قي اليوم التالي وبعد الإنتهاء من العمل وتناول العشاء طلبت من سون سون وسانج يا في وشينج مرافقتي إلى غرفتي لنتحدث هناك

دخلنا الغرفة وهي كغرفة تفجر فيها لغم وهكذا حياة الأعزب بلا شك ، وبعد ان اعتذرت على شكل الغرفة وجلسنا وقدمت لهم العصير وخرجت فتوضأت وصليت لله ركعتين سائلاً إياه التوفيق ودخلت عليهم مستعيذاً بالله من الشيطان الرجيم وأفكر في طريقة أبدأ فيها الحوار ولكن لم يمهلوني فقد تكلم سنج يا في قائلاً

اليوم ستقول لنا ماذا قال ربكم عن بوذا !
أحمد مبتسماً : حسناً سوف أخبرك إن شاء الله ولكن قبل أن نتكلم عن بوذا سوف نتكلم عن الأديان ومعتقداتهم ونعرض الأمر على العقل ونرى هل نقبله ام نرفضه
سون سون : اعض ما لديك
أحمد : أولاً هل حملتم الأمر محمل الجد ومستعدون لتلقي المعلومات على أساس حيادي خالِ من المعتقدات السابقة والترسبات الدينية القديمة ؟
الجميع : نعم
أحمد : إذا أروني صوت عقولكم في هذه العقيدة قبل أن أذكر أصحابها .. وبدأت أتكلم عن النصرانية من الألوهية إلى التثليث إلى الصلب والفداء إلى صلب المسيح وقيامته وبولس ورسلهم وماذا يقول كتابهم عنهم وركزت على الأخطاء العلمية في الكتاب المقدس ... والآن ما رأيكم في هذه العقيدة هل هي عقيدة سليمة أم باطلة

الثلاثة وهم يضحكون : طبعاً باطلة
فقلت في نفسي " حتى الكفرة يرفضون دينكم يا نصارى " فتابعت

أحمد : ولكن هذا الشخص الذي يعبدون موجود عندنا في كتابنا فهو لم يكن إلا رسول من عند الله يدعو قومه إلى عبادة الله الواحد ولم يأتي في كتابهم أي لفظ على لسانه يقول أنه إله بل يقول لهم انا غير الرب والرب هو الذي أرسلني وكذلك يبشرهم برسول يأتي من بعده وهو رسول الإسلام

أحمد متابعاً : والآن سوف أتكلم عن معتقدات أخرى وأخت في التكلم عن يغوث ويعوق ونسرا وكيف كانوا رجال صالحة وبعد موتهم بفترة قاموا بوضع أوثان لهم ومع مرور الزمن عبدوهم واعتقدوا أنهم ينفعون ويضرون وكذلك قصة ابراهيم عليه السلام وأوثان قومه حينما قال لهم ألا تأكلون ما لكم لا تنطقون وكسرهم جميعاً إلا كبيرهم وباقي القصة التي تعرفونها . وهم يتابعون بعناية شديدة

مازلت اتابع : فهل من يعبدون الأصنام على دين حق ؟

اثنان في صمت وسون سون يقول : ليس بحق
شينج : وما يريك فقد يكونوا ينفعون ويضرون
أحمد : ولكنهم عجزوا أن يدافعوا عن أنفسهم
شينج : هذه رموز للآله وليس آلهة
أحمد : وهل يحتاج الله إلى ترميز ؟ الله يجب ألا يكون مثله شيئ أبداً ولا يمكن أن تحتويه جدران فهو يجب أن تكون فيه صفات الكمال وإلا فهو لا يستحق العبادة
شينج بشيئ من العصبية : وما هي هذه الصفات
أحمد : كلي القدرة العلم الرحمة الغفران العزة الجبروت بعيد عن المحدودية والتمثيل والتكييف والترميز ليس كمثله شيئ لا تدركه الأبصار وهو يدركنا بصير بعباده سميع لهم ملك الملوك يذل تحت قدرته الجبابرة ويلجأ إليه المحتاج ، معز ، مذل ، واحد لا ثاني له ليس له زوجة ولا ولد كائن قبل كل شيئ لا يخفى عليه شيئ لا في الأرض ولا في السماء

وقبل أن أطلب رأيهم قلت هل أتابع ؟
الجميع : نعم تابع

أحمد : وماذا عن دين يدعوا إلى عبادة هذا الإله ؟ يدعوا الناس إلى ترك عبدة البشر والأصنام والشيطان وكل هذا ويدعوا إلى عبادته وحده ، خلقهم وخلق لهم عقل يفكرون به ليهتدون إليه وتركهم ليختاروا / إما عبادته وحده فيجازيهم بعد الموت بجنة وإما عبادة غيره فيعاقبهم بنار لا يطلب منهم إلا توحيده والاقرار بوحدانيته وألوهيته وربوبيته والخضوع له فيشهدون ان الإله الحق وحده لا شريك له ويشهدون برسوله الذي بعثه إليهم وأعطاهم الشرائع .

سينج يا في : وماذا يقول رسول الله عن الله
أحمد : بدأت في سرد قصة الرسول من لحظة ولادته وحتى لحظة وفاته ووصاياه وموقف الصحابة حتى أدمعت عيناي وبكيت حتى انتحبت دون أن أدري فقلت لهم ألا يستحق هذا الرجل أن يكون الأعظم في حياة البشرة

سون سون و سينج يا في : نعم هو كذلك
سون سون : هل تحب محمد أكثر أم ربك

أحمد : لا يمكن أن أكون مسلم حتى يجتمع في قلبي حب الله وحب رسوله فأنا أحب الله فهو ربي يطعمني ويسقيني ويرشدني ويقويني ويرحمني ويعفوا عني ويتجاوز عن سيئاتي فما أن أقول أستغفر الله حتى يغفر لي وما أقول له يا رب أرحمني حتى يرحمنى وأحب رسول الله الذي أرسله الله رحمة للعالمين فأخرجنا من ظلمات الشرك وعبادة الأوثان وعبادة العباد إلى عبادة رب العباد الواحد فداه أبي وأمي وروحي ومالي وأبنائي

شينج :نحن نطلب من بوذا ويعطينا

أحمد : تخيل أنك في البحر ومعك بوذا في قارب ، وهاج البحر وبدأ القارب في الغرق فلمن ستلجأ ؟
شينج : بوذا
أحمد : وإذا تغطى القارب وسقط بوذا في الماء ورأيته يغرق ألا زلت ستطلب منه أن ينقذك ؟
أحمد متابع بعد أن صمت شينج : لقد عجز بوذا عن انقاذ نفسه أو حتى رمزه فكيف بك ؟ كان الأولى أن تدعوا القوي الحي الذي لا يموت القادر على انقاذك ، إن لحظة الغرق ستعرف أن بوذا لا يفيد وأنك تطلب من داخلك قوة روحة هذه القوة التي تطلبها النابعة من داخلك هي الله ، أنت تطلب الله يا شينج .

سينج يا في : وماذا قال ربك عن بوذا ؟
أحمد : نفس الشيئ الذي قلناه في قصة ابراهين ويغوث ويعوق ونسرا / إن بوذا كان رجل مفكر وفيلسوف ولكنه لم يقول أنا إله إبدا وأنا قرأت تعاليمه كلها ولم أجد فيه قول واحد يدعو فيه إلى عبادته بل ولا الى عبادة الله ولكن ما حدث هو نتيجة مرور الزومن كما حدث في موضوع النصارة والمسيح التي تحدثنا عنها .

أليس ما أقول حقاً وأتمنى أن تحكموا عقولكم

يتبع بعون الله