كتاب جديد يكشف فظائع ضد السكان الأصليين
فعل الإسرائيليون بالفلسطينيين ما فعله الأمريكيون بالهنود الحمر
لماذا اسبدلت "سنغ سوك" الفتاة الهندية اسمها باسم "جنيفر"
فكرة أمريكا قامت على أساس احتلال أرض الغير بالقوة واستبدال شعب بشعب وثقافة بثقافة
كان هدف التعليم في أمريكا أن ينظر الهندي بمشاعر الاشمئزاز الى هنديته!
الإنجليز الذين احتلوا أمريكا كانوا مهووسين بأكل لحوم الهنود
المستوطنون كانوا يريدون تحقيق فكرة أمريكا المستعارة من فكرة إسرائيل التاريخية

مذابح الهنود الحمر أمريكا( أحبوا
من يقرأ هذا الكتاب: "أمريكا والإبادات الثقافية" لمنير العكش، يعرف لماذا كل هذا الحب العظيم الذي تكنه الولايات المتحدة الامركية للدولة العبرية، أو يعرف، على الأقل، أحد أسباب هذا الحب، فالامريكيون الذين قضوا على سكان امريكا الأصليين، وكانوا يعدون بالملايين، يرون في ما يفعله الاسرائيليون بالفلسطينيين صورة شبابهم الذي انقضى، وما فعلوه بالهنود الحمر، كل منهما مستوطن، أو مستعمر استيطاني، على الاصح، مهاجرون بيض من أوروبا اقتلعوا شعبا ملونا من ارضه وحلوا محله، تماما كما اقتلع اليهود القادمون من اوروبا ايضا، شعبا آخر من أرضه وحلوا محله.
فعلى مدى خمسمائة سنة تعرض هنود أمريكا لحملات غزو اسبانية وبرتغالية وفرنسية وهولندية وانجليزية سلبتهم انسانيتهم، وأنزلت بهم فنونا عجيبة من القتل والتدمير، ونظرت الى حياتهم ولغاتهم وأديانهم باحتقار، لكن الانجليز وحدهم كانوا الأكثر عنجهية وعدوانية واصرارا على تدمير الحياة الهندية واقتلاعها من الذاكرة الانسانية. وحدهم جاؤوا بفكرة مسبقة عن أمريكا نسجوها من لحم فكرة اسرائيل التاريخية: فكرة احتلال أرض الغير، واستبدال شعب بشعب، وثقافة بثقافة وتاريخ بتاريخ. فاستنسخوا بذلك احداثها، وتقمصوا أبطالها وجعلوها قدرهم المتجلي.

هذه الفكرة هي التي أرست الثوابت التاريخية الخمسة التي رافقت كل تاريخ أمريكا:

- المعنى الاسرائيلي لأمريكا.

- عقيدة الاختيار الالهي والتفوق العرقي والثقافي.

- الدور الخلاصي للعالم.

- قدرية التوسع اللانهائي.

- حق التضحية بالآخر.

وقد سلخت هذه الفكرة جلدها من حقبة الى حقبة، وجددت لغتها من جيل الى جيل، وطورت معاذيرها مع كل تطور جديد كالثورة الصناعية، ومع كل نظرية علمية جديدة كنظرية التطور. لكن جوهرها ومعناها وأهدافها لازمت المستعمرين الانكليز وقناعاتهم وتاريخهم وسياساتهم، واستحوذت على ألبابهم وعقولهم. كذلك ظلت حوافز هذه الفكرة وحروبها «الخيرية»، ورسالتها الحضارية واحدة لا تحول ولا تزول: انعاش الاسطورة، اسطورة «لعنة كنعان» التي نسجها بدو رعاع متسيبون حاقدون على كل حضارات عصرهم. نسجوها من هاجس نهب هذه الحضارات باهلها وارضها وسمائها، وأورثوا الانجليز عنجهية «الجلاد المقدس»، وأبلغ آداب «مسخ الآخر»، و«عبادة الذات»، وتقديس الجريمة.
يروي مؤلف الكتاب الدكتورمنير العكش وهو مدرس في احدى الجامعات الامريكية الواقعة التالية: "لم يكن لفرحي حدود وأنا أرى بين طلاب الفصل الدراسي الجديد فتاة من سكان امريكا الاصليين لا تخطئ العين ملامحها "الهندية" برغم شعرها القصير ومظهرها "الأبيض" المبالغ فيه. كانت في السادسة عشرة وكان اسمها الاول "سنغ سوك".. ولدهشتي، فانني حين ناديتها باسمها لم تجب ولم ينفع النداء الثاني، بل زاد وجهها شحوبا واضطرابا وزادني حرجا.
ومع انتهاء المحاضرة دنت مني وقالت وشفتاها ومنخراها يرتجفان: أرجو أن تناديني جنيفر، هل يزعجك ان تناديني جنيفر؟ لا أريد أحدا ان يناديني "سنغ سوك"!
ويضيف المؤلف: قرأت الكثير عن ظاهرة الخوف من الذات، وكراهية الذات، والعنصرية ضد الذات، وعن الارهاب الثقافي والنفسي الأبيض الذي جعل بعض السكان الاصليين يعتبر هويته كابوسا، ويجاهر بالقول: أتمنى لو أنني لم أخلق هندياً! ولكن وجه الفتاة وهي تدعوني الى ان اناديها باسم انجليزي ذي أصول أوروبية وليس باسمها الهندي، كان أبلغ من أي كتاب، انه سرد حي لفصل مأساوي آخر من فصول "فكرة أمريكا" - فكرة احتلال أرض الغير واستبدال شعب بشعب وثقافة بثقافة، حتمت على هؤلاء الاستياء الذين نجحوا بأعجوبة من أطول حرب وأدمى إبادة في التاريخ البشري أن "يتطهروا" من اسمائهم وأخلاقهم وثقافاتهم وأجسادهم ويمثلوا دور الموتى!
في سياق هذه الجراحة الدماغية تركزت حرب الابادة على الأطفال الهنود وعقولهم. يحقن الطفل باحترام الدولة الامركية وعلمها ورموزها وبضرورة أن يحارب من أجلها. ويدرب على الايمان بفكرة "القدر المتجلي" الذي قضى بزحف "الحضارة" فوق كل أراضي وأرواح الهنود.
هنا يتعلم الطفل أن ما جرى لأهله وبلده كان مواجهة بين بربرية وحضارة، وان لا خيار أمامه ولا أمل لديه إلا بالإذعان. وبالفعل فقد نشرت احدى الدوريات الأمريكية سنة 1882 مقالا بعنوان: كيف يمكن للهمج ان يتحضروا، ذكرت فيه ان هدف تعليم الهنود هو أن ينظروا بمشاعر الاشمئزاز الى هنديتهم!
وتماما كما فعل الاسرائيليون في فلسطين، تعلم الطفل الهندي في المدرسة ان ما جرى لبلاده التي سلبت منه، ولقومه الذين أبيدوا كان من نعم الله، عليه ان يتعلم ان هذه البلاد (أمريكا) وطن أسسه حجاج قديسون ورعاة مسالمون تجشموا مخاطر الابحار في المحيط ابتغاء مرضاة الله ونزولا على ارادته، وان هذه البلاد لم تكن قبل مجيء الانسان الابيض الا مجاهل تسكنها الوحوش وكائنات ما دون البشر لا تختلف عن تلك الوحوش.. اليست هذه النظرة هي نظرة الاسرائيليين الى جيرانهم الفلسطينيين والعرب؟
ويحدثنا الكتاب على استباحة أجساد الهنود، وأكلها عند الضرورة. تقول الشاعرة الهندية كريستو في قصيدة لها:
حدثيني يا جدتي العجوز أن كل من شاورتهن
من بنات جنسنا يخفن أن يكن هنديات
لأن رجلا أبيض اغتصبهن
أو قتل اخاهن
أو طاردهن في الطرقات
أو أهانهن، أو فعل كل هذه الموبقات بهن
هذا خبزنا، خبز البغضاء
نأكله منذ مجيء الانسان الأبيض كل يوم
حتى أنا صرت أكره في بعض الأحيان أن أكون هندية!

وترى باحثة أمريكية ان الانجليز الذين احتلوا امريكا كان لديهم هوس بأكل لحوم الهنود. فعندما كانوا يجوعون كانوا يلجأون الى تصفية كل هندي يصادفونه في طريقهم ويأكلون لحمه.(يطبقون كلوا لحمي و اشربوا دمي)
ويقول الباحث ان المستوطنين البيض قضوا على أكثر من 400 أمة وشعب كانوا يعيشون قبل الغزو الأبيض في ما يُعرف اليوم بالولايات المتحدة الامريكية. لقد "اختزلوهم" الى ربع مليون كنعاني حكم عليهم شعب الله بالفناء أو بالعبودية. وعندما وضع الهنود اسلحتهم واستسلموا لمخدرات اتفاقيات السلام، كانت وجهة نظر المستوطنين البيض هي التالية: "لقد انقضى عهد الحرب مع الهنود. ما نحتاج اليه اليوم هو جيش مسيحي من المعلمين. هذا هو الجيش الذي سيربح الحرب. اننا سنقضي على البربرية، ولكننا سنفعل ذلك بالقضاء عليهم بربرياً بعد بربري. سنغزو عقل كل فرد منهم، كل ذكر، وكل انثى، وكل طفل، وسنعلمهم الحضارة. سنقهر الهنود ونسحق هنديتهم بجيش من المعلمين المسلحين بالأفكار، ونحقق انتصاراتنا بالتدريب الصناعي وبإنجيل المحبة وإنجيل العمل".
في خمسينيات القرن الماضي بدأت جامعة كاليفورنيا في بيركلي بإجراء ابحاث حول الهنود الحمر خلصت منها الى ان عدد سكان أمريكا زمن كريستوف كولمبس كان يزيد على مئة مليون. وقد قدر بعض الباحثين ان العدد كان في حدود 112 مليوناً بينهم 18 مليون ونصف المليون في اراضي ما يُعرف اليوم بالولايات المتحدة الامريكية (لم يبق منهم في نهاية القرن الماضي سوى ربع مليون). وبمقارنة سريعة مع نسبة الزيادة السكانية التي طرأت على الجزيرة البريطانية بين ايام كولمبوس (4 ملايين) واليوم (58 مليونا) فان عدد السكان الاصليين في حدود ما يُعرف اليوم بالولايات المتحدة كان يجب أن لا يقل اليوم عن 270 مليون انسان لو لم يتعرضوا للإبادة.
ويقول الباحث ان تاريخ المنتصرين يصفهم "بالقبائل" وليس بالأمم والشعوب. في حين أن معظم المصادر الأولى تتحدث عن أمم أو شعوب هندية وليس عن قبائل. في عام 1828 سافر عالم الاحياء الفرنسي جان لوي برلاندييه عبر تكساس، فلاحظ ان الــ 52 أمة هندية التي تعرفت عليها بعثة لاسال قبل حوالي 150 سنة، قد أبيدت نهائيا، ومحي ذكرها باستثناء أربع أمم فقط.
على ان ابادة الهنود (ما أمكن ابادتهم) واستباحة أجسادهم لم تكن إلا البداية. ان استباحة الجسد وتدمير المظهر الخارجي والهوية الثقافية للطفل الهندي في معسكرات تعذيب سميت زورا بالمدارس، كانت مقدمة لازمة لاقتلاع دماغ هذا الطفل واستبداله بدماغ أبيض عامر بذاكرة الغزاة ولغتهم وملكة حكمهم ومزاجهم وأخلاقهم ودينهم. قال يومها أحد هؤلاء المستوطنين: "لا أظن أبدا أننا سنقهر هذا البلد ما لم نكسر عظام عموده الفقري التي هي لغته وتراثه الروحي"!
وعلى مدى خمسمائة سنة تعرض هنود أمريكا لحملات تبشير اسبانية وبرتغالية وهولندية وانجليزية نظرت كلها الى حياتهم ولغاتهم وأديانهم باحتقار، ووحدت بين المسيحية وثقافة الانسان الأبيض. لكن مبشري الكنائس الانجليزية كانوا الأكثر عنجهية وعدوانية واصرارا على تدمير الحياة الهندية. لقد تفردوا بأن "كنعنوا" هؤلاء الهنود ثم سقوهم كأس الهدى مترعا بالاساطير العبرانية.
وكان هناك تدمير منهجي مقصود وذلك لتحقيق أهداف سياسية أو عسكرية أو دينية أو ايديولوجية أو عرقية أو عنصرية.
وهي أهداف شكلت الوقود الدائم لفكرة أمريكا، ولازمت الغزو البريطاني لاستراليا ونيوزيلندة ومئات الجزر التي أبادوا أهلها ودمروا ثقافتها.
ثم جاء المبشرون ليقطفوا ثمار من نجا من مذابح الجسد. جاؤوا على غرار المستوطنين مشحونين بتصورات عبرانية متجذرة في الثقافة الادبية الانجليزية الذين خلقهم الله ليتسلى شعبه المختار بقتلهم واستعبادهم، تصورات محورية في لاهوت الكنيسة الانجليزية يرضعها كل ابناء الانجليز من المهد الى اللحد.
ويذهب المؤرخ جيمس اكستل الى القول ان ما سعى اليه المبشرون هو أن لا يكون هؤلاء المنتصرون الجدد من الهنود شيئا أكرم من عبيد شاحبي الوجوه يستجدون لقمة عيشهم من التراب!
اما المستوطنون فكانوا لا يريدون اقنانا ولا عبيدا ولا عملاء. كان لهم هدف أنبل هو تحقيق فكرة امريكا المستعارة من فكرة اسرائيل التاريخية، فكرة احتلال ارض الغير واستبدال شعب بشعب وثقافة بثقافة. ففي شهادة مؤلمة رواها أسقف روسي نشهد كيف أن هذه الخراف الضالة التي طمعت في خلاص أرواحها في الآخرة وخلاص اجسادها في الدنيا، صارت فريسة سهلة لفكرة قديسي أمريكا.
في الكتاب وثائق كثيرة عن القتل والتنكيل والاضطهاد الذي لحق بالهنود الحمر على يد المستوطنين الاوروبيين، وبخاصة الانجليز منهم. من هذه الوثائق ان المستوطنين اطلقوا النار على أجساد هنود منطقة تُدعى "كومانشة" وسلخوا فروات رؤوسهم، ومها الاذان وكل شيء. ثم قطعوا قطعة صغيرة من جلد كل ثدي. وفي المساء جاء الدكتور روفوس شويت ومعه أحد الضباط، وصبيان زنجيان فقطعوا رؤوس القتلى ووضعوها في كيس من الخيش، وأخذوها للسلق بقصد اجراء دراسة علمية.. وبعد منتصف الليل سمعنا عواء الذئاب التي حملت اليها ريح الليل رائحة "اللحم" من بعيد. كانت تتزاحم وتتشابك وتتكالب وتعوي فوق هذه الوليمة من أجساد البشر. أما هؤلاء البرابرة فكانوا - كما رأيتهم بعيني - يرقصون احتفالا بما صنعته ايديهم.
وعندما حان وقت العشاء في المعسكر ناداني الضابط ميلر من بعيد انا والميجور ماوك وقال:
- تعالا لدينا شيء طيب..
قال ميلر: وما هو؟
فأجاب: حساء.
ولاحظنا مغرفتين تغرفان من القدر، وأخذنا بصحنينا غير مرتابين بشيء حتى وصلنا الى القدر ونظرنا. ويا للهول! رأينا رأسين مسلوخين لهنديين من هنود "الكومانشية" ما تزال خطوط الاصباغ على وجهيهما، بينما كانت عيونهما مفتوحة تتأرجح من الأسفل الى الأعلى وتعلو فوق هذا القرف، ثم تختلط مع فقاعات الحساء الدموي.
ومن هذه الوثائق ايضا وثيقة عن جائزة مالية لقطع الرؤوس نشرت كإعلان رسمي في جريدة: "نُعلن هنا ان سكان مدينة فيلادلفيا تبرعوا بمبلغ 700 دولار سيمنح كمكافأة لأي شخص أو مجموعة أشخاص يجلبون رأسي شينفاسي وكابتن جاكوبي زعيمي هنود أمة الدولاوير، أو 350 دولارا لكل رأس منهما على أن يتم التأكد فعلا من حقيقة أن الرأسين هما فعلاً لشينغاس وجاكوبي!
وفي ختام الاعلان ورد التالي: ملاحظة: من المتوقع زيادة المكافأة قريباً!
ويقول الباحث الدكتور منير العكش ان نجاح فكرة امريكا في العالم الجديد يشكل مثالا طيبا يمكن تكراره حيث ما اشتهى شعب الله، فالارض "صحن من اللحم موضوع على المائدة يقطع منه الانسان الابيض ما يشتهي. وما تحقق في كنعان المجاز ليس الا خطوة على طريق كنعان الحقيقة: فلسطين والعالم العربي".مذابح الهنود الحمر أمريكا( أحبوا
http://www.raya.com/site/topics/arti...1&parent_id=36

l`hfp hgik,] hgplv td Hlvd;h( Hpf,h Hu]hz;l)