ذلك أنه ليس المسيح .
....................
ولهم هُنا لها معنى كبير وتعني أن الله سينزع الملكوت من اليهود ويُعطى لآخرين غيرهم ، ولو قال الوحي الإلهي لكم لحُصرت في اليهود ولكانت عنت بقاء الملكوت معهم ، وسيكون هذا النبي منهم ، ولذلك جاء الوحي وكلام الله لموسى ، أن الله سيُقيم في المُستقبل لهم لأُمه غير اليهود ، ولو أنتبه اليهود في زمن سيدنا موسى للكلمات الأُولى لهذه البشاره والنبوءه " أُقيم لهم " هُم وليس أنتم ، لعلموا منذُ أكثر من ألف سنه قبل المسيح عليه السلام ، بأن الله سينزع منهم ملكوته ويُعطيه لاُمه أُخرى بنبيٍ مثل موسى صاحب شريعه .
................
هذه النبوءه هي وحي الله وكلامه لسيدنا موسى عليه الصلاةُ والسلام ، وبما أنه كلام الله فكُل كلمه فيها لا تقبل التأويل إلا ما تم وضعه بتعمد وتحريف أو خطأ في الترجمه مثل كلمة يموت بدل يُقتل ، ولا بد أن تكون الكلمه الأصليه يُقتل ، وحاشى لله أن يُخطىء ، لأن الله يُخبر عن مآل الأنبياء الكذبه ، وتوعده لمن يحيد من أنبياءه عن وصاياه هو القتل بأيدي أعداءهم ، أما الموت فالكُل يموت والأنبياء يموتون ، وإذا كانت العقوبه الموت فأين هي العقوبه والموت وارده الكُل ، أما إذا أصر المسيحيون على أن المسيح قُتل من أعداءه اليهود على الصليب ومات مقتولاً ، ومؤازرتهم لليهود في مُبررهم لقتله لأنه نبيٌ كذاب وملعون إستحق اللعنه فهذا شأنهم .
............
وهو نفسه المسيح أخبر بأن الأنبياء الكذبه عقوبتهم ومآلهم من الله القتل ، ولا يُعني ذلك أن كُل نبي يُقتل كذاب ، نسب اليهود هذه البشاره لنبي الله يوشع علماً بأن يوشع كان موجود وقتها عندهم ، وحاضراً عند ومع موسى ، والنبوءه تتحدث عن المُستقبل ، وعن آخرين لهم ، علماً بأن اليهود ظلوا ينتظرون هذه البشاره بعد المسيح عن نبي يكون آخر الأنبياء والرُسل(سموه أو رمزوا لهُ بإيليا ) وبه تُختم الرسالات السماويه على أن يكون منهم حتى ولد مُحمد وبُعث وأيقنوا به وأنه أتى وإنه ليس منهم ، فآمن به منهم من آمن والبقيه ناصبوه العداء ، والله في وحيه لنبيه موسى أو بكلامه معه يقول أُقيم لأمر مُستقبلي ، وقال له مثلك يا موسى ، ويوشع لم يكن مثل موسى ، ولا حتى المسيح كان مثل موسى .
................
والمسيحيون نسبوها للمسيح ، والمسيح ويوشع ليسا كمثل موسى .
.................
لما ورد في سفر التثنيه نفسه { 34 : 10} " ولم يقم بعدُ نبيٌ في إسرائيل مثل موسى الذي عرفه الربُ وجهاً لوجه " .
..............
ويوشع نفسه يقول بأنه لن يأتي في بني إسرائيل نبيٌ مثل موسى
..............
لأن موسى هو كليمُ الله ، وهو صاحب كتاب إلاهي وشريعه ولا زالت باقيه حتى الآن ، وصاحب شريعه كامله مُتكامله مُستقله إشتملت على تنظيم الحياه كُلها ، ولن تكون للمسيح لأسباب أن المسيح لم يأتي بشريعه ، وأن شريعة المسيح هي شريعة موسى لأنه لم يأتي بشريعه ، والمسيح عند المسيحيين هو الله ، وهذه تتحدث عن نبي إلا إذا أرادوا أن يجعلوا من الله نبي لله ، أو إن إبن الله نبي فلا هذه مقبوله ولا تلك ، وحتى لو كان المسيح نبي فهو كان يقرأ ويكتب وتعلم وعلم في الهيكل ، والنبوءه تتحدث عن نبي أٌمي لا يقرأ ولا يكتُب .
..............
وإذا قبل المسيحيون بأن المسيح نبي مثل موسى فعليهم أن يُقروا بكفرهم وشركهم ، ويعودوا للإيمان الصحيح أن المسيح نبي ورسول من البشر مثل موسى ، لأن الله قال له مثلك ( والمثل تُعني التطابق والتشابه) ، وأن يلغوا من الإيمان المغلوط لهم بأن المسيح هو الله وأنه إبنُ الله ، ثُم ان بقية النبوه تتحدث عن هذا النبي بأنه لن يُقتل ولن يُمكن الله أعداءه من قتله إلا إذا حاد عما أمره الله به ، والمسيحيون أصروا على أن المسيح تمكن منه أعداءه وقبضوا عليه وأهانوه شر إهانه وعلقوه وصلبوه وقتلوه ودفنوه تحت التُراب ، وإذا أصروا على ذلك فهم يتهمون المسيح بأنه نبي كذاب وملعون من حيثُ لا يدرون ، وإنه لم يمتثل لما أمره الله به فكان جزاءهُ القتل واللعن من الله ، لأنه ملعونٌ من عُلق على خشبه .
.......
وبما أن المسيحيون يؤمنون أن المسيح قُتل ومات على الصليب ، فادياً ومُكفراً عن خطاياهم وحاملاً لها ،فهذه البشاره لا تخصه ولا تتكلم عنهُ ، إلا إذا كان خالف الله ولم يلتزم بوصيته فكان جزاءه الموت " لا ندري ما رأي أُولئك الببغاوات بهذا "
...............
وهذا النبي الذي سيُقيمه الله سيكون من وسط إخوتهم ، أي من الأخوه الذين تناسلوا من إسماعيل وهم 12 عشر سبطًاً كما هُم أسباط اليهود من إسحق ، وليس من وسطهم هُم لأن ذُرية الأثنا عشر سبط كانوا موجودين وقتها حول موسى ، وإخوتهم هُم من أخو إسحق وهو إسماعيل ، اليس إسحق وإسماعيل إخوه وأبناء لسيدنا إبراهيم ، أليس موسى ويوشع والمسيح عليه السلام من ذُريه إسحق ، ودقة كلام الله ووحيه ليست كدقة كلام البشر وحاشى لله ، فالله يقول لموسى لهم نبياًمنوسط إخوتهممثلك – أجعل كلامي في فمه( لأنه سيكون أُمي لا يقرأ ولا يكتب ، ولا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى) هذه الخمسه حددت من هو هذا النبي بما لا يقبل الشك أو الجدل ، لهم هُم الذين هُم من نسل إسماعيل ، إخوة لمن هُم من نسل إسحق ، ولم يقُل لكم ، ولم يقل من إخوتك بل قال من إخوتهم ويقصدهم هُم ، وسيكون نبي وهذا النبي مثلك صاحب شريعه ، وسيكون هذا النبي أُمي لا علم له بالكتابه ولا بالقراءه ، مما سيجعل الله وحيه وكلامه في فمه ، ولا قُدرة له بكتابته ومن ثم قراءته للناس وتبليغه ، بل عليه إستخدام فمه بعد أن يُعطيه الله القُدره على حفظ ما يوحى إليه مُنجماً على مراحل ومُناسبات للتنزيل ، ثُم يبلغه للناس ولأصحابه ليحفظوه عن طريق فمه بنطق ما أوحى الله له ، ويُعيد الله كلامه الذي يوحيه إليه كُل عام عن طريق جبريل ليتأكد من حفظه لهُ .
..............
ومن ثم تحفيظه لهُ لأصحابه ، والكلام الذي سيتكلم به هو باسم الله ومن عند الله ، والله هو الذي سيُعاقب من لا يستجيب لهذا الكلام الذي سينطق به هذا النبي ، وبقية البشاره تُخبر أن هذا النبي مُكلف بالإنتقام من كُل من لم يسمع لدعوة الله ولإيمان بالله وتوحيده وبأمر من الله ، ووعد الله هذا النبي الذي حدده إذا لم يأتمر بأمرالله وينفذه ويحيد عنه بأن نهايته أن يُقتل من قبل أعداءه ، ومُحمد لم يقتل بل توفاه الله بعد أن خُير بين أن يعيش للأبد أو أن يلتحق بالرفيق الأعلى فأختار الثانيه ، ومُحمد شارك في الجهاد وقتال الكفار والمُشركين وجهاً لوجه ، وجُرح وبلغت به الشده في أكثر من معركه حتى كاد أعداءه أن يتمكنوا منه لولا وعد الله له ، وقد جُرح في معركة أُحد وشُج وجهه وكُسرت ثنيته الطاهره...إلخ .
..............
ومثلك ، فموسى كلمه الله على جبل الطور ، ومُحمد صلى اللهُ عليه وسلم أوحى الله لهُ وهو في غار حراء ، طلب الله من موسى التبليغ وكذلك مُحمد عليهما السلام ، وموسى عليه السلام كُذب وُطلب منهُ بينات ومُعجزات ، وكذلك نبيُنا مُحمد ، وموسى عليه السلام هاجر بمن أتبعوه خوفاً على من أتبعوه وعلى دينه ، وكذلك نبيُنا مُحمد هاجر بأصحابه ، من بينات موسى عليه السلام إنشقاق البحر لهُ ، ومن بينات سيدنا مُحمد صلى اللهُ عليه وسلم إنشقاق القمر، وموسى أُتهم بأنه ساحر ، وكذلك أُتهم نبيُنا مُحمد صلى اللهُ عليه وسلم.......إلخ
............

{قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَـذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ }الأعراف109
......................
عمر المناصير.........26 جُمادى الأُولى 1431 هجريه

hggi dai] fHk kfdi lEpl] leg l,sn ugdilh hgsghl