يسوع يبتز الناس بحجة الفقراء


يوحنا 12
فأخذت مريم منا من طيب ناردين خالص كثير الثمن، ودهنت قدمي يسوع، ومسحت قدميه بشعرها، فامتلأ البيت من رائحة الطيب 4 فقال واحد من تلاميذه، وهو يهوذا سمعان الإسخريوطي، المزمع أن يسلمه 5 لماذا لم يبع هذا الطيب بثلاثمئة دينار ويعط للفقراء 6 قال هذا ليس لأنه كان يبالي بالفقراء، بل لأنه كان سارقا، وكان الصندوق عنده، وكان يحمل ما يلقى فيه 7 فقال يسوع: اتركوها إنها ليوم تكفيني قد حفظته 8 لأن الفقراء معكم في كل حين، وأما أنا فلست معكم في كل حين .


في واعقة شاذة جنسياً وجد تلاميذ يسوع عاهرة من العاهرات تتقدم مسرعة ومتجهة إلى أرجل يسوع وهي حاملة الطيب غالي الثمن والذي يقدر ثمنه بثلاثمائة دينار دفعتهم من مالها الخاص الملوث بالدعارة لتسكبه على قدميه وتدلك به لحمه لتفوح رائحة الطيب منه .. فاشمئذت التلاميذ من يسوع لتركه لهذه العاهرة بالعبث في جسده دون أي خجل أو حياة أو احتراماً لوجودهم إلا أن استمتاع يسوع بذلك وطبيعة عملها كعاهرة فرضت نفسها على الموقف .


استنفر يهوذا المسكين والمغلوب على أمره من هذا الوضع الشاذ فأعلن بكل أدب وعقل أن ما تفعله العاهرة مع يسوع وما يفعله يسوع مع العاهرة هو إهدار للمال وتبديد ثلاثمائة دينار في ما لا ينفع وأن هناك من الفقراء من يحتاج لدينار لإطعام أولاده أو كسوتهم من البرد أو جلب دواء لمريض لهم أو إطعام أب أو أم مُسنة ... إلا أن يسوع رفض العطف على الفقير لأنه أولى منهم ومتعة التدليك التي تؤديها العاهرة له ألذ وأطعم من التصدق على الفقراء لأن الفقير باقي بفقره أما يسوع فراحل ، لذلك يتحصل يسوع على اكبر قدر من تعاطف العاهرات له قبل رحيله (متى 21:31 ).

لم ينظر كاتب إنجيل يوحنا إلى الناحية الإنسانية الصحيحة من كلام يهوذا بل اتهمه بالسرقة .. فلا نعيب على كاتب إنجيل يوحنا حول تعقيبه على كلام يهوذا لأنه كاتب جاهل (1كو 1:27) وعدم العلم (اعمال الرسل 4 : 13).. فلا غرابة من أقوال الجهلاء .

ولكن لو نظرنا لتعقيب كاتب إنجيل يوحنا ليهوذا نجد أن هناك إدانة واضحة ليسوع حيث أنه يستخدم صندوق نذور ليبتز به الناس بحجة أنه يجمع أموال للفقراء ... ولكن في الحقيقة نجد أن يسوع هو اداة يستخدمها تلاميذه للتسول بيسوع لإبتزاز الناس وإنفاق هذه الأموال على أنفسهم لأنهم ثلاثة عشر فرد عاطل بلا عمل وليس لديهم مصدر رزق فاحترفوا مهنة التسول .


يو 12:6
قال هذا ليس لانه كان يبالي بالفقراء بل لانه كان سارقا وكان الصندوق عنده وكان يحمل ما يلقى فيه .


لقد أكد مُفسرين إنجيل يوحنا إدانة يسوع بطريقة غير مباشرة حيث أن يسوع وتلاميذه كانوا يحملون صندوق كبير يطوفون به على الناس لجمع الأموال والتبرعات تحت اسم الفقراء ، إلا أن يسوع كان يخاف من تلاميذه لأن اليهود كانت تكرهه وكان يمشي بينهم متخفياً خوفاً منهم (يوحنا 11:54 ).. فخاف يسوع أن يبيعه التلاميذ لليهود فكان يترك لهم الصندوق بما يحتويه من أموال لأغراضهم الشخصية حيث قال القديس أغسطينوس : يسوع سمح ليهوذا حمل الصندوق بما فيه من أموال حتى لا يكون له عذر في بيع سيده .


يو 13:29
لان قوما اذ كان الصندوق مع يهوذا ظنوا ان يسوع قال له اشتر ما نحتاج اليه للعيد . او ان يعطي شيئا للفقراء


يقول القديس يوحنا الذهبي الفم :- ظن التلاميذ أن السيد قال له: "اشترِ ما تحتاج إليه للعيد". واضح أن ذلك حدث في الليلة السابقة للفصح، لأن التلاميذ يعلمون تمامًا أنه لا يوجد شراء أو بيع في يوم عيد الفصح. ربما ظنوا أنه يشتري حملاً ليُقدم في يوم عيد الفصح، أي في اليوم التالي... انتهى كلام يوحنا الذهبي .


فكيف يدعي يسوع أن هذا الصندوق مخصص لجمع المال للفقراء ولكن في الأصل نكتشف أن يسوع يستغل هذا المال لإنفاقه على نفسه وتلاميذه بغرض حماية نفسه منهم ؟ حيث أنه أعلن وأمر وأباح ليهوذا بأخذ المال الموجود بالصندوق لشراء ما يحتاجونه هو وتلاميذ للعيد بقوله : [اشتر ما نحتاج اليه للعيد] ... فقوله (ما نحتاج) وهي تعني يسوع وتلاميذه لأنه لم ينسب المشتريات ليهوذا وإلا لقال [ما تحتاجه] .


فهل ترك يسوع للصندوق في ايدي تلاميذه لإنفاق ما به على أنفسهم هي رشوة مُقنعة ومن خلالها ما كان يحق ليهوذا أن يتفوه بإقحام الفقراء في مثل هذا الموقف واحترام العاهرة في آن واحد؟