في بداية مراحل التركيب احتاج الأمر إلى نوع من الآلات لرفع الماكينات ، وهي آلة ذات سنين أماميين ترفع الأشياء الثقيلة ، هذه صورة لمثلها


وهذه الآلة لها صوت مرتفع ، ويتم ايجارها بالدقيقة ، فكل دقيقة عمل مقابل مبلغ معين
أذن العصر أثناء العمل فطلبت من صاحب الماكينة أن يوقف محركها ، وعلى الرغم من اعتراضه إلا أنني أصريت على ذلك ، فأوقفها وهم مستغربون لماذا فعل ذلك فأشرت إليهم أن هذا شيئ مقدس وعلى الرغم أنهم يتكلمون الصينية فقط إلى أن فيهم واحد يتكلم الانجليزية بركاكة ففهموا أن الأمر وصمتوا ، وبعدها توجهت إلى الماء وتوضأت وهم يراقبون ذلك وناديت في صاحب الآلة ليتوضأ فقال أنه لا يصلي فقلت له يجب أن تصلي لكي تكون واجهة مشرفة للإسلام أمام هؤلاء ، ففعل ما أردت منه ، وصليت به العصر في خشوع ، وبعدها اكملنا العمل حتى اذان المغرب وكررنا الوضوء والصلاة وهم يراقبون ذلك باحترام .

وعندما أردت أن أعطي صاحب الآلة حقه رفض أن يأخذ ثمن الدقائق التي كنا فيها نصلي ، وأخبرني أنه فخور بما فعلنا وأنه يتمنى أن يكونوا مسلمين ، ودار بيني وبينه الحوار التالي :

صالح : لن آخذ مال مقابل وقت تقربت فيه إلى الله
أحمد : ولكنه حقك
صالح : أتركه لله
أحمد : بارك الله فيك وعوضك خير منه

صالح : لماذا تفعل هذا فقد كان من الممكن أن تدخل وتصلي وترجع
أحمد : أردت أن أريهم اننا لنا أوقات نعبد فيها الله ونترك أي عمل يلهينا عنها
صالح : وماذا تستفيد
أحمد : نحن مأمورون بالجهاد كما نحن مأمورون بالصلاة والزكاة والحج والصوم ، فإن كنا عاجزين عن الجهاد بالبندقية فعندنا سبيل أخرى وهي الدعوة باللين فقد قال رسولنا الكريم " والله لئن يهدي الله بك رجل واحداً خير لك من حمر النعم " وهذا أقل ما يمكن فعله
صالح : ولكن لا أحد يفعل هذا في هذه الأيام فقد تركوا الصلاة والزكاة وكل هذا .

أحمد : هل سيحاسبنا الله جميعاً أم سيحاسب كل واحدة على حدة
صالح : بل كل على حدة
أحمد : فلست مسئول إلا عن نفسك واجمع بنفسك لنفسك كي تجد ما تقول أمام ربك يوم الحساب
صالح : ولكن هل ترى فيهم رجاء ؟
أحمد : المهم عندي هو أنت ن فأنت من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، والأجدر أن أبين لك ما أنت فيه من خطر فترك الصلاة والايمان لا يجتمعان
صالح : أنا لا أنكرها

أحمد : ولكنك لا تؤديها ألم تسمع قول الله تعالى " إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا " ولم تسمع قول الرسول صلى الله عليه وسلم " بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة". ألم تعلم ان الأقوام ما تركت ما أمرهم به الرسل إلا بأن تركوا الصلاة (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) .
صالح : هل أنت شيخ ؟

أحمد : لا ولكن أنا مسلم بسيط وكل مسلم يجب أن يعلم هذا عن دينه .
صالح : أريد مصادقتك
أحمد : أنا طالب علم في مدرسة أسمها " منتديات البشارة الإسلامية " يمكنك أن تلتحق بالمدرسة على الإنترنت وستجد هناك أساتذة ومشايخ أفاضل .
صالح : أنا لا أجيد استخدام الإنترنت
أحمد : هذا رقم هاتفي ........ يمكنك أن تتصل بي في أي وقت وأنا تسعدني أخوتك ولكني أريد منك عهداً

صالح : هو لك
أحمد : الحق هو ليس عهد لي ولكنه عهد لله ، ألا تترك الصلاة أبداً
صالح : إن شاء الله لن أتركها أبدا فجزاك الله خيراً .

وانتهى الحديث مع صالح ولله الحمد على ما أعطى

في اليوم التالي كانت الأمور تسير على نفس الوتيرة ولم يكن هناك مترجم واللغة الموجودة هي لغة الإشارة ، وجاء الفرج في اليوم الثالث فقد جاء المترجم أخيراً

يتبع ..